جلجامش

جلجامش


وهو ملك أوروك وحاميها وولد ثلثه إنسان وثلثيه إله، وقد كان ظالما لشعبه ومستبدا لهم، فبعثت له الآلهة ندا له من أجل أن يخفف قبضته عن رعيته وشعبه،وهو انكيدو الذي تصارع معه وانتهى العراك إلى ان استطاع جلجامش أن يميل على انكيدو مثل الوحش الضاري، فثبت حركته وبعدها مضى في طريقه، نهض انكيدو واسمعه كلمات تثبت رجولته ومروءته، كانت بداية صداقة عميقة بين الاثنين.
مضت أيام في قصر جلجامش تحولت إلى تغيير سلوكه في الحكم والإدارة، وقد دخل في حالة تفكير عميق في مسألة الخلود، وأراد أن يقدم على عمل يخلد اسمه عبر الزمان والتاريخ

فقد تجهز برحلته مع صديقه انكيدو التي ستكون كنز من كنوز الشرق القديم، وذهبوا إلى غابة الأرز التي يحرسها الوحش خمبابا الذي أوكله الإله إنليل برعايتها، فوصل الاثنان إلى بوابة الغابة وسمعا صوت الوحش المخيف وتابعا المثير على أن انقض الوحش عليهم ودارت معركة حامية إلى أن هبت في وجه الوحش ثمانية رياح وشلت حركته وتغلب عليه جلجامش وانكيدو فقطعا رأسه وقدموه قربانا للإله شمش الذي أمدهما بتلك الرياح.
رجع الاثنان إلى أوروك وغسلا عنهما عناء السفر، فشخصت الإلهة عشتار لجلجامش وهامت حبا به وقدمت نفسها للزواج منه، ولكن جلجامش رفض ذلك وذكرها بخيانتها لأزواجها وعشاقها، غضبت الإلهة عشتار وذهبت عند الإلهة آنو وطلبت منه أن يسلمها قيادة ثور السماء، وكان لها أن أخذت ثور السماء وأطلقته في أوروك ليعيث فيها خرابا، فتصدى جلجامش وانكيدو له وقتلاه بعد صراع مميت وقدماه قربانا للإلهة شمش،

وما أن سمعت الآلهة عن مقتل ثور السماء حتى قرروا أن يقتل أحد البطلين، وكان الاختيار على انكيدو الذي أصابته الحمى الشديدة إلى أن مات بين ذراعي صديقه جلجامش، لم يصدق جلجامش موت صديقه ثلاثة أيام رافضا تسليم جثته، إلى أن بدأت الجثة تتفسخ، بعدها ذهب جلجامش شريدا وحيدا تطارده فكرة الموت والخلود،

وكان مقصده الحكيم أوتنابشتيم الوحيد الذي أنعمت عليه الآلهة بخلوده وخلود زوجته، فوصل عند فوهة الشمس واجتازها ليصل إلى الطرف الآخر من العالم، فوجد نفسه على شاطئ البحر الذي يفصله عن جزيرة أوتنابشتيم، فلقي أورشنابي وهو ملاح الحكيم أوتنابشتيم الذي أوصله إلى أوتنابشتيم، فقص عليه قصته وطلبه للخلود، فأراد الحكيم أوتنابشتيم أن يختبره لجلجامش في اختبار عسير يثبت استعداده لقهر الموت الأكبر بقهر الموت الأصغر، فقد كان على جلجامش أن يقعد ستة أيام وسبع ليال دون أن ينام، قبل جلجامش هذا التحدي ولكنه ما لبث أن غرق في سبات عميق، وفي اليوم السابع هزه أوتنابشتيم، ليدرك أنه كان في نوم عميق، وبعد فشله في الاختبار استعد جلجامش للذهاب إلى أوروك،حزنت زوجة أوتنابشتيم على جلجامش وهو خالي اليدين من رحلته المستحيلة، واقترحت على زوجها جزءا مما جاء جلجامش لأجله، فناداه الحكيم لجلجامش وأطلعه على مكان نبتة خاصة لتجديد الشباب، فغاص جلجامش إلى في المياه السفلية رابطا حجر ثقيل يشده إليها واقتطفها بعد أن أدميت يداه من أشواكها، ولكن في منتصف الطريق توقف جلجامش ليغتسل في مياه باردة تاركا النبتة عند الضفة، فانسلت حية وأكلتها وبينما هي راجعة إلى وكرها تجدد جلدها، انهار جلجامش لما رآه وجلس دون أمل حتى في نبتة تجديد الشباب فوصل إلى أوروك وانتهى به المطاف كرجل مسن.