منتدى الأجنحة الحرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ابن زيدون ...عاشق ولادة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

ابن زيدون ...عاشق ولادة Empty
مُساهمةموضوع: ابن زيدون ...عاشق ولادة   ابن زيدون ...عاشق ولادة Icon_minitime17/1/2008, 11:08 pm

ابن زيدون394 - 463 هـ / 1003 - 1070 م

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد. ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين. وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا. ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي. وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.

أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
------------------------
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا، وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛ وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا، فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا
يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم، هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا
لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه، وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا، يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛ وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما كُنْتُمْ لأروَاحِنَ‍ا إلاّ رَياحينَ‍ا
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛ أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا
وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟
وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا
فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا
إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً، تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا
كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته، بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا
كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ، زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا
ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً، وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟
يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا
ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا، مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا
ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ، في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا
لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛ وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا
إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ، فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا
يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا
كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا، وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا، حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا
إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ يكفينا
أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا
لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ، لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا
نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً، فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا
دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً، فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا
فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا
وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه، بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً، فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا
إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا
إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا
-----------------------------------
إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا، والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرض قد راقَا
وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ، في أصائِلِهِ، كأنهُ رَقّ لي، فاعْتَلّ إشْفَاقَا
والرّوضُ، عن مائِه الفضّيّ، مبتسمٌ، كما شقَقتَ، عنِ اللَّبّاتِ، أطواقَا
يَوْمٌ، كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ، بتْنَا لها، حينَ نامَ الدّهرُ، سرّاقَا
نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ جالَ النّدَى فيهِ، حتى مالَ أعناقَا
كَأنّ أعْيُنَهُ، إذْ عايَنَتْ أرَقى ، بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا
وردٌ تألّقَ، في ضاحي منابتِهِ، فازْدادَ منهُ الضّحى ، في العينِ، إشراقَا
سرى ينافحُهُ نيلوفرٌ عبقٌ، وَسْنَانُ نَبّهَ مِنْهُ الصّبْحُ أحْدَاقَا
كلٌّ يهيجُ لنَا ذكرَى تشوّقِنَا إليكِ، لم يعدُ عنها الصّدرُ أن ضاقَا
لا سكّنَ اللهُ قلباً عقّ ذكرَكُمُ فلم يطرْ، بجناحِ الشّوقِ، خفّاقَا
لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى وافاكُمُ بفتى ً أضناهُ ما لاقَى
لوْ كَانَ وَفّى المُنى ، في جَمعِنَا بكمُ، لكانَ منْ أكرمِ الأيّامِ أخلاقَا
يا علقيَ الأخطرَ، الأسنى ، الحبيبَ إلى نَفسي، إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَا
كان التَّجاري بمَحض الوُدّ، مذ زمَن، ميدانَ أنسٍ، جريْنَا فيهِ أطلاقَا
فالآنَ، أحمدَ ما كنّا لعهدِكُمُ، سلوْتُمُ، وبقينَا نحنُ عشّاقَا‍!
ألا ليتَ شعري هلْ أصادِفُ خلوة ً
-----------------------------------
ألا ليتَ شعري هلْ أصادِفُ خلوة ً لَديكِ، فأشْكو بعضَ ما أنا وَاجِدُ؟
رعى اللهُ يوماً فيهِ أشكُو صبابَتي، وأجفانُ عيني، بالدّموعِ، شواهدُ

بِاللَّهُ خُذْ مِنْ حَيَاتي
------------------
بِاللَّهُ خُذْ مِنْ حَيَاتي يوماً وصلْنِيَ ساعَهْ
كيمَا أنالَ بقرضٍمَا لَمْ أنَلْ بِشَفَاعَهْ
علامَ صرمتَ حبلكَ من وصولِ
--------------------
علامَ صرمتَ حبلكَ من وصولِ؛ فديْتُكَ، واعتززْتُ على ذليلِ؟
وَفِيمَ أنِفْتَ مِنْ تَعْلِيلٍ صَبٍّ، صَحيحِ الوُدّ، ذي جسْمٍ عَلِيلِ؟
فَهَلاّ عُدْتَني، إذْ لَمْ تُعَوَّدْ بشَخصِكَ، بالكتابِ أوِ الرّسُولِ؟
لقدْ أعيَا تلوّنُكَ احتيَالي، وَهَلْ يُعني احْتِيالٌ في مَلُولِ؟

وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛
---------------------
وَضَحَ الحقُّ المبينُ؛ وَنَفَى الشّكَّ اليَقيِنُ
وَرَأى الأعْداءُ مَا غَرَّتْهُمُ منهُ الظّنونُ
أمّلُوا ما لَيْسَ يُمْنَى ؛وَرَجَوْا مَا لا يَكُونُ
وتمنّوءا أنْ يخونَ الــعَهدَ مَوْلًى لا يَخُونُ
فإذا الغيبُ سليمٌ، وإذا الودُّ مصونُ!
قُل لمَنْ دانَ بهَجْرِي، وَهَوَاهُ ليَ دِينُ
يا جَوَاداً بيَ! إنّي بِكَ، واللَّهِ، ضَنِينُ
أرخصَ الحبُّ فؤادي لكَ، والعلقُ ثمينُ
يا هلالاً! تترَاءاهُ نفوسٌ، لا عيونُ
عَجَباً للقَلِبِ يَقْسُو مِنْكَ، وَالقَدّ يَلِينُ
مَا الّذي ضرَّكَ لوْ سُــرّ بِمَرْآكَ الحَزِينُ
وَتَلَطّفَتْ لِصَبٍّ،حينُهُ فيكَ يحينُ
فوجوهُ الّلفظِ شتّى ،وَالمَعَاذِيرُ فُنُونُ

يا غزالاً ! أصَارني
-----------------------------------
يا غزالاً ! أصَارني موثقاً، في يد المِحنْ
إنّني، مُذْ هَجرْتَني، لمْ أذُقْ لذّة َ الوسنْ
ليتَ حظّي إشارة ٌ منكَ، أو لحظة ٌ عننْ
شافِعي، يا مُعذّبي، في الهوَى ، وجهُكَ الحسنْ
كُنْتُ خِلواً منَ الهَوى ؛ فأنَا اليَوْمَ مُرْتَهَنْ
كانَ سرّي مكتًّماً؛ وَهُوَ الآنَ قَدْ عَلَنْ
ليسَ لي عنكَ مَذهَبٌ؛ فكما شئتَ لي فكُنْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

ابن زيدون ...عاشق ولادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون ...عاشق ولادة   ابن زيدون ...عاشق ولادة Icon_minitime17/1/2008, 11:13 pm

خَليلَيّ، لا فِطرٌ يَسُرّ وَلا أضْحَى ،
-----------------------------------
خَليلَيّ، لا فِطرٌ يَسُرّ وَلا أضْحَى ،
فما حالُ من أمسَى مَشوقاً كما أضْحَى ؟
لَئِنْ شاقَني شَرْقُ العُقابِ فَلَمْ أزَل
أخُصّ بمحوضِ الهَوى ذلك السفحَا
وَمَا انفكّ جُوفيُّ الرُّصَافَة ِ مُشعِرِي
دوَاعي ذكرَى تعقبُ الأسَفَ البَرْحا
وَيَهْتاجُ قصرُ الفارسيّ صبابة ً،
لقلبيَ، لا تألُوا زِنادَ الأسَى قدْحا
وَليس ذَميماً عَهدُ مَجلسِ ناصحٍ،
فأقْبَلَ في فَرْطِ الوَلُوعِ به نصْحَا
كأنِّيَ لمْ أشهَد لَدَى عَينٍ شَهْدَة ٍ
نِزَالَ عِتَابٍ كانَ آخِرُهُ الفَتْحَا
وَقائِعُ جانيها التّجَنّي، فإنْ مَشَى
سَفِيرُ خُضُوعٍ بَيْنَنا أكّدَ الصّلْحَا
وَأيّامُ وَصْلٍ بالعَقيقِ اقتَضَيْتُهُ،
فإلاّ يكُنْ ميعادُهُ العِيدَ فالفِصْحَا
وآصالُ لهوٍ في مسنّاة ِ مالكٍ،
مُعاطاة َ نَدْمانٍ إذا شِئتَ أوْ سَبْحَا
لَدَى رَاكِدٍ يُصْبيكَ، من صَفَحاته،
قواريرُ خضر خلتّها مرّدتْ صرحَا
مَعاهِدُ لَذّاتٍ، وَأوْطانُ صَبْوة ً،
أجلْتُ المعلّى في الأماني بها قدْحَا
ألا هلْ إلى الزّهراء أوبَة ُ نازحٍ
تقضّى تنائيهَا مدامعَهُ نزْحَا
مَقَاصِيرُ مُلكٍ أشرَقَتْ جَنَباتُهَا،
فَخِلْنَا العِشاء الجَوْنَ أثناء صِبحَا
يُمَثِّلُ قُرْطَيها ليَ الوَهْمُ جَهرَة ً،
فقُبّتَها فالكوْكبَ الرّحبَ فالسّطَحَا
محلُّ ارْتياحٍ يذكرُ الخلدَ طيبُهُ
إذا عزّ أن يَصْدى الفتى فيه أوْ يَضْحَى
هُنَاكَ الجِمامُ الزُّرْقُ تَنْدي حِفافَها
ظِلالٌ عهِدتُ الدّهرَ فيها فتًى سمحا
تعوّضْتُ، من شَدوِ القِيانِ خلالها،
صَدى فَلَوَاتٍ قد أطار الكرَى ضَبحَا
ومِنْ حمليَ الكأسَ المفَدّى مديرُها
تَقَحُّمُ أهْوَالٍ حَمَلْتُ لها الرُّمْحَا
أجلْ‍! إنّ ليلي، فوقَ شاطئ نيطة ٍ،
لأقْصَرُ مِنْ لَيْلي بآنَة َ فَالبَطْحَا
مَا ضرَّ لوْ أنّكَ لي راحمُ؛
-----------------------------------
مَا ضرَّ لوْ أنّكَ لي راحمُ؛ وَعِلّتي أنْتَ بِها عَالِمُ
يَهْنِيكَ، يا سُؤلي ويَا بُغيَتي، أنّك مِمّا أشْتَكي سَالِمُ
تضحكُ في الحبّ، وأبكي أنَا، أللهُ، فيمَا بيننَا، حاكمُ
أقُولُ لَمّا طارَ عَنّي الكَرَى قَولَ مُعَنًّى ، قَلْبُهُ هَائِمُ:
يا نَائِماً أيْقَظَني حُبُّهُ، هبْ لي رُقاداً أيّها النّائِمُ!
أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛
-----------------------------------
أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛ وَلَمْ تَجْهَلْ مَحَلّكَ منْ فُؤادِي
وَقادَنِي الهَوى ، فانقَدْتُ طَوْعاً، وَمَا مَكّنْتُ غَيرَكَ مِنْ قِيَادِي
رضيتَ ليَ السّقامَ لباسَ جسْمٍ، كَحَلْتُ الطَّرْفَ مِنْهُ بِالسُّهَادِ
أجِلْ عينَيْكَ في أسطارِ كتبي، تجدْ دمْعي مزَاجاً للمِدادِ
فدَيْتُكَ ! إنّني قدْ ذابَ قلْبي مِنَ الشّكْوَى إلى قَلْبٍ جَمَادِ
يا مُخجلَ الغُصُنِ الفَينانِ إن خطَرَا؛
-----------------------------------
يا مُخجلَ الغُصُنِ الفَينانِ إن خطَرَا؛ وفاضِحَ الرَّشإِ الوسنانِ إنْ نظَرَا
يَفديكَ مي مُحِبٌّ، شأنُهُ عَجَبٌ، ما جئتَ بالذّنبِ إلاّ جاء معتذِرَا
لم يُنجني منكَ ما استشعرْتُ من حَذَرٍ؛ هيهاتَ كيدُ الهوَى يستهلِكُ الحذرَا
ما كانَ حبُّكَ إلاّ فتنة ً قدرَتْ؛ هلْ يستطيعُ الفتى أن يدفعَ القدرَا ؟
أيُوحِشُني الزّمانُ، وَأنْتَ أُنْسِي،
-----------------------------------
أيُوحِشُني الزّمانُ، وَأنْتَ أُنْسِي، وَيُظْلِمُ لي النّهارُ وَأنتَ شَمْسي؟
وَأغرِسُ في مَحَبّتِكَ الأماني، فأجْني الموتَ منْ ثمرَاتِ غرسِي
لَقَدْ جَازَيْتَ غَدْراً عن وَفَائي؛ وَبِعْتَ مَوَدّتي، ظُلْماً، ببَخْسِ
ولوْ أنّ الزّمانَ أطاعَ حكْمِي فديْتُكَ، مِنْ مكارهِهِ، بنَفسي
هلْ راكبٌ، ذاهبٌ عنهمْ، يحيّيني،
-----------------------------------
هلْ راكبٌ، ذاهبٌ عنهمْ، يحيّيني، إذْ لا كتابَ يوافيني، فيُحييني؟
قَدْ مِتُّ، إلاّ ذَمَاءً فيَّ يُمْسِكُهُ أنّ الفُؤَادَ، بِلُقْياهُمْ، يِرَجّيني
مَا سَرّحَ الدَّمْعَ مِن عَيني، وأطلَقَه، إلاّ اعتيادُ أسى ً، في القلبِ، مسجونِ
صبراً ! لعلّ الذي بالبُعْدِ أمرضَني، بالقُرْبِ يَوْماً يُداوِيني، فيَشفيني!
كيفَ اصطِباري وَفي كانونَ فارَقَنِي قَلْبِي، وهَا نحن في أعقابِ تشرِينِ؟
شَخْصٌ، يُذَكّرُني، فاهُ وَغرّتَه، شمسُ النّهارِ، وأنفاسُ الرّياحينِ
لئنْ عطشتُ إلى ذاكَ الرُّضَابِ لكَمْ قد بَاتَ مِنْهُ يُسَقّيني، فَيُرْوِيني!
وَإنْ أفاضَ دُمُوعي نَوْحُ باكِيَة ٍ، فكمْ أرَاهُ يغنّيني، فيُشجيني !
وإنْ بعدْتُ، وأضنتني الهمومُ، لقد عَهِدْتُهُ، وَهْوَ يِدْنيني، فيُسْليني
أوْ حلّ عقدَ عزائي نأيُهُ، فلكمْ حللتُ، عن خصرِهِ، عقدَ الثّمانينِ
يا حُسنَ إشراقِ ساعاتِ الدُّنُوّ بدَتْ كواكباً في ليالي بعدِهِ الجونِ
واللهِ ما فارقُوني باختيارِهِمِ؛ وَإنْمَا الدّهْرُ، بالمَكْرُوهِ، يَرْمِيني
وما تبدّلْتُ حبّاً غيرَ حبّهمِ، إذاً تَبَدّلْتُ دِينَ الكُفْرِ من دِيني
أفْدِي الحَبيبَ الذي لوْ كَانَ مُقْتَدِراً لكانَ بالنَّفْسِ وَالأهْلِينَ، يَفْدِيني
يا رَبِّ قَرّبْ، على خَيرٍ، تَلاقِينَا، بالطّالِعِ السّعدِ وَالطّيرِ المَيامِينِ
كما تَشاءُ، فقُلْ لي، لستُ مُنتَقِلاً،
-----------------------------------
كما تَشاءُ، فقُلْ لي، لستُ مُنتَقِلاً، لا تَخشَ منيَ نِسياناً، وَلا بَدَلاً
وَكَيفَ يَنساكَ مَنْ لَمْ يَدرِ بَعدَكَ ما طَعمُ الحياة ِ، وَلا بالبِعدِ عنك سَلا؟
أتلفْتَني كلفاً، أبْليتَني أسفاً، قَطّعتَني شَغَفاً، أوْرَثْتَني عِلَلا
إنْ كنتُ خُنْتُ وَأضْمرْتُ السُّلوّ، فلا بلغتُ يا أملي، من قرْبكَ، الأمَلا
واللهِ ! لا علقَتْ نفْسي بغيركُمُ؛ وَلا اتَّخَذْتُ سوَاكُمْ منكُمُ بَدَلا
ورامشة ٍ يشفي العليلَ نسيمُهَا،
-----------------------------------
ورامشة ٍ يشفي العليلَ نسيمُهَا، مضمَّخة ُ الأنفاسِ، طيّبة ُ النّشْرِ
أشارَ بها نحوِي بنانٌ منعَّمٌ، لأغْيَدَ مَكْحُولِ المَدامعِ بالسّحْرِ
سرَتْ نضرة ٌ، من عهدها، في غصُونها، وَعُلّتْ بمِسكٍ، من شَمائِلِه الزُّهْرِ
إذا هوَ أهدَى الياسمينَ بكفّهِ، أخَذْتُ النّجومَ الزُّهرَ من راحة البدرِ
له خلقٌ عذبٌ وخلقٌ محسَّنٌ، وظرفٌ كعرفِ الطّيبِ أوْ نشوة ِ الخمرِ
يُعَلّلُ نَفسي مِن حَديثٍ تَلَذّهُ، كمثلِ المُنى وَالوَصْلِ في عُقُب الهجر
لئنْ قصَّرَ اليأسُ منكِ الأملْ؛
-----------------------------------
لئنْ قصَّرَ اليأسُ منكِ الأملْ؛ وَحَالَ تَجَنّيكِ دُونَ الحِيَلْ
وَنَاجاكِ، بالإفْكِ، فيّ الحَسُودُ، فأعْطَيْتِهِ، جَهْرَة ً، مَا سَألْ
وراقكِ سحرُ العِدَا المفترَى ؛ وَغَرّكِ زُورُهُمُ المُفْتَعَلْ
وأقْبَلتِهِمْ فيّ وجهَ القبولِ؛ وقابلَهُمْ بشرُكِ المقْتَبَلْ
فإنّ ذمَامَ الهوَى ، لمْ أزَلْ أبقّيهِ، حفظاً، كمَا لم أزَلْ
فديتُكِ، إنْ تعجَلِي بالجَفَا؛ فَقَدْ يَهَبُ الرّيثَ بَعْضُ العَجَلْ
عَلامَ أطّبَتْكِ دَوَاعِي القِلَى ؟ وَفِيمَ ثَنَتْكِ نَوَاهِي العَذَلْ؟
ألمْ ألزَمِ الصّبرَ كيْمَا أخفّ؟ ألمْ أكثرِ الهجرَ كي لا أملّ؟
ألمْ أرضَ منْكِ بغيرِ الرّضَى ؛ وأبدي السّرورَ بمَا لمْ أنلْ؟
ألَمْ أغتفِرْ موبقَاتِ الذّنُوبِ، عَمْداً أتَيْتِ بِهَا زَلَلْ؟
ومَا ساءَ ظنِّيَ في أنْ يسيء، بِيَ الفِعْلَ، حُسْنُكِ، حتى فَعَلْ
عَلَى حِينَ أصْبَحْتِ حَسْبَ الضّمِيرِ ولمْ تبغِ منكِ الأماني بدَلْ
وَصَانَكِ، مِنّي، وَفيٌّ أبيٌّ لعلْقِ العلاقة ِ أنْ يبتذَلْ
سَعَيْتِ لِتَكْدِيرِ عَهْدٍ صَفَا، وحاولتِ نقصَ ودادٍ كملْ
فما عوفيَتْ مقتي مِنْ أذى ً؛ ولا أعفيَتْ ثقتي منْ خجَلْ
ومهمَا هززْتُ إليكِ العتابَ، ظاهَرْتِ بَيْنَ ضُرُوبِ العِلَلْ
كأنّكِ ناظرْتِ أهلَ الكلامِ، وَأُوتِيتِ فَهْماً بعِلْمِ الجَدَلْ
وَلَوْ شِئْتِ رَاجَعْتِ حُرّ الفَعَالِ، وعدتِ لتلْكَ السّجايَا الأولْ
فَلَمْ يَكُ حَظّي مِنْكِ الأخَسَّ؛ وَلاَ عُدّ سَهْميَ فِيكِ الأقَلّ
عليكِ السّلامُ، سلامُ الوداعِ، وداعِ هوى ً ماتَ قبْلَ الأجَلْ
وَمَا بِاخْتِيَارٍ تَسَلّيْتُ عَنْكِ، ولكنّني: مكرهٌ لا بطلْ
ولَمْ يدرِ قلبيَ كيفَ النُّزُوعُ، إلى أنْ رأى سيرة ً، فامتثلْ
وَلَيْتَ الذي قادَ، عَفْواً إلَيْكِ، أبيَّ الهَوَى في عنانِ الغزلْ
يُحِيلُ عُذُوبَة َ ذَاكَ اللَّمَى ؛ ويشْفي منَ السُّقْمِ تلكَ المُقَلْ
يا ظبية ً لطفتْ منّي منازِلُها،
-----------------------------------
يا ظبية ً لطفتْ منّي منازِلُها، فالقَلبُ مِنهُنّ، وَالأحداقُ والكَبِدُ
حبّي لكِ، الناسُ طرّاً يشهدون به؛ وأنتِ شاهدة ٌ إنْ يثنِهِمْ حسدُ
لَمْ يَعْزُبِ الوَصْلُ فِيما بَينَنا أبَداً، لَوْ كِنتِ وَاجِدَة ً مِثْلَ الذي أجِدُ
لعمرِي، لئنْ قلّتْ إليكَ رسائلي،
-----------------------------------
لعمرِي، لئنْ قلّتْ إليكَ رسائلي، لأنْتَ الذي نَفْسِي عَلَيْهِ تَذُوبُ
فَلا تَحسَبوا أنّي تَبدّلتُ غيركم، ولا أنّ قلبي، منْ هواكَ، يتوبُ
يا نازِحاً، وَضَمِيرُ القَلْبِ مَثْوَاهُ،
-----------------------------------
يا نازِحاً، وَضَمِيرُ القَلْبِ مَثْوَاهُ، أنْسَتكَ دُنياكَ عَبداً، أنتَ مولاهُ
ألْهَتْكَ عَنْهُ فُكَاهاتٌ، تَلَذُّ بها، فليسَ يجري، ببالٍ منكَ، ذكرَاهُ
عَلّ اللّياليَ تُبْقِيني إلى أمَلٍ الدّهْرُ يَعْلَمُ وَالأيّامُ مَعْنَاهُ
إليكِ، منَ الأنامِ، غدا ارتياحي،
-----------------------------------
إليكِ، منَ الأنامِ، غدا ارتياحي، وأنتِ، على الزّمانِ، مدى اقتراحي
وما اعترضتْ همومُ النّفسِ إلاّ، وَمِنْ ذُكْرَاكِ، رَيْحاني وَرَاحي
فديْتُكِ، إنّ صبرِي عنكِ صبرِي، لدى عطشِي، على الماء القراحِ
وَلي أملٌ، لَوِ الوَاشُونَ كَفُّوا، لأطْلَعَ غَرْسُهُ ثَمَرَ النّجَاحِ
وأعجبُ كيفَ يغلبُني عدوٌّ، رضَاكِ عليهِ منْ أمضَى سلاحِ !
وَلمَّا أنْ جَلَتْكِ ليَ، اخْتِلاساً، أكُفُّ الدّهْرِ للحَيْنِ المُتَاحِ
رأيْتُ الشّمسَ تطلعُ منْ نقابٍ، وغصنَ البانِ يرفُلُ في وشاحِ
فَلَوْ أسْتطيعُ طِرْتُ إلَيكِ شَوْقاً، وكيفَ يطيرُ مقصوصُ الجناحِ؟
عَلَى حَالَيْ وِصَالٍ وَاجْتِنَابٍ؛ وَفي يَوْمَيْ دُنُوٍّ وَانْتِزَاحِ
وحسبيَ أنْ تطالعَكِ الأماني بأُفْقِكِ، في مَسَاءٍ أوْ صَبَاحِ
فُؤادي، مِن أسى ً بكِ، غيرُ خالٍ، وقلبي، عن هوى ً لكِ، غيرُ صاحِ
وأنْ تهدِي السّلامَ إليَ غبّاً، ولَوْ في بعضِ أنفاسِ الرّياحِ
مَتى أبُثّكِ مَا بي،
-----------------------------------
مَتى أبُثّكِ مَا بي، يا راحَتي وعذابي؟
مَتَى يَنُوبُ لِسَاني، في شَرْحِه، عن كتابي؟
اللَّهُ يَعْلَمُ أنّي أصْبَحْتُ فِيكِ لِمّا بي
فلا يطيبُ طعامي؛ وَلا يَسُوغُ شَرَابي
يا فِتْنَة َ المُتَقَرّي، وحجّة َ المتصابي
الشّمسُ أنتِ، توارَتْ، عن ناظرِي، بالحجابِ
ما البَدْرُ، شَفّ سَنَاهُ عَلى رَقِيقِ السّحَابِ،
إلاّ كوجْهِكِ، لمّا أضاء تحتَ النّقابِ
كمْ ذا أريدُ ولا أرادُ؟
-----------------------------------
كمْ ذا أريدُ ولا أرادُ؟ يا سوء ما لقيَ الفؤادُ
أصفي الودادَي مدلَّلاً، لْمْ يَصْفُ لي مِنْهُ الوِدَادُ
يقضي عليّ دلالُهُ، في كُلّ حِينٍ، أوْ يَكادُ
كيفَ السّلوّ عنِ الّذي مثوُاهُ من قلبي السّوادُ؟
ملكَ القلوبَ بحسنِهِ، فَلَها، إذا أمَرَ، انْقِيادُ
يا هاجرِي كمْ أستفيدُ الصّبرَ عَنْكَ، فَلا أْفَادُ
ألاّ رثيْتَ لمنْ يبيتُ، وحشوُ مقلتِهِ السّهادُ؟
إنْ أجْنِ ذَنْباً في الهَوَى ، خطأً، فقد يَكبو الجوادُ
كانَ الرّضَى ، وأعيذُهُ أنْ يعقبَ الكونَ الفسادُ

