قراءات في سِفر العيون
ما زالت عيناك تطاردني في كل مكان
تلاحقني في كل زاوية من زوايا الزمان
تشعل أرجوان الكلمات شذىً نيسانياً يعبقُ بالسحر والجمال ..
ما نظرت إليهما
إلا وطالعتني بخبايا كل ما تبقى من حضارات الحب المقدسة التي مرت على تاريخي.. والتي لم يبقَ منها سوى أطلال ملونة..
كنت أنظر إليهما وهما تمطراني بآلاف القبلات.. المسموعة.. المنسابة كشريط ذكريات.. المتبعثرة كغيمة خريفية عبث بها الرياح.. كهدوء ليل صيفي .. كانت تنشر صمتها بيادرَ أغنيات..
كانت تمطراني حباً لم يسبق لإيقاع الروح معرفته .. إيقاعٌ لم ينشد نغمة النشوة والجذل إلا مع هذه الولادة الحقيقية.
ما أبحرت في عينيك إلا ونفيتُ كل المخاطر.. ولم أفكر أين تقع الشواطئ والمرافئ.. ألغيت كل الجهات ونسيت أن للموجة شكل وأن للعواصف ألوان.. كنت أشعر وأنا أبحر بهما بالطمأنينة والسكون .. وأنني في كفٍ للقدر فيها نصيب...
لعينيك..!!
هذه الروح المباحة هبة حتى الرمق الأخير.. تحملها إليك حمائم الجنان..لتلقيها بين يديك زهور ياسمين.. نقية بريئة طاهرة كطفلة لم تولد بعد..
لعينيك وأنا أرنو إليهما.. أشعر أنني أمام غابات تترامى أطرافها نحو حدود اللانهاية.. وتتطاول لسماوات يهدهدها صفاء الألوان وتتوزع فيها مجرات من الأقمار والكواكب الموغلة في البعد والعمق.
في عينيك كنت أشتم رائحة الحبق والياسمين المقطر والزعفران..
لعينيك هذا العشق المتوالد في كل ثانية.. المتسامي نحو قبة الخلود.. الممتطي صهوة الروح... هذا العشق المشبع بالألوان والوداعة.. لايمكن أن يبلغ فطامه ما زال الحب يتكاثر .. ومازال في ثديي عينيك قطرات من كوثر السعادة والوفاء والإيمان...
........
أيها الكنـز المقدّس لتحرسك الملائكة
......
noon