|
|
| مؤتمر000000العشاق | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
syrian eagle عضو ممتاز
عدد الرسائل : 178 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 27/11/2007
| موضوع: مؤتمر000000العشاق 18/12/2007, 4:36 pm | |
| [size=18][font=Times New Roman][color=blue][center]مؤتمر000000العشاق
إن عناد الشمس وإصرارها على مفارقة سماء الشرق في بقعة من هذا العالم , هو في حقيقته عناد وإصرار على الرحيل إلى سماء أخرى , تمثل الوجه الآخر من هذا العالم , وإن حنينها وشوقها لعناق لحظات غروبها , يحمل في خفاياه شوقا وحنينا لقبلة تطبعها على وجنة شروقها , وaهكذا هو حال العشاق مع الفصول الأربعة , فهم لا يرغبون برحيل الصيف بشمسه التي تحمر وجنتيها خجلا , من مداعبة سنابل قمحه , إلا رغبة بقدوم الخريف الذي تتساقط أوراق أشجاره مصفرة , من عتاب الرياح لها , وما انتظارهم لرحيل الخريف إلا انتظارا لشتاء , ينثر نسماته الباردة ليمنح الحياة معنى الشعور بالدفىء والحب , وما شوقهم لفراق الشتاء إلا شوق لعقد مؤتمرهم في ربيع العشاق , والذي يليق به كل مديح وثناء , حيث تتصالح الشمس مع الحر والبرد , وطيور النورس مع أمواج البحر الغاضبة وصخوره القاسية , وأزاهير الطبيعة مع الثرى والثريا , لتعبر في ذلك عن تصالحها مع الليل والنهار , حيث تقبل وفود دول العشق من كل حدب وصوب وفج عميق , وعلى رأس كل وفد من تلك الوفود ,عاشق يحمل معه دساتير وأحلام ومبادىء دولته العاشقة , وهو أميرهم وخطيبهم والناطق الرسمي بنداء أفئدتهم وأرواحهم وعقولهم , فاليوم هو يوم تنتظره قصائد الحب والألم , وهواجس الخوف ولحظات الهدوء والسكينة , هو يوم مؤتمر العشاق في مملكة العشق الكبرى , التي أخذت على نفسها عهدا , بأن تستقبلهم في إحدى ليالي الربيع في نسماتها العليلة , وهدوئها الجميل , في يوم تتفق عليه دول العشق , رغم اختلاف فلسفة العشق لديها , وعندما تحضر كل الوفود وتأخذ مكانها الذي تم إعداده لها , يبدأ المؤتمر بدقائق من الصمت احتراما لأرواح ضحايا العشق على مرّ العصور والأزمنة , ثم تعلن ملكة العشق بعد ثنائها وترحيبها برؤساء الوفود بدء المؤتمر , وكلمة البدء هي لأمير دولة العشاق الظالمين لأنفسهم وعاصمتها الرذيلة في البداية دعوني أتوجه بأسمى آيات الشكر والعرفان بالجميل إلى مملكة العشق الكبرى , لاستضافتها لنا في ربوعها الخضراء , والتي تغار من عبقها كل أزهار الياسمين , واسمحوا لي أيها السادة أمراء دولة العشق الكرام , أن أنتهز تلك الفرصة الذهبية , والتي تأتينا في كل عام مرة واحدة , لأعبر لكم باسمي وباسم معشر العشاق في دولتنا عن مشاعر الودّ التي تنتابنا عند لقياكم بخير سالمين أما بعد : يطيب لنا في هذا الجمع الكريم , أن ندعوا قلوبكم قبل آذانكم , وأرواحكم قبل عقولكم للإنصات والتأمل والتفكر في القواعد التي سنّها و شرّعها لنا معلمنا إبليس دام لنا عونا وذخرا ونارا تنير لنا كل دروب الظلام المودية إلى رذائل الحب والعشق , ولعلّ جهودنا في هذا العام لا تكون كسابقيها , وتؤت ثمارها في إقناعكم بالركوب معنا في سفينة الحب التي تخوض بنا عباب بحور العشق الغارقة في ظلامها , ولعلّ تلك التحفة التي يقال لها امرأة هي التي تجبر قلوبنا على القيام بمهمة الخفقان مرتين , فإذا كانت الأولى من فعل دورة الدماء في الجسد , فإن الثانية من قوة تأثير تلك التحفة على رحلة الدماء في الجسد , وإذا كانت الغريزة وجدت عند البشر كضرورة حتمية أقرّتها إرادة الله لاستمرار النسل وبقاء الحياة لإنسانية , فإنها عندنا من أهم طقوس الحب والعشق , وإننا نستقي قانون العشق من ثقافة الجسد الجميل الآخذ بالألباب والأبصار والفاتن لكل إنسان يسري في عروقه حب الجمال , إذا ارتدى ثوب الأنوثة ولأجل ذلك غرقت قلوبنا بعشق القينات والمائلات المميلات ومزامير الشيطان , والتي تقرع مسامعنا كما تدق طبول الحرب , فهي التعبير الأجمل عن ذوقنا في فنون الحب , فالكلمات التي ترددها القينات هي التعبير الصادق عن سرائر أنفسنا , وعن الآهات والأحزان التي تنتابنا عند غدر العشاق , وعن مشاعر البهجة والسعادة التي نسعد بها عند لقاء الأحبة , وأمّا مزامير الشيطان فهي تارة تعمل عملها في العيون فتجبرها على ذرف الدموع , حزنا وحسرة على ضياع أحلام العاشقين , وتارة أخرى تعمل عملها في حركات الجسد فتجبره على الحركة والرقص ابتهاجا وانتظارا لساعة اللقاء مع حبيب طال انتظاره ,ومنّا الرسامون للوشم الذي يحفر في الجسد ليكون ذلك الجسد برهان وقربانا لمن نحب , ومنّا من توصل إليه شياطين الشعر كلّ معاني الحب في أرذل و وأسخف الألفاظ والكلمات , ومنا من تراوده نفسه بالانتحار وهو لا يزال يمانعها في ذلك , وإننا في دولتنا لا نعبئ بمشاكل العصر ومآسيه , فهموم الاحتلال عندنا هو احتلال قلوبنا من قلوب أرادت استعمارها وتعذيبها , ومفهوم الخيانة عندنا هو خيانة من نحب , ومفاهيم الفقر والتشرد عندنا هي في افتقارنا لقلب يستحق أن نحبه , وأن نبذل له أوقاتنا وأفراحنا ودموعنا وقصائدنا , وهكذا هي مفاهيم الحياة عندنا تدور دورتها بين البشر ثم تعود إلينا لتخضع لقانون العشق على إطلاقه ,وقد وصل الأمر بنا إلى أن بات المعشوق عندنا أحب إلى قلوبنا من الرحمن , وإن اعتادت ألستنا بخلاف ذلك, وما أقوالنا وأعمالنا وكلماتنا إلا بيانا لتلك الحقيقة , ولأجل ذلك باتت حياتنا عذابا وعقابا لنا , حتى رثى أحد الشعراء حالنا فقال فينا تراه باكيا في كل حين مخافة فرقة أو لاشتياق فيبكي إن نأوا شوقا إليهم وتسخن عينه عند التلاقي وقال فينا أحد العلماء : (وإذا بعد القلب من الله طرقته الآفات وتولاه الشيطان من كل ناحية ومن تولاه عدوه واستولى عليه لم يدع أذى يمكنه إيصاله إليه إلا وأوصله حيث تفسد) وهكذا أيّها الأمراء أتمنى أن أكون قد وفقت في بيان دستور الحب في بلادنا وسأترك لكم التفكر في مذهبنا في العشق وأدعوكم باسمي وباسم العشاق في دولتنا إلى زيارة عاصمتنا التي تتمنى احتضانكم واسمها000000الرذيلة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم في الله
العاشق أمير دولة العشاق الظالمين لأنفسهم ثم قالت ملكة العشق وبعد أن شكرت أمير دولة العشاق الظالمين لأنفسهم على كلمته :والآن الكلمة لأمير دولة العشاق التائبين وعاصمتها000000التوبة
بسم الله الرحمن الرحيم
َومَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً [الفرقان : 71] صدق الله العظيم
