دِعِبل بن علي الخزاعي
(148 ـ246)ﻫ 765 - 860 م
دعبل بن علي بن رزين الخزاعي، أبو علي.شاعر هجّاء، أصله من الكوفة، أقام ببغداد.في شعره جودة، كان صديق البحتري وصنّف كتاباً في طبقات الشعراء.قال ابن خلّكان: كان بذيء اللسان مولعاً بالهجو والحط من أقدار الناس هجا الخلفاء، الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق ومن دونهم.وطال عمره فكان يقول: لي خمسون سنة أحمل خشبتي على كتفي أدور على من يصلبني عليها فما أجد من يفعل ذلك، وكان طويلاً ضخماً أطروشاً. توفي ببلدة تدعي الطيب بين واسط وخوزستان، وجمع بعض الأدباء ما تبقى من شعره في ديوان.وفي تاريخ بغداد أن اسمه عبد الرحمن وإنما لقبته دايته لدعابة كانت فيه فأرادت ذعبلا فقلبت الذال دالاً.
قال فيه البحتري: (دعبل بن علي أشعر عندي من مسلم بن الوليد... لأن كلام دعبل أدخل في كلام العرب من كلام مسلم، ومذهبه اشبه بمذاهبهم).
التائية الكبرى في مديح آل البيت وبكاء مقاتلهم وهجاء خصومهم. وهي من البحر الطويل.
1ـ تَجاوبْنَ بالأرنانِ والزّفراتِ
نوائحُ عُجمُ اللفظِ، والنَطِقات
2ـ يُخبَرنَ بالأنفاسِ عن سرِّ أنفسٍِ
أُسارى هوىً ماضٍ وآخرَ آتِ
3ـ فأسْعدْنَ أو أسْعفنَ حتى تقوّضتْ
صفوفُ الدّجى بالفجرِ منهَزِماتِ
4ـ على العَرَصات الخاليات من المها
سلام شبحٍ صبّ على العرصات
5ـ فعهدي بها خضر المعاهد مألفاً
من العطرات البيض والخفرات
6ـ لياليَ يُعدين الوصال على القِلى
ويُعدى تدانينا على الغربات
7ـ وإذْ هًنَّ يلحظن العيون سوافراًً
ويسْتُرن بالأيدي على الوجنات
8ـ وإذ كلّ يوم لي بحظي نشوةٌ
يبيت ها قلبي على نشواتي
9ـ كم حسراتٍ هاجها (بمُحَسّرٍ)
وقويَ يوم الجمع من (عرفات)
10ـ ألم ترَ للأيام ماجَرَّ جورُها
على الناس من نقصٍ وطول شتاتِ؟
11ـ ومنْ دُوَلِ المستهترينَ ومن غدا
بهمْ طالباً للنور في الظّلماتِ؟
12ـ فكيفَ ومِنْ أنّى يُطالبُ زُلفةً
إلى اله بعدَ الصّومِ والصّلواتَِ
13ـ سِوى حُبّ أبناءِ النبيّ ورهطِهِ
وبُغضِ بني (الزرقاء) و(العَبَلات) ؟
14ـ و(هندِ) وماأدّت (سُميّةُ) وابنها
أولو الكُفرِ في الإسلام والفَجَراتِ؟
15ـ هُمُ نقضوا عهدَ الكتابِ وفرْضَهُ
ومُحْكَمَه بالزّور والشّبهاتِ
16ـ ولم تكُ إلاّ مِحنةٌ كشَفَتْهُمُ
بدعوى ضلالٍ من هَنٍ وهناتِ
17ـ تُراثٌ بلا قُربى ومِلكٌ بلا هُدىً
وحُكمٌ بلا شورى، بغير هُداةِ
