تلقت سوريا دعوة رسمية لحضور اجتماع أنابوليس بشأن الشرق الأوسط، المقرر عقده الأسبوع القادم في الولايات المتحدة، غير أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت دمشق ستقبل الدعوة أم لا.
وكانت الدعوة أشارت إلى سلام شامل بالشرق الأوسط دون أن تذكر مرتفعات الجولان المحتلة بالاسم، وهي قضية ربطت سوريا مشاركتها بالاجتماع بتضمينها في جدول الأعمال.
وقد سلم القائم بالأعمال الأميركي مايكل روبن الرسالة التي تضمنت الدعوة لرئيس قسم التشريفات بوزارة الخارجية السورية.
وقال أحد الدبلوماسيين إن السوريين سيحصلون على ما يريدونه رغم عدم ذكر الجولان صراحة لأن الرسالة تتحدث عن قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، مضيفا أنه ستكون هناك جلسة بالاجتماع لبحث السلام الشامل في الشرق الأوسط سينظر إلى سوريا على أنها تتعمد إفساد الاجتماع إذا لم تشارك.
وتتعرض سوريا لضغوط من روسيا ومن عدة حكومات عربية لحضور الاجتماع، كما أعلنت إسرائيل أنها تحبذ مشاركة سوريا فيما قام ملك الأردن عبد الله الثاني بزيارة نادرة لدمشق هذا الأسبوع لإقناع الرئيس بشار الأسد بالمشاركة بالاجتماع.
وسيجتمع وزراء الخارجية العرب وبينهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم في القاهرة اليوم لتقرير إستراتيجية لتبنيها في أنابوليس. ولا يزال دبلوماسيون عرب يتوقعون أن تتخذ سوريا قرارا في الساعات الأخيرة بالمشاركة. وكان الرئيس المصري حسني مبارك رجح أن يشارك وزير الخارجية السوري بالاجتماع.
وفي هذا الإطار يبدو أن الولايات المتحدة قد لبت بعض مطالب سوريا لتشجيعها على حضور الاجتماع.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس إن اجتماع أنابوليس سيكون منصة لإطلاق مفاوضات بشأن مواضيع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومشاكل أخرى مع جيران إسرائيل ومن بينها الصراع السوري الإسرائيلي بشأن مرتفعات الجولان المحتلة.
وفي إطار التحضيرات للاجتماع أطلع الرئيس الأميركي جورج بوش رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيسين المصري والفلسطيني محمود عباس على الاستعدادات الجارية له، وسط مساع يبذلها مبعوث اللجنة الرباعية توني بلير لتوسيع المشاركة العربية في المؤتمر.
وأطلق اقتراب موعد الاجتماع المقرر في 27 الجاري موجة اتصالات رفيعة المستوى في المنطقة، حيث اجتمع عباس مع ملك الأردن عبد الله الثاني والتقى بلير في شرم الشيخ الرئيس المصري الذي تستضيف بلاده اليوم قمة عربية مصغرة لبحث الموضوع.
ومعلوم أن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت مشاركتها في المؤتمر على أن يمثلها وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، في حين تواصل الولايات المتحدة مساعيها لإشراك السعودية.
وفي سياق المشاورات الدولية المكثفة بشأن الموضوع، تعقد الرباعية الدولية اجتماعا في واشنطن يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري قبل يوم من اجتماع أنابوليس.
في هذه الأثناء كشف المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك عن مشاورات ستسبق وتعقب المؤتمر في واشنطن بين مختلف الأطراف, معتبرا أن الإسرائيليين والفلسطينيين يحققون تقدما بشأن وثيقة مشتركة يتوقع تقديمها للمؤتمر.
يأتي ذلك في وقت استبعد فيه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش في يناير/كانون الثاني 2009.
ورجح بيريز في تصريحات لصحيفة يابانية إجراء محادثات أكثر أهمية بشأن قضايا أساسية مثل وضع اللاجئين الفلسطينيين بعد المؤتمر.
وبموازاة ذلك أصدرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بيانا حذرت فيه عباس من أن التخلي عن شبر من فلسطين "جريمة أخلاقية ووطنية".
منقول..المصدر موقع الجزيرة
مع خالص تحياتي