أسْتَوْدِعُ اللَّه مَنْ أُصْفَي الوِدَادَ لَهُ
-----------------------------------
أسْتَوْدِعُ اللَّه مَنْ أُصْفَي الوِدَادَ لَهُ مَحضاً، وَلامَ به الوَاشِي، فلم أُطِعِ
إلفٌ، ألذُّ غرورَ الوعدِ يصفحُ لي عَنْهِ، وَيُقْنِعُني التّعليلُ بالخُدَعِ
تجلو المُنى شخصَهُ لي، وهو محتجبٌ عني، فما شئتَ من مرْأًى وَمُستَمَعِ
يا بدرَ تمٍّ بدَا في أفْقِ مملكة ٍ، فراقَ مطّلعاً منْ خيرِ مطّلعِ
أفدي بَدائعَ شَكْلٍ منكِ، مُضْمِرَة ً، لقتلِ نفسي عمداً، أشنعَ البدعِ
تاللَّهِ، أكرَمُ ما أمضَى اليَمِينُ بهِ، منْ دانَ في حبّهِ بالصّدقِ والورعِ
ما لذّ لي قربُ أنسٍ أنتِ نازحة ٌ عَنْهُ، وَلا ساغَ عَيشٌ لستِ فيه معي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

ابن زيدون ...عاشق ولادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون ...عاشق ولادة   ابن زيدون ...عاشق ولادة Icon_minitime17/1/2008, 11:24 pm

يا قَمَراً مَطْلَعُهُ المَغْرِبُ،
-----------------------------------
يا قَمَراً مَطْلَعُهُ المَغْرِبُ، قد ضاقَ بي، في حبّكَ، المذهبُ
أعتبُ، من ظلمِكَ لي جاهداً، ويغلبُ الشّوقُ، فأستعتِبُ
ألزمتَني الذّنْبَ الذي جئتَهُ، صَدَقْتَ، فاصْفَحْ أيّها المُذنِبُ
يا مستخفّاً بعاشقيِهِ،
-----------------------------------
يا مستخفّاً بعاشقيِهِ، ومستغشّاً لناصحِيهِ
ومَنْ أطاعَ الوشاة َ فينَا، حتى أطَعْنَا السّلُوّ فِيهِ
الحَمْدُ للَّهِ، إذْ أرَاني تَكذيبَ ما كُنتَ تَدّعِيهِ
مِن قبلِ أن يُهزَمَ التّسَلّي؛ ويغلبَ الشّوقُ ما يليهِ

أأسلبُ، من وصالِكِ، ما كسيتُ؟
-----------------------------------
أأسلبُ، من وصالِكِ، ما كسيتُ؟ وَأُعزَلُ، عَنْ رِضَاكِ، وَقد وَليتُ؟
وكيفَ، وفي سبيلِ هواكِ طوعاً، لَقِيتُ مِنَ المَكَارِهِ مَا لَقِيتُ!
أسرّ عليكِ عتباً ليسَ يبقَى ، وَأُضْمِرُ فِيكِ غَيْظاً لا يَبِيتُ
وَمَا رَدّي عَلى الوَاشِينَ، إلاّ: رَضِيتُ بِجَوْرِ مَالِكَتي رَضِيتُ

قالَ لي: اعتلّ من هويتَ، حسودٌ؛
-----------------------------------
قالَ لي: اعتلّ من هويتَ، حسودٌ؛ قُلتُ: أنتَ العَليلُ وَيْحَكَ لا هُو
ما الذي أنكرُوهُ منْ بثراتٍ، ضَاعَفَتْ حُسْنَهُ وَزَادَتْ حُلاهُ
جِسْمُهُ، في الصّفاء وَالرّقّة ِ، الماء، فلا غروَ أنْ حبابٌ علاهُ

أنّى أضيّعُ عهدكْ؟
-----------------------------------
أنّى أضيّعُ عهدكْ؟ أمْ كيفَ أخلِفُ وعدَكْ
وقدْ رأتْكَ الأماني رِضى ً، فَلَمْ تَتَعَدّكْ
يا ليتَ ما لكَ عنْدي منَ الهوى ، ليَ عندَكْ
فَطَالَ لَيْلُكَ بَعْدِي، كطولِ ليْليَ بعدَكْ
سَلْني حَيَاتي أهَبْها، فلسْتُ أملكُ ردّكْ
الدّهْرُ عَبْدِيَ، لَمّا أصْبَحتُ، في الحبّ، عَبدَكْ

عاودتُ ذكرى الهوى من بعدِ نسيانِ،
-----------------------------------
عاودتُ ذكرى الهوى من بعدِ نسيانِ، وَاستحدثَ القَلبُ شَوْقاً بعد سُلْوَانِ
مِنْ حُبّ جارِيَة ٍ، يَبْدو بها صَنَمٌ مِنْ اللُّجَينِ، عَلَيْهِ تاجِ عِقْيَانِ
غَرِيرَة ٌ، لَمْ تُفَارِقْها تَمَائِمُها، تسبي العقولَ بساجي الطّرْفِ وسنانِ
لأسْتَجِدّنُ، في عِشقي لها، زَمَناً يُنسي سوالفَ أيّامي وأزماني
حتى تكُونَ لمَن أحبَبتُ خَاتِمَة ً، نَسَختُ، في حُبّها، كُفراً بإيمانِ

إن تكُنْ نَالَتْكِ، بالضّرْبِ، يدي؛
-----------------------------------
إن تكُنْ نَالَتْكِ، بالضّرْبِ، يدي؛ وَأصابَتْكِ بِمَا لَمْ أُرِدِ
فلقدْ كنتُ، لعمرِي، فادياً لكِ بالمالِ وبعضِ الولدِ
فثقي منّي بعهدٍ ثابتٍ، وَضَمِيرٍ خَالِصِ المُعْتَقَدِ
وَلَئِنْ سَاءَكِ يَوْمٌ، فَاعْلَمي أنْ سيتْلُوهُ سرورٌ بغدِ
يا سؤلَ نفسِي إنْ أحكَّم،
-----------------------------------
يا سؤلَ نفسِي إنْ أحكَّم، وَاختْيارِي إنْ أُخَيَّرْ
كَمْ لامَني فِيكَ الحَسُودُ، وفنّدَ الواشي، فأكثر
قالوا: تغيّرَ بالسّلوّ، وَبِالمَلاَمَة ِ قَدْ تَعَيَّرْ
وتوهّموكَ جنيْتَ ذنْباً بالتّجنّي، ليسَ يغفرْ
وَبِزَعْمِهِمْ أنْ لَيسَ مِثلي، في الرّضَى بالدُّونِ، يعْذَرْ
لَمْ يَعْلَمُوا أنّ الهَوَى رقٌّ، وأنّ الحسنَ أحمرْ

لَئن كنتَ، في السنّ، تِرْبَ الهِلالِ،
-----------------------------------
لَئن كنتَ، في السنّ، تِرْبَ الهِلالِ، لقد فقتَ، في الحسنِ، بدرَ الكمالِ
أمَا والّذي نكّدَ الحظَّ فيّ، دُنُوُّ المَكَانِ بِبُعْدِ المَنَالِ
لقدْ بلّغتني دواعي هواكَ إلى غايَة ٍ، مَا جَرَتْ لي بِبَالِ
فَقُل للهَوَى : يَجْرِ مِلءَ العِنَانِ، فَمَيْدَانُ قَلْبي رَحيبُ المَجَالِ

أيّها البَدرُ الّذِي
-----------------------------------
أيّها البَدرُ الّذِي يَمْلأُ عَيْنَيْ مَنْ تَأمّلْ
حْمّلَ القَلْبُ تَبَارِيحَ الــتّجَنّي، فَتَحَمّلْ
لَيْس لي صَبْرٌ جَمِيلٌ، غيرَ أنّي أتجمّلْ
ثمّ لا يأسَ، فكمْ قدْ نيلَ أمرٌ لمْ يؤمَّلْ

أأُجفى بلا جُرْمٍ، وَأُقْصَى بلا ذَنْبِ،
-----------------------------------
أأُجفى بلا جُرْمٍ، وَأُقْصَى بلا ذَنْبِ، سوَى أنّني مَحْضُ الهَوى ، صَادقُ الحبَّ
أغاديكَ بالشكوى ، فأضْحي على القِلى ، وأرجوك للعُتبَى ، فأظفرُ بالعتْبِ
فديتُكَ، ما للماء، عذباً على الصّدى ، وَإنْ سُمتَني خَسفاً، مَحَلُّكَ من قلبي
وَلَوْلاَكَ، ما ضَاقتْ حشايَ، صَبابة ً، جَعلتُ قِرَاها الدّمعَ سكباً على سكبِ

باعَدْتِ، بالإعرَاضِ، غيرَ مُباعِدِ،
-----------------------------------
باعَدْتِ، بالإعرَاضِ، غيرَ مُباعِدِ، زهدتِ فيمَنْ ليسَ فيكِ بزاهدِ
وَسَقَيْتِني، من ماء هَجْرِكِ، ما لَهُ أصْبَحْتُ أشْرَقِ بالزُّلالِ البَارِدِ
هَلاّ جَعَلتِ، فدَتْكِ نَفسي، غاية ً للعتْبِ، أبلغُها بجهدِ الجاهدِ
لا تُفْسِدَنْ، ما قَدْ تأكّدَ بَينَا من صالحٍ، خطراتُ ظنٍّ فاسدِ
حاشاكِ من تضييعِ ألفِ وسيلة ٍ، شجيَ العدوُّ لهَا، بذنبٍ واحدِ
إنْ أجْنِهِ خَطَأً، فقد عاقَبتِني، ظُلماً، بأبْلَغَ مِنْ عِقابِ العَامِدِ
عُودي لِما أصْفَيْتِنِيهِ مِنَ الهَوَى بدءاً، فلستُ لِما كرهتِ بعائدِ
وضعي قناعَ السّخطِ عن وجهِ الرّضَا كيْما أخرّ إليهِ أوّلَ ساجدِ

ثِقي بي، يا مُعَذِّبَتي، فإنّي
-----------------------------------
ثِقي بي، يا مُعَذِّبَتي، فإنّي سأحْفَظُ فِيكِ ما ضَيّعْتِ مِنّي
وَإنْ أصْبَحْتِ، قد أرْضَيتِ قَوْماً بسخْطي، لم يكنْ ذا فيكِ ظنّي
وَهَلْ قَلْبٌ كقلبِكِ في ضُلُوعي، فأسلو عنكِ، حينَ سَلَوْتِ عَنّي؟
تمنّتْ، أنْ تنالَ رضاكِ، نفسِي، فكانَ، منيّة ً، ذاكَ التّمنّي
ولمْ أجنِ الذّنوبَ فتحقدِيهَا، ولكنْ عادة ٌ منكِ التّجنّي

أنتِ معنى الضّنَى ، وسرُّ الدّموعِ،
-----------------------------------
أنتِ معنى الضّنَى ، وسرُّ الدّموعِ، وسبيلُ الهوى ، وقصدُ الولوعِ
أنْتِ وَالشّمسُ ضُرّتَانِ، وَلَكِنْ لكِ، عندَ الغُروبِ، فَضْلُ الطُّلوعِ
ليسَ بالمؤيسي تكلّفُكِ العتْبَ، دَلالاً، منَ الرّضَى المطبوعِ
إنّما أنتِ، والحسودُ معنّى ، كوكبٌ يستقيمُ بعدَ الرّجوعِ

أهْدي إليّ بَقِيّة َ المِسْوَاكِ،
-----------------------------------
أهْدي إليّ بَقِيّة َ المِسْوَاكِ، لا تظهرِي بخلاً بعودِ أراكِ
فَلَعَلّ نَفْسِي، أنْ يُنَفَّسَ ساعَة ً عَنْهَا، بِتَقْبِيلِ المُقَبِّلِ فَاكِ
يا كوكباً، بارَى سناه سناءه، تزهى القصورُ بهِ على الأفلاكِ
قرّتْ وفازَتْ، بالخطيرِ من المُنى ، عينٌ تقلِّبُ لحظَها، فترَاكِ

إنْ ساء فِعْلُكِ بِي، فَما ذَنبي أنا؟
-----------------------------------
إنْ ساء فِعْلُكِ بِي، فَما ذَنبي أنا؟ حسبُ المتيَّمِ أنّهُ قدْ أحسنَا
لم أسلُ حتى كانَ عذرُكِ، في الذي أبديْتِهِ، أخفَى ، وعذرِيَ أبيَنَا
ولقد شكوتُكِ، بالضّميرِ، إلى الهوَى ، وَدَعَوْتُ، مِنْ حَنَقٍ، عليكِ فأمّنا
مَنّيتُ نَفسي، من وَفائِكِ، ضَلّة ً، وَلَقَدْ تَغُرّ المَرْءَ بَارِقَة ُ المُنَى

أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي !
-----------------------------------
أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي ! أناديكِ، لمّا عيلَ صبريَ، فاسمعي
أفي الحقّ أن أشقى بحبّكِ، أوْ أرَى حَرِيقاً بأنفاسي، غَرِيقاً بأدمُعي؟
ألا عَطْفَة ٌ تَحْيَا بِهَا نَفْسُ عَاشِقٍ جَعلتِ الرّدى منه بمرْأًى وَمَسمَعِ؟
صليني، بعضَ الوصلِ، حتى تبيّني حقيقة َ حالي، ثمّ ما شئتِ فاصنَعي

سَأُحِبُّ أعْدائي لأنّكِ منْهُمُ،
-----------------------------------
سَأُحِبُّ أعْدائي لأنّكِ منْهُمُ، يا مَنْ يُصِحّ، بمُقْلَتَيهِ، وَيُسقِمُ
أصْبحتَ تُسخِطُني، فأمنحُكَ الرّضَى مَحْضَاً، وَتَظلِمُني، فَلا أتَظَلَّمُ
يَا مَنْ تَآلَفَ لَيلُهُ وَنَهارُهُ، فالحُسنُ بَيْنَهُمَا مُضِيءٌ، مُظْلِمُ
قد كان، في شكوى الصّبابة ِ، راحة ٌ، لوْ أنّني أشكو إلى مَنْ يرحَمُ
لمّا اتصلْتِ اتّصالَ الخلبِ بالكبدِ،
-----------------------------------
لمّا اتصلْتِ اتّصالَ الخلبِ بالكبدِ، ثمّ امتَزَجتِ امتِزاجِ الرّوحِ بالجسدِ
ساء الوُشاة َ مكاني منكِ، وَاتّقدَتْ، في صدرِ كلّ عدوٍّ، جمرة ُ الحسدِ
فليسخطِ الناسُ، لا أهدِ الرّضَى لهمُ، وَلا يَضِعْ لَكِ عَهدٌ، آخرَ الأبَدِ
لوِ استطعتُ، إذا ما كنتِ غائبة ً، غضضْتُ طرفي، فلم أنظرْ إلى أحدِ

يا ليلُ طلْ، لا أشتَهي،
-----------------------------------
يا ليلُ طلْ، لا أشتَهي، إلاّ بِوَصْلٍ، قِصَرَكْ
لوْ باتَ عندي قمرِي، ما بتُّ أرعَى قمرَكْ
يا ليلُ خبّرْ: أنّني ألْتذُّ عنْهُ خبرَكْ
بِاللَّهِ قُلْ لي: هَلْ وَفَى ؟ فَقالَ: لا، بَل غَدَرَكْ!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

ابن زيدون ...عاشق ولادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون ...عاشق ولادة   ابن زيدون ...عاشق ولادة Icon_minitime18/1/2008, 3:29 pm

لئنْ فاتَني منكِ حظُّ النّظرْ،
-----------------------------------
لئنْ فاتَني منكِ حظُّ النّظرْ،
لأكْتَفِيَنْ بِسَماعِ الحَبَرْ
وَإنْ عَرَضَتْ غَفْلَة ٌ للرّقيبِ،
فحسبيَ تسليمة ٌ تختصرْ
أُحَاذِرُ أنْ تَتَظَنّى الوُشَاة ُ،
وقدْ يستدامُ الهوى بالحذرْ
وَأصْبِرُ مُسْتَيْقِناً أنّهُ
سيحظَى ، بنيلِ المُنى ، من صبرْ

سأقنعُ منكِ بلحظِ البصرْ،
-----------------------------------
سأقنعُ منكِ بلحظِ البصرْ،
وأرضَى بتسليمكِ المختصرْ
وَلا أتَخَطّى التِمَاسَ المُنى ،
وَلا أتَعَدّى اخْتِلاسَ النّظَرْ
أصونكِ من لحظاتِ الظّنونِ،
وأعليكِ عن خطراتِ الفكرْ
وأحذرُ منْ لحظاتِ الرّقيبِ،
وقدْ يستدامُ الهوى بالحذرْ

هَلْ لِداعِيكَ مُجِيبُ؟
-----------------------------------
هَلْ لِداعِيكَ مُجِيبُ؟
أمْ لشاكيكَ طَبيبُ؟
يا قَرِيباً، حِينَ يَنْأى ،
حاضِراً، حِينَ يَغِيبُ!
كَيْفَ يَسْلُوكَ مُحِبٌّ،
زَانَهُ مِنْكَ حَبيبِ!
إنّمَا أنتَ نسيمٌ،
تَتَلَقّاهُ القُلُوبُ
قَدْ عَلِمْنَا عِلْمَ ظَنٍّ،
هِوَ، لا شَكّ، مُصِيبُ
أنّ سِرّ الحُسْنِ مِمّا
أضمرَتْ تلكَ الجيوبُ

يا نَاسِياً لي، على عِرْفَانِهِ، تَلَفي،
-----------------------------------
يا نَاسِياً لي، على عِرْفَانِهِ، تَلَفي،
ذِكْرُكَ منيَ، بالأنفاسِ، مَوْصُولُ
وقاطعاً صلتي، من غيرِ ما سببٍ،
تاللَّهِ! إنّكَ، عن رُوحي، لَمسؤولُ
ما شئتَ فاصنَعهُ، كلٌّ منكَ مُحْتَمَلٌ،
والذّنبُ مغتفرٌ، والعذرُ مقبولُ
لو كنتَ حظّيَ، لم أطلبْ بهِ بدلاً،
أوْ نِلْتُ منكَ الرّضَا، لم يبقَ مأمُولِ

أرخصتني، من بعدِ ما أغليتنِي،
-----------------------------------
أرخصتني، من بعدِ ما أغليتنِي،
وحططتني، ولطالمَا أعليْتنِي
بادرتِني بالعزلِ عن خططِ الرّضَى ،
وَلَقد مَحضْتِ النّصْحَ، إذْ وَلّيْتِني
هَلاّ، وَقَدْ أعْلَقْتِني شَرَكَ الهَوَى
عَلّلْتِني بِالوَصْلِ، أوْ سَلّيْتِني؟
الصّبرُ شَهْدٌ، عِنْدَمَا جَرّعْتِني،
وَالنّارُ بَرْدٌ، عِنْدَمَا أصْلَيْتِني
كنتِ المُنى ، فأذقتنِي غصصَ الأذى ،
يا لَيْتَنِي ما فُهْتُ فِيكِ بِلَيْتَني

يا قاطعاً حبلَ ودّي،
-----------------------------------
يا قاطعاً حبلَ ودّي،
وَوَاصِلاً حَبْلَ صَدّي
وَسَالِياً، لَيْسَ يَدرِي
بطولِ بثّي ووجدِي
لوْ كانَ، عندكَ، مني
مثلُ الذي منكَ عندي
لبتَّ، بعديَ، مثلي،
وبتُّ مثلَكَ بعدِي

جازيتَني عن تمادي الوصلِ هجرَانا،
-----------------------------------
جازيتَني عن تمادي الوصلِ هجرَانا،
وَعَنْ تَمادي الأسَى وَالشّوْقِ سُلوَانَا
باللَّهِ هَل كانَ قَتلي في الهَوَى خطأً،
أم جئتَهُ عامِداً ظلماً وعدوَانَا؟
عهدي كعهدكَ، ما الدّنيا تغيّرُهُ،
وَإنْ تَغَيّرَ مِنْكَ العَهْدُ ألْوَانَا
ما صحّ ودّي، إلاّ اعتلّ ودُّكَ لي،
وَلا أطَعْتُكَ، إلاّ زِدتَ عِصْيَانَا
يا ألْيَنَ النّاسِ أعْطافَاً، وَأفْتَنَهُمْ
لَحظاً، وَأعْطَرَ أنْفَاساً وَأرْدَانا
حَسُنْتَ خَلقاً فأحسنْ لا تَسؤ خُلُقاً،
ما خيرُ ذي الحسنِ إنْ لم يولِ إحسانَا

لَوْ تُرِكْنَا بِأنْ نَعُودَكَ عُدْنَا،
-----------------------------------
لَوْ تُرِكْنَا بِأنْ نَعُودَكَ عُدْنَا،
وَقَضَيْنَا الذي عَلَيْنَا، وَزِدْنَا
غيرَ أنّ الهوى استطارَ حديثاً،
فانتحتْنَا العيونُ لمّا حسدْنَا
فَلَوَ أنّ النّفُوسَ تُقْبلُ مِنّا،
لَسَمَحْنَا بِهَا، فِداءً، وَجُدْنَا

أشمتِّ، بي فيكِ، العدا؛
-----------------------------------
أشمتِّ، بي فيكِ، العدا؛
وَبَلَغْتِ، مِنْ ظُلْمي، المَدَى
لوْ كانَ يملكُ فدية ً،
مِنْ حُبّكِ، القَلْبُ افْتَدَى
كنتِ الحياة َ لعاشقٍ،
مُذْ حُلْتِ، أيْقَنَ بِالرّدَى
لَمْ يَسْلُ عَنْكِ، وَلَوْ سَلا
لَعَذَرْتُهُ، فَبِكِ افْتَدى
ضَيّعْتِ عَهْدَ مَحَبّة ٍ،
كالوردِ سامرَهُ النّدَى
أينَ ادّعاؤكِ للوفاء،
وَمَا عَدّا مِمّا بَدَا؟

بيْني وبينكَ ما لو شئتَ لم يضعِ
-----------------------------------
بيْني وبينكَ ما لو شئتَ لم يضعِ
سرٌّ، إذا ذاعتِ الأسرَارُ، لم يَذعِ
يا بائعاً حَظَّهُ مِنّي، وَلَوْ بُذِلَتْ
ليَ الحياة ُ، بحظّي منهُ، لم أبعِ
يكفيكَ أنّك، إنْ حمّلتَ قلبي ما
لم تستطِعْهُ قلوبُ الناسِ يستطعِ
تهْ أحتملْ واستطلْ أصبرْ وعزَّ أهنْ
وَوَلّ أُقْبِلْ وَقُلْ أسمَعْ وَمُرْ أطعِ
لوْ كان قولك: متْ، ما كان ردّيَ لا،
-----------------------------------
لوْ كان قولك: متْ، ما كان ردّيَ لا،
يا جائرَ الحكْمِ، أفْديهِ بمَنْ عَدّلا
أبديتَ لي، من أفانينِ القِلى ، عبراً
أرسلتَني، في أحاديث الهوى ، مثَلا
لم تبقِ جارحة ً بالهجرِ من جسدي،
إلاّ خَلَعتَ عَلَيها، بالضّنى ، حُلَلا
فَليُغنِ كفَّكَ أنّي بعضُ من ملكتُ،
وليكفِ طرفَكَ أني بعضُ من قتلا
ولتقضِ ما شئتَ من هجرٍ ومن صلة ٍ
لا أقضِ ما عشتُ سلواناً، ولا مللا
سَقْياً لعَهْدِكَ، وَالأيَّامُ تُقْبِلُني
وَجهَ السّرُورِ بهِ، جَذلانَ، مُقتَبِلا
إذِ الزّمانُ بليغٌ في مساعدتي،
يُهْدِي إليّ، تَفَارِيقَ المُنَى ، جُمَلا
إنْ كانَ لي أملٌ، إلاّ رضاكَ، فلا
بلّغْتُ، يا أملي، من دَهرِيَ الأمَلا

منْ مبلغٌ عنيَ البدرَ الذي كملا
-----------------------------------
منْ مبلغٌ عنيَ البدرَ الذي كملا
في مطلعِ الحسن، والغصنَ الذي اعتدلا
أنّ الزّمانَ، الذي أهدَى مودّتَهُ
إليّ، مرتهنٌ شكرِي بما فعَلا
أمّا الحبيبُ الذي أبدى الجفاءَ لنَا،
فَمَا رَأَيْنَا قِلاهُ حَادِثاً جَلَلا
ولمْ نزدْ أنْ ظفرْنَا ملءَ أعينِنَا
بالمُشْتَرِي، فَتَجَنّبْنَا لَهُ زُحَلا
أنتَ الحَبيبُ، الذي ما زِلتُ أُلحِفُهُ
ظِلَّ الهَوَى ، وَأُسْقيهِ الرّضا عَلَلا
هَذي الحَقيقة ِ، لا قَوْلي مُخَادَعَة ً،
لو كان قولك: متْ، ما كان ردّيَ: لا!
قَدْ نَالَني مِنكَ ما حَسبي بهِ وكَفَى ،
-----------------------------------
قَدْ نَالَني مِنكَ ما حَسبي بهِ وكَفَى ،
يا مَنْ تناهيتُ في إلطافِهِ، فجفَا
عَلّلْتَني بالمُنى ، حَتّى إذا عَلِقَتْ
بالنّفْسِ لم أُعْطَ مِنْ أسبابها طَرَفَا
غيّرْتَ عن خلقٍ، قد لانَ لي زمناً
لِينَ النّسيمِ، فَلَمّا لَذّ لي عَصَفَا
لا يحبطنْ عملٌ، أرضاكَ صالحُهُ،
فَفي سَبِيلكَ أنْفَقْتُ الهَوَى سَرَفَا

على الثَّغَبِ الشّهْديّ مني تَحِيّة ٌ،
-----------------------------------
على الثَّغَبِ الشّهْديّ مني تَحِيّة ٌ،
زكَتْ، وعلى وادي العقيقِ سلامُ
ولا زالَ نورٌ في الرُّصافة ِ، ضاحكٌ
بِأرْجائِها، يَبْكي عَلَيْهِ غَمَامُ
مَعَاهِدُ لَهْوٍ لَمْ تَزَلْ في ظِلالِهَا
تُدارُ عَلَيْنَا، للمُجونِ، مُدامُ
زَمَانَ، رِياضُ العيشِ خُضْرٌ نَواصِرٌ
ترفّ، وأمواهُ السّرورِ جمامُ
فإنْ بانَ مني عهدُها، فبلوعَة ٍ
يشبّ لها، بينَ الضّلُوعِ، ضرامُ
تَذَكّرْتُ أيّامي بها، فَتَبَادَرَتْ
دُمُوعٌ، كَما خانَ الفَرِيدَ نِظَامُ
وَصُحْبَة َ قَوْمٍ كالمَصَابِيحِ، كُلّهمْ
إذ هُزّ، للخَطْبِ المُلِمّ، حُسَامُ
إذا طافَ بالرّاحِ المُديرُ عَلَيْهِمُ،
أطافَ بهِ بِيضُ الوُجُوهِ، كِرَامُ
وأحورُ ساجي الطَّرْفِ حشوُ جفونِهِ
سقامٌ، برَى ، الأجسامَ، منهُ سقامُ
تخالُ قضيبَ البانِ في طيّ بردِهِ،
إذا اهْتَزّ مِنْهُ مَعْطِفٌ وَقَوامُ
يُدِيرُ على رَغْمِ العِدا، مِنْ وِدَادِهِ
سُلافاً، كأنّ المسكَ منهُ خِتَامُ
فمنْ أجلهِ أدعُو لقرطبَة ِ المُنى
بسُقيا ضَعيفِ الطَّلّ، وَهوَ رِهامُ
محلٌّ غنينَا بالتّصابي خلالَهُ،
فأسْعَدَنَا، وَالحَادِثَاتُ نِيَامُ
فمَا لحقَتْ تلكَ اللّيالي ملامة ٌ،
وَلا ذُمّ، من ذاكَ الحَبيبِ، ذِمَامُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

ابن زيدون ...عاشق ولادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون ...عاشق ولادة   ابن زيدون ...عاشق ولادة Icon_minitime18/1/2008, 5:25 pm

لم يكنْ هجرُ حبيبي عنْ قلى ،
-----------------------------------
لم يكنْ هجرُ حبيبي عنْ قلى ،
لا وَلا ذاكَ التّجَنّي مَلَلا
سرّهُ شكرِيَ، إذْ عافَى ، ولمْ
يَدْرِ ما غايَة ُ صَبريِ فابْتَلَى
أنَا راضٍ بالّذي يرضَى بهِ
ليَ منْ لوْ قال: متْ، ما قلتُ: لا
مَثَلٌ في كلّ حُسْنٍ، مثْلَ مَا
صارَ ذلّي، في هواهُ، مثَلا
يا فَتيتَ المسكِ، يا شمسَ الضّحى ،
يا قَضِيبَ اللّبانِ، يا رِيمَ الفلاّ
إنْ يكُنْ لي أمَلٌ، غَيرَ الرّضا،
منكَ، لا بُلّغتُ ذاكَ الأمَلا

أجِدُّ، وَمَن أهوَاهُ، في الحُبّ، عابثُ؛
-----------------------------------
أجِدُّ، وَمَن أهوَاهُ، في الحُبّ، عابثُ؛
وأوفي له بالعهدِ، إذْ هوَ ناكثُ
حَبيبٌ نأى عني، مَعَ القُرْبِ وَالأسَى ،
مقيمٌ له، في مضمرِ القلبِ، ماكثُ
جفاني بإلطافِ العِدَا، وأزالَهُ،
عنِ الوصلِ، رأيٌ في القطيعة ِ حادثُ
تغيّرْتَ عن عهدي، وما زلتُ واثقاً
بعهدكَ، لكنْ غيّرتْكَ الحوادثُ
وَما كنتِ، إذْ مَلّكتُكَ القلبَ، عالِماً
بأنّيَ، عَنْ حَتْفي، بكَفّيَ باحثُ
فديتُكَ، إنّ الشّوقَ لي مذ هجرْتني
مميتٌ فهلْ لي من وصالكَ باعثُ؟
ستبلَى اللّيَالي، والودادُ بحالِهِ
جَديدٌ وتَفنى وَهْوَ للأرْضِ وَارِثُ
ولوْ أنّني أقسمتُ: أنّكَ قاتِلي،
وأنّي مقتولٌ، لمَا قيلَ: حانثُ

يا غزالاً جمعَتْ فيهِ،
-----------------------------------
يا غزالاً جمعَتْ فيهِ،
منَ الحسنِ، فنونُ
أنتَ في القربِ، وفي البعدِ،
مِنَ النّفسِ، مَكِينُ
بهَوَاكَ، الدّهْرَ، ألْهُو،
وَبحُبّيكَ أدِينُ
مُنْيَة َ الصّبّ أغِثْني،
قَدْ دَنَتْ مِنّي المَنُونُ
وَاحْفِظِ العَهْدَ، فإنّي
لستُ، واللهِ، أخونُ
وارحمَنْ صبّاً شجيّاً،
قَدْ أذَابَتْهُ الشّجُون
لَيْلُهُ هَمٌّ وَغَمٌّ،
وَسَقَامٌ، وَأنِينُ
شفَّهُ الحبُّ، فأمسَى ،
سَقَماً، لا يَسْتَبِينُ
صارَ، للأشواقِ، نهباً،
فَنَبَتْ عَنْهُ العُيُونُ

يا مُعطِشِي، من وِصَالٍ كنتُ وَارِدَهُ،
-----------------------------------
يا مُعطِشِي، من وِصَالٍ كنتُ وَارِدَهُ،
هل منك لي غُلّة ٌ إن صِحتُ: وَاعطشِي
كسوتَني، من ثيابِ السّقم، أسبغَها
ظلماً وصيَّرْتَ من لحفِ الضّنى فرُشِي
إني بَصرْتُ الهوَى ، عن مُقلَة ٍ كُحلتْ
بالسّحرِ منك، وَخَدٍّ بالجمالِ وُشِي
لمّا بدا الصّدغُ مسودّاً بأحمرِهِ
أرَى التّسالُمَ بَينَ الرّوم وَالحَبَشِ
أوفَى إلى الخدّ، ثمّ انصاعَ منعطفاً
كالعُقْرُبانِ انثنَى من خوْفِ محْترِشِ
لو شئتَ زرتَ وسلكُ النّجم منتظم،
والأفقُ يختالُ في ثوبٍ من الغبشِ
صبّاً، إذا التذّتِ الأجفانُ طعم كرى ً،
جفا المنامَ، وصاحَ اللّيلَ: يا قرَشي
هذَا وَإنْ تَلِفَتْ نَفسي فلا عَجَبٌ،
قد كان موْتيَ من تلك الجفونِ خُشِي

أتَهْجُرُني وَتَغْصِبُني كِتابي؟
-----------------------------------
أتَهْجُرُني وَتَغْصِبُني كِتابي؟
وَمَا في الحَقّ غَصْبي وَاجتِنَابي
أيَجْمُلِ أنْ أُبِيحَكَ مَحضٍ وُدّي
وأنتَ تسومُني سوءَ العذابِ
فديتُكَ، كم تغضّ الطّرفَ دوني؛
وكمْ أدعوكَ من خلفِ الحجابِ
وَكَمْ لي مِنْ فُؤادِكَ، بَعدَ قُرْبٍ،
مكانَ الشّيْبِ في نفسِ الكعابِ
أعدْ، في عبدِكَ المظلومِ، رأياً
تنالُ بهِ الجزيلَ منَ الثّوابِ
وَإنْ تَبْخَلْ عَلَيْهِ، فَرُبّ دَهْرٍ
وَهَبْتَ لَهُ رِضَاكَ بِلا حِسَابٍ

أذكرْتني سالفَ العيشِ، الذي طابا،
-----------------------------------
أذكرْتني سالفَ العيشِ، الذي طابا،
يا ليتَ غائبَ ذاكَ العهدِ قدْ آبَا
إذْ نحنُ في روضة ٍ، للوصلِ، نعّمَها،
منَ السّرورِ، غمامٌ، فوقَها صابا
إني لأعجبُ منْ شوقٍ يطاولُني،
فكلّما قيلَ فيهِ: قَد قضَى ، ثَابَا
كمْ نظرة ٍ لكَ في عيني علمتَ بها،
يَوْمَ الزّيارَة ِ، أنّ القَلبَ قَدْ ذَابَا
قلبٌ يطيلُ مقاماتي لطاعتِكُمْ،
فإنْ أكلّفْهُ عنكُمْ سلوة ً يَابَى
ما تَوْبَتي بنَصُوحٍ، مِنْ مَحَبّتِكُمْ،
لا عَذّبَ اللَّه، إلاّ عَاشِقاً تَابَا

أمّا رِضَاكَ، فعِلْقٌ ما لَهُ ثَمَنُ،
-----------------------------------
أمّا رِضَاكَ، فعِلْقٌ ما لَهُ ثَمَنُ،
لوْ كان سامحَني، في وصْله، الزّمَنُ
تبكي فراقَكَ عينٌ، أنتَ ناظرُها،
قد لَجّ في هَجرِها عن هجرِكَ الوَسنُ
إنّ الزّمانَ الذي عهدي بهِ حسنٌ،
قد حالَ مذ غابَ عني وجهُكَ الحسنُ
أنتَ الحَياة ُ، فإنْ يُقْدَرْ فِرَاقُكَ لي،
فليُحفَرِ القبرُ، أوْ فليُحضَرِ الكفنُ
واللهِ ما ساءني أنّي جفيتُ ضنى ً،
بلْ ساءني أنّ سرّي، بالضّنى ، عَلَنُ
لوْ كانَ أمرِيَ، في كَتْمِ الهَوَى ، بيدي
ما كانَ يَعلمُ، ما في قلبيَ، البَدَنُ

سرّي وجهرِي أنّني هائمُ،
-----------------------------------
سرّي وجهرِي أنّني هائمُ،
قامَ بكَ العذرُ، فلا لائمُ
لا ينمِ الواشي، الذي غرّني،
ها أنَا، في ظِلّ الرّضى ، نَائِمُ
عدْتَ إلى الوصلِ كما أشتَهي،
فالهجرُ باكٍ، والرّضَى باسِمُ
حسبي، أنا المظلومُ، فيما جرَى ،
وإنْ تشأ قلتَ: أنا الظّالمُ!
يا سائلاً عمّا بنفسي لَهُ،
تَجَنّباً، وَهْوَ بِهِ عَالِمُ
مَعنى الهَوَى أنْتَ وَشَخصُ المُنى ،
دعنيَ ممّا يزعُمُ الزّاعمُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

ابن زيدون ...عاشق ولادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون ...عاشق ولادة   ابن زيدون ...عاشق ولادة Icon_minitime21/1/2008, 1:45 am

عَذيرِي مِنْ خَلِيلٍ يَسْتَطِيلُ،
-----------------------------------
عَذيرِي مِنْ خَلِيلٍ يَسْتَطِيلُ،
يميلُ، مع الزّمانِ، كمَا يميلُ
ويرضَى أن تضيعَ سدى ً حقوقي،
وَبَاعي، في الهَوَى ، باعٌ طَوِيلُ
أشمْساً أشرقَتْ من عبدِ شمسٍ‍!
أما لكَ، في سوى قلبي، أفولُ؟
أمَا يمحَى عتابُكَ كلَّ يومٍ؟
أمَا يرجَى ، إلى وصلٍ، وصولُ؟
وَلَوْ أجِدُ السّبيلَ لَطِرْتُ وَجْداً،
وَلَكِنْ مَا إلى هَذا سَبِيلُ
كِتابي، عَنْ وِدادِكَ، لا يَزُولُ،
وَعَهدِي، مِثْلَ عَهدِكَ، لا يَحولُ

شكوى وعتاب مَا عَلى ظَنّيَ بَاسُ،
-----------------------------------
شكوى وعتابمَا عَلى ظَنّيَ بَاسُ،
يَجْرَحُ الدّهْرُ وَيَاسُو
رُبّما أشْرَفَ بِالمَرْ
ء، عَلَى الآمَالِ، يَاسُ
وَلَقَدْ يُنْجِيكَ إغْفَا
لٌ وَيُرْديكَ احْتِرَاسُ
والمحاذيرُ سهامٌ؛
والمقاديرُ قياسُ
ولكمْ أجدَى قعودٌ؛
ولكمْ أكدى التماسُ
وَكذَا الدّهْرُ إذَا مَا
عزّ ناسٌ، ذَلّ ناسُ
وبنُو الأيّامِ أخْيَا
فٌ: سَرَاة ٌ وَخِسَاسُ
نَلْبَسُ الدّنْيَا، وَلَكِنْ
متعة ٌ ذاكَ اللّباسُ
يا أبا حَفْصٍ، وَمَا ساوَاك،
في فهمٍ، إيَاسُ
مِنْ سَنَا رَأْيِكَ لي، في
غَسَقِ الحَطَبِ، اقتباسُ
وَوِدادي لَكَ نَصٌّ،
لمْ يخالِفْهُ قياسُ
أنَا حَيْرَانُ، وَلِلأمْرِ
وُضُوحٌ وَالتِبَاسُ
مَا تَرَى في مَعْشَرٍ حالوا
عنِ العهدِ، وخاسُوا
وَرَأوْني سَامِرِيّاً
يُتّقَى مِنْهُ المَسَاسُ
أذْؤبٌ هامَتْ بلَحْمي،
فانْتِهَاشٌ وَانْتِهَاسُ
كلّهمْ يسألُ عن حالي
وَلِلذّئْبِ اعْتِسَاسُ
إنْ قسَا الدّهرُ فلِلْمَاء
منَ الصّخْرِ انبجاسُ
وَلَئنْ أمْسَيْتُ مَحبُوساً،
فَلِلْغَيْثِ احْتِبَاسُ
يلبُدُ الورْدُ السَّبَنْتَى ،
وَلَهُ بَعْدُ افْتِرَاسُ
فتأمّلْ ! كيفَ يغشَى
مقلة َ المجدِ النّعاسُ؟
ويفتّ المسكُ في التُّربِ،
فَيُوطَا وَيُدَاسُ؟
لا يكنْ عهْدُكَي ورداً!
إنّ عهدِي لكَ آسُ
وأدرْ ذكرِيَ كأساً،
ما امتطَتْ كفَّك كاسُ
وَاغْتَنِمْ صَفْوَ اللّيَالي؛
إنّمَا العَيْشُ اخْتِلاسُ
وَعَسَى أنْ يَسمحَ الدّهرُ،
فقدْ طالَ الشِّماسُ

شَحَطنا وَما بالدّارِ نأيٌ وَلا شَحْطُ،
-----------------------------------
شَحَطنا وَما بالدّارِ نأيٌ وَلا شَحْطُ،
وشطّ بمنْ نهوَى المزارُ وما شطّوا
أأحبابَنا! ألْوَتْ بِحادِثِ عَهْدِنَا
حوادثُ، لا عقدٌ عليها ولا شرطُ
لعمركُمُ إنّ الزّمانَ، الذي قضَى
بِشَتّ جَميعِ الشّملِ منّا، لمُشتَطّ
وَأمّا الكَرَى مُذْ لم أزُرْكُمْ، فهاجرٌ،
زِيارَتُه غِبٌّ، وَإلْمَامُه فَرْط
وما شوقُ مقتولِ الجوانحِ بالصّدى
إلى نُطْفَة ٍ زَرْقاء، أضْمَرَها وَقْط
بأبرَحَ مِنْ شَوْقي إليكمْ، وَدونَ ما
أديرُ المُنى عنهُ القتادة ُ والخرْط
وفي الرَّبْرَبِ الإنْسيّ أحوَى ، كناسُه
نواحي ضميرِي لا الكثيبُ ولا السِّقط
غَرِيبُ فُنونِ الحُسنِ، يَرْتاحُ دِرْعُهُ
متى ضاقَ ذرْعاً بالذي حازَه المِرْط
كأنّ فُؤادي، يَوْمَ أهوَى مُوَدِّعاً،
هوَى خافقاً منه بحيث هوَى القرْط
إذا ما كتابُ الوَجدِ أشكَلَ سَطْرُهُ،
فمنْ زفرَتي شكلٌ ومن عبرَتي نقط
ألا هلْ أتَى الفتيانَ أنّ فتاهُمُ
فريسة ُ من يعدو، ونهزَة ُ من يسطوْ
وأنّ الجوادَ الفائتَ الشّأوِ صافنٌ،
تخوّنَهُ شكلٌ، وأزْرَى به ربْطُ
وأنّ الحسامَ العضْبَ ثاوٍ بجفْنِهِ،
ومَا ذمّ منْ غربَيْهِ قدٌّ ولا قطّ
عَليكَ أبا بَكْرٍ بَكَرْتُ بهِمّة ٍ،
لها الخطرُ العالي، وإنْ نالَها حطّ
أبي، بعدَما هيلَ التّرابُ على أبي،
وَرَهطي فَذّاً، حينَ لم يَبقَ لي رَهْطُ
لكَ النّعمة ُ الخضراء، تندى ظلالُها
عليّ، وَلا جَحدٌ لدَيّ، وَلا غَمْطُ
وَلوْلاكَ لم تثْقُبْ زِنادُ قَرِيحَتي،
فيَنْتَهِبُ الظّلْماءَ من نارِها سِقْطُ
ولا ألّفَتْ أيدي الرّبيعِ بدائعي،
فَمِنْ خَاطِري نَثْرٌ وَمن زَهرِهِ لَقطُ
هرمْتُ، وما للشّيبِ وخطٌ بمفرَقي،
وكائنْ لشيبِ الهمّ في كبدي وخطُ
وطاولَ سوءُ الحالِ نفسي، فأذكرَتْ
من الرّوْضَة ِ الغَنّاء، طاوَلَها القَحطُ
مئونَ منَ الأيّامِ خمسٌ قطعْتُها
أسِيراً، وَإنْ لم يَبدُ شَدٌّ وَلا قَمطُ
أتتْ بي، كما ميصَ الإناءُ من الأذى ،
وأذهبَ ما بالثّوبِ منِ درنٍ مسطُ
أتَدْنُو قُطُوفُ الجَنّتَينِ لمعْشَرٍ،
وغايتيَ السِّدرُ القليلُ أوِ الخمطُ
وما كانَ ظنّي أنْ تغرّنيَ المُنى ،
وَللعِزّ في العَشوَاءِ مِنْ ظَنّهِ خَبْطُ
أما، وأرتْني النّجمَ موطئَ أخمَصي،
لقد أوْطَأتْ خَدّي لأخمص من يخطو
ومُسْتَبطَإِ العُتْبَى ، إذا قلتُ قد أنَى
رضاه، تمادى العتبُ واتّصلَ السّخط
ومَا زالَ يدنيني وينئي قبولَه
هوى ً سرفٌ منه، وصاغية ٌ فرط
وَنَظْمُ ثَنَاءٍ في نِظَامِ وَلايَة ٍ،
تَحَلّتْ بِهِ الدّنْيَا، لآلِئهُ وَسْط
على خصرِها منْه وشاحٌ مفصَّلٌ؛
وفي رأسها تاجٌ؛ وفي جيدِها سِمط
عدا سمعَه عني، وأصغى إلى عدى ً
لهم في أديمي كُلّما استَمكنوا عَطّ
بَلَغتُ المَدى ، إذ قَصّروا، فقلوبهمْ
مكامِنُ أضغانٍ أساوِدُهَا رُقط
يولّونَني عرضَ الكراهة ِ والقِلى ،
وما دهرُهمْ إلاّ النّفاسة ُ والغمْطُ
وَقَدْ وَسَمُوني بالّتي لَستُ أهْلَها،
ولمْ يمنَ أمثالي بأمثالِها قطّ
فَرَرْتُ، فإنْ قالوا الفِرارُ إرَابَة ٌ،
فَقَد فَرّ مُوسَى حينَ هَمّ بِه القِبْطُ
وإنّي لراجٍ أنْ تعودَ، كبدئِها،
ليَ الشّيمة ُ الزّهراءُ والحلقُ السبطُ
وَحِلمُ امرِىء تَعفُو الذّنوبُ لَعفوِهِ
وتُمحَى الخطايا مثلمَا محيَ الخطّ
فمَا لَكَ لا تَخْتَضّني بِشَفَاعَة ٍ،
يَلُوحُ عَلى دَهْرِي لمِيسَمِها عَلْطُ
يفي بنسيمِ العنبرِ الوردِ نفحُها،
إذا شعشعَ المِسكَ الأحمَّ به خلْطُ
فإنْ يُسعِفِ المَوْلى فنُعمَى هَنِيئة ٌ،
تُنَفِّسُ عَنْ نَفْسٍ ألَظّ بها ضَغْطُ
وإنْ يأبَ إلاّ قبضَ مبسوطِ فضله،
ففي يدِ مولًى فَوُقَه القَبضُ وَالبَسطُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

ابن زيدون ...عاشق ولادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون ...عاشق ولادة   ابن زيدون ...عاشق ولادة Icon_minitime21/1/2008, 1:52 am

بنيْتَ فلا تهدمْ، ورشت فلا تبرِ؛
-----------------------------------
بنيْتَ فلا تهدمْ، ورشت فلا تبرِ؛
وَأمْرَضْتَ حسّادي وَحاشاك أن تُبرِي
أرى نبوة ًُ، لم أدرِ سرّ اعتراضِها؛
وقد كان يجلو عارضَ الهمِّ أن أدري
جفاءٌ، هوَ اللّيلُ ادلهمّ ظلامُه،
فلا كوكبٌ للعذرِ في أفقهِ يسري
هَبِ العَزْلَ أضْحَى للوِلاَية ِ غايَة ً؛
فَما غاية ُ المُوفي منَ الظّلّ أن يُكرِي
ففيمَ أرَى ردّ السّلامِ إشارة ً،
تسوّغُ بي ازراءَ منْ شاء أن يزرِي
أُنَاسٌ هُمُ أخْشَى للَذْعَة ِ مِقْوَلي،
إذا لم يكنْ ممّا فعلْتَ لهمْ مضرِ
فإنْ عاقتِ الأقدارُ، فالنّفسُ حرّة ٌ؛
وَإنْ تَكُنِ العُتْبَى ، فأحرِ بها أحرِ!

أثرتَ هزبْرَ الشّرَى ، إذْ ربضْ،
-----------------------------------
أثرتَ هزبْرَ الشّرَى ، إذْ ربضْ،
ونبّهْتَهُ، إذْ هدا فاغتمضْ
وما زلْتَ تبسُطُ، مسترسلاً،
إليه يدَ البغْيِ، لمّا انقبضْ
حذارِ حذارِ، فإنّ الكريمَ،
إذا سيمَ خسفاً، أبَى ، فامتعضْ
فإنّ سُكُونَ الشّجاعِ النَّهُوسِ،
ليسَ بمانعِهِ أنْ يعضْ
وَإنّ الكَواكِبَ لا تُسْتَزَلّ؛
وَإنّ المَقَادِيرَ لا تُعْتَرَضْ
إذا رِيغَ، فَلْيَقْتَصِدْ مُسْرِفٌ،
مساعٍ يقصِّرُ عنها الحفضْ
وهلْ واردُ الغمرِ، منْ عدّهِ،
يُقَاسُ بِهِ مِسْتَشِفُّ البَرَضْ؟
إذا الشّمْسُ قابلْتَهَا أرمداً،
فَحَظُّ جُفُونِكَ في أنْ تُغَضّ
أرَى كُلّ مِجْرٍ، أبَا عَامِرٍ،
يُسَرّ إذا في خَلاءٍ رَكَضْ
أُعِيذُكَ مِنْ أنْ تَرَى مِنْزَعي،
إذا وَتَرِي، بِالمَنَايَا، انْقَبضْ
فإنّي ألينُ لمنْ لانَ لي،
وَأتْرُكُ مَنْ رَامَ قَسْرِي حَرَضْ
وَكمْ حَرّكَ العِجْبُ مِنْ حَائِنٍ،
فغادرْتُهُ، ما بِهِ منْ حبضْ
أبَا عامرٍ، أيْنَ ذاكَ الوفاءُ،
إذِ الدّهرُ وسنانُ، والعيشُ غضّ؟
وَأينَ الذِي كِنْتَ تَعْتَدّ، مِنْ
مصادقَتي، الواجبَ المفترضْ؟
تَشُوبُ وَأمْحَضُ، مُسْتَبْقِياً؛
وهيهاتَ منْ شابَ ممّنْ محضْ !
أبنْ لي، ألمْ أضطلِعْ، ناهضاً،
بأعباء برّكَ، فيمنْ نهضْ؟
ألَمْ تَنْشَ، مِنْ أدَبي، نَفْحَة ً،
حسبْتَ بهَا المسكَ طيباً يفضّ؟
ألَمْ تَكُ، مِنْ شِيمَتي، غَادِياً
إلى تُرَعٍ، ضَاحَكْتُها فُرَضْ؟
ولولا اختصاصُكَ لمْ ألتفتْ
لحالَيْكَ: مِنْ صِحّة ً أوْ مَرَضْ
ولا عادَني، منْ وفاءٍ، سرورٌ؛
وَلا نَالَني، لِجَفَاءٍ، مَضَضْ
يعزّ اعتصارُ الفتى ، وارداً،
إذا البَارِدُ العَذْبُ أهْدَى الجَرَضْ
عمدْتَ لشعري، ولمْ تتّئبْ،
تُعَارِضُ جَوْهَرَهُ، بِالعَرَضْ
أضَاقَتْ أسالِيبُ هَذا القَرِيضِ؟
أمْ قَدْ عَفَا رَسْمُهُ فَانْقَرَضْ؟
لعمرِي، لفوّقْتَ سهمَ النّضالِ
وَأرسَلْتَهُ، لَوْ أصَبْتَ الغَرَضْ
وَشَمّرْتَ للخَوْضِ في لُجّة ٍ،
هي البحرُ، ساحلُها لمْ يخضْ
وَغَرّكَ، مِنْ عَهْدِ وَلاّدَة ٍ،
سَرَابٌ تَرَاءى ، وَبَرْقٌ وَمَضْ
تَظُنّ الوَفَاءَ بِهَا، وَالظُّنُونُ
فِيهَا تَقُولُ عَلى مَنْ فَرَضْ:
هيَ الماءُ يأبَى على قابضٍ،
وَيَمْنَعُ زُبْدَتَهُ مَنْ مَخَضْ
ونبّئتُها، بعديَ، استحمِدَتْ
بسرّي إليكَ لمعنى ً غمضْ
أبَا عامرٍ ! عثرة ً فاستقِلْ،
لتبرِمَ، منْ ودّنا، ما انتقضْ
وَلا تَعْتَصِمْ، ضَلّة ً، بالحِجَاجِ؛
وسيِّمْ، فربّ احتجاجٍ دحضْ
وَإلاّ انْتَحَتْكَ جُيُوشُ العِتَابِ،
مُنَاجِزَة ً، في قَضِيضٍ وَقَضّ
وأنذرْ خليلَكَ، منْ ماهِرٍ
بطبّ الجنونِ، إذا ما عرضْ
كَفِيلٌ بِبَطّ خُرَاجٍ عَسَا؛
جريءٌ على شقّ عرقٍ نبضْ
يُبَادِرُ بالكَيّ، قَبْلَ الضّمادِ،
وَيُسْعِطُ بالسّمّ لا بِالحُضَضْ
وأشعرْهُ أنّي انتخبْتُ البديلَ؛
وأعلمهُ أنّي استجدْتُ العوَضْ
فلا مشربي، لقلاهُ، أمرَّ؛
وَلا مَضْجَعي، لِنَوَاهُ، أقَضّ
وإنّ يدَ البينِ مشكورة ٌ
لعارٍ أماطَ، ووصمٍ رحضْ
وحسبيَ أنّي أطبْتُ الجنَى
لإبّانِهِ، وأبحْتُ النّفضْ
وَيَهْنِيكَ أنّكَ، يا سيَدِي،
غَدَوْتَ مُقَارِنَ ذاكَ الرّبَضْ

ودّعَ الصبرَ محبٌّ ودّعَكْ،
-----------------------------------
ودّعَ الصبرَ محبٌّ ودّعَكْ،
ذائعٌ منْ سرّهِ ما استودَعَكْ
يقرَعُ السّنَّ على أنْ لمْ يكنْ
زَادَ في تِلْكَ الحُطَا، إذْ شَيّعَكْ
يا أخا البدرِ سناءً وسناً؛
حفظَ اللهُ زماناً أطلعَكْ
إنْ يَطُلْ، بَعْدَكَ، لَيلي، فلَكَمْ
بِتُّ أشكُو قِصَرَ اللّيْلِ مَعَكْ!

ما للمدامِ تديرُهَا عيناكِ،
-----------------------------------
ما للمدامِ تديرُهَا عيناكِ،
فيميلُ في سكرِ الصِّبَا عطفاكِ؟
هَلاّ مَزَجْتِ لَعاشِقِيكِ سُلافَها
ببرودِ ظلمِكِ أو بعذْبِ لماكِ؟
بلْ ما عليكِ، وقد محضْتُ لكِ الهوى ،
في أنْ أفوزَ بحظوة ِ المسواكِ؟
ناهِيكِ ظُلْماً أنْ أضَرْ بيَ الصّدَى
بَرْحاً، وَنَالَ البُرْءَ عُودُ أرَاكِ
واهاً لعطفِكِ، والزّمانُ كأنّما
صبغَتْ غضارَتُهُ ببردِ صباكِ
وَاللّيلُ، مَهْمَا طالَ، قَصّرَ طُولَهُ
هاتي، وَقَدْ غَفَلَ الرّقيبُ، وَهاكِ
وَلَطَالَمَا اعْتُلّ النّسِيمُ، فَخِلتُهُ
شكْوَايَ رَقَتْ فَاقْتَضَتْ شَكْوَاكِ
إنْ تَألَفي سِنَة َ النّؤومِ خَلِيّة ً،
فلطالمَا نافَرْتِ فيّ كراكِ
أوْ تَحْتَبي بالهَجْرِ في نادي القِلى ،
فَلَكمْ حَلَلْتُ إلى الوِصَالِ حُبَاكِ
أمّا مُنى نَفْسِي، فَأنْتِ جَمِيَعُهَا؛
يا لَيْتَني أصْبحْتُ بَعْضَ مُنَاكِ
يدنُو بوصلِكِ، حينَ شطّ مزارُهُ،
وهمٌ، أكادُ بهِ أقبّلُ فاكِ
وَلَئِنْ تَجَنّبْتِ الرّشَادَ بِغَدْرة ٍ
لمْ يهوِ بي، في الغيّ، غيرُ هواكِ
للجَهْوَرِيّ، أبي الوَليدِ، خَلائِقٌ
كالرّوْضِ، أضْحَكَهُ الغَمَامُ الباكي
ملكٌ يسوسُ الدّهرَ منهُ مهذَّبٌ،
تَدْبِيُرهُ للمُلْكِ خَيْرٌ مِلاكِ
جَارَى أبَاهُ، بَعدَ ما فَاتَ المَدَى ،
فَتَلاهُ بَينَ الفَوْتِ وَالإدْرَاكِ
شمسُ النّهارِ وبدرُهُ ونجومُهُ
أبناؤهُ، منْ فرقدٍ وسماكِ
يَسْتَوضحُ السّارُونَ زُهْرَ كَواكِبٍ
مِنْهُمْ تُنِيرُ غَيَاهِبَ الأحْلاكِ
بشراكِ يا دنْيَا، وبشرانَا معاً،
هَذا الوَزِيرُ أبُو الوَلِيدِ فَتَاكِ
تْلْفَى السّيادة ُ ثَمّ إنْ أضْلَلْتِها،
وَمَتى فَقَدْتِ السّرْوَ، فهوَ هُنَاكِ
وَإذا سَمِعْتِ بِوَاحِدٍ جُمِعَتْ لَهُ
فِرَقُ المَحَاسِنِ في الأنَامِ، فَذَاكِ
صَمْصَامُ بادِرَة ٍ، وَطَوْدِ سكينَة ٍ،
وَجَوَادُ غَايَاتٍ، وَجِذْلِ حِكاكِ
طَلْقٌ يُفَنَّدُ في السّماحِ، وَجاهِلٌ
منْ يستشفّ النّارَ بالمحراكِ
صنعُ الضّميرِ، إذا أجالَ بمهرَقٍ
يمناهُ، في مهلٍ، وفي إيشاكِ
نظمَ البلاغة َ، في خلال سطورِهِ،
نَظْمَ الّلآلي التُّومِ في الأسْلاكِ
نَادَى مَساعِيَهُ الزّمَانُ مُنَافِساً؛
أحْرَزْتِ كُلّ فَضِيلَة ٍ، فَكَفَاكِ
ما الوردُ، في مجناهُ، سامرَهُ الندى
مِتَحَلّياً، إلاّ بِبَعْضِ حُلاكِ
كلاّ ولا المسكُ، النَّمومُ أريجُهُ،
متعطّراً، إلاّ بوسمِ ثناكِ
اللّهوُ ذكرُكِ، لا غناءُ مرجِّعٍ،
يفتنّ في الإطلاقِ والإمساكِ
طارتْ إليكِ بأوْليائِكِ هزّة ٌ،
تهفو لها أسفاً قلوبُ عداكِ
يا أيّهَا القَمَرُ، الّذِي لِسَنَائِهِ
وَسَنَاهُ تَعْنُو السَّبْعُ في الأفْلاكِ
فرحُ الرّياسة ِ، إذْ ملكتَ عنانها،
فرحُ العروسِ بصحّة ِ الإملاكِ
من قالَ إنّكَ لستَ أوحدَ في النُّهَى
والصّالحاتِ، فدانَ بالإشراكِ
قلِّدْنيَ الرّأيَ الجميلَ، فإنّهُ
حسبي ليومَيْ زينة ٍ وعراكِ
وغذا تحدّثَتِ الحوادثُ بالرَّنَا
شَزْراً إليّ، فَقُلْ لَها: إيّاكِ
هوَ في ضَمانِ العَزْمِ، يَعبِسُ وَجهُهُ
للخطْبِ، والخلقِ النّدي الضّحَاكِ
وَأحَمَّ دارِيٍّ، تَضَاعَفَ عِزُّهُ،
لمّا أهينَ بمسحَقٍ ومداكِ
والدَّجنُ، للشّمسِ المنيرة ِ، حاجبٌ،
والجفنُ مثوَى الصّارمِ الفتّاكِ
هَنَأتْكَ صِحّتُكَ، التي، لَوْ أنّها
شَخْصٌ أُحَاوِرُهُ، لَقُلْتُ هَنَاكِ
دامَتْ حَيَاتُكَ ما استُدمتَ فلم تزَلْ
تَحْيَا بكَ الأخْطارُ بَعدَ هَلاكِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

ابن زيدون ...عاشق ولادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون ...عاشق ولادة   ابن زيدون ...عاشق ولادة Icon_minitime21/1/2008, 11:00 pm

