منتدى الأجنحة الحرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من يتحمل وزر الخطيئة(قصة من الواقع )

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
SHORT_LIFE
مشرف جناح



ذكر
عدد الرسائل : 67
العمر : 40
المكان : ALEPPO
تاريخ التسجيل : 23/10/2007

من يتحمل وزر الخطيئة(قصة من الواقع ) Empty
مُساهمةموضوع: من يتحمل وزر الخطيئة(قصة من الواقع )   من يتحمل وزر الخطيئة(قصة من الواقع ) Icon_minitime23/2/2008, 12:50 pm

امتهنت الدعارة عندما كان عمرها اثنتي عشر عاماً وسبق لها إحدى عشرة سابقة أخلاقية قبل أن يحكم عليها بالسجن لمدة عامين مؤخراً..
الدعارة هذا المصطلح الذي طالما سمعناه يتداول في جميع دول العالم، ومنذ أقدم العصور حتى الآن... مصطلح أو مفهوم يستحق منّا أن نقف عنده وقفة جادة لنبحث في الأسباب التي جعلت من الدعارة مهنة تمتهنها بعض الإناث.
لاسيما وأنها مهنة لا تحتاج الى علم أو ثقافة أو حتى رأسمال! فرأسمالها الحقيقي هو الجسد! وتصبح الدعارة تجارة وضيعة على الرغم من المردود المادي الوفير الذي يمكن الحصول عليه منها لكل من عمل في هذه التجارة التي أصبح اسمها في العصر الحديث (تجارة الرقيق الأبيض)! ونقول وضيعة لأنها تهين الكرامة الانسانية التي هي أسمى شيء يمتلكه الانسان.
ومن الجدير بالذكر أننا لا نستطيع حصر المسؤولية في عامل واحد، وانما هي مجموعة مختلفة من العوامل تتضافر فيما بينها لتدفع الأنثى لامتهان الدعارة. فهل المسؤولية تنحصر في تدني المستوى المعيشي؟! أو بمعنى أدق الفقر؟ أم الوضع الاجتماعي المتردي؟ أم المستوى التعليمي والتثقيفي المعدوم أو المتواضع جدا؟ أم نلقي باللوم على الجهات المسؤولة عن نشر التوعية والحض على التمسك بالقيم العليا والمثل السامية والأخلاق الفاضلة التي من المفترض أن المجتمع متمسكاً بها؟ أم هي الاعتقادات البالية التي لاتزال رواسبها في المجتمع مستمرة بالرغم من التقدم الفكري الذي وصل اليه المجتمع؟
أم هو التفكك الأسري؟ أم هو اهمال المناطق الريفية النائية التي تحتاج الى تنمية على جميع المستويات؟ أم هي ظاهرة مرضية مستعصية لم يستطع الطب (الجهات المسؤولة) أن يجد لها العلاج على مر العصور؟
إن كل ما سبق ذكره من عوامل دافعة لامتهان الدعارة نجده متوفراً في وضع هذه الفتاة التي التقيتها في سجن للنساء، أثناء قيامي بدراسة عن الأسباب التي توصل المرأة الى السجن. وقد استوقفتني قصة هذه الفتاة لصغر سنها! فهي من مواليد عام 1982! ومن إحدى قرى محافظة حلب.
امتهنت هذه الفتاة الدعارة عندما كان عمرها اثنتي عشر عاماً وسبق لها إحدى عشرة سابقة أخلاقية قبل أن يحكم عليها بالسجن لمدة عامين مؤخراً.
