نعــمة الرموز

موضوع: نعــمة الرموز 15/11/2007, 8:37 pm

أوقفتَني في نفسي

وأتيت َ بي من جديد

حجر ٌ منك َ بكل الطبيعة

بنحيب ِ الملائكة

يتقمص ُ شهوة الشهقة

و يخفق..

يحلق..

يطير متشبهاً بلغتك انت َ

.
.
.

حريتي

و حبسي في زرقة الليل

و إمتلاء قلبي بالاحلام

مثلك زجاجة اللـــه

تطلب الزيت

و الزعفران

فلا يعود

نومٌ لي و لا ظلام

خذني إليك َ

هناك

و أعلم اني لن اعود

و اعلم ان عشقي لك

لن يصادف مرتين

ففيه رموز الحياة

و نحن نحترف الرموز

ففي ذلك نعمة لهم

و رحمة لنا

نحن ...

نحن العاشقين ...

موضوع: رد: نعــمة الرموز 17/11/2007, 12:05 pm

نعمة الرموز........... قراءة في قصيدة آلهة البراري
قبل الشروع في قراءة القصيدة أضع بين يدي القارئ هذا الثنائيات التي كانت بمثابة متكأً للشاعرة استندت عليها في بناء القصيدة، وقد أجادت البناء وأتقنته بكل براعة، فأضفت الشاعرة من واقع تجربتها المرة وغربتها المؤلمة المبشرة بالسعادة، ومن خبرتها اليومية المعاشة، ومن تعمقها بدراسة الفلسفة بعداً نموذجياً لبناء قصيدة اكتملت مع احترافها لغة الرمز والتي هي أبعد في المرمى مما نظن!؟
لذلك وجدت من المناسب أن ألقي بظلال تحيتي على قامة روان المشرئبة إلى ما وراء الأفق، والمتطلعة لبناء شبكة أو منظومة فكرية نتمنى لها أن تقارب الفينيق في بنائها، أو سيرة السيد المسيح، وتطعم الجياع من جسدها خمراً وخبزاً.
دعني عزيزي القارئ استعرض مفردات القصيدة، التي شكلت مفاصل يمكن البناء عليها. (حجر، نحيب، الملائكة، شهوة، شهقة، حريتي، حبسي، زجاجة الله، الزيت، الزعفران، نوم، ظلام، الاحتراف)، فمن يطالع هذه الرموز قد يستشف مباشرة نكهة الملح الفلسطيني فيها، ويزاوج بين الحجر والزجاج، أو بين الحرية والحبس والحب والنحيب، أو بين النوم والظلام، ويطالع ثنائية التضاد التي حولت القصيدة إلى معادلة، بنت روان طرفها الأول بمفردات الإيجاب، وأشادت الطرف الآخر بمفردات لاتنقصها السلبية، وقد تمثل طرفها الأول من خلال استعراض :
الحجر، الحرية، الزيت، الزعفران، زجاجة الله. وبرأيي لم يكن هذا الطرف سوى تعبير عن ذات الشاعرة وثورتها تجاه قضايا معاناتها، وألم غربتها، ونزيف لم يفارق مخيلتها.
ثم انتقلت الشاعرة لتشكل الطرف الآخر بكلمات حاولت أن تغتالها من خلال صراع الرموز بين ما هو خير وبين ما هو شر، وذلك من خلال زج تلك الثنائية في معركة وبدأت تراقب لتسمع زغرودة النصر، لعلها تأتي وستأتي ياروان.
ثم تعلن الشاعرة وتعبر عن عشقها الأبدي واحترافها نعمة تلك الرموز التي شكلت مخزونها وجزءاً من ذاكرة تاريخها.
كان بناء القصيدة منطقياً ومتسلسلاً في صعوده نحو عليائه، وقد ارتقت الشاعرة سلم بناء قصيدتها بشكل سلس وبسيط ومتنامي، فبدأت من داخلها، مستندة على ضميرها الداخلي وما يخالج بواطن ونوازع نفسها، فصعدت بكل توأدة واطمئنان، لتصل القمة وفي كل ارتقاء وسمو كانت تشير إلى أن عشقها لن يتكرر من أجل أن لايفقد نكهته، وأنا أوافق الشاعرة هنا على هذه الصورة، فلا يمكن أن نستحم مرتين بماء النهر ياروان، لذلك كانت فاتحة القصيدة (أوقفتني في نفسي) تكرار الضمير هنا يشير إصرار الشاعرة على نثر بوحها الداخلي وإرسال كلماتها كي يعانق صداها الأفق. ثم العنصر الآخر في شخوص قصيدة روان كان الحجر والذي جسدته هنا كرمز من رموز التجلي والصمود، أو ربما أرادت له أن يقف عائقاً وسداً منيعاً أمام هشاشة الزجاج، أو شفافيته، أو ربما بلون آخر أرادت لهذا الشخص أن يكون رمزاً للصمت والركون، ولاأظن أن روان أرادت هذا المعنى، وهي فلسطينية المولد والنشأة. ومن رمز لآخر، وبين شخص وآخر تنتقل روان لإحضار صورة الملائكة في قصيدتها، وربما أرادت من خلال هذا الاستحضار هنا لتؤكد مصداقيتها وتبرهن على صفائها ونورانيتها أو لتكون شاهداً على جريمة الاغتراب. أما حرية الشاعرة وحبسها فلم يكن إلا دليل إصرار، فلونته بالزرقة كي تعبر عن مدى اتساعه وعمقه وصفائه كي تورق تفاؤلاً مشوباً بنكهة الزعفران، وبوطنية الزيت، ليزيدها توقاً لنفي النوم من قاموسها، أو لإبعاد شبح الموت من تراثها.
لقد كان توارد العبارات في نص القصيدة مكافئاً لحالة المخاض التي تعيشه الشاعرة، ومرارة وجدب الغربة المبنية على هرم من الأسى.
هذه هي روان كما قرأتها، آملاً أن أكون قد أحسنت القراءة.
لها مني كل الحبمع تحياتnoon

موضوع: رد: نعــمة الرموز 17/11/2007, 12:15 pm

عزيزي نون ..