أما في نسيمِ الرّيحِ عرفٌ معرِّفُ
-----------------------------------
أما في نسيمِ الرّيحِ عرفٌ معرِّفُ
لنا هل لذاتِ الوَقفِ بالجِزْعِ مَوْقِفُ
فنَقضِيَ أوْطَارَ المُنى مِنْ زِيَارة ٍ،
لنَا كلفٌ منها بما نتكلّفُ
ضَمَانٌ عَلَيْنَا أنْ تُزَارَ، وَدُونَها
رقاقُ الظُّبَى والسّمهرِيُّ المثقَّفُ
غيارى يعدّونَ الغرامَ جريرة ً
بها، والهوى ظلماً يغيظُ ويؤسفُ
يَوَدّونَ لَوْ يَثْنِي الوَعيدُ زَمَاعَنا؛
وهيهاتَ ريحُ الشّوقِ من ذاكَ أعصفُ
يسيرٌ لدى المشتاقِ، في جانبِ الهوى ،
نوى غربة ٍ أو مجهلٌ متعسَّفُ
هلِ الرَّوعُ إلاّ غمرة ٌ ثمّ تنجلي؛
أمِ الهولُ إلاّ غمّة ٌ ثمّ تكشفُ ؟
وَفي السِّيَرَاء الرّقْمِ، وَسطَ قِبَابِهمْ،
بعيدُ مناطِ القرطِ أحورُ أوطفُ
تَبَايَنَ خَلْقاهُ، فَعَبْلٌ مِنَعَّمٌ،
تأوّدَ، في أعلاهُ، لدنٌ مهفهفُ
فللعانكِ المرتجّ ما حازَ مئزرٌ؛
وَللغُصُنِ المِهْتَزّ ما ضَمّ مِطْرَفُ
حَبِيبٌ إلَيْهِ أنْ نُسَرّ بِوَصْلِهِ،
إذا نحنُ زرنَاهُ، ونهْنا ونسعَفُ
وَلَيْلَة َ وَافَيْنَا الكَثيبَ لِمَوْعِدٍ،
سُرَى الأيمِ لمْ يُعْلَمْ لمَسرَاهُ مُزْحَفُ
تَهَادى أناة َ الحَطْوِ، مُرْتَاعَة َ الحَشا،
كمَا رِيعَ يَعْفُورُ الفَلا المُتَشَوِّفُ
فَما الشّمسُ رَقّ الغَيمُ دون إياتها،
سوَى ما أرَى ذاكَ الجَبِينُ المُنْصَّفُ
فديتُكِ ! أنّى زرتِ نورُكِ واضحٌ،
وعطرُكِ نمّامٌ وحليُكِ مرجفُ
هبيكِ اعتررْتِ الحيّ، واشيكِ هاجعٌ،
وفرعُكِ غربيبٌ، وليلُكِ أغضفُ
فأنّى اعتسفَت الهولَ خطوُكِ مدمجٌ
وَرِدْفِكِ رَجرَاجٌ وَخَصرُكِ مُخطَفُ
لجاجٌ، تمادي الحبّ في المعشرِ العِدا،
وَأَمٌّ الهَوَى الأفقَ الذي فيه نُشْنَفُ
وَأنْ نَتَلَقّى السّخْطَ عانينَ بالرّضَى
لغيرَانَ أجْفَى ما يُرَى حينَ يَلطُفُ
سَجايا، لمَنْ وَالاهُ، كالأرْى تُجنى ،
فَيُومىء طَرْفٌ، أوْ بَنَانٌ مُطَرَّفُ
خليليّ ! مهلاً لا تلومَا، فإنّني،
فؤادي أليفُ البثّ، والجسمُ مدنفُ
فأعْنَفُ ما يَلقَى المُحبُّ لحَاجَة ً
على نفسهِ في الحبّ، حينَ يعنَّفُ
وإنّي ليستهوينيَ البرقُ صبوة ً،
إلى برقِ ثغرٍ إنْ بدَا كاد يخطفُ
وما ولعي بالرّاحِ إلاّ توهّمٌ
لظَلْمٍ، بهِ كالرّاحِ، لوْ يُترَشّفِ
وتذْكرُني العقدَ، المرنَّ جمانُهُ،
مُرِنّاتُ وُرْقٍ في ذُرَى الأيك تهتِفُ
فما قيلَ من أهوَى طوى البدرَ هودجٌ
ولا صانَ ريمَ القفرِ خدرٌ مسجَّفُ
ولا قبلَ عبّادٍ حوى البحرَ مجلسٌ،
ولا حملَ الطّودَ المعظَّمَ رفرَفُ
هوَ الملكُ الجعدُ، الذي في ظلالِهِ
تكفّ صروفُ الحادثاتِ وتصرفُ
هُمَامٌ يَزِينُ الدّهْرَ مِنْهُ وَأهلَهُ؛
مليكٌ فقيهٌ، كاتبٌ متفلْسفُ
يَتِيهُ بِمَرْقَاهُ سَرِيرٌ وَمِنْبَرٌ،
وَيَحْمَدُ مَسْعَاهُ حُسامٌ وَمُصْحَفُ
رويتُهُ في الحادثِ الإدّ لحظة ٌ؛
يذلّ لهُ الجبّارُ، خيفة َ بأسِهِ،
ويعنو إليهِ الأبلجُ المتغطرِفُ
حذارَكَ، إذْ تبغي عليهِ، من الرّدى ،
وَدُونَك فاستَوْفِ المُنى حينَ تُنصِفُ
ستعتامُهمْ في البرّ والبحرِ، بالتّوَى ،
كتائبُ تزجى ، أو سفائنُ تجدَفُ
أغرُّ، متى نَدرُسْ دَوَاوِينَ مَجدِهِ
يَرْقْنَا غَرِيبٌ مُجمَلٌ أوْ مُصَنَّفُ
إذا نحنُ قرّطناهُ قصّرَ مطنبٌ،
ولمْ يتجاوزْ غاية َ القصدِ مسرفُ
وأروَعُ؛ لا الباغي أخاهُ مبلَّغٌ
مناهُ، ولا الرّاجي نداهُ مسوَّفُ
ممرُّ القوَى ، لا يملأ الخطبُ صدرَه،
وليسَ لأمرٍ فائتٍ يتلهّفُ
لهُ ظلُّ نعمَى ، يذكرُ الهمُّ عندهُ
ظِلالَ الصِّبا، بل ذاكَ أندى وَأوْرَفُ
جحيمٌ لعاصيهِ، يشبّ وقودُه،
وجنّة ُ عدنٍ للمطيعينَ تزلفُ
مَحاسِنُ، غَرْبُ الذّمّ عَنها مُفَلَّلٌ
كَهامٌ، وَشَملُ المَجدِ فيها مؤلَّفُ
تَنَاهَتْ، فعِقدُ المَجدِ مِنها مُفصَّلٌ
سَنَاءً، وَبُرْدُ الفَخرِ منها مُفَوَّفُ
طَلاقَة ُ وَجْهٍ، في مَضَاءٍ، كمِثلِ ما
يروقُ فرندُ السيفِ والحدُّ مرهفُ
على السّيفِ مِن تِلكَ الشّهامة ِ مِيسَمٌ،
وَفي الرّوْضِ من تلكَ الطّلاقَة ِ زُخرُفُ
تعودُ لمنْ عاداهُ كالشرْيِ ينقفُ
يراقبُ منهُ اللهَ معتضدٌ، بهِ
يَدَ الدّهْرِ، يَقسو في رِضَاه وَيَرْأفُ
فقُل للمُلوكِ الحاسِديهِ: متى ادّعى
سِباقَ العَتِيقِ الفائِتِ الشأوِ مُقِرفُ
ألَيْسَ بَنُو عَبّادٍ القِبْلَة َ الّتي
عليها لآمالِ البريّة ِ معكفُ؟
مُلوكٌ يُرَى أحيائهم فَخَرَ دَهرِهمْ،
وَيَخْلُفُ مَوْتَاهُمْ ثَنَاءٌ مُخَلَّفُ
بِهمْ باهَتِ الأرْضُ السّماءَ فأوْجُهٌ
شموسٌ، وأيدٍ من حيا المزن أوكفُ
أشارحَ معنى المجدِ وهو معمَّسٌ
وَمُجْزِلَ حظّ الحمد وَهوَ مُسفَسِفُ
لعمرُ العدا المستدرجيكَ بزعمهمْ
إلى غِرَّة ٍ كادَتْ لها الشمسُ تُكسَفُ
لَكالُوكَ صَاعَ الغَدرِ، لُؤمَ سجيّة ٍ،
وكيلَ لهمْ صَاعُ الجزَاء المُطَفَّفُ
لقد حاولوا العظمى التي لا شوَى لها،
فأعجلهُمْ عقدٌ من الهمّ محصفُ
وَلَمّا رَأيتَ الغَدْرَ هَبّ نَسِيمُهُ،
تلقّاهُ إعصارٌ لبطشِكَ حرجَفُ
أظَنّ الأعادي أنّ حَزْمَكَ نَائِمٌ؟
لقد تعدُ الفسلَ الظُّنونُ فتخلفُ
دواعي نفاقٍ أنذرتْكَ بأنّهُ
سيشرَى ويذوِي العضوُ من حيثُ يشأفُ
تحمّلتَ عبءْ الدّهرِ عنهم، وكلّهمْ
بنعماكَ موصولُ التّنعّمِ، مترفُ
فإنْ يكفُرُوا النّعْمَى فتِلكَ دِيَارُهمْ
بسيفِكَ قاعٌ صفصَفُ الرّسْمِ تنسفُ
وطيَّ الثّرَى مثوى ً يكون قصارهُمْ،
وَإنْ طالَ منهُمْ في الأداهمِ مَرْسَفُ
وَبُشرَاكَ عِيدٌ بالسّرُورِ مُظَلَّلٌ،
وبالحظّ، في نيلِ المُنى ، متكنَّفُ
بَشِيرٌ بِأعْيَادٍ تُوَافِيكَ بَعْدَهُ،
كما يَنسُفُ النّظمَ المُوالي، وَيَرْصُفُ
تُجَرِّدُ فِيهِ سَيْفَ دَوْلَتِكَ، الّذي
دماءُ العِدَى دأباً بغربَيْهِ تظلَفُ
هُوَ الصّارِمُ العَضْبُ الذي العَزْمُ حدُّه،
وحليتُهُ بذلُ النّدى والتعفّفُ
همامٌ سمَا للملْكِ، إذْ هوَ يافعٌ،
وتمّتْ لهُ آياتُهُ، هوَ مخلِفُ
كرِيمٌ، يَعُدّ الحَمدَ أنْفَسَ قِينَة ٍ،
فيُولَعُ بالفِعلِ الجَميلِ، وَيُشغَفُ
غدَا بخميسٍ، يقسِمُ الغيمُ أنّهُ
لأحفَلُ منها، مكفهرّاً، وأكثفُ
هوَ الغَيمُ من زُرْقِ الأسِنّة ِ بَرْقُهُ،
وللطّبْلِ رعدٌ، في نواحيهِ، يقصِفُ
فَلَمّا قَضَيْنَا مَا عَنَانَا أدَاؤهُ،
وَكلٌّ بما يُرْضِيكَ داعٍ، فَمُلْحِفُ
قَرَنَا بحَمْدِ اللَّهِ حَمْدَكَ، إنّهُ
لأوْكَدُ ما يُحْظى لدَيْهِ، وَيُزْلَفُ
وَعُدْنَا إلى القَصْرِ، الذي هوَ كَعبة ٌ،
يُغادِيهِ مِنّا نَاظِرٌ، أوْ مُطَرَّفُ
فإذْ نَحنُ طالَعْنَاهُ، وَالأفقُ لابِسٌ
عجاجتَهُ، والأرضُب بالخيلِ ترجُفُ
رَأيْناكَ في أعْلى المُصَلّى ، كَأنّمَا
تَطَلّعَ، من محْرَابِ داودَ، يُوسُفُ
ولمّا حضرْنا الإذْنَ، والدّهرُ خادمٌ،
تُشِيرُ فيُمضِي، وَالقَضَاءُ مُصَرِّفُ
وصلْنا فقبّلْنا النّدى منكَ في يدٍ،
بها يُتْلَفُ المَالُ الجسيمُ، ويُخلَفُ
لقد جُدتَ حتى ما بنَفسٍ خَصَاصَة ٌ،
وأمّنْتَ حَتى ما بِقَلْبٍ تَخَوُّفُ
وَلَوْلاَكَ لم يَسهُلْ من الدُّهرِ جانبٌ؛
وَلا ذَلّ مُقْتَادٌ، وَلا لانَ مَعطِفُ
لكَ الخيرُ، أنّى لي بشكركَ نهضة ٌ؟
وَكيفَ أُودّي فرْضَ ما أنتَ مُسلِفُ؟
أفَدْتَ بَهِيمَ الحالِ مِنّيَ غُرَّة ً،
يُقَابِلُها طَرْفُ الجَمُوحِ فيُطرَفُ
وبوّأتَهُ دنيْاكَ دارَ مقامة ٍ،
بحَيْثُ دَنا ظِلٌّ وَذُلّلَ مَقْطِفُ
وكمْ نعمة ٍ، ألبستُها، سندسيّة ٍ،
أُسَرْبَلُها في كلّ حِينٍ وأُلْحَفُ
مَوَاهِبُ فَيّاضِ اليَدَيْنِ، كَأنّمَا
من المُزْنِ تُمرَى أوْ من البحرِ تُغزَفُ
فإنْ أكُ عبداً قد تملّكْتَ رقَّهُ،
فأرفَعُ أحوالي، وأسْنى وأشرفُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

ابن زيدون ...عاشق ولادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون ...عاشق ولادة   ابن زيدون ...عاشق ولادة Icon_minitime21/1/2008, 11:05 pm

أمَا علمَتْ أنّ الشّفيعَ شبابُ،
-----------------------------------
أمَا علمَتْ أنّ الشّفيعَ شبابُ،
فَيَقْصُرَ عَنْ لَوْمِ المُحبّ عِتَابُ؟
علامَ الصِّبا غضٌّ، يرفّ رواؤهُ،
إذا عنّ من وصلِ الحسانِ ذهابُ؟
وَفيمَ الهَوَى مَحضٌ يَشِفّ صَفاؤهُ
إذا لم يكنْ منهنّ عنهُ ثوابُي؟
وَمُسْعِفَة ٍ بالوَصْلِ، إذ مَرْبَعُ الحمى
لها، كلّما قظنا الجنابَ، جنابُ
تَظُنّ النّوَى تَعدو الهَوَى عن مَزَارِها؛
وداعي الهوَى نحوَ البعيدِ مجابُ
وَقَلّ لها نِضْوٌ بَرَى نَحْضَهُ السُّرَى ،
وَبَهْمَاءُ غُفلُ الصَّحصَحَانِ، تُجابُ
إذا ما أحَبّ الرّكْبُ وَجهاً مَضَوْا لهُ
فَهانَ عَلَيْهِمْ أنْ تَخُبّ رِكَابُ
عَرُوبٌ ألاحَتْ من أعارِيبٍ حِلّة ٍ،
تَجَاوَبُ فِيهَا بِالصّهيلِ عِرَابُ
غيارَى من الطّيفِ المعاودِ في الكرَى ،
مشيحونَ من رجمِ الظُّنونِ غضابُ
وماذا عليهَا أنْ يسنّيَ وصلَهَا
طَعانٌ، فإنْ لمْ يُغْنِينَا، فَضِرابُ
ألَمْ تَدْرِ أنّا لا نَرَاحُ لِرَبيبَة ٍ،
إذا لَمْ يُلَمَّعْ بالنّجِيع خِضَابُ
وَلاَ نَنْشَقُ العِطْرَ النَّمُومَ أرِيجُهُ،
إذا لمْ يِشَعْشَعْ بالعَجاجِ مَلابُ
وكمْ راسلَ الغيرانُ يهدي وعيدَه،
فَمَا رَاعَهُ إلاّ الطُّرُوقَ جَوَابُ
ولمْ يثنِنَا أنّ الرّبابَ عقيلة ٌ،
تَسَانَدُ سَعْدٌ دُونَهَا وَرِبَابُ
وأنْ ركزَتْ حولَ الخدورِ أسنّة ٌ،
وَحَفّتْ بِقُبّ السُابِحاتِ قِبَابُ
وَلَوْ نَذَرَ الحَيّانِ، غِبَّ السُّرَى ، بنا
لَكَرّتْ عُظالى ، أوْ لَعَادَ كُلابُ
وَلَيْلَة َ وَافَتْنَا تَهَادَى فَنَمْتَرِي،
أيسمُو حبابٌ، أو يسيبُ حبابُ؟
يُعَذّبُها عَضّ السّوَارِ بِمِعْصَمٍ،
أبانَ لهَا أنّ النّعيمَ عذابُ
لأبرَحْتُ من شيحانَ، حطّ لثامُهُ،
إلى خَفَرٍ مَا حُطّ عَنْهُ نِقَابُ
ثَوَى مِنْهُمَا ثِنَى النّجادِ مِشَيَّعٌ،
نجيدٌ، وميلاءُ الوشاحِ كعابُ
يُعَلَّلُ مِنْ إغْرِيضِ ثَغْرٍ، يَعُلهُ
غَرِيضٌ كمَاء المُزْنِ، وَهوَ رُضَابُ
إلى أن بَدَتْ في دُهْمَة ِ الأفقِ غُرَّة ٌ،
ونفّرَ، من جنحِ الظّلامِ، غرابُ
وقد كادتِ الجوزاءُ تهوي فخلتُها
ثنَاهَا، من الشِّعرَى العبورِ، جنابُ
كأنّ الثّرَيّا رَاية ٌ مُشْرِعٌ لَهَا
جبانٌ، يريدُ الطّعنَ، ثمّ يهابُ
كأنّ سهيلاً، في رباوة ِ أفقهِ،
مُسِيمُ نُجُوم، حَانَ مِنْهُ إيَابُ
كأنّ السُّهَا فَاني الحُشَاشَة ِ، شَفَّهُ
ضنى ً، فخفاتٌ مرّة ً ومثابُ
كأنّ الصباحَ استقبسَ الشّمسَ نَارَها،
فجاء لهُ، من مشترِيهِ، شهابُ
كأنّ إياة َ الشّمسِ بشرِ بنِ جهورٍ،
إذا بذَلَ الأموَالَ، وهيَ رغابُ
هوَ البشرُ، شمنا منهُ برقَ غمامة ٍ
لَها باللُّهَا، في المُعْتَفِينَ، مَصَابُ
جوادٌ متى استعجلْتَ أولى هباتِهِ
كَفَاكَ مِنَ البَحْرِ الخِضَمِّ عُبَابُ
غَنيٌّ، عَنِ الإبْساسِ، دَرُّ نَوَالِه،
إذا استَنزَلَ الدَّرَّ البَكيءَ عِصَابُ
إذا حسبَ النَّيلَ الزّهيدَ منيلُهُ،
فمَا لعطايَاهُ الحسابِ حسابُ
عَطَايَا، يُصِيبُ الحاسِدونَ بحَمْدِه
عَلَيْها، وَلَمْ يُحْبِوْا بها فَيُحَابُوا
موطَّأُ أكنافِ السّماحِ، دنَتْ بهِ
خَلائِقُ زُهْرٌ، إذْ أنَافَ نِصَابُ
فزُرْهُ تزُرْ أكْنافَ غنّاءَ طلّة ٍ،
أربّتْ بهَا للمكرمَاتِ ربَابُ
زعيمُ المساعي أنْ تلينَ شدائدٌ
يُمَارِسُها، أوْ أنْ تَلِينَ صِعَابُ
مَهِيبٌ يِغَضّ الطَّرْفُ مِنْهُ لآذِنٍ،
مهابَتُهُ دونَ الحجابِ حجابُ
لأبلَجَ موفورِ الجلالِ، إذا احتَبَى ،
علا نظرٌ منهُ وعزّ خطابُ
وَذِي تُدَرإ، يَعدُو العِدا عن قِرَعِهِ،
غلابٌ، فمهمَا عزّهُ، فخلابُ
إذا هوَ أمضَى العزمَ لم يكُ هفوة ً،
يُؤثِّرُ عَنْها، في الأنَامِلِ، نَابُ
عَزَائِمُ يَنْصَاعُ العِدَا عَنْ مُمَرّهَا،
كمَا رُهِبْتَ يَوْمَ النّضَالِ رِهَابُ
صَوَائِبُ، رِيشُ النّصْرِ في جَنَبَاتِها
لؤامٌ، وريشُ الطائشاتِ لغابُ
حليمٌ، تلافَى الجاهلِينَ أناتُهُ،
إذِ الحلمُ عن بعضِ الذّنوبِ عقابُ
إذا عَثَرَ الجاني عَفَا عَفْوَ حَافِظٍ،
بنعمى لهَا في المذنبِينَ ذنابُ
شَهَامَة ُ نَفْسٍ في سَلامة ِ مَذْهَبٍ،
كما الماءُ للرّاحِ الشُّمولِ قطابُ
بَني جَهوَرٍ! مهما فخَرْتُمْ بِأوّلٍ،
فسرٌّ منَ المجدِ التّليدِ لباب
حَطَطتم بحيثُ اسلَنطحتْ ساحة ُ العلا،
وأوْفَتْ لأخطارِ السّناء هضابُ
بكمْ باهَتِ الأرضُ السّماءَ، فأوجُهٌ
شموسٌ، وأيدٍ، في المحولِ، سحابُ
أشارِحَ معنى المجدِ وهوَ معمَّسٌ،
وعامرَ مغنى الحمدِ وهوَ خرابُ
مُحَيّاكَ بَدْرٌ، وَالبُدُورُ أهلَّة ٌ،
ويُمْنَاكَ بَحْرٌ، وَالبُحورُ ثِعابُ
رَأيْتُكَ جارَاكَ الوَرَى ، فغلَبَتْهُمْ،
لِذَلِكَ جَرْيُ المُذْكِياتِ غِلابُ
فقرّتْ بهَا، من أوليائكَ، أعينٌ
وَذَلْتْ لَها، مِنْ حاسِديكَ، رِقابُ
فتحْتَ المُنى ، منْ بعدِ إلهامنا بها،
وَقَدْ ضَاعَ إقْلِيدٌ وَأُبْهِمَ بَابُ
مددتَ ظلالَ الأمنِ، تخضرّ تحتَها،
من العيشِ في أعْذى البقاعِن شعابُ
حمى ً، سالَمتْ فيه البغاثَ جوارحٌ،
وَكَفّتْ، عَنِ البَهمِ الرِّتاعِ، ذئابُ
فلا زِلتَ تَسعى سَعيَ مَن حَظُّ سَعيهِ
نَجاحٌ، وحظُّ الشّانِئِيهِ تَبَابُ
فَإنّكَ للدِّينِ الشَّعِيبِ لَمِلأمٌ؛
وإنّكَ للملكِ الثَّئي لرئابُ
إذا معشرٌ ألهاهُمُ جلساؤهُمْ،
فَلَهْوُكَ ذِكْرٌ، وَالجَلِيسُ كتابُ
نِعَزّيكَ عن شهرِ الصّيامِ الذي انقضى ،
فإنّكَ مَفْجُوعٌ بِهِ فَمُصَابُ
هوَ الزَّوْرُ لوْ تعطى المُنى وضعَ العصَا
ليزدادَ، منْ حسنِ الثّوابِ، مثابُ
شَهِدْتُ، لأدّى منكَ وَاجِبٌ فَرْضِهِ
عَلِيمٌ بِما يُرْضِي الإلَهَ، نِقَابُ
وجاوَرْتَ بيتَ اللهِ أنساً بمعشرٍ،
خشوهُ، فخرّوا ركّعاً وأنابوُا
لَقَدْ جَدّ إخْبَاتٌ، وَحَقَّ تَبَتّلٌ،
وبالغَ إخلاصٌ، وصحّ متابُ
سيخلدُ في الدّنْيَا بهِ لكَ مفخرٌ،
وَيَحْسُنُ في دارِ الخُلُودِ مَآبُ
وَبُشْرَاكَ أعيادٌ، سَيَنْمي اطّرَادُهَا،
كما اطّردَتْ في السّمهرِيّ كعابُ
ترى منكَ سروَ الملكِ في قشفِ التّقى
فيبرُقُها مرأى هنكَ عجابُ
فأبْلِ وَأخْلِف، إنّمَا أنْتَ لابِسٌ
لهذي اللّيالي الغرّ، وهيَ ثيابُ
فديتُكَ كمْ ألقَى الفواغرَ من عداً،
قراهُمْ، لنيرانِ الفسادِ، ثقابُ
عَفَا عنهُم قَدرِي الرّفيعُ، فأهْجَرُوا،
وَبَايَنَهُمْ خُلقي الجَميلُ، فَعَابُوا
وقد تسمعُ اللّيثَ اجحاشُ نهيقَها،
وتعلي إلى البدْرِ النّباحَ كلابُ
إذا رَاقَ حُسنُ الرّوْضِ أوْ فاحَ طيبُهُ
فَما ضَرّهُ أنْ طَنّ فِيهِ ذُبَابُ
فَلا بَرِحَتْ تِلْكَ الضّغائِنُ، إنّها
أفاعٍ، لها، بينَ الضّلوعِ، لصابُ
يَقُولُونَ شَرِّقْ، أوْ فَغَرّبْ صَرِيمة ً
إلى حيثُ آمالُ النّفوسِ نهابُ
فأنْتَ الحسامُ العضْبُ أصدئ متنُهُ
وعطّلَ منْهُ مضربٌ وذبابُ
وَمَا السّيفُ مِمّا يُستبَانُ مَضاؤهُ،
إذا حازَ جَفْنٌ حَدَّهُ، وَقِرابُ
وإنّ الذي أمَّلتُ كدّرَ صفْوُهُ،
فأضْحَى الرّضَا بالسّخطِ منهُ يشابُ
وَقَدْ أخْلَفَتْ ممّا ظَنَنتُ مَخايِلٌ؛
وَقَدْ صَفِرَتْ مِمّا رَجَوْتُ وِطَابُ
فَمَنْ لي بسُلْطانٍ مُبِينٍ عَلَيْهِمُ،
إذا لجّ بالخصْمِ الألدّ شغابُ
ليُخْزِهِمْ إنْ لَمْ تَرِدْنيَ نَبْوَة ٌ،
يُساء الفَتى مِنْ مِثْلِها وَيُرَابُ
فَقَدْ تَتَغَشّى صَفحة َ الماء كُدْرَة ٌ،
ويغطُو على ضوء النَّهارِ ضبابُ
سرورُ الغِنى ، ما لم يكن منك، حسرة ٌ،
وَأرْيُ المُنى ، ما لم تُنَلْ بك، صَابُ
وإنْ يكُ في أهلِ الزّمانِ مؤمَّلٌ،
فأنْتَ الشَّرابُ العذبُ، وهوَ سرابُ
أيُعْوِرُ، من جارِ السِّماكَينِ، جانِبٌ،
وَيُمْعِزُ، في ظلّ الرّبيعِ، جَنَابُ؟
فأينَ ثَنَاءٌ يَهْرَمُ الدّهْرُ كِبْرَة ً،
وحليتُهُ، في الغابرينَ، شبابُ؟
سأبكي على حظّي لَدَيكَ، كَما بَكَى
رَبِيعَة ُ لمّا ضَلّ عَنهُ دُؤابُ
وَأشكُو نُبوّ الجَنبِ عن كلّ مَضْجَعٍ،
كمَا يَتَجَافَى بِالأسيرِ ظِرَابُ
فثقْ بهزبرِ الشّعرِ واصفح عن الورَى ،
فَإنّهُمُ، إلاّ الأقَلَّ، ذُبَابُ
ولا تعدلِ المثنينَبي، فأنا الّذي
إذا حضرَ العقمُ الشّواردُ غابُوا
ينوبُ عنِ المدّاحِ منّيَ واحدٌ،
جَميعُ الخِصَالِ، ليسَ عنهُ مَنابُ
وردْتُ معينَ الطّبعِ، إذ ذيدَ دونَهُ
أُناسٌ، لهُمْ في حَجْرَتَيهِ لُوَابُ
وَنَجّدَني عِلْمٌ تَوَالَتْ فُنُونُهُ،
كمَا يتوَالى في النّظامِ سخابُ
فعُدْ بِيَدٍ بَيْضاء يَصْدَعُ صِدْقِها،
فإنّ أرَاجِيفَ العُداة ِ كِذَابُ
وحاشاكَ منْ أنْ تستمرّ مريرة ٌ،
لعَهْدِكَ، أوْ يَخفَى عَليك صَوَابُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

ابن زيدون ...عاشق ولادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون ...عاشق ولادة   ابن زيدون ...عاشق ولادة Icon_minitime23/1/2008, 4:01 pm

رَاحَتْ، فَصَحّ بهَا السّقِيمْ،
-----------------------------------
رَاحَتْ، فَصَحّ بهَا السّقِيمْ،
ريحٌ معطَّرة ُ النّسيمْ
مقبولَة ٌ هبّتْ قبولاً،
فَهْيَ تَعْبَقُ في الشَّمِيمْ
أفَضيضُ مِسْكٍ أمْ بَلَنْسِيَة ٌ
لريّاهَا نميمْ
بَلَدٌ، حَبِيبٌ أُفْقُهُ،
لفتى ً يحلّ بهِ كريمْ
أيّهَا أبَا عَبْدِ الإلَه،
دُعاءُ مَغْلُوبِ العَرِيمْ
إنْ عيلًَ صبرِي منْ فراقِكَ
فَالعَذَابُ بِهِ ألِيمْ
أوْ أتْبَعَتْكَ حَنِينَهَا
نفسِي، فأنْتَ لهَا قسيمْ
ذكرى لعهدِكَ كالسّهادِ
سَرَى ، فَبَرّحَ بِالسّلِيمْ
مهمَا ذمَمْتُ، فما زمَاني
في ذِمَامِكَ بِالذّمِيمْ
زَمَنٌ، كمألُوفِ الرَّضَاعِ،
يشوقُ ذكرَاهُ الفطيمْ
أيّامض أعقدُ ناظريّ
بذلِكَ المرْأى الوسيمْ
فأرَى الفتوّة َ غضّة ً
في ثَوْبِ أوّاهٍ حَلِيمْ
أللهُ يعلمُ أنّ حبّـ
ـكَ منْ فؤادي بالصّميمْ
وَلَئِنْ تَحَمّلَ عَنْكَ لي
جسمٌ، فعنْ قلبٍ مقيمْ
قُلْ لي: بأيّ خِلالِ سَرْوِكَ،
قبلُ، أفْتَنُ أوْ أهيمْ؟
أبِمَجْدِكَ العَمَمِ، الّذي
نَسَقَ الحَدِيثَ مَعَ القَدِيمْ؟
أمْ ظرفِكَ الحلوِ الجنَى ؛
أمْ عرضِكَ الصّافي الأديمْ؟
أمْ برِّكَ العذبِ الجمامِ،
وَبِشْرِكَ الغَضّ الجَمِيمْ؟
أمْ بالبدائعِ كاللآلئ،
مِنْ نَثِيرٍ أوْ نَظِيمْ؟
وبلاغة ٍ، إنْ عدّ أهلُوهَا،
فأنْتَ لهمْ زعيمْ
فقرٌ تسوغُ بهَا المدامُ،
إذا تَكَرّرَهَا النّدِيمْ
إنْ أشْمَسَتْ تِلكَ الطّلاقَة ُ،
فالنّدَى منهَا مقيمْ
إنّ الّذِي قَسَمَ الخُظُوظَ،
حَبَاكَ بِالخُلُقِ العَظِيمْ
لا أستزيدُ اللهَ نعمَى
فيكَ، لا بلْ أستديمْ
فلقدْ أقرَّ العينَ أنّكَ
غُرَّة ُ الزّمَنِ البَهِيمْ
حسبي الثّناءُ لحسنِ برّ
كَ مَا بَدَا بَرْقٌ فَشِيمْ
ثمّ الدّعاءُ بأنْ تَهَنّأ،
طُولَ عَيْشِكَ، في نَعِيمْ
ثمّ السّلامُ تُبَلَّغَنْهُ،
فَغَيْبُ مُهْدِيهِ سَلِيمْ


الهَوَى في طُلُوعِ تِلْكَ النّجُومِ؛
-----------------------------------
الهَوَى في طُلُوعِ تِلْكَ النّجُومِ؛
وَالمُنَى في هُبُوبِ ذاكَ النّسِيمِ
سرّنَا عيشُنَا الرّقيقُ الحواشِي،
لَوْ يَدومُ السّرُورُ للمُسْتَدِيمِ
وطرٌ ما انقضَى إلى أنْ تقضّى
زَمَنٌ، مَا ذِمَامُهُ بِالذّمِيمِ
إذْ خِتَامُ الرّضَا المُسَوَّغِ مِسْكٌ؛
ومزاجُ الوصالِ منْ تسنيمِ
وَغَرِيضُ الّلالِ غَضٌّ، جنى الصّبْوَة ِ،
نَشْوَانُ مِنْ سُلافِ النّعِيمِ
طالمَا نافرَ الهوَى منهُ غرٌّ،
لمْ يطلْ عهدُ جيدِهِ بالتّميمِ
أيّهَا المُؤذِني بِظُلْمِ اللّيالي،
ليسَ يومي بواحدٍ من ظلومِ
قمرُ الأفقِ، إنْ تأمّلتَ، والشّمسُ
هُمَا يُكْسَفَانِ دُونَ النّجُومِ
أيّهَا ذا الوَزِيرُ! هَا أنّا أشْكُو،
بِالمُصَابِ العَظِيمِ نَحْوَ العَظِيمِ
بوّأ اللهُ جهوراً شرفَ السّؤدَدِ،
في السّروِ، واللُّبَابِ الصّميمِ
واحدٌ، سلّمَ الجميعُ لهُ الأمرَ،
فكانَ الخصوصُ وفقَ العمومِ
قلّدَ الغمرُ ذا التّجاربِ فيهِ؛
وَاكْتَفَى جاهِلٌ بِعِلْمِ العَلِيمِ
خطرٌ يقتضي الكمالَ بنوعَيْ
خُلُقٍ بَارِعٍ، وَخَلْقٍ وَسِيمِ
أيّهَا الوزيرُ ! ها أنّا أشكُو،
والعَصَا بدءُ قرعِهَا للحليمِ
مَا عَنَانَا أنْ يَأنَفَ السّابِقُ المَرْبطَ
في العتقِ منهُ والتّطهيمِ
وَبَقَاءُ الحُسَامِ في الجَفنِ يَثْني
مِنْهُ بَعدَ المَضَاء، وَالتّصْمِيمِ
أفصبرٌ مئينَ خمساً منَ الأيّامِ،
نَاهِيكَ مِنْ عَذَابٍ ألِيمِ!
وَمُعَنًّى مِنَ الضّنَى بِهَنَاتٍ،
نَكَأتْ بِالكُلُومِ قَرْحَ الكُلومِ
سَقَمٌ لا أُعَادِ فيهِ وَفي العَائِدِ
أنسٌ يفي ببرء السّقيمِ
نَارُ بَغْيٍ سَرَى إلى جَنّة ِ الأمْنِ
لَظَاها، فَأصْبَحَتْ كَالصّرِيمِ
بأبي أنتَ، إنْ تشأ، تكُ برداً
وسلاماً، كنارِ إبراهيمِ
للشّفيعِ الثّناءُ، والحمدُ في صوبِ
الحَيَا للرّياحِ، لا لِلْغُيومِ
وزعيمٌ، بأنْ يذلِّلَ لي الصّعبَ،
مثابي إلى الهمامِ الزّعيمِ
وَوِدَادٌ، يُغَيِّرُ الدهْرُ مَا شَاء
ويبقَى بقاءَ عهدِ الكريمِ
وَثَنَاءٌ، أرْسَلْتُهُ سَلْوَة َ الظّاعِنِ
عَنْ شَوْقِهِ، وَلَهْوَ المُقِيمِ
فهوَ ريحانَة ُ الجليسِ، ولا فخرَ،
وفيهِ مزاجُ كأسِ النّديمِ
لمْ يزَلْ مغضياً على هفوة ِ الجاني،
مصيخاً إلى اعْتذارِ الكريمِ
ومتى يبدإ الصّنيعة َ يولعْكَ
تَمَامُ الخِصَالِ بِالتّتْمِيمِ

هَلْ عَهِدْنا الشّمسَ يَعْتَادُ الكِللْ؛
-----------------------------------
هَلْ عَهِدْنا الشّمسَ يَعْتَادُ الكِللْ؛
أمْ شَهِدْنَا البَدْرَ يَجتابُ الحُلَلْ
أمْ قَضِيبُ البَانِ، يَعْنِيهِ الهَوَى ،
أمْ غَزَالُ الفَقْرِ، يُصبْهِ الغَزَلْ؟
خرقَ العاداتِ مبدي صورة ٍ،
حَشَدَ الحُسْنُ عَلَيها، فاحتَفَلْ
مُشْرَبُ الصّفْحَة ِ مِنْ مَاء الصِّبَا؛
مشبعُ الوجنة ِ منْ صبغِ الخجلْ
منْ عذيري منهُ، إنْ أغببْتُهُ
نسيَ العهدَ، وإنْ عاودْتُ ملّ
قاتلٌ لي بالتّجنّي، ما لهُ،
لَيْتَ شِعري، أحَلالٌ ما استَحَلّ؟
أيّهَا المُخْتَالُ في زِينَتِهِ!
أنْتَ أولى النّاسِ بالخالِ، فخلْ
لكَ، إنْ أدلَلْتَ، عذرٌ واضحٌ؛
كلُّ مَنْ سَاعَفَهُ الحُسنُ أدلّ
سببُ السُّقمِ، الّذي برّحَ بي،
صحّة ٌ كالسُّقْمِ في تلكَ المقلْ
إنّ مَنْ أضْحَى أبَاهُ جَهْوَرٌ،
قالتِ الآمالُ عنهُ، ففعَلْ
مَلِكٌ لَذّ جَنَى العَيْشِ بِهِ،
حيثُ وردُ الأمنِ للصّادي عللْ
أحسنَ المحسنُ منّا فجزَى ،
مثلمَا لجّ مسيءٌ، فاحتملْ
سَعْيُهُ في كلّ بِرٍّ مَثَلٌ،
إذْ مَسَاعي مَنْ يُنَاوِيهِ مُثُلْ
لا يَزَلْ مِنْ حَاسِدِيهِ مُكْثِرٌ،
أوْ مقلٌّ، سبقَ السّيفُ العذلْ
يا بني جهورٍ الدنيَا بكُمْ
حَلِيَتْ أيّامُهَا، بَعْدَ العَطَلْ
إنّمَا دولتُكُمْ واسطة ٌ،
أهدتِ الحسنَ إلى عقدِ الدّولْ
نَحْنِ مِنْ نَعْمَائِكُمْ في زَهْرَة ٍ،
جدّدتْ عهدَ الرّبيعِ المقتبلْ
طَابَ كانُونٌ لَنَا أثْنَاءهَا؛
فكأنّ اللشّمسَ حلّتْ بالحَمَلْ
زَهَرَتْ أخْلاقُكُمْ، فابْتَسَمَتْ
كابتسامِ الوردِ عنْ لؤلؤِ طلّ
أيّهَا البَحْرُ، الّذِي مَهْمَا تَفِض
بالنّدى يمناهُ، فالبحرُ وشلْ
مَنْ لَنَا فِيكَ بِعَيْبٍ وَاحِدٍ،
تُحْذَرُ العَينُ، إذا الفَضْلُ كَمُلْ
شَرَفٌ تَغْنى عَنِ المَدْحِ بِهِ،
مِثْلَمَا يَغنى عنِ الكُحْلِ الكَحَلْ
أَنا غرسٌ في ثرى العليَاءِ، لوْ
أبطأتْ سقياكَ عنهُ لذبُلْ
ليَ ذِكْرٌ، بِالّذِي أسْدَيْتَهُ،
نابِهٌ، ودَّ حسودٌ لوْ خملْ
فليمُتْ بالدّاء منْ حالِ فتى ً
أدّبتْهُ سيرُ النّاسِ الأولْ
فَوَعَى الحِكْمَة َ عَنْ قَائِلِهمْ:
الْزَمِ الصّحّة َ يَلْزَمْكَ العَمَلْ
أقْبَلَتْ نُعْمَاكَ تُهْدِي نَفْسَها،
لمْ أرغْ حظّيَ منهَا بالحيَلْ
فَقَبِلْتُ اليَدَ مِنْ بَطْنِ يَدٍ
ظهرُها، الدّهرَ، محلٌّ للقبلْ
كُلُّنَا بُلّغَ مَا أمّلَهُ
فَابْلُغِ الغَايَة َ مِنْ كُلّ أمَلْ
وإذا ما رامَكَ الدّهرُ، ففُتْ؛
وإذا رمتَ الأمانيّ، فنلْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

ابن زيدون ...عاشق ولادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون ...عاشق ولادة   ابن زيدون ...عاشق ولادة Icon_minitime23/1/2008, 4:04 pm

هذا الصّباحُ، على سرَاكِ، رقيبَا،
-----------------------------------
هذا الصّباحُ، على سرَاكِ، رقيبَا،
فَصلِي بِفَرْعِكَ لَيْلَكِ الغِرْبِيبَا
ولدَيْكِ، أمثالَ النّجومِ، قلائدٌ،
ألِفَتْ سَمَاءكِ لَبّة ً وَتَرِيبَا
لِيَنُبْ عَنِ الجَوْزَاء قُرْطُكِ كْلّما
جَنَحَت، تُحَثّ جَنَاحَها تَغْرِيبَا
وإذا الوشاحُ تعرّضتْ أثناؤهُ،
طلعَتْ ثريّا لمْ تكنْ لتغيبَا
وَلَطَالَمَا أبْدَيْتِ، إذْ حَيّيْتِنَا،
كفّاً، هيَ الكفّ الخضيبُ، خضيبَا
أظنينَة ً ! دعوَى البراءة ِ شأنُهَا،
أنتِ العدوّ، فلمْ دعيتِ حبيبَا؟
ما بَالُ خَدّكِ لا يَزَالُ مُضَرَّجاً
بدمٍ، ولحظُكِ لا يزالُ مريبَا؟
لوْ شئتِ، ما عذّبتِ مهجة َ عاشقٍ
مُسْتَعْذِبٍ، في حُبّكِ، التّعْذِيبَا
وَلَزْرْتِهِ، بَلْ عُدْتِهِ، إنّ الهَوى
مرضٌ، يكونُ لهُ الوصالُ طبيبَا
مَا الهجرُ إلاّ البينُ، لولا أنّهُ
لَمْ يَشْحُ فَاهُ بِهِ الغُرَابُ نَعِيبَا
ولقدْ قضى فيكِ التّجلّدُ نحبَهُ،
فَثَوَى وَأعْقَبَ زَفْرَة ً وَنَحِيبَا
وأرى دموعَ العينِ ليسَ لفيضِهَا
غَيْضٌ، إذا ما القَلبُ كانَ قَلِيبَا
مَا لي وللأيّامِ، لجّ معَ الصِّبَا
عدوانُهَا، فكَسَا العذارَ مشيبَا
محقتْ هلالَ السّنّ، قبلَ تمامِهِ؛
وذوَى بهَا غصنُ الشّبابِ رطيبَا
لألمّ بي مَا لوْ ألَمّ بشاهقٍ،
لانْهَالَ جَانِبُهُ، فَصَارَ كَثِيبَا
فَلَئِنْ تَسُمْني الحَادِثَاتُ، فقد أرَى
للجفنِ، في العضبِ الطّريرِ، ندوبَا
وَلَئِنْ عَجِبْتُ لأنْ أُضَامَ، وَجَهوَرٌ
نِعْمَ النّصِيرُ، لَقَدْ رَأيتُ عَجيبَا
مَنْ لا تُعَدّي النّائِبَاتُ لجَارِهِ
زَحْفَاً، وَلا تَمْشِي الضَّرَاء دَبِيبَا
ملكٌ أطاعَ اللهَ منهُ موفَّقٌ؛
مَا زَالَ أوّاباً إلَيْهِ مُنِيبَا
يأتي رضاهُ معادياً وموالياً،
ويكونُ فيهِ معاقباً ومثيبَا
مُتَمَرِّسٌ بالدّهْرِ، يَقْعُدُ صَرْفُهُ
إنْ قامَ، في نادي الخطوبِ، خطيبَا
لا يوسمُ الرّأيُ الفطيرُ بهِ، وَلا
يعتادُ إرسالَ الكلامِ قضيبَا
تأبَى ضرائبُهُ الضُّروبَ نفاسة ً
منْ انْ تقيسَ بهِ النّفوسُ ضريبَا
بَسّامُ ثَغرِ البِشْرِ، إنْ عَقَدَ الحُبَا،
فرأيْتَ وضّاحاً، هناكَ، مهيبَا
مَلأ النّواظِرَ صَامِتاً، وَلَرُبَّمَا
ملأ المَسَامِعَ سَائلاً ومُجِيبَا
عِقْدٌ، تألّفَ في نِظَامِ رِيَاسة ٍ،
نَسَقَ اللآلىء َ مُنْجِباً وَنَجِيبَا
يَغْشَى التّجارِبَ كَهلُهُمْ، مُستغنياً
بقَرِيحَة ٍ، هِيَ حَسْبُهُ تَجْرِيبَا
وإذا دعوْتَ وليدَهُمْ لعظيمة ٍ،
لَبّاكَ رَقْراقَ السّمَاحِ، أدِيبَا
هممٌ تنافسُها النّجومُ، وقد تلا،
في سؤدَدٍ منْهَا، العقيبُ عقيبَا
ومحاسنٌ تندى رقائقُ ذكرِها،
فتكادُ توهِمُكَ المديحَ نسيبَا
كالآسِ أخضرَ نضرة ً، والوردِ أحمرَ
بهجة ً، والمِسْكِ أذفرَ طيبَا
وإذا تفنّنَ، في اللّسانِ، ثناؤُهُ،
فَافْتَنّ، لَمْ يَكُنِ المُرَادُ غَرِيبَا
غَالى بمَا فيهِ، فغيرُ مواقعٍ
سَرَفاً، وَلا مُتَوقِّعٍ تَكْذِيبَا
كان الوُشَاة ُ، وَقَد مُنيتُ بإفْكِهِمْ،
أسباطَ يعقوبٍ، وكنتُ الذّيبَا
وإذا المُنى ، بقبولِكَ الغضّ الجنى ،
هُزّتْ ذَوَائِبُهَا، فَلا تَثْرِيْبَا
أنا سيفك الصّدىء الذي مهما تشأ
تُعِدِ الصّقَالَ إليه والتّذْ رِيبَا
كمْ ضاقَ بي من مذهبٍ في مطلبٍ،
فثنيْتَهُ فسحَ المجالِ، رحيبَا
وزهَا جنابُ الشّكرِ حينَ مطرْتَهُ
بِسَحَائِبِ النُّعْمَى ، فَرُدّ خَصِيبَا

سَرّكَ الدّهرُ وَسَاءَ،
-----------------------------------
سَرّكَ الدّهرُ وَسَاءَ، فَاقْنَ شُكْراً وَعَزَاءَ
كمْ أفادَ الصّبرُ أجراً، وَاقْتَضَى الشّكْرُ نَمَاء
أنْتَ إنْ تَأسَ عَلى المَفْقُودِ إلْفَاً، وَاجتِبَاء
فاسْلُ عنهُ غيرة ً، واحتملِ الرُّزء إبَاء
أيّهَا المُعْتَضِدُ، المَنصُورُ، ملّيتَ البقاء
وتزيّدْتَ معَ الأيّامِ عزّاً، وعلاء
إنّمَا يكسبُنَا الحزنُ عناءً، لا غناء
أنْتَ طَبٌّ أنّ داء المَوْتِ قَدْ أعْيَا الدّوَاء
فتأسّ ! إنّ ذاكَ الخَطْبَ غَالَ الأنْبِياء
وَسَيَفْنَى المَلأُ الأعْــلى إذَا مَا اللَّهُ شَاء
حَبّذَا هَدْيُ عَرُوسٍ، دفنهَا كانَ الهداء
عمّرتْ حيناً، وماءَ الــمُزْنِ شَكْلَينِ سَوَاء
ثُمّ وَلّتْ، فَوَجَدْنَاأرَجَ المِسْكِ ثَنَاء
جَمَعَتْ تَقَوْى وَإخْبَاتاً وَفَضْلاً وَذَكاء
سَتُوفّى ، مِنْ جِمَامِ الكَوْثَرِ العَذْبِ، رَوَاء
حَيْثُ تَلقّى الأتقِياء، السّــعَدَاء، الشّهَدَاء
هانَ ما لاقَتْ عليهَا،أنْ غَدَتْ مِنْكَ فِداء
غُنْمُ أحْبَابِكَ أنْ تَبْــقَى ، وإنْ عمّوا فناء
فالبَسِ الصّنعَ ملاءً؛وَاسْحَبِ السّعْدَ رِدَاء
وَرِثِ الأعْدَاء أعْمَارَهُمُ، وَالأوْلِيَاء

أحمدْتَ عاقبة َ الدّواءِ،
-----------------------------------
أحمدْتَ عاقبة َ الدّواءِ، وَنِلْتَ عَافِيَة َ الشّفَاءِ
وَخَرَجْتَ مِنْهُ مِثْلَمَا خَرَجَ الحُسَامُ مِنَ الجِلاء
وَبَقِيتَ الدُّنْيَا، فَأنْــتَ دواؤهَا منْ كلّ داء
وَوَرِثْتَ أعْمَارَ العِدَى ، وقسمْتَهَا في الأولياء
يا خيرَ منْ ركبَ الجيَاد، وسَارَ في ظِلّ اللّواء
واجتالَ يومَ الحربِ قدْماً، وَاحْتَبَى يَوْمَ الحِبَاء
بشرَاكَ عقبَى صحّة ٍ، تجرِي إلى غيرِ انتهاء
في دولة ٍ تبقى بقاء الدّهرِ، آمنة َ الفناء
وَمَسَرّة ِ يُفْضِي بِهَا زَمَنٌ، كَحاشِيَة ِ الرّداء
وَاشْرَبْ فَقَدْ لَذّ النّسيمُ، وَرَقّ سِرْبَالُ الهَوَاء
لَنَرى بِكَ البَهْوَ المُطِلّ، يَمِيسُ في حُلَلِ البَهَاء
وَبَقِيتَ مَفْدِيَاً بِنّا؛ إنْ نحنُ جزْنا في الفداء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

ابن زيدون ...عاشق ولادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون ...عاشق ولادة   ابن زيدون ...عاشق ولادة Icon_minitime22/3/2008, 1:00 am

ليهنِكَ أنْ أحمدَتَ عاقبة َ الفصدِ؛
-----------------------------------
ليهنِكَ أنْ أحمدَتَ عاقبة َ الفصدِ؛ فللّهِ منّا أجملُ الشّكرِ والحمدِ
ويَا عَجَبا مِنْ أنّ مِبضَعَ فَاصِدٍ تلقّيتَهُ، لمْ ينصرِفْ نابيَ الحدّ
ومنْ متولّي فصْدِ يمناكَ، كيفَ لم يهلْهُ عبابُ البحرِ في معظمِ المدّ
ولمْ تغشَهُ الشّمسُ المنيرُ شعاعُها، فيخطئَ فيما رامَهُ سننَ القصدِ
سرّى دمُك المُهراق في الأرْض فاكتستْ أفانينَ روضٍ مثلَ حاشية ِ البردِ
فصادٌ أطابَ الدّهرَ كالقطرِ في الثّرَى كمَا طابَ ماءُ الوَرْدِ في العَنْبرِ الوَرْدِ
لَقَدْ أوْفَتِ الدّنْيَا بعَهْدِك نُصْرَة ً؛ كأنّكَ قَدْ عَلّمتَها كَرَمَ العَهْدِ
لَدَى زَمَنٍ غَضٍّ، أنيقٍ فرِنْدُهُ، كمثلِ فرندِ الوردِ في خجلة ِ الخدّ
تسوِّغُ منْهُ العيشَ في ظلّ دولة ٍ مقابلة ِ الأرجاء بالكوكبِ السّعدِ
فَهُبّ إلى اللّذّاتِ، مُؤثِرَ رَاحَة ٍ، تُجِمّ النّفْسَ النّفِيسَة َ للكَد
ووالِ بهَا في لؤلؤٍ، منْ حبابِها، كجيدِ الفتاة ِ الرُّودِ في لؤلؤ العقدِ
وإنْ تدعُنا للأنسِ، عنْ أريحية ٍ، فقد يأنَسُ المَوْلى ، إذا ارتاحَ، بالعَبدِ

أدِرْهَا! فَقَدْ حَسُنَ المَجْلِسُ،؛
-----------------------------------
أدِرْهَا! فَقَدْ حَسُنَ المَجْلِسُ،؛ وَقَدْ آنَ أنْ تُتْرَع الأكْؤسُ
ولا بأسَ، إنْ كانَ ولّى الرّبيعُ، إذا لمْ تجدْ فقدَهُ الأنْفُسُ
فَإنّ خِلالَ أبي عَامِرٍ، بِهَا يَحْضُرُ الوَرْدُ وَالنَّرْجِسُ

مَا طُولُ عَذْلِكِ للمُحبِّ بنافِعِ؛
-----------------------------------
مَا طُولُ عَذْلِكِ للمُحبِّ بنافِعِ؛ ذهبَ الفؤادُ، فليسَ فيه براجعِ
فنْدّتِ حِينَ طَمِعْتِ في سُلوَانِهِ؛ هيهاتَ لا ظفرٌ هناكَ لطامعِ
فدعيهِ، حيثُ يطولُ ميدانُ الصِّبا، كيمَا يجرّ بهِ عنانَ الخالعِ
ماذا يريبُكِ منْ فتى ً، عزّ الهوَى فعنَا لِنَخْوَتِهِ بِذِلّة ِ خاضِعِ
هَلْ غَيرَ أنْ مَحضَ الوَفَاءِ لغَادِرٍ؛ أو غيرَ أنْ صدقَ الوصالَ لقاطعِ؟
لمْ يهوَ منْ لمْ يمسِ قرّة ِ عينِهِ سَهَرُ الصّبَابَة ِ، في خَليٍّ هاجِعِ
واهاً لأيّامٍ خلَتْ، ما عهدُهَا، في حينَ ضَيّعَتِ العُهُودَ، بِضَائِعِ
زَمَنٌ كما رَاقَ السّقِيطُ من النّدَى ، يستنّ في صفحاتِ وردٍ يانعِ
أيّامَ إنْ عَتَبَ الحَبيبُ، لَهَفْوَة ٍ، شَفَعَ الشّبابُ، فكانَ أكرَمَ شافِعِ
ما لي وللدّنْيَا، غرِرْتُ، منَ المُنى فِيها، بِبَارِقَة ٍ السّرابِ الخادِعِ
مَا إنْ أزالُ أرومُ شُهْدَة َ عاسِلٍ، أُحْمَى مُجاجَتَهَا بإبْرَة َ لاسِعِ
منْ مبلغٌ عني البلادَ، إذا نبتْ، أنْ لَستُ للنّفسِ الألُوفِ بِناخِعِ
أمّا الهوانُ، فصنْتُ عنهُ صفحة ً أغشَى بهَا حدّ الزّمانِ الشّارعِ
فَلْيُرْغِمِ الحَظَّ المُوَلّيَ أنّهُ وَلّى ، فَلَمْ أُتْبِعْهُ خُطْوَة َ تابِعِ
إنّ الغني لهوَ القناعة ُ، لا الّذي يشتفّ نطفة َ ماء وجْهِ القانعِ
أللهُ جارُ الجهوريّ، فطالمَا مُنِيتْ صَفاة ُ الدّهرِ مِنْهُ بِقَارِعِ
ملكٌ درَى أنّ المساعيَ سمعة ٌ، فسعَى ، فطابَ حديثُهُ للسّامعِ
شِيَمٌ هيَ الزّهْرُ الجَنيّ، تَبَسّمَتْ عَنْهُ الكَمَائِمُ، في الضَّحاء الماتعِ
أغرَى منافسَهُ ليدرِكَ شأوَهُ، فشآهُ بالباعِ الطّويلِ الواسعِ
ثَبْتُ السّكِينَة ِ في النّدِيّ، كأنّمَا تِلْكَ الحُبا لِيثَتْ بهَضْبِ مَتالِعِ
عذبُ الجَنى للأولياء، فإنْ يهجْ فَالسّمُّ يَأبَى أنْ يَسُوغَ لِجّارِعِ
يا أيّهَا المَلِكُ الّذي حاطَ الهُدَى ، لولاكَ كانَ حمى ً قليلَ المانعِ
أنِسَ الأنَامُ إلَيْكَ فيهِ، فهُمْ بهِ منْ قائمٍ، أوْ ساجدٍ، أو راكعِ
مُتَبَوّئونَ جَنَابَ عَيْشٍ مُونِقٍ؛ مُتَفَيّئُونَ ظِلالَ أمْنٍ شَائِعِ
فلتضرِبَنْ معهمْ بأوفرِ شركَة ٍ في أجرِهِمْ، مِنْ مُوتِرٍ أوْ شافِعِ
خَيرُ الشّهُورِ اختَرْتَ، عند طُلُوعه، خَيرَ البِقَاعِ لَهُ بِأسْعَدِ طالِعِ

غمرَتْني لكَ الأيادي البيضُ،
-----------------------------------
غمرَتْني لكَ الأيادي البيضُ، نَشَبٌ وَافِرٌ وَجَاهُ عَرِيضُ
كُلَّ يَوْمٍ يَجِدُّ مِنْكَ اهْتِبَالٌ، عَهدُ شُكرِي علَيه غَضٌّ غَرِيضُ
بوّأتني نعمَاكَ جنّة َ عدنٍ، جالَ في وصفِها، فضلّ القريضُ
مجتنى ً مدّنٍ، وظلٌّ برودٌ، ونسيمٌ، يشفي النّفوسَ، مريضُ
وَمِيَاهٌ، قَدْ أخْجَلَ الوَرْدَ أنْ عا رضَ تذهيبَهُ لهَا تفضيضُ
كلّمَا غنّتِ الحمائمُ قلْنَا: مَعْبَدٌ، إذْ شَدَا، أجَابَ الغَرِيضُ
جاوَرَتْ حَمّة ً، مُشَيَّدَة َ المَبْــنَى لبرقِ الرّخامِ فيهِ وميضُ
مَرْمَرٌ، أوْقَدَ الفِرِنْدَ عَلَيْهِ سلسلٌ، بحرُهُ الزّلالُ يفيضُ
وَسْطَها دُمْيَة ٌ يَرُوقُ اجْتِلاءُ الْــكُلّ مِنْهَا، وَيَفْتِنُ التّبْعِيضُ
بشرٌ ناصعٌ، وخدٌّ أسيلٌ، ومحيّاً طلقٌ، وطرفٌ غضيضُ
وَقَوامٌ كمَا اسْتَقَامَ قَضِيبُ الْــبانِ، إذْ علّهُ ثراهُ الأريضُ
وَابْتِسَامٌ، لَوْ أنّها اسْتَغْرَبَتْ فِيــهِ أرَاكَ اتّسَاقَهُ الإغْرِيضُ
وَالتِفَاتٌ، كَأنّمَا هُوَ بِالإيــحَاء، مِنْ فَرْطِ لُطْفِهِ، تَعرِيضُ
لُمَعٌ طَلّة ٌ مِنَ العَيْشِ مَا إنْ للهَوَى ، عَنْ مَحَلِّهَا تَعويضُ
سَوّ غَتْني نَعِيْمَها نَفَحَاتٌ، للمُنى ، منْ سحابِهَا، ترويضُ
تابعَتْهَا يدُ الهمامِ، أبي عمْــرٍو، فمَا غمْرُها لديّ مغيضُ
ملكٌ ذادَ عن حمى الدّينِ منْهُ منْ إليهِ، في نصرِهِ، التّفويضُ
وسمَا ناظرٌ منَ المجدِ، في دنيا هُ، قدْ كانَ كفَّهُ التّغْميضُ
إنْ أساءَ الزّمَانُ أحْسَنَ دَأبَا، مثلمَا بايَنَ النّقيضَ النّقيضُ
يا مُعِزّ الهُدَى ، الّذِي مَا لِمَسْعَا هُ، إلى غَيرِ سَمْتِهِ، تَغْرِيضُ
يا مُحلِّي يَفَاعَ حَالٍ، مَكَانُ النّــجْمِ، مَهما يُقَسْ إلَيهِ، حَضِيضُ
إنْ أنَلْ أيْسَرَ الرّغَائِبِ فِيهِ، يَرْضَ فَوْزَ القِدَاحِ مِني مُفِيضُ
لو يفاعُ المجرّة ِ اعتضْتَ منْهُ، رَاحَ يَدّعُو ثُبُورَهُ المُسْتَعِيضُ
حظُّ سنّ امرىء ٍ نأى منكَ قرعٌ؛ وَقُصَارَى بَنَاتِهِ تَعْضِيضُ
حسبيَ النُّصْحُ والودادُ وشكرٌ، عَطّرَ الدّهرَ مِنْهُ، مِسكٌ فَضِيضُ
دمْ موقَّى ً وليُّكَ، الدّهرَ، مجبو رٌ مساعيكَ، والعدوُّ مهيضُ
فاعترافُ الملوكِ أنّكَ مولا همْ حديثٌ، ما بينهمْ، مستفيضُ

أما وألحاظٍ مراضٍ، صحاحْ،
-----------------------------------
أما وألحاظٍ مراضٍ، صحاحْ، تُصْبي، وَأعطافٍ نَشاوَى ، صَوَاحْ
لفاتنٍ بالحسنِ، في خدّهِ وردٌ، وأثناءَ ثناياهُ راحْ
لمْ أنسَ، إذْ باتَتْ يدِي، ليلة ً، وشاحَهُ اللاّصقَ دونَ الوشاحْ
ألممْتُ بالألطفِ منهُ، ولمْ أجنحْ إلى ما فيه بعضُ الجناحْ
لأُصْفِيَنّ المُصطَفَى ، جَهْوَراً، عهداً، لروضِ الحسنِ عنه انتضاحْ
جَزَاءَ مَا رَفّهَ شُرْبَ المُنَى ؛ وأذّنَ السّعْيُ بوشْكِ النّجَاحْ
يَسّرَتُ آمَالي بِتَأمِيلهِ، فَمَا عَدَانِيَ مِنْهُ فَوْزُ القِدَاحْ
لَمْ أشِمِ البَرْقَ جَهَاماً، وَلَمْ أقتدحِ الصُّمَّ ببيضِ الصِّفَاحْ
مَنْ مِثْلُهُ، لا مِثْلَ يُلْفَى لَهُ، إنّ فَسَدَتْ حَالٌ، فَعَزّ الصَّلاحْ
يا مرشِدي، جهلاً، إلى غيرِهِ، أغنى ، عنِ المصباحِ، ضوءُ الصّباحْ
يَهْفِو بِهِ، نَحْوَ الثّنا، ارْتِيَاحْ يهفُو بهِ، نحوَ الثّناء، ارتياحْ
ذِو بَاطِنٍ أُقْبِسَ نُورَ التّقَى ؛ وَظاهِرٍ أُشْرِبَ مَاءَ السَّمَاحْ
انظرُ ترَ البدرَ سناً، واختبِرْ تَجِدْهُ كَالمِسْكِ، إذا مِيثَ فاحْ
إيهِ أبَا الحَزْمِ! اهْتَبِلْ غِرّة ً، ألسنة ُ الشّكرِ عليهَا فصاحْ
لا طارَ بي حظٌّ إلى غاية ٍ، إنْ لمْ أكُنْ مِنْكَ مَرِيشَ الجَنَاحْ
عتباكَ، بعدَ العتبِ، أمنيّة ٌ مَا لي، على الدّهْرِ، سوَاها اقترَاحْ
لمْ يَثْنِي، عَنْ أمَلٍ، مَا جَرَى ، قدْ يرقَعُ الخرقُ وتؤسَى الجراحْ
فاشحذْ، بحسنِ الرّأيِ، عزمي يرَعْ مني العِدَا، أليسَ شاكي السّلاحْ؟
وَاشْفَعْ، فَلِلشّافِعِ نُعْمَى بِمَا سَنَاهُ مِنْ عَقْدٍ، وَثِيقِ النَّوَاحْ
إنّ سَحابَ الأفقِ مِنْها الحَيَا؛ والحمدُ في تأليفِهَا للرّيَاحْ
وقاكَ، ما تخشَى منَ الدّهرِ، منْ تعبْتَ، في تأمينِهِ، واستراحْ

ما جالَ بعدكِ لحظي في سنَا القمرِ،
-----------------------------------
ما جالَ بعدكِ لحظي في سنَا القمرِ، إلاَّ ذَكَرْتُكِ ذِكْرَ العَيْنِ بِالأَثَرِ
ولا استطلْتُ ذماء اللّيلِ من أسفٍ إِلاَّ عَلى لَيْلَة ٍ سَرَّتْ مَعَ القِصَرِ
ناهيكَ مِنْ سَهَرٍ بَرْحٍ تَأَلَّفَهُ شوقٌ إلى ما انقضَى من ذلك السَّمرِ
فليْتَ ذاكَ السّوادَ الجونَ متَّصلٌ، لو استعارَ سوادَ القلبِ والبصرِ
أَمَّا الضَّنَى فَجَنَتْهُ لَحْظَة ٌ عَنَنٌ كأنّها والرّدَى جاءا على قدرِ
فَهِمْتُ مَعْنَى الْهَوى مِنْ وَحْيِ طَرْفِكِ لي إِنَّ الحِوَارَ لَمَفْهُومٌ مِنَ الْحَوَرِ
والصّدرُ، مذْ وردَتْ رفْهاً نواحيَهُ، تُومُ القَلائِدِ لَمْ تَجْنَحْ إِلَى صَدَرِ
حسنٌ أفانينُ، لمْ تستوْفِ أعيُنُنا غاياتِهِ بأفانينٍ من النّظرِ
واهاً لثغرِكِ ثغراً باتَ يكلؤهُ غيرانُ، تسرِي عوالِيهِ إلى الثُّغَرِ
يَقْظَانُ لَمْ يَكْتَحِلْ غَمْضاً مُراقَبَة ً لِرابِطِ الجَأْشِ مِقْدامٍ عَلَى الغَرَرِ
لا لَهْوُ أَيَّامِهِ الخالِي بِمُرْتَجَعٍ ولا نعيمُ ليالِيهِ بمنتظرِ
إذْ لا التّحيّ‍ة ُ إيماءٌ مخالسة ً؛ وَلا الزِّيارَة ُ إِلْمامُ عَلَى خَطَرِ
منى ً، كأنْ لم يكنْ إلاّ تذكّرُها؛ إِنَّ الغَرَامَ لَمُعْتَادٌ مَعَ الذِّكَرِ
من يسألِ النّاسَ عن حالي فشاهدُها مَحْضُ العِيَانِ الَّذِي يُغْنِي عَنِ الْخَبَرِ
لَمْ تَطْوِ بُرْدَ شَبَابي كَبْرَة ٌ وأرى بَرْقَ الِمَشِيبِ اعْتَلَى في عارِضِ الشَّعَرِ
قَبْلَ الثَّلاثِينَ إذْ عَهْدُ الصِّبا كَثَبٌ وللشّبيبة ِ غصنٌ غيرُ مهتصرِ
ها إِنَّها لَوْعة ٌ في الصَّدْرِ قادِحَة ٌ نارَ الأسَى ، ومشيبي طائرُ الشّررِ
لا يهنىء ِ الشّامتَ، المرتاحَ خاطرُهُ، أَنِّي مُعَنَّى الأماني ضائِعُ الْخَطَرِ
هلِ الرّياحُ بنجمِ الأرضِ عاصفة ٌ؟ أمِ الكسوفُ لغيرِ الشّمسِ والقمرِ؟
إنْ طالَ في السّجنِ إيداعي فلا عجبٌ‍! قد يودَعُ الجفنَ حدُّ الصّارمِ الذكرِ
وَإِنْ يُثَبِّتْ أَبا الْحَزْمِ الرِّضا قَدَرٌ عَنْ كَشْفِ ضُرِّي فَلا عَتْبٌ عَلى القَدَرِ
ما للذّنوبِ، التي جاني كبائرِهَا غَيْرِي يُحَمِّلُني أَوْزارَها وَزَري
منْ لمْ أزلْ، من تأنّيهِ، عى ثقة ٍ؛ وَلَمْ أَزَلْ مِنْ تَجَنِّيه عَلَى حَذَرِ
ذُو الشِّيمَة ِ الرَّسْلِ إِنْ هِيجَتْ حَفِيظَتُهُ وَالجانِبِ السَّهْلِ والْمُسْتَعْتَبِ اليَسَرِ
من فيه للمجتَلي والمبتَلي، نسقاً، جَمالُ مَرأى ً عَلَيْه سَرْوُ مُخْتَبَرِ
مُذَلِّلٌ لِلْمَساعِي حُكْمُهَا شَطَطٌ عَليهِ، وَهْوَ العَزِيزُ النَّفْسِ والنَّفَرِ
وَزيرُ سِلْمٍ كَفاهُ يُمْنُ طائِرِهِ شُؤْمَ الْحُروب، ورأْيٌ مُحْصَدُ المِرَرِ
أغنَتْ قريحتُهُ مغنَى تجاربِهِ؛ ونابَتِ اللّمحة ُ العجلى عن الفكرِ
كمِ اشترَى ، بكرَى عينيهِ، من سهرٍ؛ هُدوءُ عَيْنِ الْهُدَى في ذَلكَ السَّهَرِ
في حَضْرَة ٍ غابَ صَرْفُ الدَّهْرِ -خَشْيَتَهُ- عنها، ونامَ القَطا فيها، فلم يثُرِ
مُمَتَّعٍ بالرَّبيعِ الطَّلْق نَازِلُها يلهيهِ عن طيبِ آصالٍ ندى بكرِ
ما إِنْ يَزالُ يَبُثُّ النَّبْتَ في جَلَدٍ مذْ ساسَها، ويفيضُ الماءَ من حجرِ
قَدْ كُنْتُ أَحْسبُنِي وَالنَّجْمَ فِي قَرَنٍ ففيمَ أصبحتُ منحطّاً إلى العفرِ؟
أَحينَ رَفَّ عَلَى الآفاقِ مِنْ أَدَبِي غَرْسٌ لَهُ مِنْ جَنَاهُ يَانِعُ الثَّمَرِ
وَسِيلة ٌ سَبَباً إِنْ لم تكنْ نَسَباً فَهْوَ الودادُ صَفَا مِنْ غَيْرِ ما كَدَرِ
وبائنٍ منْ ثناءٍ، حسنُهُ مثلٌ وَشْيُ الْمَحَاسِنِ مِنْهُ مُعْلَمُ الطُّرَرِ
يُسْتَوْدَعُ الصُّحْفَ لا تَخْفَى نَوافِحُهُ إِلاَّ خَفَاءَ نَسِيمِ المِسْكِ في الصُّرَرِ
مِنْ كُلِّ مُخْتَالَة ٍ بِالحِبْرِ رَافِلَة ٍ فِيهِ اخْتِيالَ الكَعابِ الرُّؤْدِ بِالحِبَرِ
تجفى لها الرّوضَة ُ الغنّاءُ، أضحَكَها مَجالُ دَمْعِ النَّدَى في أَعْيُنِ الزَّهَرِ
يا بهجة َ الدّهرِ حيّاً وهوَ إن فنيَتْ حَيَاتُهُ زِينَة ُ الآثارِ وَالسَّيَرِ
لي في اعتمادِكَ، بالتأميلِ، سابقة ٌ وهجرة ٌ في الهوَى ، أوْلى منَ الهجرِ
ففيمَ غضّتْ همومي من عُلا همَمي، وحاصَ بي مطلَبي عن وجهة ِ الظَّفَرِ
هل من سبيلٍ، فماءُ العتبِ لي أسنٌ، إلى العُذُوبَة ِ مِنْ عُتْباكَ والْخَصَرِ
نذرْتُ شكرَكَ، لا أنسَى الوفاءَ بهِ، إنْ اسفرَتْ ليَ عنها أوجُهُ البشرِ
لا تلْهُ عني، فلمْ أسألْكَ، معتسِفاً، ردَّ الصِّبا، بعدَ إيفاءٍ على الكبرِ
وَاسْتَوْفِرِ الْحَظَّ مِنْ نُصْحٍ وَصاغِيَة ٍ كِلاهُما العِلْقُ لَمْ يُوهَبْ وَلَمْ يُعَرِ
هَبْنِي جَهِلْتُ فَكانَ الْجَهْلُ سَيِّئَة ً لا عذرَ منها سوى أنّي من البشرِ
إِنَّ السِّيادَة َ بِالإِغْضَاءِ لابِسَة ٌ بهاءَها، وبَهَاءُ الْحُسْنِ في الْخَفَرِ
لَكَ الشَّفاعَة ُ لا تُثْنى أَعِنَّتُها دُونَ القَبُول بِمَقْبُول مِنَ العُذُرِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

