syrian eagle عضو ممتاز
عدد الرسائل : 178 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 27/11/2007
| موضوع: مسكينة ومسكين 12/12/2007, 8:46 am | |
| --------------------------------------------------------------------------------
بـــادئ ذي الـبــدء :-
قـــلـوبٌ جـدبـاء .. أنـِيـسُها .. حـسـراتــها .. و ضـيـقُ .. ضـيـّق عـلـيـها.. كُــلّ مـا حـولـها .. حتـّى .. ضــحـكـاتــِهـا .. فــلا سـمــاءٌ تــُظـِلُّ بــُؤسـهـا .. و لا أرضٌ تــَحـمـلُ عـنـهـا هــمـّها .. فـكـلـّما زادَ مـا بــِخــزائـِنُـها .. زاد بُعـدها عـن خــالـقـهـا.. و بـيـن زيــفِ الضــحـكـة.. و بـــريــقِ المــال .. يـــكـمـنُ الـشـقــاء..
مسكيـــــــــــن..
ضــاقـت عـلـيـه الهــمـوم .. و أبــكـتـه الـغــمـوم .. و لازمـت فـاه الحســـرات و الآهــات .. أراد الهــرب مـنـها .. إلى عــالـمٍ زائــف ذرف الأحـــزان فــيــه .. خـــدع نــفـسه و تــوهـّم المـتـعــة و الأنــس بــكـأس تـفــقـده عــقــله .. بــحـث عــن مـخـرجٍ لهــمـومـه بــدخــانٍ يــنـفـثـه فـي الهــواء بـعــد أن يــسـمم لــه بــدنـه .. ارتــحـل في المــراقــص و المــخـامـر لــعـلـه يــجـدُ الســعــادة لـيـريــح بـهـا روحــه المــثـقـلـة بــالتــعـاسـة .. يـعـيــش الفــرح دقــائــق و الـحـسـرات ســنـون ..
مـسكينــــــــــــــه ..
انــبـهــرت بــالـخـداع فــقـلـدت .. قــيــل لــهـا هــذا هــو التـــحـرر فــأصــبـحـت و راءهــم تــكـرر .. خــرجــت تـمـشـي عــلى خــطــاهـن .. و تــقـتــفـي أثـــر فـسـقـهـن .. رأيـــنــاهــا هي كـــأنـهـا هـن .. مــشــيـتـها .. كــلامــهـا .. حــركــاتــها .. لـبـسـهـا .. خـــلاعـتـهـا .. بـــاعـت بـكـلــتـا يــديــهـا و ابــتـســامـة رضــا نــراهــا عــلى شــفـتـيـها .. بـــاعـت لـحـمــهـا رخــيـــصــًا فـي ســـوق الخـــلاعــة و الفــجــور .. تـــعــرض نـفـسـهــا ســـلـعــه بـــلا ثــمـن تــشــاهــدهــا كــل العــيــون .. تــــظـن أن الـتــحـضــر بــالتــوغـل بـالـطــيـن .. و التــخـلـف هــو الـتـمــسـك بــالـديــن ..
مــسـكـيـــــــــــن ..
اشــتـهـى الـحـيــاة .. فــتـطــلـّع إلى الـعــُلـى .. رآهـــا بـعـيــده المـدى .. فــأصـرّ عـلـى مــواصـلــة الخــطـى .. و اللـحــاق بــالـركـب و إن كــان سـبـيـلــهـم مـن الــرديء إلـى الأردى .. لـهــث .. نـهـب .. ركــض .. خـدع .. ســرق .. و لــه مـا سـعـى .. أمــوال مــلـئـت خــــزائـــنـه و مـن الأثــريـــاء قـد غــدى .. و مـن حـيــاة الــرفــاهـيـة .. حــزنٌ وهــمٌ و قــلـقٌ قـد جــنـى ..
مـسـكـيـنـــــــــة ..
قــال لـهـا : أنـــتِ أجــمــل مــا رأتِ الـعـيـون .. و ســكـنـت إلـيـهـا الــنـفـس حـتـى غـلـبـت كـل الـظــنـون .. فــعـلـى صــوتــكِ أسـهـر أٌنــاجي اللــيـل .. و مــن ضـيــاء القــمـر أرسـِم أحـلامـي بــألــوانِ مــلامــحـك .. أُحــبــّك .. و لــم تــغـــزو قـلـبـي حــواء قـبـلكِ و لا بــعــدك .. فــإلى مـتـى الـبـِـعـادُ .. هـلـمـّي إلى أكــنـافِ الـهــوى .. حــتى أقـــول أنـتـي لــيـلــى حــيـاتــي .. و خــسـئ قــيــس .. فــعـشـقــه عــجــِز أن يــصـل إلى شــواطــئ عـشـقــي .. صـــدّقــتــه ، أحــبــّتــه .. بـــدأت واثــقــة الـخــُطـى .. حــدّثــتـه .. خــرجــت مــعــه .. و لــم يــخـتــلـي بــِهـا إلا كــان الـشـيــطـان ثــالـثـهـما .. و فـي الـنـهــايــة ، حـــدث مـا كــان بـالـحـسـبـان .. فــأصـبـحـت واثــقــة الـخُــطـى .. تــمـشـي هـي و أهـــلـها أذلاء .. و ســمـعــتـها كــالـعــلكِ تــمـضـغ و مـن ثـم تـــداسُ بـالأقــدام ..
فـــي الـخـِتـام ..:
حـــقـًـا مـسـاكـيـن .. كــأنـهم يــمـشـون عــلى حـد السـكـاكـيـن .. تــؤلـمهم و تــجـرحـهـم و تــوغـر جــروحـهـم .. وَ هْــم الفـرح يــعـايــشـون و ســرعـان مـا يــزول .. و بــعــده عــن الـسـعـاده يــتـسـائــلـون .. أيــن هـي فــقـط طــالـت الأمــانــي و الـمـنـون .. الـهـم سـكـن القــلـب و الـغـم رافــقـهـا و أثــقـلـها و أتــعـسـها كـيــف ذلك ؟ مـن هــذا هـم يــتـعـجـبـون .. فـي و حــول الـدنـــيــا يــتـمـرغون.. وفــي ظـلـماتـها يــتـخــبــطـون .. و مــن مـصـائـبـهـا يــبـكـون و يــنـوحون .. كــيـف لا و هــم عـن ذكــر الله مــعــرضـون .. و عــن أوامــره لاهـــون .. و لـنـواهـيـه يــفـعـلـون ..
| |
|