منتدى الأجنحة الحرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نهداك ... أم حمامتان!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

نهداك ... أم حمامتان! Empty
مُساهمةموضوع: نهداك ... أم حمامتان!   نهداك ... أم حمامتان! Icon_minitime7/12/2007, 12:11 pm

رفيف الأجنحة .............. عبد الرزاق عبد الواحد
..................
الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد من كبار الشعراء العراقيين، ولد عام 1930م وهو من جيل الرواد الأوائل الذي تلا السياب ومعاصريه.
وقد عرف الشاعر بشعره اليساري لفترة طويلة، دخل السجون بسبب أشعاره، وله مجموعة من الدواوين الشعرية كان أولها "لعنة الشيطان" في عام 1950، ثم "على رصيف الذاكرة" و" خيمة على مشارف الأربعين" و" قصائد في الحب والموت" وغيرها من الدواوين والمسرحيات.
اهتم بشعر الأطفال ويعد من أهم شعراء الأطفال في العراق.
بعد الغزو الأمريكي للعراق وما حل بحضارة سومر ومعبد عشتار، اختار الشاعر دمشق وطناً ثانياً له، وليس غريباً على دمشق أن تحتوي ليس عبد الواحد فقط، وإنما مئات الآلاف من العراقيين، وكانت دمشق قد احتضنت قبله شاعر العراق الكبير المرحوم محمد مهدي الجواهري، صاحب الرائعة الخالدة والملحة الوطنية "دمشق ياجبهة المجد".
مازال عبد الرزاق مقيماً بين أحبابه في دمشق مواظباً على عطائه.
...................
كنت أعد لكتابة موضوع عن جمالية وتصوير النهد في الشعر العربي، ومازال الموضوع قائماً، ولكن فاجأني الشاعر ـ عندما اطلعت مؤخراً على أجمل ماكتبه في الحب ـ بقصيدة تستحق الوقوف ودراستها بشكل منفصل عن موضوع النهد، فرأيت أن أقدمها قبل أن أنهي موضوعي الذي يستحق المزيد من الوقت والوقوف عند محطات كثيرة.
وإني إذ أقدم هذه القصيدة اليوم، لأنني أحسست أن الشاعر لامس حدود الإبداع في توصيفه، ولرغبتي العارمة في تحليل النص، ولتوقي لمعرفة قارئي بجمالية التعبير ومضغ القصيدة دون عسر!


رفيف الأجنحة .............. عبد الرزاق عبد الواحد
...............................................................
راجفاتٌ تحت قمصان الحريرْ
كلّها ريشٌ ولكنْ
لا تطيرْ..!
حجلٌ أيُّ حجلْ
ينحني الثوبُ عليه
وهو ينـزو في وجلْ
فاضحاً حدّ الخجلْ
شوقهُ أن يخلع القمصان عنهُ
ويطيرْ..!
يارفيف الأجنحة
يامدىً أغمِضُ كيلا أجرحَه!
المناقيرُ التي تنبضُ من تحت الثياب
فأرى رغم الغياب
حجمَها
لون جناحيها
نديفَ الريش فيها
وأرى ما يعتريها
كيف لي أن أتّقيها؟
كيف لي أن أتّقي رغبتها أن أحتويها؟
زارعاً فوق المناقير هيامَ الروح فيها!
يا حمامْ
دعْ مناقيرك تغفو وتنامْ
دع لهذا الشفق الوردي أن يهدي السلام
لشفاهي
دع مياهي
بين أحضانك تجري في سلامْ
ياحمام.
........................................................
طالما أنها خلقت من الريش فالطبع ستهتز وترتجف بدون ملامسة، فهي أنعم من الحرير ويغلفها ثوب الحرير فكيف اتفق الناعمان! لقد شبه الشاعر النهد بحمامة، ولكن أي حمامة هي تلك! وهل أرق من الحمام، حمامتان، حجلان لكنهما لايطيران بأجنحة كما يطير الحمام.
يلفه الثوب وهو يسارع للاختباء والهروب من نعومة ذاك الثوب ولطافته، فكم هو حساس ومتشوق للنهوض والهروب، وسيعلن رفضه وثورته ويفك عقدة خجله، ويمزق ثنايا الثوب وينفلت معلناً ثورته العارمة ضد استبداد الثوب وجهله!
آه أيها الحمام، ما أكبر مداك إنني أغمض عيني كي لاأخدش حياء هديلك، وتلك الحلمتان المشرئبتان اللواتي يرقصن تحت ذاك الثوب الحريري، ورغم شفافيته فإني لألمح ذاك التكوير، وأميز لونيهما رغم ضبابية الرؤية التي يشكلها ذاك الثوب، وأقرأ في نبضهما ذاك الشوق العارم ورغبتهما في التحرر من ربقة ذاك المستعمر.
بعد هذه اللوحة الشهية!
بعد هذه اللوحة التصويرية الغارقة في مدارات النهد، الراقصة مع حلماته، كيف للشاعر أن يتقي ثورته، ويتقي هيجانه!! كيف للشاعر أن يدع عذابات ذاك الراقص رغبة في التحرير ويطلق استغاثته ولا يستجيب!!!
أيها النهد:
دع حلماتك ترقد بسلام، دع شفاهي المحمرة خجلاً كانت أم جمراً، ودع لرضابي أن يرقد ويستكين فوق تلك اللوحة!!!!!!!!!
لقد أبدع الشاعر في تصويره وتجلياته هذه، فلعل اختياره للحمام والحجل دليل السلام والأمن والطمأنينة، ودليل الوداعة أيضاً، يريد لنهد عاشقته أن يرقد بسلام، وقد بدأ الشاعر قصيدته برجفان النهد وخوفه وانزوائه وأنهاه بالرقود والسلام، فتناوبت الحركة بين مد وجزر، بين ثوب الحرير وبين فجر الشاعر الوردي الذي استقر فيه أخيراً فهدأ واستقر واستكان.
لقد كانت قصة الشاعر مع النهد أشبه بمعركة بين ثلاثة أطراف، كان من أبرز جنودها الثوب والشاعر والنهد، وينتصر الشاعر أخيراً ويلتهم تلك الحمامة، ولايكتفي بل يتفنن في (قرمشة) مناقيرها!!!!!!!!!

.........
مع تحيات noon
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نهداك ... أم حمامتان!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأجنحة الحرة :: الجناح الأدبي :: روائع الشعر العربي-
انتقل الى: