الأهــواس

فينا أكثر من هَــوَس. في حياتنا من الدفع و الضغط و الجذب ما يجعلنا نقع في هذه

الأهواس و ذلك للإبقاء على الذات الحقيقية فينا إزاء هذا الهجوم المستمر على كياننا

ذهنيا ً. حسيا ً و حياتيا ً .. و لكن الهوس ليس من شيمة كل إنسان و لا هو دائما ً

بالخير أو بالشر . فالأهواس تتفاوت نوعا ً و حدة ً في الطرف الواحد الى العبقرية في

الطرف الآخر , و حظنا منها أشبه بحظ الفرد من طاقة الخَلْـق . منها ما هو إستزادة

من الحياة و منها ما هو مَــحْـق لها. و الحد الفاصل بين هذه و تلك قد لا يزيد عن

عرض شعره .


و الحب بكل أنواعه هو الهوس الأكبر لدى الخلاّقين , به لا يدركون الذات فحسب بل

كل ما هو خارج عن الذات . إنه ذلك التبيين العسير من أن ثمة شيئا ً غير الذات حقيقيا ً

فينا. به يدرك الخلاق الأفراد الآخرين و الأشياء الأخرى اذ يوجد الحب إمتدادا ً بين الذات

و بين الأفراد و الأشياء الحقيقية خارجها .. إنه بعض الطاقة الأيجابية التي بها يحاول

التغلب على الضغط و الدفع و الجذب , الممثلة للناحية المظلمة التي تتهدد الإنسان .



و لكن الحقد أيضا ً قد يكون هوسا ً دافعا ً الى ضرْب من الخَـلْـق , غير انه هوس إزاء

الحياة يمنع الذات عن الكشف و عن إيجاد الصلة بين المدرِك و المدرَك . و بينما هوس

الحب قد يصل الى غضب ربما يبلغ حد اليأس قد يتقنع الحقد طلبا ً للآخرين بوجوه الحب

و ينطق بألسنة مستعارة , لينضم أخيرا ً الى الضغوط العمياء التي تطلب المَـحْـق و

تفرض المزيد من الظــلام...



يــ تـــ بـــ عـــ