كــــــــليوباترا

الأخت العزيزة بلقيس:
شكراً جزيلاً لطرحك موضوع تلك الملكة التي خلدها التاريخ، كحاكمة من نوع فريد، وكعاشقة وفية قلما يعرف التاريخ مثيلها.
وللزيادة على هذا الموضوع أحب أن أضيف وأصوب بعض الأفكار:
بعد عودة القيصر ظافراً إإلى روما، مكللا بالغار وسحق خصمه "بومبي" وجيوشه المحاربة في معركة تدعى "فارسا لوس" عام 48 ق م . وهنا بدأت عوامل الغيرة تشب في كوامن القادة العظام في روما، فغالباً ما يكون للنصر عواقبه وثمنه أيضاً، لذلك حاول "كاسيوس" تحريض "بروتوس" وكان هذا الأخير أعز صديق للقيصر وأقرب شخص إليه، لذلك وقع بروتوس فريسة الحيرة والارتباك وبات موزعا بين عاطفته الصادقة نحو القيصر والخوف من طموحه المفرط، معتقداً أن ذاك الطموح المطلق سيودي بفقدان الحرية ويؤدي لتأسيس نظام استبدادي يكون زعيمه يوليوس قيصر نفسه.
بناء على هذا الخوف على أماكنهم، قرر بروتوس الانضمام إلى كاسيوس وإلى بعض الرجال المتمردين على السلطة لتنفيذ المؤامرة، وهكذا انطلقوا على القيصر في "الكابيتول" وقتلوه طعناً بالخناجر، وكان خنجر صديقه بروتوس هو القاتل جسدياً ومعنوياً، ولعلنا كلنا نتذكر المقولة الشهيرة لقيصر " حتى أنت يا بروتوس" والتي أصبحت بمثابة الحكمة والمثل تعبر عن مقدار خيانة الصديق لصديقه. وبناء عند رغبة بروتوس لم يحاول المتمردين قتل أنطوني صديق القيصر، وبهذا نجا من قدر وشر محتوم.
بعد ذلك بدأ بروتوس بفسر للشعب الروماني دوافع قتل القيصر وأفسح المجال بعدها لأنطوني كي يلقي خطبته، فاستطاع أنطوني أن يحرض الجماهير على مقاضاة المتآمرين، لذلك اضطروا للهرب خارج مدينة روما، فانضم أنطوني مع جيشه إلى أوكتافيوس حفيد أخت القيصر وليبيدوس وشكلوا حكومة ثلاثية ولحقوا بالمتآمرين حتى مقدونيا لمحاربتهم والقضاء عليهم. وتم القضاء بعد ذلك على بروتوسو وكاسيوس، أما بروتوس الذي عسكر في "سارديس" فقد زاره شبح القيصر وأفاده بأنه سيقتله في اليوم التالي في "فيليبي" وهي نفس المنطقة التي هزم فيها رفيقاه الاثنان.
بعد استباب الأمن والقضاء على المتآمرين قام التحالف الثلاثي انطوني وليبيدوس واكتافيوس بتقسيم العالم الروماني. وهنا تبدأ قصة كليوباترا أثناء توجه جيش أنطونيو نحو الشرق.
وقد جاء في مروج الذهب للمسعودي ما مفاده أن كليوباترا " ............كانت حكيمة متفلسفة، مقربة للعلماء معظمة للحكماء ولها كتب مصنفة في الطب والرُّقْيَة وغير ذلك من الحكمة، مترجمة باسمها، منسوب إليها، معروفة عند صنعة أهل الطب وهذه الملكة آخر ملوك اليونانيين إلى أن انقضى ملكهم وَدَثَرَت أيامهم، وامَّحَت آثارهم، وزالت علومهم إلا ما بقي في أيدي حكمائهم، وقد كان لهذه الملكة خبر ظريف في موتها وقتلها لنفسها، وقد كان لها زوج يُقال له أنطونيوس مشارك لها في ملك مقدونية، وهي بلاد مصر من الِاسكندرية وغيرها، فسار إليهم الثاني من ملوك الروم، من بلاد رومية، وهو أغسمطس، وهو أول من سمي قيصر وإليه تنسب القياصرة بعده" .
