آخر رسائلي

الى من دق لها قلبي لأول مره .. الى من أعطتني الحب كله ..الى من تنبض عروقي بأحرف اسمها ...الى من دخلت قلبي بدون استأذان .. الى من سكنت في عرش قلبي .. الى من أحس بقربها بالأمان ...

رسالة أرسلها لك عبر البريد الذي سميته باسمك ... فإذا رأيت بآخر الرساله دموعي .. فاعلمي أني اخترتها لتكون إمضائي ..

في لحظة أدركت أن قلبي يخفق بشدة ..

شعرت أني أفكر بشيء مجهول .. أحسست بشيء يجذبني نحوك .. قائلا لي أنكي سلبتي تفكيري وقلبي ..

سألت نفسي ؟؟؟ أتبعدنا كل هذه الأميال ... وتفرقنا كل هذه السنين ... ولم أختر سواكي..

أتدرين لما ؟؟ لأنكي أعطيتني أكثر مما أستحق ..

أعطيتني أغلى ما يملك الانسان من حب واخلاص وصدق المشاعر ..

فهل يا ترى أستحق هذا ..؟؟

كفى أرجوكي ... فقد أخجلتيني .. فلم يبقى ما أهديك اياه ..
.

عندما تحين لحظة الوداع .. تتساقط أوراق الشجر ..

تجف الينابيع والبحار .. ويغيب القمر ..

عندما تحين لحظة الوداع .. تذبل الزهور .. وتبكي السماء .. وتكف العصافير عن التغريد ..

عندما تحين لحظة الوداع تمتليء الأعين بالدموع .. وتتفجر براكين الأسى ...

فما أصعب لحظات الوداع .. وخاصة من تحب .. وكأنها جمرة تحرق القلب ..

وكأنها سارق يسرق العقل .. عندما تحين لحظة الوداع ..

كل شيء يغيب .. يموت .. يرحل .. يحترق .. ينسى ..

لا يبقى سوى قلب حائر .. وعين باكية ..

افتحي قلبي لترى مدى الحزن الذي خيم فيه .. بعد أن كانت السعاده تفيض منه ..

انظري اليه كيف ينزف من كثر الجراح .. والى عيناي التي لا تكف عن البكاء ..

ماذا فعلت أي ذنب اقترفت ليكون هذا نصيبي ..

يا ربي هذا ليس اعتراض ولكن .. أمعقول أن تكون هذه النهاية ..

نهاية قلبان تعاهدا على المحبة الأبدية .. نهاية كنهاية الأفلام والروايات المأساوية ..

أو يمكن ان يكون كابوس ..و أي كابوس ..

فوا الله يمكن ان يكون أجمل من هذا الحال ..

صعب علي تحمل كل هذا .. انتهاء أمل كان اساس الحياة ..

ماذا أتمنى ؟؟ أأتمنى اني لن أعرفك يوما ..... محال

يا ليتك لم تدخلي الى قلبي أبدا .. يا ليتني لم أحلم وآمل بالكثير ..

لكن هذه هي الحياة .. ولا جدوى من التمني .. لأن هذا هو المكتوب لا فرار منه ..


كيف أستطيع الوصول اليك ..؟؟ وكيف أكفف الدموع المنهمرة على وجنتيك في هذه اللحظه وانتي تقرئين رسالتي ..

ان الدموع يا حبيبتي حين تنساب على الوجنتين ترسم خريطة من العذاب والألم .. لكي يطلع عليها هذا العالم التافه الحقير الهامشي

والذي لا يعير أي اهتمام لرؤية الدموع حين تتساقط حزنا .. ولا يفهم معاني العبارات المسطرة على الخدود .

أشتاق اليكي .. أتطلع لرؤيتك .. أفكر في هواك .. ليتني دوما بجانبك أو معك .

حين تتساقط الدموع .. ترسم العبارات الصادقة على جدار الذكرى الحزينة .. كي تدشن تذكارا يستخدمه أساتذة الهوى ..

ويقومون بتشريحه والتعليق على هامش ذكرياته .. فتجتاز القلوب المرهفة الامتحان بامتياز وتسقط القلوب القاسية في زخم النفاق الاجتماعي واللا شعور

والتي لا يهمها شعور الاخرين .

كيف أستطيع الوصول اليكي ..؟؟

والدموع تتساقط حزنا على وداع الحبيبه .. وتزداد شوقا ولهفة للقاء قريب .. وتكتب أشد عبارات الأسى وعصارة الألم والتفكير وتنقشها على منتجعات الذكريات الموحشة والحمم البركانية الحارقة .

كيف أستطيع الوصول اليكي ..؟؟

والأشواق الشائكة أمامي والجلادين يقفون بالسياط خلف ظهري .. هل تريدين مني عبور البحار المظلمة ,, وأنا لا أجيد فن العوم في أعماق المحيطات

ولا حتى الإبحار في ظلمات البحر ..

هل تعتقدين بانني أحمل عصا موسى السحرية كي أضرب بها فم البحر فأخرسه وأحوله الى بر أمان ثم أهرول فيه كما أشاء .

كيف أستطيع أن ألتقط حبات اللؤلؤة المتناثرة في قاع البحار ؟ وأنا في الحقيقة عاجز عن التقاط القواقع المترامية على شواطيء البحار الساحرة ..

كيف أستطيع الوصول إليكي ..؟؟؟

هل تصدقين بأنني استطعت عبور البحار ووصلت الى بر الأمان بقارب خرافي مثقوب ..

كيف استطيع معرفة عنوانك ..؟؟

يا عزيزتي لقد صارت العناوين مبهمة فاختلط اسم الشارع بإسم الحي .. واختلط رقم الشارع بالرمز البريدي فأضحى الشرق غربا ..

وتحول الشمال المغناطيسي جنوبا مغناطيسيا جديدا .. صار يدرس في علم الفلك المجهول .

كيف أستطيع الوصول إليكي ..؟؟

وكيف أستطيع التحليق والطيران في أجواء الفضاء بكل راحة ..؟؟ وكيف أستطيع اختراق عباب السحاب ..؟؟

وانا يا حبيبتي مكسور الجناحين ..

كيف استطيع الوصول اليكي ..؟

وانا عاجز عن الوقوف على قدماي .. وعاجز عن الاستقرار والثبات على وضع راسخ معين .. وغير قادر حتى على المشي في طريق هامشي
قد يقودني الى نقطة هامشية ..

لا مكان لها ولا وجود في ذاكرة الزمن الذي يفتقدك انتي لا سواكي ..

كيف استطيع الوصول اليكي ..؟؟

وأنا كلما همست بإسمك وصرخت بأعلى صوتي في عالم الفضاء لا أحد يسمعني .. ولا يهمه أمري .. ولا حتى يتفحص جراحي النازفات ..

بل أجد الجلادين والحراس على بابك يريدون سفك دمي ونهش عظامي .. فما عساي أفعل من أجلكي ..؟؟

فأقف حائرا وتضيع صرخاتي وتتلاشى وتختفي مع هبوب الرياح العاتية التي لا تعرف الرحمة ولا تحمل الرأفة حين تهب أعاصيرها .. فتزيد في الفؤاد انينه .. وتحطم كل حنينه .. من لفؤادي سوى ربي وهو خير معينه ..؟؟

كيف استطيع الوصول اليكي ..؟؟

وهم يجبروني على تقطيع خصلات شعرك المنثور ويأمرونني بجر عنق الزمان وتكتيف أيدي الشوق لكي ينفذون على همساتي حكم الاعدام العاطفي

أمام مرأى اناس خرافية لم تذق للحب معنا ولا تملك احساسا إنسانيا .

