توطئة:
كلما نظرت في عيني السيد حسن رأيت من واجبي الانحناء أمامه
وكلما أمعنت النظر في قامته أشعر أنني ما زلت مقصراً تجاه هذا الرجل
في زمن بات فيه كل شيء مقلوب
تغيرت المفاهيم، الأبيض أضحى أسوداً، والظالم أصبح مظلوماً، والجلاد أصبح ضحيةً.
وقف هذا الرجل ليثبت لكل البشرية
أن العينَ تقاوم المخرز.
لقامة حسن نصر الله هذه الكلمات
آمل أن ترتقي لمجد جبينه المكلل بالغار
رمز المقاومة
سرْ يا حسن
وقفَ الزمن
جرّد حسامك وانتفضْ
هذا زمان الفتح
فاقتحم المحن
***
سر يا حسن
جرد حسامك وانطلق
هذا أوان الردة العربي
فامتشق الرهان
واحرق بقايا طيورهم
ودع الوثن
ينهار من عزم الإرادة
في براكين الزمن
******
سر يا حسن
سر ما استطعت
فلن يملّ الدرب من زهو الوطن
لا صوت قنبلة يعكّر خلوتك
أو ريح عاتية تغير وجهتك
..
كل الدروب إلى حماك تقود
فا هنأ
لأنت الشاعر الغّريد
من طهر هذي الأرض
أنبتت الحمى
سبعاَ
وعادت للهشيم ورود
******
سر ياحسن
إني قرأتك هادياً
ومعلماً ومناضلاً
إني قرأتك ثائراً
وقرأت قامتك التي تمتد في وجداننا
وقرأت ظلك في عواصمنا الغريبة كالفتن
****
سر سيدي
قد آن أن تلد الحقول
قد آن أن يعلو الصهيل
قد آن أن تصحو ـ على نغمات حسنك ـ
في قوافينا الهديل
****
سر سيدي
قد آن أن تترجل الكلمات عن صهواتها
وأن تحمحم قافيه
فغداً
يعم على السهوب الساجيه
بستان روض من شقائق غافيه
وعلى جدار صخور ذاك السفح
تنبت
روضة من أقحوان
****
لا تكترث
إن "قدّ من دبر "قميصك
أو إن علا
زبد الفتن
ستظل فينا الصدق الوعدا
وتظل ـ للتجار والفجار ـ ندا
لاتكترث
وامض إلى فجر الخلاص
لاتكترث لغزارة التهطال
في فصل الرصاص
فالورد
لاتحجب عبيره شوكة
شاءت لها الأيام أن تنمو
على طرف الفنن.
***
ياسيدي
باعت أصابعها "نزار"
ولم يعد من سيفنا العربي
إلا بقايا لوحة فوق الجدار
لا "معد يكرب" في قبائلنا
أو "ذو الفقار"
ما زلنا ننتظر القدر
كي يستعيد البائس المكسور
من غرس الوطن.
***
يا سيدي
لا تمتطي ظهر "البسوس"
فلكم أباحوا ما امتطينا
ولكم لطمن خدودنا
ولكم ندبنا حظوظنا
زرعوا الهزيمة في مشيتنا
حرقوا غراس النصر في بستاننا
كتموا زغاريد الزفاف
وحاولوا قنص العفاف
لم يبق من ملح الطفولة عندنا
إلا أناشيد الرعاف
****
عد يا حسن
فالعيس قد فقدت حواديها
وضل الركب
في زمن الضباب
لا تكترث
لصلاتهم
لركوعهم
لسجودهم
لن تمحو آثار الذنوب طقوسهم
مادام
شيخهم السراب
****
عد يا حسن
قمراً يلألأ في زواريب الزمن
واسكب ضياؤك في قناديل تغشاها الوهن
عد سيدي
ما زال يعبث في مرابعنا الجراد
لا غلة تجني بيادرنا
وما عاد الحصاد
أنشودة للريح نطلقها
لتمسح عن حناجرنا
الحداد.
..............
مع تحيات noon