هل ألبستَ القصيدة ثوباً فضفاضاً على قياس أمنياتك

أم حقاً أن الرموز تُخفي تفاصيل وأبعاد جديدة تعطي للجسم قواما رشيقا جميلا

ننتظر جوابا من المبدعة روان تضعنا فيه بعوالم رموزها

لكم مودتي واعجابي

لوركا

موضوع: رد: نعــمة الرموز 18/11/2007, 9:34 pm

سيدي نون

أجدت قراءتي .. و فك طلاسمي .. أهديتني المجرة و زرعت الكون تحت وسادتي ..

أنا .. و الرموز .. و حكاية أخرى مثل كل حكاياتي ... تموت قبل أن تولد ... تنتهي

قبل ان تبدأ .

قراءة نقدية انطباعية رائعة للنص ألجمتني

إنطلقت في خاطرتي الذاتية من هاجس الفقد ، وأكتوائي بنار الأحلام والطموحات

التي تدغدغ أحيانا النفس الطامحة ، وما تجده تلك النفس من عوائق تحول دون

تحقيق الحلم ، فيكون الموت بطيء.

و أرى انني أوجه في النص خطابا خفيا ، قد لا تتضح ملامحه إلا بتكثيف قراءته

عدة مرات .. وربما جماله ــ أي النص ــ في هذا الغموض.. لكني في الوقت نفسه،

أبث زخما شعوريا لا يبتعد عن طعم المرارة ورائحة الحزن!

خاصة اني أستخدمت معجما نفسيا يحمل الكثير من تلك المعاني فالأسلوب

لا يختلف في كثير من صوغه ولغته عن عالمي المعاش .

محاولة استنطاق الحجر في أدبنا العربي الحديث خاصة الفلسطيني منه من

المحاولات المتكررة ، فالحجر أصبح رمزا مهما في مسيرة النضال العربي

الفلسطيني .. ومعالجته في هذا النص كانت جيدة ، تحديدا في المقطع الأول ،

على أن النص قلّ وهجه في مقطعه الأخير ، مما يدل على خفوت الدفق الانفعالي

لدي و نفسي الشعري القصير.

عزيزي

تحليلك بعثرني بالدهشــة

وكسـاني بالخجل

بعض ُ الحضـور ِ محرج .. وبعضه ُ مُشرف

عريشـــــة ُ ُ من الأحلام

ودهـــــر ُ ُ من َ الشباب

لقلبك ,, وقراءتك البيضاء

أشكرك من القلب

تحــياتي

موضوع: رد: نعــمة الرموز 18/11/2007, 9:38 pm

لوركا

لغة الرمز

هي حديث الروح للروح

إنها تختصر الطبيعة الإنسانية في كلمة

وتسكب البحر في قطرة ماء

و الرموز الروحية تحديدا ً هي الينبوع الدائم الذي نتوق اليه... ففيها عوامل

الصمود ضد الفناء و الجمود التي تتحجر به حياتنا و تزيد تآكل و ارتداد حياتنا

على ذاتها..

و ما هي الا احدى الصفات الخفية القائمة بين ارواحنا و مأساتنا الحياتية

المعاشة.

مرورك هنا صديقي ضرب من الرمز الرقيق الطروب...

لا عدمت مرورك الراقي

تحــياتي

موضوع: رد: نعــمة الرموز 19/11/2007, 12:24 am

آلهة البراري المتألقة دوما في حضورها و الآن في رموزها
وأنا أتساءل هل وجدت رموزك قبل أبجدية أوغاريت..... أم بعدها؟؟

نون اليراع المبدع والناقد الفذ

لوركا صاحب اللمسات السحرية

ليس من عادتي أن أكتفي في ردي بالشكر فقط ولكن أقف عاجزا يا سادتي الكرام أمام وصفكم الجميل وكلماتكم التي تصيب الفؤاد دون أن يدرك كيف ومتى تم ذلك

دمتم بخير لهذا المنتدى الفخور بكم

مع خالص تحياتي

موضوع: رد: نعــمة الرموز 19/11/2007, 6:10 am

عزيزتي آلهة البراري:
كنت أتمنى أن تتسع مساحة الصفحة لإضفاء المزيد من القراءات على نعمة رموزك
ففي كل قراءة تولد فكرة جديدة وتنبت ليلكة أخرى
هذا ما استطعت قراءته الآن
يمكن أن أعيد القراءة
وفي كل قراءة نعيد تشكيل المفهوم
..........
لن أطيل
ففي الزمن القادم
ما يكفي لأن نملأ رياضنا بالورود
دمتي
ودامت رموزك
أتمنى أن أكون قارئاً جيداً
أعرف ماذا وكيف أقرأ
وأعرف ماذا وكيف أقدم نفسي لقارئي
دمتي سيدتي العزيزة
دعينا
نتحول لفينيق رموز
نموت لنخلق الآخرين
شكراً لإطرائك العذب
ألقاك على بساط من المحبة
يدفعه نسيم الأحرف المورقة.
*********************
مع تحيات noon

موضوع: رد: نعــمة الرموز 28/11/2007, 1:02 am

غابت العزيزة آلهة البراري فأحببت أن أضع لها هنا رمزا يعبر عن مدى اشتياقي للغة رموزها الجميلة في أجنحتنا الحرة

بانتظار عودتك يا عزيزتي...قد أطلت الغياب

مع خالص تحياتي