كيف أستطيع الوصول اليكي..؟؟

وهم يأمروني بقطع كل صلة بك .. ويحرقون كل رسائلي البنفسجية والوردية والزهرية .. ويقفون لي بالمرصاد أمام كل تحركاتي ويصادرون همساتي

ويقذفون بالشوق في بئر الحرمان .. ويسخرون منك ومني وهم سخفاء في وضح الليل والنهار .

كيف استطيع الوصول اليكي وهمزات شياطين الليل تلاحقني وعفاريت الشوارع تتابعني وترصد تحركاتي .. والسخفاء يسخرون من مشاعري ..

فلا يقيمون لي احتفال ولا يشدون لي بأغنية .. إنما همهم تمزيق أضلعي واتساع فوهة جراحي وقصف عمري وما تبقى من ايام حياتي ..

كيق أستطيع الوصول اليكي ..؟؟

والجلوس امام حضرتك والمثول أمام باب شفاهك .. وهم يمزقون الشفاه بالنميمة .. ويقذفون بالشك في العيون ..

وينعقون بالصوت النشاز في طبلة الآذان فيخترقون جدار الصوت لعلهم يستطيعوا فك رموز الحب بشفرتهم الحادة .. كي يتعرفوا على خفايا الأمور العاطفية ..

ومن ثم إعادة شريط الذكريات كلما أرادو كي يوقعون صك الإدانة علينا سويا فعندئذ لا مفر من تشويه سمعتي وكرامتي من أجلك ..

كيف أستطيع الوصول اليكي ..؟؟

وهم يمزقون كل يوم صفحة من صفحات الحب .. وينزعوها بكل قسوة من كتاب الغرام .. ويحرقونها ويجلسون على بقايا الرماد .. رافعين علامة الانتصار الكاذبة ..

كيف أستطيع الوصول اليكي ..؟؟

وهم يلعنون الحب بإسم الرذيلة .. ويتهمون الحب بخدش الحياء .. ويرمون كبريت الشك على زهور الأمل .. فيشعلون الحرائق .. ويحرقون
الأمل بأعواد الثقاب المزيفة ..

فيدشنون المأساة كل يوم وليلة .. ويزيدون في الألم ويسكبون دموع الأحبة ..


عندها فقط قررت أن تسعدي بحايتك .. ولا بد أن اكون انا الخاسر ...

نعم قررت تحطيم قلبي بيدي وتشويه سمعتي بنفسي .. لأجلك فقط سجنت قلبي بين أضلعي .. وحرمته السعادة بين جوانحي ..

فأرسلت من يدعي بأني انسان لعوب و ...

لاحمل الوفاء بالوعد في قلبي .. ولا اعرف للحب معنى .. وانني غارق في الخيانه ..

لترحلي بسلام وتعيشي بسلام ...

من اجلكي فقط ارتضيت المهانة .. لترتسم على شفاتكي الابتسامة ... ولينعم حراس بوابتك بالراحة ..

لتستمر بالهطول سعادتك فتغمر اجساد البراءة .. فنستحم سويا في نهر الدموع لعلها تعيد طهارة الأجساد ..

وتعيد رونق القلوب الى وضعه الطبيعي ... لتعيشي بكل سعادة وأبقى أنا يتيم للروح ومجرد انسان .


يتيــــــــــــــــــــم الـــــــــــــــــــــروح

أخي العزيز يتيم الروح:
شكراً على بوحك هذا ونأمل أن لاتكون آخر رسائلك.
لكن لدي بعض الملاحظات آمل الاطلاع عليها.
1 ـ الموضوع كان بالإمكان إدارجه في التراتيل وليس ضمن الإبداعات الشعرية، لذلك يبتم نقله إلى قسم التراتيل المقدسة.
2 ـ هناك بعض الأخطاء النحوية البسيطة في النص، وبعض الأخطاء الإملائية.
3 ـ هناك إطالة في الموضوع والبلاغة دوماً في الإيجاز أخي يتيم.
............
تقبل ملاحظاتي ولك جزيل الشكر.
noon