من يتتبع مسار الأحداث ومفاوضات السلام الماضية يدرك حقيقة في غاية البساطة وهي أن إسرائيل لا تريد السلام...كيف تريد السلام وهي الغاصب وهي المحتل وهي المجرم؟؟؟
ولا أدري إذا كانت العقلية والنخب السياسية العربية مدركة لتلك الحقيقة أثناء عقد تلك المفاوضات مع العدو الإسرائيلي...فهل هي تلعب لعبة إسرائيل نفسها في تكريس الواقع والمناخ الدولي في خدمة القضايا العربية من خلال تلك المفاوضات؟؟ أم أنها بحق مقتنعة بأنه من الممكن تحقيق سلام مع هذا العدو الغاصب؟؟؟؟
في عام 1991 تم عقد مؤتمر مدريد بدعوة من بوش الأب بعد حرب الخليج الثانية التي شرعنت وجود القوات الأمريكية على السواحل العربية في الخليج العربي في ظل انقسام عربي نتيجة مخلفات تلك الحرب وعدم الوضوح في تكوين رؤية عربية واحدة وهذا ما أدى بدوره إلى ذهاب الوفود العربية كلا على حدى وكانت النتيجة اعتراف العرب بدولة إسرائيل في حدود ما قبل الـ1967 وظهر الكيان الغاصب أمام الرأي العام الدولي على أنه دولة شرعية معترف بها من قبل الدول المحيطة بها وذلك بدون تحقيق أي مكاسب تذكر على الصعيد العربي فلا عادت القدس الأبية ولا عاد الجنوب اللبناني حينئذ ولا عاد الجولان المحتل
واليوم تقرع طبول مؤتمر السلام الذي دعى إليه بوش الابن في ظل واقع عربي أكثر انقساما وتشرذما في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي على الإطلاق فالرؤيا العربية متباينة وقوات الاحتلال الأمريكية تحتل العراق و تسيطر على ثروات الوطن العربي أجمع والدعوات المنشودة لهذا المؤتمر جميعها تصب في صالح الكيان الصهيوني من أمن إسرائيل إلى المطالبة بيهودية الدولة التي تعني إلغاء حق اللاجئين في العودة إلى غيرها وغيرها....الخ
لا أريد أن أطيل..ولكن ما بين دعوات الأب والابن هناك شيء مشترك
ألا تلاحظون معي أن مؤتمرات السلام التي تتم مع العدو الإسرائيلي لا تعقد إلا في ظل انقسام عربي حاد وهيمنة أمريكية مطلقة على المنطقة؟؟؟؟؟؟فما الغاية إذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل الهدف هو السلام؟؟؟؟؟؟؟؟؟بالتأكيد لالا....وأنا على ثقة بأن كل ضمير عربي حي بفطرته يستطيع أن يعرف ماذا وراء تلك الدعوات وتلك النداءات
إن هذا المؤتمر بحق ولادة لتنازل عربي جديد ومحاولة لكسر جناح قوى الممانعة في المنطقة متمثلة في المقاومة الباسلة في فلسطين والعراق ولبنان
العزيزة آلهة البراري...شكرا لك على هذا الموضوع القيم...دمت ودام حضورك متألقا
مع خالص تحياتي