إنها فتاة من أسرة مؤلفة من أب كان يعمل عامل تنظيفات قبل أن يصاب بحادث أدى إلى كفه عن العمل ليجلس في البيت عالة على أسرته، ومن أم هي الآن مطلقة - وكانت قد تزوجت بعد أن بلغت سن العنوسة في عرف القرية (عشرون سنة) - تاركة وراءها ثلاث فتيات وثلاثة ذكور! لتجد الفتيات أنفسهن أمام أب لا حول له ولا قوة، يقول لبناته: أخرجن للعمل كي تنفقن على أنفسكن وعلى أخوتكن الصغار! فما كان أمام هذه الفتاة التي أغلقت في وجهها، على حد تعبيرها، جميع أبواب الرزق سوى الدعارة التي لا تحتاج لتعلم! فقد تزوجت زواجا عرفياً من رجل "مستثمر" في هذا المجال! فقد سبق له أن تزوج خمس أو ست مرات من فتيات لاستثمارهن تحت شعار عقد هو عقد الزواج العرفي! وعندما حملت -بدون قصد منها- وهي تعمل في فندق من فنادق دمشق، لم تشعر بحملها الا بعد مضي عدة أشهر، فاضطرت للاستمرار في حملها لعدم تمكنها من الاجهاض.. فأنجبت طفلاَ ذكرا! عندها تخلى عنها "زوجها"، أو بشكل أصح "الرجل المستثمر" لأنها، على حد تعبيره، لم تعد صالحة للعمل!
في الوقت ذاته كانت شقيقتها الأصغر قد نهجت الطريق نفسه بالزواج عرفياً من رجل من عائلة محترفة في مجال الدعارة.. وعلى مستوى "راق" كما تقول! فتعهدت أختها بتربية هذا الطفل لأنه سينفعهم في عملهم عندما يكبر! كما تقول الأخت. وسعت لأختها بزواج آخر بالطريقة نفسها!
الأمر الذي استوقفني طويلا في حواري معها أني وجدتها تفتخر بأن الذين كانوا يترددون عليها هم من شخصيات راقية ونافذة في المجتمع! وكانت حزينة لأنهم تخلّوا عنها بمجرد وقوعها! خوفا على سمعتهم من أن تلوّث! رغم "استمتاعهم الشديد معها" كما تقول!
وذكرت أيضاً أنها عندما فكرت، وهي بالسجن، مجرد التفكير بالتوبة والرجوع عما هي فيه بعد خروجها، حتى إن كان دخلها ضئيلاً من الحياة الشريفة التي نوت انتهاجها، فإن اختها قطعت عنها المصروف في السجن! وانقطعت عن زيارتها حتى تكفّ عن هذه "الأفكار السخيفة" التي ستقودها الى الجوع!
اما الأخت الثالثة فقد سلكت طريقا مختلفاً وهو السرقة! وهي الآن في سجن الأحداث، لم تتجاوز السادسة عشرة بعد!
الأخ الذكر يؤدي الخدمة الالزامية منذ ثلاث سنوات، وقد حكم عليه بالسجن لأكثر من مرة نتيجة لسلوكه المنحرف، وهروبه المتكرر من الخدمة! وهو الآن في سجن تدمر محكوم عليه بالسجن تسعة أشهر.
أما أخويها الصغيرين فلم تعرف ما هو مصيرهم! إذ تركتهم مع الأب قبل دخولها السجن! وهي لا تعرف عنهم شيئاً! وقلقها عليهما كبير جدا، أكثر من قلقها على طفلها الذي بدت غير مهتمة أو مكترثة لوجوده.
نعود للقول: من المسؤول عن وجود مثل تلك الفتاة في مجتمعنا، وهنّ كثيرات؟! ونحن لا نستطيع احصاء عددهن إلا من خلال المتواجدات في السجن لنفس السبب (الدعارة)! أما غير المسجونات فهن اللواتي لا يطالهن القانون لسبب أو لآخر!