طبعأ المؤرخ الذي قام بتدوين القصة هو (بلوتارش) وليس بلترش وذلك في كتابه (حياة النبلاء الرومان واليونان) وكان هذا هو المصدر الوحيد الذي اعتمده دارسو التاريخ والأدب لحياة كليوباترا.
لكن بالتأكيد تتضارب الروايات ووجهات النظر في تحليل أحداث تلك الفترة وكل يفسر من وجهة نظره، سواء أكانت أدبية أم تاريخية.
كليوباترا من الناحية الأدبية، أو كليوباترا كما رآها شكسبير:
قدم شكسبير المسرحية من خلال تقديم رؤيا واضحة وناضجة للحب وطبيعته السياسية والوجودية، فهي قصة حوادث مألوفة كالحب والخيانة وارتكاب الحماقات وإساءة تقدير الموقف، وكلها تجتمع في مأساة واحدة. فقدم شكسسبير المسرحية من خلال نقد مجموعة من القيم بين المجتمعين المصري والروماني من خلال سلوك بعض شخصيات المجتمعين، تشابكت فيما بينها من خلال سير أحداث المسرحية.
وكما أن الحب يخضع لدوائر العاطفة والبيئة فنراه يخضع أيضاً للوضع السياسي والعسكري، فيخضع لسيطرة القوى وبدا ذلك من خلال المواجهات العسكرية البحرية واعتماد المؤلف على الإطار التاريخي، مستخدما البحر بمفهوم مجازي أكثر من كونه حقيقي.
إن عظمة كليوباترا نابعة من عمق مقاومة الإنسان للألم المفروض أحياناً على الوجود الإنساني، فاختيار كليوباترا للموت هو مجازي بالطبع في العمل ـ يتجاوز حدود عقل الكائن البشري وقد جاء ليؤكد إيجابية الأشياء أكثر من الموت نفسسه.
...
للمزيد من المعلومات يمكن الاطلاع على حياة ملوك الرومان في مروج الذهب للمسعودي، ورواية شكسبير نفسها، ثم الاطلاع على المزيد من تاريخ مصر .
...........
الموضوع تاريخي وأكثر من أن تتسعه صفحة أو صفحات حاولت إضافة بعض القضايا البسيطة والإسهام مع الأخت بلقيس في متابعة هذا الموضوع.
...........
شكراً بلقيس.
تقبلي مروري
noon

نوووووون
مشكور كتير عالمساهمه الاضافيه يلي دعمت فيها موضوعي
تقبل تحياتي نووون
بلقيس

بلقيس

شكرا لطرح اسم هذه المراه بين كل هؤلاء الرجال في هذا القسم





سمها يوناني الأصل يتألف من مقطعين أولهما "كليو" ويعنى فخر، والثاني "بترا" ويعنى وطن، أي أن اسمها كاملاً يعنى "فخر الوطن"، والطريف أن اسمها هذا حملته قبلها ست أميرات من البطالمة في مصر إلا أن أيا منهن لم يكتب لها ما كتب لتلك المرأة من شهرة ومجد.

________________________*

وسن

وسم
مشكوره كتير خاصه على الصور يلي حتيطيها
ليكون عنا فكره عن شكل كليوبتترا التى اشتهرت بجمالها
تحياتي

الغالية بلقيس ألف شكر ...
كليوباترا أسمٌ إن دل على شيء إنما يدل على التضحية بالغالي للحبيب ويدل على الحب الحقيقي الذي طالما نفتقده في ايامنا هذه .



دمتي خيرأ ومع خالص أحترامي