ابن زيدون ...عاشق ولادة Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابن زيدون ...عاشق ولادة   ابن زيدون ...عاشق ولادة Icon_minitime22/3/2008, 1:09 am

ألمْ ترَ أنّ الشّمس قد ضمّها القبرُ؛
-----------------------------------
ألمْ ترَ أنّ الشّمس قد ضمّها القبرُ؛ وأنْ قَد كفانا، فقدنَا القمرَ، البَدرُ
وأنّ الحيَا، إنْ كان أقلع صوبُهُ، فَقَدْ فاض للآمالِ في إثْرهِ البحرُ
إساءة ُ دَهْرٍ أحسنَ الفِعلَ بَعدَها، وَذنْبُ زمانٍ جاء يَتْبَعُهُ العُذْرِ
فلا يَتَهنّ الكَاشِحونَ، فما دَجالنَا اللّيلُ، إلاّ رَيْثما طلعَ الفجرُ
لعمرِي لنعمَ العلقُ أتلفَهُ الرّدى فبانَ، ونعمَ العلقُ أخلفَهُ الدّهرُ
هَزَزْنَا بهِ الصّمصامَ، فالعزْمُ حَدُّهُ، وحليتُهُ العليا، وإفرنْدُهُ البشرُ
فَتًى يَجْمَعُ المَجدَ المُفَرَّقَ هَمُّهُ، وينظَمُ، في أخلاقه، السّودَدُ النّثرُ
أهابَتْ إلَيهِ بالقُلوبِ مَحبّة ٌ، هيَ السِّحرُ للأهوَاء، بل دونها السّحرُ
سرتْ حيثُ لا تسرِي من الأنفسِ المُنى ودَبّتْ دَبِيباً لَيسَ يُحسِنهُ الخَمرُ
لبسنا لدَيْهِ الأمنَ، تندى ظلالُهُ، وزهرة َ عيشٍ مثلَما أينعَ الزّهرُ
وعَادَتْ لَنا عاداتُ دُنيا، كأنّها بها وسنٌ، أوْ هزّ أعطافَها سكرُ
مَلِيكٌ، لَهُ منّا النّصيحة ُ والهَوى ؛ ومنهُ الأيادي البيضُ والنِّعمُ الخضرُ
نُسِرّ وَفاءً، حِينَ نُعلِنُ طاعَة ً، فَما خانَهُ سِرٌّ، ولا رابَهُ جَهْرُ
فقُلْ للحَيارى : قد بدا علَمُ الهُدى ؛ وللطّامعِ المغرورِ: قد قضيَ الأمرُ
أبا الحزمِ! قد ذابَتْ عليكَ من الأسَى قلوبٌ مُناها الصّبرُ، لو ساعدَ الصّبرُ
دَعِ الدّهرُ يَفجعْ بالذّخائرِ أهلَهُ، فما لنفيسٍ، مذ طواكَ الرّدى ، قدرُ
تَهُونُ الرّزَايا بعَدُ، وهيَ جَلِيلَة ٌ؛ ويُعرَفُ، مُذْ فارَقْتَنَا، الحادثُ النُّكرُ
فقدْ ناكَ فِقْدانَ السّحابَة ، لم يَزلْ لها أثرٌ يثني بهِ السّهلُ والوعرُ
مساعيكَ حليٌ لليّالي مرصَّعٌ؛ وذكْرُكَ، في أردانِ أيّامها، عطرُ
فلا تبعدَنْ ! إنّ المنيّة َ غاية ٌ، إلَيها التّناهي طالَ، أوْ قَصُرَ، العُمْرُ
عَزَاءً، فدَتْكَ النّفسُ عنه، فإن ثوَى فإنّك لا الواني، ولا الضَّرَعُ الغُمْرُ
ومَا الرّزْءُ في أن يودَع التُّرابَ هالكٌ، بلِا لرّزْء كلّ الرّزْء أن يهلكَ الأجرُ
أمامَك، من حِفْظِ الإلَهِ، طَليعَة ٌ؛ وَحَوْلَكَ، من آلائِه، عَسكرٌ مَجرُ
ومَا بِكَ مِنْ فَقْرٍ إلى نَصْرِ نَاصرٍ، كفَتكَ، مِنَ اللَّهِ، الكلاءة ُ وَالنّصرُ
لكَ الخيرُ، إنّي واثقٌ بكَ شاكرٌ لمَثنى أياديكَ، التي كفرُها الكفرُ
تَحامَى العِدا، لمّا اعتَلَقْتُكَ، جانبي، وقَالَ المُناوِي: شبّ عن طوْقه عَمرُو
يلينُ كلامٌ، كان يخشنُ منهمُ، ويفتُرُ نحوِي ذلكَ النّظرُ الشّزرُ
فصَدّقُ طُنوناً لي وَفيّ، فإنّني لأهْلُ اليَدِ البَيضاء مِنكَ، ولا فخرُ
ومنْ يكُ، للدّنيا وللوفْرِ، سعيُهُ، فتقريبُكَ الدّنيا، وإقبالُكَ الوفْرُ
هوَ الدّهرُ فاصبرْ للذي أحدَثَ الدّهرُ،
-----------------------------------
هوَ الدّهرُ فاصبرْ للذي أحدَثَ الدّهرُ، فمن شيمِ الأبرارِ، في مثلها، الصّبرُ
ستصبرِ صَبرَ اليأسِ أو صبرَ حِسبَة ٍ، فلا تؤثرِ الوجْهَ الذي معهُ الوزرُ
حذارَكَ منْ أنْ يعقبَ الرُّزْءُ فتنة ً يضيقُ لها، عن مثل إيمانِك، العذْرُ
إذا آسَفَ الثُّكْلُ اللّبيبَ، فشَفّهُ، رأى أفدحَ الثّكلينِ أنْ يهلكَ الأجرُ
مُصَابُ الذي يأسَى بمَيْتِ ثَوابِهِ، هوَ البرحُ، لا الميتُ الذي أحرزَ القبرُ
حياة ُ الوَرعى نَهجٌ، إلى المَوْتِ، مِهيعٌ، لهُمْ فيهِ إيضَاعٌ، كمَا يوضعُ السَّفرُ
فيَا هادِيَ المنهاجِ جرْتَ، فإنّمَا هو الفجرُ يهديكَ الصّراطَ أوِ البَحرُ
غذا الموتُ أضْحى قصرَ كلّ معمّرٍ، فإنّ سَواءً طالَ أو قَصُرَ العُمْرُ
ألمْ ترَ أنّ الدّينَ ضيمَ ذمارُهُ، فلَمْ يُغْنِ أنْصارٌ عَديدُهمُ دَثْرُ
بحيْثُ استقَلّ الملْكُ ثانيَ عِطْفِهِ، وجرّرَ، من أذيالِهِ، العسكرُ المجرُ
هوَ الضّيمُ، لَوْ غيرُ القَضَاء يَرُومُهُ، ثناهُ المرامُ الصّعبُ والمسلكُ الوعرُ
إذا عَثَرَتْ جُرْدُ العَناجيجِ في القَنا، بليلٍ عجاجٍ، ليسَ يصدعه فجرُ
أأنفسَ نفسٍ، في الورَى ، أقصد الرّدى ؛ وَأخضرَ عِلقٍ، للهُدى ، أفقدَ الدُّهرُ؟
أعبّادُ! يا أوْفَى الملوكِن لقد عَدا عَليكَ زَمانٌ، من سجِيّته الغَدْرُ
فَهَلاّ عَداهُ أنّ عَلْيَاكَ حَلْيُهُ؛ وذكرَك، في أردانِ أيّامِهِ، عطرُ؟
غشيتَ فلمْ تغشَ الطّرادَ سوابحٌ؛ وَلا جُرّدَتْ بِيضٌ، وَلا أُشرِعتْ سُمرُ
وَلا ثَنَتِ المَحذورَ عَنْكَ جَلالَة ٌ؛ وَلا غُرَرٌ ثَبْتٌ وَلا نائلٌ غَمْرُ
لئنْ كانَ بطنُ الأرضِ هيّءَ أنسُه بأنّك ثَاويهِ، لقَدْ أوحَشَ الظّهرُ
لَعَمْرُ البُرُودِ البِيضِ في ذلك الثّرى ، لقد أُدرِجتْ، أثناءها، النِّعَمُ الخُضرُ
عَلَيكَ، منَ اللَّهِ، السّلامُ تَحيّة ً، ينسّمُكَ الغفْرانَ ريْحانُها النّضْرُ
وَعاهدَ ذاكَ اللّحدَ عهدُ سَحائبٍ، إذا استعبرَتْ، في تربِه، ابتسمَ الزّهرُ
ففيهِ علاءٌ لا يُسامَى يَفاعُهُ، وقَدْرُ شَبَابٍ ليس يَعْدِلُهُ قَدْرُ
وَأبْيَضَ في طَيّ الصّفيحِ، كأنّهُ صفيحة ُ مأثورٍ طلاقتُهُ الأثْرُ
كأنْ لم تسرْ حمرُ المنايا، تظِلّها، إلى مهجِ الأقيالِ، راياتُهُ الحمرُ
ولَم يَحمِ، من أنْ يُستَباحَ، حمى الهدى فلمْ يرضِهِ إلاّ أنِ ارتجعَ الثّغرُ
ولمْ ينتجعْهُ المعتفونَ، فأقبلَتْ عطايا، كما والى شآبِيبَهُ القَطْرُ
وَلمْ تكتَنِفْ آراءهُ ألمَعِيّة ٌ، كأنّ نجيّ الغيبِ، في رأيهَا، جهرُ
ولمْ يتشذّرْ للأمورِ، مجلّياً إليها، كما جَلّى من المَرْقَبِ الصّقرُ
كِلا لَقَبَيْ سُلْطانِه صَحّ فأْلُه، فبَاكَرَهُ عَضْدٌ وَرَواحَهُ نَصْرِ
إلى أنْ دعاهُ يومُهُ، فأجابَهُ، وقَد قدَمَ المعروفُ وَاستَمجد الذّخرُ
فأمسَى ثَبِيرٌ، قد تصَدّى لحَمْلهِ سريرٌ، فلم يَبهَضْهُ من هَضْبه إصرِ
ألا أيّها المَوْلى الوَصولُ عَبيدَهُ، لقد رابَنا أنْ يَتلُوَ الصّلة َ الهجرُ
نُغاديكَ، داعِينا السّلامُ، كعَهدِنا، فما يُسمَعُ الدّاعي، وَلا يُرْفعُ السِّترُ
أعتبٌ علينا ذادَ عنْ ذلكَ الرّضَى فنعتَبَ، أمْ بالمسمَعِ المعتَلي وقرُ؟
أمَا إنّهُ شغْلٌ فراغُكَ بعدَهُ سينصاتُ إلاّ أنّ موعدَهُ الحشرُ
أأنْساكَ، لمّا ينْأ عهدٌ، ولوْ نأى سجيسَ اللّيالي لم يرِمْ نفسيَ الذّكرُ
وكيفَ بنسْيانٍ، وقد ملأتْ يدي جسامُ أيادٍ منكَ، أيْسَرُها الوفْرُ؟
لَئِنْ كنتُ لم أشكرُ لكَ المِنَنَ، التي تَمَلّيْتُها تَترى ، لأوْبَقَني الكُفْرُ
فَهلْ عَلِمَ الشِّلْوُ المُقَدَّسُ أنني مُسَوِّغُ حالٍ، ضَلّ في كُنهها الفكْرُ
وَأنّ مَتَابي لمُ يُضِعْهُ مُحمّدٌ، خَليفتك، العدلُ الرّضَى ، وابنُكَ البَرُّ
هُوَ الظّافِرُ الأعْلَى ، المُؤَيَّدُ، بالذي له، في الذي ولاّهُ، من صنعِهِ، سرّ
رأى في اختصَاصِي ما رأيتَ، وزادَني مزِيّة َ زُلْفَى مِنْ نتائِجِها الفخرُ
وأرْغَمَ، في بِرّي، أُنوفَ عِصَابَة ٍ لِقاؤهُمُ جَهْمٌ، وَلحظُهُمُ شَزْرُ
إذا ما استوى ، في الدَّستِ، عاقدَ حَبوَة ٍ وقامَ سماطَا حفلِهِ، فليَ الصّدرُ
وفي نفسِهِ العلياء لي متبوّأ، ينافسُني فيهِ السِّماكانِ والنّسرُ
يُطيلُ العِدا فيّ التّناجيَ خُفْيَة ً، يقولون: لا تستَفتِ، قد قضيَ الأمرُ
مضَى نَفثُهُمْ، في عُقْدة ِ السّعيِ، ضَلّة ً فعادَ عَليهِمْ غُمّة ً ذلِكَ السّحرُ
يشبّ مكاني عن توقّي مكانهمْ، كما شبّ قبلَ اليومِ عن طوْقه عمرُو
لكَ الخيرُ، إنّ الرُّزْء كانَ غيابة ً، طَلَعْتَ لنا فيها، كما طلعَ البدرُ
فقرّتْ عيونٌ كانَ أسخنَها البُكا؛ وَقَرّتْ قُلوبٌ كانَ زلزَلها الذّعرُ
وَلوْلاكَ أعْيَا رَأبُنَا ذَلِكَ الثّأى ، وعزّ، فلمّا ينتعِشْ ذلكَ العثْرُ
ولمّا قدمتَ الجيشَ، بالأمس، أشرَقتْ إليكَ، منَ الآمالِ، آفاقُها الغبرُ
فقضيتَ مِنْ فرضِ الصّلاة ِ لُبَانَة ً، مُشَيِّعُها نُسْكٌ، وفارِطُها طُهْرُ
ومن قبلُ ما قدّمتَ مثنى نوافلٍ، يلاقي بها من صامَ، من عوزٍ، فطرُ
ورُحتَ إلى القَصْرِ، الذي غضّ طرْفَه بُعيْدَ التّسامي، أنْ غَدا غيرَه القصرُ
فَداما مَعاً في خَيرِ دَهْرٍ، صُرُوفُهُ حرامٌ عليها أنْ يطورَهُما هجرُ
وَأجْمِلْ، عن الثّاوِي، الغرّاء، فإن ثَوَى فإنّكَ لا الوَاني وَلا الضَّرعُ الغُمرُ
وما أعطتِ السّبعونَ قبلُ أولي الحِجى من الإربِ ما أعطَتك عشروكَ والعشرُ
ألستَ الذي، إنْ ضاقَ ذرعٌ بحادثٍ، تَبَلّجَ منهُ الوَجهُ، واتّسعَ الصّدْرُ
فلا تهضِ الدّنيا جناحَكَ بعدَهُ، فمنكَ، لمنْ هاضَتْ نوائبُها، جبرُ
ا زِلْتَ مَوْفورَ العديدِ بِقُرْة ٍ لَعيْنيكَ، مَشدوداً بهمْ ذلك الأزْرُ
فإنّكَ شمسٌ، في سماء رياسَة ٍ، تطَلّعُ منهمْ، حَولها، أنجمٌ زُهرُ
شكَكْنا فلمْ نثبِتْ، أأيّامُ دهرِنا بها وسنٌ، أمْ هزّ أعطافَها سكرُ؟
وما إنْ تغشّتْها مغازَلَة ُ الكرى ؛ وما إنْ تمشّتْ، في مفاصِلِها، خمرُ
سوى نشواتٍ، منْ سجايا مملَّك، يصدِّقُ، في عليائِها، الخبرَ الخبرُ
أرَى الدّهرَ، إنْ يَبطِشْ فأنتِ يمينُه، وإنْ تضحكِ الدّنيا، فأنْتَ لهَا ثغرُ
وكمْ سائِلٍ، بالغَيبِ عنك، أجَبتُه: هُناكَ الأيادي الشّفعُ والسّؤدَدُ الوِترُ
هُناكَ التُّقى وَالعِلمُ والحِلمُ والنُّهَى وبَذْلُ اللُّها والبأسُ والنّظمُ والنّثرُ
همامٌ، إذا لاقَى المناجزَ ردَّهُ، وإقْبالُهُ خَطْوٌ، وَإدْبارُهُ حُضْرُ
محاسنُ، ما للرّوضِ، خامرَهُ النّدى ، رواءٌ، إذا نصّتْ حلاها، ولا نشرُ
متى انتشقتْ لمْ تطرِ دارينُ مسكَها حياءً، ولمْ يفخَرْ بعنبرِهِ الشِّحْرُ
عطاءٌ ولا منٌّ، وحكمٌ ولا هوى ً، وحلمٌ ولا عجزٌ، وعزٌّ ولا كبرُ
قدِ استَوْفَتِ النّعماءُ فيكَ تمامَها علينا، فمنّا الحمدُ للهِ والشّكْرُ

ألا هَلْ لَنا مِنْ بَعدِ هذا التّفَرّقِ
-----------------------------------
ألا هَلْ لَنا مِنْ بَعدِ هذا التّفَرّقِ سَبيلٌ فَيشكو كُلُّ صَبٍّ بما لَقي؟
وقدْ كُنتُ أوْقاتَ التّزَاوُرِ في الشّتا أبِيتُ على جَمرٍ من الشّوقِ مُحرِقِ
فكيفَ وقد أمسيتُ في حالِ قطعة ٍ لقدْ عجلَ المقدارُ ما كنت أتقي
تَمُرُّ الليالي لا أرى البَينَ يَنقَضِي ولا الصبر من رقِ التشوق معتقي
أنا ظَرْفٌ لِلْهوِ كُلّ ظَريفِ
-----------------------------------
أنا ظَرْفٌ لِلْهوِ كُلّ ظَريفِ أنَا مُستوْدَعٌ لِعِلْقٍ شريفِ
أنا كالصّدرِ في الإحاطة ِ بالرّا حِ إذا الرّاحُ كالضّميرِ اللّطيفِ
سَلْ عنِ الطّيّباتِ فَهيَ فُنونٌ أُلْفَتْ فيّ أحسَنَ التأليفِ
أيُّ حسنٍ يفي بحسنيَ محمُولا بِكفّيْ وصَفْيَة ٍ أوْ وَصِيفِ

لقدْ سرّنا أنّ النّعِيّ مُوكَّلٌ
-----------------------------------
لقدْ سرّنا أنّ النّعِيّ مُوكَّلٌ بِطاغِيَة ٍ قد حُمّ منهُ حِمَامُ
تجانبَ صوبُ المُزْنِ عن ذلكَ الصّدى ومَرّ عليهِ الغَيْثُ وَهوَ جَهامُ

وما ضرَبَتْ عُتْبَى لذَنْبٍ أتَتْ بهِ
-----------------------------------
وما ضرَبَتْ عُتْبَى لذَنْبٍ أتَتْ بهِ ولكنّمَا ولاّدَة ٌ تشتهي ضرْبي
فقامَتْ تجرّ الذّيْلَ عاثرة ً بهِ وتمسحُ طلَّ الدّمعِ بالعنَمِ الرَّطبِ

عرَفْتُ عرفَ الصَّبا إذْ هبّ عاطرُهُ
-----------------------------------
عرَفْتُ عرفَ الصَّبا إذْ هبّ عاطرُهُ مِنْ أُفْقِ مَن أنا في قَلبي أُشاطِرُهُ
أرَادَ تَجديدَ ذِكراهُ على شَحَطٍ وما تَيَقّنَ أنّي الدّهرَ ذاكِرُهُ
نأى المزارُ بهِ والدّارُ دانية ٌ يا حبّذا الفألُ الوْ صحّتْ زواجِرُهُ
خلّي أبَا الجيشِ هل يقضي اللّقاءُ لنا فيَشْتَفي مِنكَ قَلبٌ أنتَ هاجِرهُ؟
قِصارُهُ قَيصَرٌ إنْ قامَ مُفْتَخِراً للهِ أوّلُهُ مجداً وآخرُهُ

كَأنْ عَشِيَّ القَطْرِ في شاطىء النَّهْرِ
-----------------------------------
كَأنْ عَشِيَّ القَطْرِ في شاطىء النَّهْرِ وقدْ زهرَتْ فيهِ الأزاهرُ كالزّهرِ
ترُشّ بماء الوردِ رشّاً وتنثني لِتَغْلِيفِ أفْواهٍ بِطَيّبَة ِ الخَمْرِ

أكْرِمْ بِوَلاّدَة ِ ذُخْراً لِمُدّخِرٍ
-------------------
أكْرِمْ بِوَلاّدَة ِ ذُخْراً لِمُدّخِرٍ لوْ فَرَّقتْ بَينَ بَيْطارٍ وعَطّارِ
قالوا: أبُو عامِرٍ أضْحَى يُلِمُّ بها، قلتُ: الفراشة ُ قد تدنو من النّارِ
عَيّرْتُمُونا بأنْ قَد صارَ يَخْلُفُنا فِيمَنْ نُحِبّ وما في ذاكَ مِنْ عارِ
أكلٌ شهيٌّ أصبْنَا منْ أطايبِهِ بَعْضاً وبَعْضاً صَفَحْنَا عَنهُ للفَارِ
لحا اللَّهُ يوماً لستُ فيهِ بمُلْتَقِ
-----------------------------------
لحا اللَّهُ يوماً لستُ فيهِ بمُلْتَقِ مُحَيّاكِ من أجلِ النّوَى والتّفَرّقِ
وكيفَ يطيبُ العيشُ دونَ مسرّة ٍ وأيّ سُرورٍ للكَئيبِ المُؤَرَّقِ؟
قَد عَلِقْنَا سِواكِ عِلْقاً نَفِيسا
-----------------------------------
قَد عَلِقْنَا سِواكِ عِلْقاً نَفِيسا وصرَفْنَا إليهِ عنْكِ النّفوسَا
وَلَبِسْنَا الجَدِيدَ مِنْ خِلَعِ الحُــبّ ولمْ نألُ أنْ خلعْنَا اللّبيسَا
ليسَ منكِ الهوَى ولا أنْتِ منْهُ اهبِطي مِصرَ أنتِ مِنْ قَومِ مُوسَى
وبنفسي وإنْ أضرّ بنفسي
-----------------------------------
وبنفسي وإنْ أضرّ بنفسي قمرٌ لا ينالُ منهُ السِّرارُ
جالَ ماءُ النّعيمِ منْهُ بخدٍّ فيهِ للمستشفّ نورٌ ونارُ
مُتَجَنٍّ يَحلُو تَجَنّيهِ عِنْدِي فهوَ يجني ومنّيَ الإعتذارُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ابن زيدون ...عاشق ولادة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ولادة من نوع آخر ..
» ثورة عاشق
» بوح عاشق(همسات للحب والغرام)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأجنحة الحرة :: الجناح الأدبي :: روائع الشعر العربي-
انتقل الى: