أخي العزيز رضا:
لك كل الشكر حقيقة على تذكيرنا برائد من رواد الكاريكاتور العالمي المرحوم ناجي العلي، ومهما قيل وكتب عن هذا الرجل لن يوفى حقه، فقد كان أكبر من الوصف.
دعني أتامل رسمته بكل تعمق، فقد ذكرتني بقصة حنظلة والنعمان، وسنعيد كتابتها حتى يدرك المتتبع لأعمال المرحوم ناجي العلي لاحقا لماذا اختار الفنان ناجي العلي تلك الشخصية ورحلته المرة الشقية المحفوفة بالموت والمخاطر.
في جمالي ما عرضت لنا هنا أخي رضا، في هذه اللوحة بالتحديد، يندمج ويتقاطع الديني مع السياسي مع التراثي، حيث هناك جبل الطور وموسى والوصايا العشر التي تشير للتراث الشعبي من خلال نمط الوصية وماذا تضمنت (لاتصالح) وهي كلمة استمدها الفنان من قصة الزيز والثأر في مفهوم القصة الشعبية، أما الوصايا فهي في القرآن وفي الإنجيل .
وقصة حنظلة، يرفع علم فلسطين، وهو يدير ظهره وأمامه بحر من السواد لهو دليل التشاؤم والحزن، وهو بالأساس حزين في أعماقه. وتناقض وتضاد الألوان في اللوحة بين شدة السواد ونسبية البياض أعطى للوحة تقنية جمالية أخرى، وتلك الوصية التي تأتي من السماء وكأن يد إله تمتد لحنظلة تذكره بأن لايتهاون في قضيته، وتدمج الوصايا العشر في وصية واحدة (لاتصالح).
مرة أخرى أشكرك أخي رضا
ونتمنى أن نقدم المزيد حول المررحوم ناجي العلي ومن خدم قضية فلسطين وقضايا العرب.
...............noon