18ـ رزايا أرتنا خُضرةَ الأفقِ حُمرةً
وردّت أجاجاً طعم كل فراتِ
19ـ وما سهّلت تلك المذاهبَ فيهِمُ
على الناس إلا بيعةُ الفلتاتِ
20 ـ وما نال أصحابُ (السقيفةِ) إمرةً
بدعوى تُراثٍ، بل بأمر تِراتِ
21ـ ولو قلدوا المُوصى إليه زمامها
لزُمّت بمأمونٍ من َ العَثَرات
22 ـ أخا خاتمِ الرّسل المُصفّى من القذى
ومُفْترسَ الأبطال في الغمراتِ
23ـ فإن جَحَدوا كانَ (الغَديرُ) شَهيده
و(بدرٌ) و(أحْدٌ) شامخُ الهَضَباتِ
24 ـ وآيٌ من القرآن تتلى بفضله
وإيثاره بالقوت في اللَّزباتِ
25 ـ وغُرُّ خلالٍ أدركتهُ بِسبقها
مناقبُ كانت فيه مؤتنفاتِ
26 ـ مناقب لم تُدرك بكيدٍ ولم تنلْ
بشيءٍ سوى حدَّ القنا الذَّربات
27 ـ نجيٌّ (لجبريلَ الأمينِ) وأنتمُ
عكوفٌ على (العُزّى) معا و (مناةِ)
28 ـ بكيتُ لرسمِ الدار من (عرفات)
وأذريتُ دمعَ العين في الوجناتِ
29 ـ وفكّ عُرى صبري وهاجت صَبابتي
رسوم ديارٍ قد عَفت وعِراتِ
30 ـ مَدارسُ آياتٍ خَلت من تلاوةٍ
ومنزلُ وحيٍ مُقفرُ العرصاتِ
31 ـ لآلِ رسول الله ، (بالخيفِ) من (مِنىً)
و (بالركن) و (التعريف) و (الجمرات)
32 ـ ديارُ (عليٍّ) و (الحسين) و (جعفرٍ)
و(حمزةَ) والسجاد ذي الثفناتِ
33 ـ ديارٌ (لعبد الله) و (الفضل) صنوهِ
نجيِّ رسول الله في الخلوات
34 ـ وسبطيْ رسول الله وابنيْ وصيّهِ
ووارثِ علمِ اللهِ والحسناتِ
35 ـ منازلُ وحيُ اللهِ ينزِلُ بينها
على (أحمدَ) المذكورِ في السُّوراتِ
36 ـ منازلُ قومٍ يُهتدى بهُداهُمُ
فَتُؤمَنُ منهُمْ زلَّةُ العَثَراتِ
37 ـ منازلُ كانت للصلاةِ وللتقى
وللصومِ والتطهيِر والحسناتِ
38ـ منازلُ لا (تيم) يحل بربعها
ولا (ابنُ صُهَاكٍ) هاتكُ الحرماتِ
39 ـ دِيارٌ عَفاها جَورُ كلِّ مُنابذٍ
ولمْ تَعْفُ للأيامِ والسنواتِ
40 ـ فيا وارثي علمِ النبيِّ وآلهِ
عليكمْ سلامٌ اللهِ دائمُ النَّفحَاتِ
41 ـ قِفَا نسألِ الدَّارَ التي خفَّ أهْلُها:
متى عَهْدُها بالصَّومِ والصلواتِ ؟
42 ـ وأينَ الألى شَطّتْ بهم غَربةُ النّوى
أفانينَ في الآفاق مُفترقاتِ
43 ـ هُمُ أهلُ ميراثِ النبي إذا اعتزوا
وهمْ خيرُ قاداتٍ وخيرُ حُماةِ
44 ـ إذا لَمْ نُناحِ اللهَ في صَلَواتنا
بِأسْمائِهِمْ لم يَقْبَل الصَّلواتِ
45 ـ مَطاعِيمُ في الإقتارِ في كُلِّ مَشْهدٍ
لَقَدْ شُرِّفوا بالفَضلِ والبَرَكاتِ
46 ـ وما النَّاسُ إلاَّ حاسِدٌ ومُكَذِّبٌ