والآن، ما هو المطلوب؟

هل المطلوب التشديد على الزامية التعليم وعدم السماح بالتسرب من المدرسة وخاصة من الاناث؟

أم المطلوب تحديد سن الزواج قانوناً وإلزام القاضي بعدم اتمام الزواج تحت السن القانوني (رغم علمنا بسهولة التحايل على مثل هذا القانون، وبطريقة قانونية أيضاً)؟!

أم المطلوب هو البحث في مشروعية وحرمانية الزواج العرفي؟

أم هو نشر التوعية بين صفوف الفتيات أن الزواج العرفي هو وهم مكتوب على الورق فقط؟!

أم بتعزيز دور المرشدات الاجتماعيات داخل السجون ليستطعن توجيه السجينات نحو الحياة الكريمة التي يمكن انتهاجها بعد السجن؟

أم بإعادة النظر في قانون الدعارة وتطبيقه على جميع العاملين في هذا المجال، وبدون استثناء؟

وهنا أؤكدعلى أهمية الاستفادة القصوى من فترة الحكم التي تقضيها النساء في السجن بتعليمهن مهنة يدوية توافق ميولهن، ليستطعن الاستفادة منها بعد خروجهن للحياة مرة أخرى. بل وتأمين عمل لهن تحت اشراف الجهات المسؤولة. ومتابعتهن بشكل مستمر. لأن الأطفال هم الضحايا لمثل هذا الوضع! والمجتمع يحمل وزر هذه الخطيئة!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بلقيس
عضو ذهبي
عضو ذهبي
بلقيس


انثى
عدد الرسائل : 452
الهوايات : الرسم \ العزف والاستماع للموسيقى
تاريخ التسجيل : 28/10/2007

من يتحمل وزر الخطيئة(قصة من الواقع ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من يتحمل وزر الخطيئة(قصة من الواقع )   من يتحمل وزر الخطيئة(قصة من الواقع ) Icon_minitime23/2/2008, 3:20 pm

بالبدايه اريد ان اشكرك على فتح هذا الموضوع الجريء
لقد تطرقت الى موضوع هام جدا وواسع وبلا شك انه خطير جدا ايضاا لان هذه الظاهره موجوده وتنتشر بشكل كبير في مجتمعاتنا وهي في تزايد مستمر
واذا أدى النقاش بهذا الموضوع بشكل جدي سيستغرق الكثير من الوقت ويطول الكلام لانه كما قلت هذه مشكله حقيقيه
واسبابها كثيره اهمها الاسباب او العوامل التي ذكرتها فهي كفيله بأن تكون دافع لانحراف الاطفال والمراهقين بشكل خاص بغض النظر ذكر ام انثى.
ولكن انا برأيي لا يقف اللوم على ظروف الحياه والحاجه للمال فقط انما اللوم الاكبر والاهم يقع على الاهل في عدم توعيه اولادهم بالشكل الصحيح للاسف ينسون بأن لديهم اطفال يجب ان تحصل على التربيه الصحيحه ,ولا يدرون بأن الطفل يتأثر بكل ما يراه في البيت وبالمشاكل التي تحصل في الاسره خاصه عندما يصل الطفل لجيل المراهقه وهو يعد جيل خطر ومتهور اذا لم يحصل على المتابعه والتوعيه والرعايه الكافيه من قبل الاهل لذلك نرى اغلبا لمنحرفين يكونو بهاذا الجيل تقريبا
لا ادري ما الحل للتخلص من هذه الظاهره فجميع الوسائل التي ذكرتها بالحقيقه هي اشبه بوسائل مساعده او وسائل للتوعيه وهذا شيء جيد يمكن ان يحد من عدد المنحرفين في هذا
المجال اما حل فعلي ليمحي هذه الظاهره نهائيا في المجتمع لا اظن بأنه يوجد حل فعال

اشكرك جزيل الشكر على هذه الموضوع القيم
تقبل مروري


بلقيسوو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود سبسبي
مشرف جناح
محمود سبسبي


ذكر
عدد الرسائل : 230
العمر : 38
الهوايات : السيف والدرع
تاريخ التسجيل : 07/11/2007

من يتحمل وزر الخطيئة(قصة من الواقع ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من يتحمل وزر الخطيئة(قصة من الواقع )   من يتحمل وزر الخطيئة(قصة من الواقع ) Icon_minitime24/2/2008, 12:22 am

أشكرك أخي SHORT_LIFE شكرا لك على هذا الموضوع القوي والتساؤل عن مشكلة في المجتمع.
ولكن أخي حل المشكلة لا يكمن إلا بالتوعية ليس لها فقط ولأمثالها، بل أقول لأجيال المستقبل، للشعب الذي وقع في جهل دامس.
ولا بد من مربين أفاضل في المجتمع ودارسين فلسفة وعلماء اجتماع وأن يعطوا صلاحيات لأن يقفوا في وجه كل ما يبعث للرزيلة للتوعية والإصلاح، وكما تعلم أخي لا يكون هناك حضارة إلا من مبادرة المبدعين والأبطال.........
شكرا لك وتقبل مروري على موضوعك........
مع كامل حبي للجميع.........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من يتحمل وزر الخطيئة(قصة من الواقع )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأجنحة الحرة :: جناح الدراسات القضائية والقانونية :: قضاة ومحامين في أروقة المحاكم-
انتقل الى: