المُنَخَّلُ بن عامر
بن ربيعة بن عمرو اليَشْكُرِيّ
*****
لا أظن أن أحدا لم يسمع بقصة بيت الشعر المشهور:
وأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري
ولعل هذه القصيدة من روائع الشعر العربي الجاهلي في الغزل، وقد اختارها الشاعر فاروق شوشة ضمن أجمل عشرين قصيدة في الحب.
ثم ثبتها الأصمعي في أصمعياته لجودتها ولما تحمله من روح عصرها.
أتمنى رحلة موفقة من الشعر
**********
إنْ كُنْتِ عاذِلَتِي فَسيرِي نَحوَ العراقِ وَلا تَحُورِي
لا تَسأَلِي عن جُلِّ مَا لي وأنظُري حَسبِي وَخِيرِي
وإذَا الرياحُ تكمَّشَتْ بجوانِبِ البيتِ الكبيرِ
ألفيتَنِي هشَّ النَدَى تشريحَ قِدحِي أوْ شَجِيْرِي
وفوارسٍ كَأَوَارِ حَرِّ النَّارِ أحلاسِ الذُكُورِ
شدُّوا دوابرَ بَيضِهِمْ في كُلِّ مُحكَمَةِ القتيرِ
وأستلأموا وتلبَّبُوا إنَّ التلبٌّبَ للمغيرِ
وعَلَى الجيادِ المُسبَغَاتِ فوارسٌ مِثلُ الصُقُورِ
يخرجْنَ من خلَلِ الغُبارِ يَجِفْنَ بالنَعَمِ الكَثيرِ
أقررْتُ عينِي مِنْ أُلائِكَ والكواعِبِ بالعَبِيرِ
يرفُلْنَ في المِسكِ الذكيِّ وصائِكٍ كَدَمِ النَحِيرِ
يعكُفْنَ مِثلَ أساوِدِ التَّنُّومِ لمْ تُعكَفْ لِزُورِ
ولقَدْ دخلْتُ عَلَى الفَتَاة الخِدرَ في اليومِ المَطِيرِ
ألكاعِبِ الحسناءِ تَرفُلُ في الدمَقْسِ وفي الحريرِ
فدفعْتُهَا فتَدَافَعَتْ مَشي القطاةِ إلَى الغَديرِ
وعطَفْتُها فتَعَطَّفَتْ كتعطُّفِ الظَبي البهيرِ
فَدَنَتْ وقالتْ يَا مُنَ خِّلُ مَا بِجسمِكَ مِنْ حَرورِ
ما شَفَّ جِسْمي غيرُ حُبِّكِ فإهدَئِي عَنِّي وَسيرِي
وأُحبُّهَا وتُحبُّنِي ويُحبُّ ناقَتَها بَعِيرِي
يا رُبِّ يومٍ للمُنخَّلِ قَدْ لَهَا فيهِ قَصيرِ
فإذَا أنتشيتُ فإنَّنِي رَبُّ الخورنقِ والسَديرِ
وإذَا صحوْتُ فإنَّني رَبُّ الشُويهةِ والبَعيرِ
ولقَدْ شربْتُ مِنْ المُدَامَةِِ بالقليلِ وبالكثيرِ
يا هِندُ من لِمُتيَّمٍ يا هندُ لِلعاني الأسيرِ
*************
* المرجع: الأصمعيات
مع تحيات noon