ومُضْطَغِنٌ ذو إحْنَةٍ وتِراتِ
47 ـ إذا ذَكَروا قَتْلى (بِبَدْرٍ) و (خَيْبَرٍ)
ويَوْم (حُنَيْنٍ) أسْبَلُوا العَبَراتِ
48 ـ وكَيْفَ يُحِبُّونَ النَّبيَّ ورَهْطَه
وهُمْ تَرَكْوا أحْشَاءَهُمْ وغِراتِ
49 ـ لقدْ لايَنُوهُ في المقالِ وأضمَروا
قُلوباً على الأحْقادِ مُنْطَوياتِ
50 ـ فإنْ لم تكُنْ إلاّ بقُربى (مُحَمَّدٍ)
(فَهاشِمُ) أولى مِنْ هَنٍ وهَناتِ
51 ـ سَقى اللهُ قبراً (بالمدينةِ) غيثَهُ
فقد حَلَّ فيهِ الأمنُ بالبَركاتِ
52 ـ نبيّ الهُدى صَلَّى عّليْهِ مَليكُهُ
وبلَّغ عنا رُوحَه التُّحُفاتِ
53 ـ وصَلّى عليهِ اللهُ ماذَرَّ شَارِقٌ
ولاحَتْ نُجومُ اللَّيْلِ مُبْتَدِراتِ
54 ـ أ(فاطِمُ) لو خِلْتِ (الحُسينَ) مَجدَّلاً
وقد ماتَ عَطْشاناً بِشَطِّ (فُراتِ)
55 ـ إذن لَلَطَمْتِ الخَدَّ (فاطِمُ) عِنْدَهُ
وأجْرَيْتِ دَمْعَ العَينِ في الوَجَناتِ
56 ـ أ(فاطِمُ) قَومي يابنَةَ الخَيْرِ واندُبي
نُجومَ سَمواتٍ بِأرْض فَلاةِ
57 ـ قُبورٌ (بكوفانٍ) وأخْرى (بِطَيْبَةٍ)
وأخْرى (بفَخٍّ) نالَها صَلَواتي
58 ـ وأخْرى بِأرْضِ (الجُوزَجانِ) مَحَلُّها
وقَبْرٌ (بباخَمْرا) لدَى القُرُباتِ
59 ـ وقَبْرٌ (بِبغدادٍ) (لِنَفْسٍ زَكيَّةٍ)
تَضَمَّنَها الرحمنُ في الغُرفاتِ
60 ـ فأمّا المُمِضّاتُ التي لسْتُ بالغاً
مَبالِغَها مِنّي بِكُنهِ صِفَاتِ
61 ـ قُبورٌ بِجنبِ النهرِ من أرضِ (كَرْبَلا)
مُعَرَّسُهُمْ منها بِشَطِّ فُراتِ
62 ـ تُوفَوا عِطاشاً بالعَراءِ فلَيتَني
تُوفّيتُ فِيِهمْ قبلَ حِينِ وَفاتي
63 ـ إلى اللهٍ أشكُو لَوعةً عِندَ ذِكْرهِمْ
سَقَتني بِكأسِ الثُّكلِ والفَظَعاتِ
64 ـ أخافُ بِأنْ أزْدارَهُمْ فَتَشُوقني
مَصَارِعُهُمْ بالجِزْعِ (فالنَخَلاتِ)
65 ـ تَقَسَّمّهُمْ رَيْبُ الزَّمانِ فما تَرى
لَهُمْ عَقْوةً مَغْشِيَّةَ الحُجُراتِ
66 ـ خَلا أنَّ مِنْهُمْ (بالمدينةِ) عُصْبَةً
مدى الدهْرِ أنْضاءً مِن الأزَماتِ
67 ـ قليلةَ زُوّارٍ سِوى بَعْضِ زُوَّرٍ
مِن الضَّبْعِ والعِقْبانِ والرَّخَمَاتِ
68 ـ لَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ نَوْمَةٌ بِمَضاجِعٍ
لَهُمْ في نواحي الأرْضِ مُخْتَلِفاتِ
69 ـ تَنكَّبُ لأواءُ السّنينَ جِوارَهُمْ
فلا تَصْطلِيهِمْ جَمرةُ الجَمَراتِ
70 ـ وقدْ كانَ مِنْهُمْ (بالحجازِ) وأهْلِها
مَغَاويرُ نَحَّارونَ في السَّنَواتِ
71 ـ حِمَىً لمْ تَزُرْهُ المُذنِباتُ وأوْجُهٌ
تُضيءُ لَدى الأسْتارِ في الظُّلُمَاتِ
72 ـ إذا وَرَدُوا خَيلْاً تَسَعَّرُ بالقَنا
مَساعِرُ جَمْرِ الموتِ والغَمَراتِ
73 ـ وإنْ فَخَروا يَوْماً أتَوْا(بِمُحَمَّدٍ)
و(جِبْرِيْلَ) والفُرْقانِ ذي السُّوراتِ
74 ـ وعَدُّوا (عَلِيَّاً) ذا المنَاقِبِ والعُلا
و(فاطمةَ الزهراءِ) خَيْرَ بَناتِ
75 ـ و (حَمْزَةَ) و(العَبَّاسَ) ذا الهَدْيِ والتُّقى
و(جَعْفَراً الطَيَّارَ) في الحَجَباتِ
76 ـ أولِئكَ لا أبْناءُ (هِنْدٍ) وتِربِها
(سُمَيَّةَ) من نَوْكى ومِنْ قَذِراتِ
77 ـ سَتُسْألُ (تَيْمٌ) عَنْهُمُ (وعَدِيُّها)
وبَيْعَتُهُمْ منْ أفْجَرِ الفَجَراتِ
78 ـ همُ مَنعُوا الآباءَ عَنْ أخذِ حقِّهِمْ
وهُمْ تركُوا الأبْناء رَهْنَ شَتاتِ
79 ـ وهُمْ عَدَلوُها عَنْ وصيِّ (مُحَمَّدٍ)
فَبَيْعَتُهُمْ جاءَتْ على الغَدَراتِ
80 ـ وَليُّهُمُ صِنوُ النّبيِّ (مُحَمَّدٍ)
(أبو الحَسَنِ) الفَرّاجُ لِلْغَمَراتِ
81 ـ مَلامَكَ في آلِ النَّبيِّ فانَّهُمْ
أحِبّايَ ما عاشُوا وأهلُ ثِقاتي
82 ـ تَخَيَّرتُهُمْ رُشْداً لأمري فإنّهم
على كُلِّ حالٍ خِيرةُ الخِيراتِ
83 ـ نبَذْتُ إليهِمْ بالمَوَدّة جاهداً
وَسلَّمتُ نفسي طائِعاً لِوُلاتي
84 ـ فيا رَبِّ زِدني من يقيني بَصيرةً
وزِدْ حُبَّهُمْ يا رَبِّ في حَسَناتي
85 ـ سَأبكِيهِمُ ما حَجَّ للهِ راكِبٌ
وما ناحَ قُمْريٌ الشَّجَراتِ
86 ـ وإنيِّ لَمْولاهُمُ وقالٍ عَدُوَّهُمْ
وإني لمحزونٌ طَوالَ حياتي
87 ـ بِنفسيَ أنتمْ منْ كُهولٍ وفِتيةٍ
لِفَكِ عُناةٍ أو لحملِ دِياتِ
88 ـ وللْخيْلِ لَمَا قيَّدَ الموتُ خَطوَها
فأطْلَقْتُمُ مِنْهُنَّ بالذَّرباتِ
89 ـ أحبُّ قَصِيَّ الرِّحمِ من أجْلِ حُبِّكُمْ
وأهْجُرُ فيكم أسْرَتي وبَناتي
90 ـ وأكتُمُ حُبِّيكُمْ مَخَافَةَ كَاشحٍ
عنيدٍ، لأهْلِ الحَقِّ غَيرِ مُواتِ
91 ـ فيا عينُ بَكّيهِمْ وجُودي بِعَبرةٍ
فقدْ آنَ للتَّسكابِ والهَمَلاتِ
92 ـ لقد خِفتُ في الدُّنيا وأيامِ سَعيِها
وإني لأرجُو الأمنَ بعدَ وَفاتي
93 ـ ألمْ تَرَ أني من ثلاثينَ حِجَّةً
أروحُ وأغدو دائمَ الحَسَراتِ
94 ـ أرى فَيْئَهُمْ في غيرِهِمْ مُتَقَسَّماً
وأيدِيَهُمْ من فيئهمْ صَفِراتِ
95 ـ فكيفَ أداوى مِنْ جَوىً ليَ، والجوى
(أمَيَّةُ) أهلُ الفِسقِ والتَّبِعاتِ