اسمحوا لي أيّها السادة أمراء دول العشق الكرام , أن أهديكم تلك النّسمات الروحانية التي تلامس أرواحنا , عند تلاوة تلك الآية الكريمة , ولعمري هي التي نستقي منها مبادئ الرجوع عن خطيئة العشاق, وإذا قال أمير الشعراء أحمد شوقي يوما ,(( وعلى قدر الهوى يأتي العتاب)) فإن قلوبنا لتهتف بحبكم ولسان حالها يقول وعلى قدر العشق يزداد الشوق للقياكم أما بعد : إذا كان كل أمير منكم , قد أتى إلينا يحمل في ثنايا فكره , مذهبا في أصول العشق ومفاهيمه , وراجيا من الله أن يلقى مذهبه منّا , كل الرضا والقبول , والمديح الثناء , وكان كل الرجاء والأمل لديه , في أن يمسي قانون دولته في العشق , منارة تهتدي بها سفن العشاق إلى شواطئ لا تعرف معاني الهجر , فإننا والله الذي رفع السماء , وبسط الأرض , وأجرى السحاب , لا نرجو من لقياكم في هذا المساء الجميل إلا النصح والرشاد , لقوم نحسبهم من المتقين حتى في مسائل العشق, ولا أخفي عليكم أيّها السادة حيرتي في أمري , فالمسألة عندنا لم تكن بخطيئة عشق واحدة , سرت في عشيرتنا فحسب , بل كانت قصصا من الخطايا , وكل خطيئة ورائها قصة , وكل قصة تحمل بين سطورها غصة وحرقة , ولعلّي في هذا المقام الكريم , أجد نفسي مخبركم ببعض منها , وسأبدأ حديثي بخطيئة العين التي عطلنا فضائلها , عندما باتت تلتقط صور المعاصي باسم الحب , ثم تركناها تذرف دموعها لأجل امرأة فحسب , ومتى ذرفت دموع العشاق لأجل امرأة لا تمت لهم بصلة القرابة , ولا تحظى بمرتبة الزوجية , كانت دموعا طوعت وسخرت لأجل ابتسامة ترتسم على وجه الشيطان , وما تلك الدموع إلا صورة من صور السخف والانحطاط الروحي والوجداني قد اعترى حالنا, ولربما أتت تلك الدموع يوم القيامة لتعاتبنا عن حرمانها من النبع الذي كان من الواجب أن تتساقط به , ألا وهو نبع الخوف من الله والحب في الله والذي يجب أن يكون الكل الذي نتعلم من خلاله كيف نحب الجزء. ومتى كان العشق غير مباح , ولا تقرّه شريعة السماء , كانت الدموع التي تذرف لأجله , كالسيل يحمل غثاء طافيًا فوق الماء لا نفع فيه , وبقيت عيوننا على تلك الحالة المزرية حتى أنعم الله علينا بنعمة البصيرة لتنزع الغبار, وتذر الرماد عن العيون, ولتضيف للعين إلى جانب خاصية الرؤية خاصية الفكرة عندما تنير عقل صاحبها , وبدأت صور العشق التي ترسمها لنا الشياطين تمّل من النظر إلينا , ونحن أمسينا نمّقت النظر إليها . وأما الخطيئة الثانية فهي خطيئة قال عنها شاعر المجون والهوى بشار بن برد ))والأذن تعشق قبل العين أحيانا ))وهذا وصف وتعبير يمثل حالنا مع نعمة السمع , فكانت آذاننا لا تنصت إلا لكلمات العشق , وهي تعبر عن سذاجة صاحبها , ولموسيقى العشق التي لا تصلح إلا لأن تدق بها طبول الحرب , ورغم أن آذاننا كانت تلتقط من حين للآخر أصوات الواعظين والحكماء , التي كانت تخبرنا عن قصور نظرتنا للحياة وعن ضعف تجاربنا ,إلا أنّ تلك الأصوات لم تكن تطرق مسامعنا , إلا لترتد منها كما يرتد الصوت في الفضاء , رغم أنّ سريرتنا وفطرتنا كانت يخامرها الشك حول حقيقة ما ننصت له , وكأننا بذلك قوم لا يؤمنون بخاصية الاحتراق لدى النار, إلا إذا لامستها أيديهم , فإذا ما تعالى صراخهم من الألم والعذاب أدركوا حينها تلك الخاصية ,وأما الخطيئة الثالثة فإننا نحسب أنفسنا من ضحاياها , وليس من فاعليها ألا وهي ما نسميه في عشيرتنا , اختلال مفهوم الأولويات في حياتنا , ولعلّ ذلك من صنع الطبيعة التي ترعرع كل عاشق فينا في كنفها , وتربى في مدارسها , والتي قصرت في غرس حب الأوطان , وبناء المجتمع , وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية في أنفسنا , ولعلكم أيها السادة لتذكرون ذلك الرجل الذي بعث به أحد ملوك إسبانيا أيام الأندلس , ليتطلع على حال شبابها , فرأى فتى صغيرا يبكي فلما سأل عن سبب بكائه , هرب خائفا مذعورا من تلك النفس الكبيرة التي يحملها ذاك الفتى في صدره , فما كان يبكيه هو بأنّ لديه سهما واحد , ويخاف أن لا يقتل بها سوى رجلا واحدا من أعداء أمته , فصرف الملك رغبته عن دخول الأندلس , وبعد عشرين عاما أرسله مرّة أخرى فوجد شابا جزعا يبكي فلمّا سأل عن سبب بكائه عاد فرحا متفائلا بالنّصر إلى ملكه , فما كان يبكي ذلك الشاب إلا لهجر حبيبته له فقال له بأن000 الآن حان دخول الأندلس ولعمري كأننا من أبناء ذاك الزمان لا نفهم من الحياة إلا كلمة العشق وكفى بتلك الكلمة تفسيرا لحياتنا. وهكذا كان حالنا أيّها السادة أمراء دول العشق الكرام إلى أن أنعم الله علينا بالتوبة النصوح ورزقنا نعمة البصيرة فكنا وما زلنا عشاقا لكننا نسير في ضوابط شريعة السماء وكنا وما زلنا عشاقا نملك أنفسا تواقة لصور العشق الجميلة والراقية لكننا ننهل من القاعدة الشرعية ((من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه )) معاني الصبر الجميل , هذا ونسأل الله عز وجل أن يرحمنا ويرحمكم أجمعين وأنا إلى خير ما يرضه لنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم في الله
أمير دولة العشاق التائبين | |
| | | syrian eagle عضو ممتاز
عدد الرسائل : 178 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 27/11/2007
| موضوع: رد: مؤتمر000000العشاق 18/12/2007, 4:37 pm | |
| ثم لم يملك أمراء دول العشق أنفسهم فتعالى نحيبهم من وقع كلماته في أنفسهم وبعد أن هدأ الجميع مسحت ملكة مملكة العشق الكبرى دموعها ثم قالت وبهدوء : أما الآن أيّها الأحبة فالكلمة لأمير دولة العشاق الصامتين وعاصمتها000الصمت أحبتي وإخواني أمراء دول العشق الكرام , تحية عاشقة أرسلها لكم مع طيور الحب عندما تهاجر إليكم,ومع نسمات الليالي الهادئة عندما تداعب وجوهكم , ومع إشراقات الصباح عندما تنثر دفئها في ثنايا أفئدتكم , ولعمري إن الشعور بلقياكم لتعجز كلمات المديح , التي اعتاد العوام تداولها عن وصفه ولعلّ هذا ما يجعلني غير مكثر في مديحكم , خشية من كلمات , قد تخطيء في وصف حقيقة مقامكم في أنفسنا أما بعد : قال الشاعر عمرو بن أبي ربيعة يوما في وصف امرأة عاشقة أرادت البوح بسّر العشق , لرجل تحايل فؤادها على تكذيب مشاعر الحب اتجاهه , ولكن دون جدوى , إلا أن خوفها من أهلها, و تلك الرغبة الملّحة بالصمت التي انتابتها , منعتها من إرسال لسانها ليكون رسولا يبيح بذاك السّر لقلبه , وأرسلت عوضا عنه إشارات ونظرات تجسد لغة من أروع وأرقى لغات العشاق الصامتين , والتي تتمثل في لغة العيون عندما تذرف دموعها في المكان الذي لا يعبئ به إلا الآخر, إذا كان لديه قلب يقدر ويحترم إرادة العاشق في كتمان تلك الدموع , وتلك المشاعر وإيثار مشاركة الليالي صمتها , على جنون العشاق في وضح النهار , إلى ذلك المكان الذي يدعى قلبا عند العوام فحسب وأما عندنا هو ذاك الحجاب الذي تختفي وراءه أسرار العشق حيث قال : أشارت بطرف العين خيفة أهلها إشارة محزون ولم تتكلم فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم وهذا بعض من حالنا أيّها الأحبّة مع قصة العشق , وهذا بعض من تاريخنا وتاريخ أسلافنا من العشاق الصامتين , ذاك التاريخ الذي ليضرب جذوره في الأرض , وفي صفحات التاريخ , ولعمري ما يجعل دستورنا في العشق من أرقى دساتير الحب في دول العشق قاطبة هو اشتراك الطبيعة في صوغ قواعده وتهذيبها لتتلاءم مع الفطرة السليمة وسمة الفضيلة في أرقى صورها,فذاك بحر يسمى الأمين على أسرار العشق , والذي نبوح له بكل ما يجول في خاطرنا من مشاعر وأحاسيس , لم نزل نشغل بالنا كل مساء بإثنائها عن رغبتها بخطاب الآخر عن حقيقتها , وإيثار الصمت والتحلي بالصبر, وتلك رياح عاصفة هوجاء , تغطي أحاديثنا مع البحر الذي ينصت لنا, ويرد على أحاديثنا تارة بغضب شديد عندما ترتطم أمواجه بالصخور القاسية بقسوة , وتارة أخرى يرسل لنا طيور النورس لنحملها بعضا من أسرار العشق, لتقوم بإيصالها إلى الجانب الآخر من شواطئه , وكأنّ بعضا من الأسرار التي بحنا بها قد سرّت خاطره , ولاقت عنده كلّ القبول والرضا , وتلك شمس تساعدنا بأشعتها الصفراء الذهبية في حرق قصائد الحب التي نكتبها على أوراق الشجر اليابسة , لندون عليها بعضا من أسرار العشق وكل ما يجول في خاطرنا , وكل الأحلام العاشقة التي نراها وكل رسائل العتاب التي نتبادلها عّبر لغة العيون ,التي نتوارث أبجديتها عبر العصور والأزمنة والتي لا نجرأ ولا نستطيع البوح بها إلى الإنسانية , وربما لا نقدر على تفسير تلك الطريقة التي نسير عليها منذ بدء قصة العشق عندنا , ولكن هذا هو حالنا مع العشق , لا نشعر به إلا إذا عبرنا عنه بالصمت , وكأن الصمت عندنا هو نوع من الكلام المباح , أو لربما نرى في ذاك الصمت نوعا من الابتعاد عن خطايا العاشقين عندما يسرفون على أنفسهم في بيان حقيقة مشاعرهم , أو لربما ذاك الصمت رسالة إلى الأخر مفادها بأننا نحبك فحسب ,أو لربما ذاك الصمت هو وضع العشق في المرتبة التي يستحقها, والتي يجب أن يكون فيها في حياتنا الدنيا , تلك المرتبة التي تأتي بعد إشغال العقل والفكر بمآسي الأمة , وأمراض مجتمعاتها , وبيان سبل علاجها , أو لربما كان ذاك الصمت هو الميزان الذي نقيس به حقيقة مشاعرنا , ومدى نصيب مشاعر العشق منها , ومتى أشاع العاشق فينا أسرار العشق إلى الإنسانية بات طريدا في قبيلتنا , وغير مأسوف على رحيله منها , وحسبكم أن تعلموا بأن العشق عندنا فعل مباح , إذا بقي سرا بين سريرة صاحبه و الطبيعة وفؤاد الآخر إذا عقل لغة الصمت , ومتى خرج من تلك الدائرة لم يعد عشقا يستحق الاحترام والتقدير عندنا , وبات فضيحة تتناولها الألسن وتنعت صاحبها تارة بالخائن, وتارة بالجارح لفضيلة الحياء, وتارة بالمتعدي على مبادئ العشق في دولتنا , وهذا بعض من حالنا وهو محاولة منا لبيان حقيقة العشق لدينا , سائلين المولى عز وجل بأن يلقى عندكم كل الرعاية والتقدير, ونحيطكم علما بأنكم أيها الأحبة ذاك النوع من الإنسانية التي سمح لنا ببوح بعضا من أسرار العشق إليها , ولكن شريطة التزام الصمت فإذا ما كنتم تعقلون لغة الصمت وأبجديتها , كان لكم تفسير معاني العشق عندنا على طريقتكم الخاصة وبما تسمح به مبادئ العشق عندكم والسلام عليكم
أخوكم في الله أمير دولة العشاق الصامتين | |
| | | syrian eagle عضو ممتاز
عدد الرسائل : 178 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 27/11/2007
| موضوع: رد: مؤتمر000000العشاق 18/12/2007, 4:37 pm | |
| ثم صمت الجميع ولم يتحدث أحدهم حتى ملكة مملكة العشق بأي كلمة وكأنّ صمتهم هو نوع من التصفيق لكلمة صاحبهم وكأن صمتهم هو نوع من الاحترام والتقدير لمذهب صاحبهم في العشق ثم قطع هذا الصمت قول ملكة مملكة العشق والآن أيها الأحبة دعونا ننصت للكلمة الأخيرة وهي كلمة أمير دولة العشق الجميل وعاصمتها 0000 0 00000 الشريعة السمحاء أيّها الأحبة أيّها الجمع الكريم , سلام الله عليكم , وأرق وأجمل التحيات أبعث إليكم , وإني لأحمد الله ملك السموات والأرض على مشيئته بأن تسعد روحي للقياكم في هذا المساء الجميل , وإني لأحسب نفسي في هذه الأمسية العطرة من العشاق الذين يحبون العشق تارة لأجل العشق , وتارة لأجل يومكم هذا , فتقبلوا تحياتي وأمنياتي لكم بالحياة الهادئة الهانئة وليرعاكم الله آمنين سالمين أما بعد : إن العشق في بلادكم ليباغت قلب صاحبه فجاءة , ويجعله في حالة خفقان مضطرب , تلك الخفقات الثائرة التي تبدو وكأنها صورة من صور غضب الطبيعة , فهي كالبحر الهائج الذي تعانق أمواجه العاتية الشطآن دون أن تحفر الأخاديد في صخورها الصلدة , ولكنّ هذه الخفقات تأبى الرحيل دون أخاديد من الذكريات المؤلمة أو الجميلة في قلب صاحبها . وأما العشق في بلادنا أيّها الأمراء هو نوع آخر وفن آخر من فنون العشق , وإنه لينبت في قلب صاحبه كما تنب الشجرة المثمرة في الأرض الخصبة , ولعلّ هذه الكلمات لتبدو بيانا يحتاج إلى بيان فأنصتوا لهذا البيان يرعاكم الله !!!! إن العشق في مذهبنا لا يولد في قلب صاحبه واسمه العشق , ولا يكنى صاحبه بالعاشق , فتلك مرتبة تطول الطريق المودية إليها , فأول العشق عندنا هو شعور هادىء تهمس به العيون العاشقة إلى قلب صاحبها , لتفشي له سرا قد علمت وشعرت به للتو, ولسان حالها يقول : إن العيون لتلحظ عيونا أخرى وهي بها معجبة , وهو ما يتولد عنه أول مبدأ من مبادىء العشق في دولتنا , وعندنا يسمى00000الإعجاب!!! ولعلّ هذا هو حال الشجرة المثمرة فهي لاتؤت ثمارها إلا إذا بدأت حياتها ببذرة طيبة في أرض تصلح للعطاء والخير و0000الحب . وبعد أن تفشي العيون المعجبة بذلك السّر الجميل إلى قلب صاحبها , يصبح ذلك القلب مملكة صغيرة تسكنها مشاعر وأحاسيس تريد الخروج منها بأي طريقة كانت , وهنا تأتي الشريعة السمحاء لتهذب تلك المشاعر والأحاسيس , ولتعلمها بأن الطريق المودية إلى الخروج من تلك المملكة تبدأ من قرع أبواب مملكة أخرى تدعى مملكة الأسرة , وأنه قد كتب على أبوابها : يمنع دخول أصحاب المشاعر والأحاسيس التي تنتمي لقبيلة0000 الخائنين!!! وهنا تنتظر الروح نتيجة امتحان قلبها فإذا ما خذلته مشاعر وأحاسيس معجبته أو لم ينل رضى و إعجاب أهلها , لم يكن ذلك عنده بالخطب الكبير الجلل والذي لأجله تذرف العبرات, ويحزن القلب وتئن الروح وتظلم الدنيا في نفس صاحبها لأنه لم يكن ولو للحظات قليلة عاشقا لها ولم ترتق نفسه إلى مرتبة النفس العاشقة , بل هو العشق في مهده , بل هو في نهاية المطاف إعجاب 0000فحسب!!! والإعجاب لا يعرف معاني العشق وبنات القلوب إلا إذا انتهى به المطاف في مرتبة العشق , فمثل الإعجاب كمثل بذرة عاشقة لم تلق القبول في أرض العشاق , فبات صاحبها يبحث عن أرض أخرى تحتضن تلك البذرة وتحيطها بعين الرعاية والاهتمام والعطف لتنمو في تربتها الخصبة , ولتمسي شجرة عاشقة ذات ثمار يانعة, وأما إذا لقيت هذه المشاعر كل الرضا والقبول من الآخر وفتحت مملكة الأسرة أبوابها لذلك المعجب تنتهي مرحلة الإعجاب , لتبدأ مرحلة أخرى تسمى في مذهبنا , مرحلة تدعى إتقان شجرة العشق وقد أسمتها الشريعة السمحاء بمرحلة الخطبة , حيث تتلاقى الأرواح , وتفشي المشاعر والأحاسيس أسرارها إلى ذلك الآخر, لينتهي بذلك دور العيون المعجبة لتبدأ النفس المعجبة بالبحث عما يعجبها في الآخر من ملكات وفضائل , ونفحات إيمانية , ومسحات من الجمال الذي يحق لها أن تراها رؤى العين , وكأننا أمام فلاح قد غرس بذرة طيبة , وتعهدها بالرعاية والسقاية لتعطي ثمارا يانعة ورائعة الجمال في مذاقها وأوراقها وأغصانها, و في هذه المرحلة تبدأ عملية بناء لجسور من الثقة المتبادلة , وتبعث العيون برسائل الفؤاد إلى الفؤاد , ورسائل الروح إلى روح الأخر , وتارة تتدخل حكمة الأهل في هذه الأحاديث لتنير لها طريقا مستقيما لا تخرج عن حدوده , وتارة يتدخل الشعر ليجعل من العاشقين عاشقين وشاعرين , وتارة يتدخل الأدب في هذه الأحاديث ليصبحا أديبين في العشق و0000الأدب وعندما يشعر العاشقين أن شجرة العشق باتت في قمة بهائها وجمالها , وأنها تضرب جذورها في الأرض بقوة , وأن أغصانها باتت تحمل ثمارا قد نضجت وتنتظر من يقطفها , تصبح الروح والقلب والجسد في حالة اشتياق ولهفة لروح وقلب وجسد آخر, ليكون الوعد هو التلاقي , والمكان هو المملكة الزوجية, والزمان هو يوم عيد ميلاد عشق جديد في مملكتنا وكل هذا برعاية كريمة من شريعة السماء , وما نسيت أو تناست القلوب العاشقة البوح به في مرحل الخطبة ,يصبح بالإمكان البوح بها في هذه المملكة الزوجية دون خوف أو ترقب , وهكذا أيّها الأمراء تمضي سفينة العشق في دولتنا حتى تصل إلى شواطىء العشق لتبدأ من عندها , ولربما كانت كلماتي فلسفة , ولكنها فلسفة تعبر عن حقيقة العشق في بلادنا , فإن العشق عندنا وكما قد أسلفت سابقا ليبدأ بالإعجاب مرورا بالتعهد والرعاية لشجرة العشق , فإذا ما أثمرت هذه الشجرة سمي أصحابها عشاقا وكانت حياتهما سويا في المملكة الزوجية هي العشق في أتم وأبهى صورة يتجلى بها , هذا ووالله لهو العشق الذي تسكن به الروح , وتتطهر به النفس من رذائل العشق , هو العشق الذي تقره فضائل الإنسانية وشريعة00000السماء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم في الله
أمير دولة العشق الجميل وعاصمتها.....الشريعة السمحاء
ثم لم يستطع الجميع سوى التصفيق وبحرارة لكلمة هذا الأمير العاشق , وقد بدا الإعجاب في عيونهم لكلمته , وكأن كل أمير عاشق منهم قد أقرّ في نفسه مبادئ ذلك المذهب في العشق , ولولا أعراف وقوانين العشق في بلادهم لهاجروا إلى دولة العشق الجميل , ويبدو أن ملكة مملكة العشق قد عرفت بعض سرائر نفوسهم العاشقة ولذلك ختمت ذلك المؤتمر بكلمات رقيقة أعطت بها كل الأماني والآمال لكل أمراء العشق والوفود القادمة معها حيث قالت : أختم هذا المؤتمر الجميل ونفسي تتوق للقياكم في العام المقبل وأتمنى من كل قلبي أن يتأمل ويتفكر كل أمير منكم كلمات إخوته الأمراء الذين ألقوا كلماتهم وبينوا دستور ومبادىء الحب والعشق في بلادهم
وإلى لقاء قريب إن شاء الله تعالى والمكان هو مملكة العشق والزمان هو ربيع العشاق والمناسبة مؤتمر0000العشاق | |
| | | | مؤتمر000000العشاق | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|