96 ـ بَناتُ (زيادٍ) في القُصورِ مَصُونةٌ
وآلُ رسُولِ اللهِ في الفَلَوَاتِ
97 ـ سَأبكيهِمُ ماذَرَّ في الأفْقِ شارِقٌ
ونادى مُنادي الخيرِ بالصَّلَواتِ
98 ـ وما طَلَعَتْ شَمْسٌ وحَانَ غُروبُها
وباللَّيلِ أبكِيهِمْ وبالغَدَواتِ
9 9 ـ دِيارُ رسولِ اللهِ أصْبحْنَ بلَقْعَاً
وآلُ (زيادٍ) تَسْكُنُ الحُجُراتِ
100 ـ وآلُ رَسولِ اللهِ تَدْمى نُحورُهُمْ
وآلُ (زيادٍ) رَبَّةُ الحَجَلاتِ
101 ـ وآلُ رَسولِ الله تُسْبى حَريِمُهُمْ
وآلُ (زيادٍ) آمِنُو السَّرَباتِ
102 ـ وآلُ رَسولِ اللهِ نُحْفٌ جُسُومُهُمْ
وآلُُ (زيادٍ) غُلَّظُ القَصَراتِ
103 ـ إذا وُتِروا مَدُّوا إلى واتِريِهِمُ
أكُفاً عن الأوتارِ مُنقَبِضَاتِ
104 ـ فَلولا الذي أرجُوه في اليوم أو غَدٍ
تَقَطَّعَ قلبي إثْرهُمْ حَسَراتِ
105 ـ خُروجُ إمامٍ لا محالةَ خَارجٌ
يَقومُ على اسمِ اللهِ والبَرَكاتِ
106 ـ يُمَيِّزُ فينا كُلَّ حَقٍ وباطِلٍ
ويَجْزي على النَّعْماءِ والنَّقَماتِِ
107 ـ فيا نَفْس طيبي، ثم يا نَفْس أبشري
فَغَيرُ بَعيدٍ كُلُّ ما هُوَ آتِ
108 ـ ولا تَجْزَعي مِنْ مُدَّةِ الجَورِ إنني
كأني بها قدْ آذنت بِشَتاتِ
109 ـ فإنْ قرَّبَ الرحمنُ من تلكَ مُدَّتي
وأخَّرَ من عُمري لِيومِ وفاتي
110 ـ شَفَيتُ، ولمْ أتْرُكْ لِنفسيَ غُصَّةً
ورَوَّيتُ مِنْهُمْ مُنْصُلي وقَناتي
111 ـ فإني من الرَّحمنِ أرجُو بِحُبِّهِْم
حياةً لدى الفِردوسِ غيرَ بَتاتِِ
112 ـ عَسى اللهُ أنْ يرتاحَ للخَلقِ إنَّهُ
إلى كُلِّ قَوْمٍ دائِمُ اللَّحَظاتِ
13 ـ فإنْ قلتُ عُرفاً أنكروهُ بِمُنْكَرٍ
وغَطّوا على التَّحقيق بالشُّبُهاتِ
114 ـ تَقاصَرُ نفسي دائِماً عنْ جِدالهِمْ
كفانيَ ما ألقى من العَبَرات
115 ـ أحاولُ نقلَ الشُّمِّ منْ مُسْتقرِّها
وإسْماعَ أحجارٍ من الصَّلَداتِ
116 ـ فحَسْبيَ مِنْهُمْ أنْ أموتَ بغُصّةٍ
تَرَدَّدُ بينَ الصَّدرِ واللهَوات
117 ـ فَمِنْ عارفٍ لمْ يَنْتَفِعَ ومُعانِدٍ
يميلُ مَعَ الأهواءِ والشَّهَواتِ
118 ـ كَأنَّكَ بالأضْلاع قَدْ ضاقَ رُحْبُهُا
لِما ضُمِّنَتْ منْ شِدّةِ الزَّفَراتِ
**
تم الرجوع إلى ديوان الشاعر والذي قام بتحقيقه الدكتور عبد الكريم الأشتر، وصدرت الطبعة الثانية من هذا الديوان في عام 1983 في دمشق، ضمن مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق.
كما تم الاستعانة بموسوعة الشعر العربي.noon