الألياذة

الألياذة وتعني القسم القديم من مدينة طروادة وهي رائعة شعرية إغريقية كتبها شاعر الإغريق المشهور هوميروس حوالي القرن الثامن قبل الميلاد كما يقال وهي عبارة عن قصيدة شعرية تروي قصة حرب طاحنة دارت بين مملكة طروادة من جهة وبين مملكة إسبارطة وباقي الممالك اليونانية في تلك الحقبة من التاريخ من جهة أخرى والتي نشبت بسبب وقوع باريس أمير طروادة أثناء توقعيه مع أخيه هيكتور على معاهدة السلام بين المملكتين بغرام هيلين ملكة إسبارطة الذائعة الصيت بجمالها الفتان والتي كانت زوجة الملك منيلاوس ملك إسبارطة الذي لم تربطه علاقة قوية بها فما كان منها إلا الهروب مع حببيها الجديد باريس والعودة معه إلى طروادة .

وقد أثار هذا الموقف غضب منيلاوس الذي استنجد بأخيه الملك أجاممنون الذي كان من أكثر الملوك اليونان سطوة فما كان منه إلا أن استغل موقف أخيه في تحقيق المزيد من المكاسب وكسب الأراضي فجمع أجاممنون ممالك اليونان تحت قيادته ووحدها جميعها تحت أمرته وقرر خوض الحرب واحتلال طروادة.

دامت تلك الحرب عشر سنين حوصرت بها طروادة طوال تلك الفترة وقد أرهقت طروادة المحصنة والعالية الأسوار جنود اليونان وفرسانهم إلى أن لاحت في ذهن الأمير اليوناني أوليس خدعة الحصان الذي أرسله في نهاية المعركة كهدية وتعبير عن السلام وانتهاء الحرب ولكنه في حقيقة الأمر لم يكن إلا عبارة عن ثكنة عسكرية تضم مئات الجنود اليونان في داخله الذين قاموا في منتصف الليل وبعد الحفلة العظيمة التي أقامها ملك طروادة احتفالا بالنصر بالهجوم على الحراس داخل المدينة المحصنة وفتح أبوابها أمام الجنود الآخرين المرابطين وكانت النتيجة حرق طروادة وتدميرها

يتبع....


مع خالص تحياتي

الأخت الفاضلة أورنينا

في الحقيقة وحسب معلوماتي لم يكن أجاممنون ذلك الشخص العاشق أو الذي يقع تحت سيطرة وجذابية الأنثى وهذا ما يدفعني للابتعاد عن الاحتمال الذي تحدثت عنه
إنه أشبه ما يكون بتلك الشخصية النرجسية التي تسعى نحو التمجيد والسلطة ونحو الخلود

لقد أراد تلك الحرب للحصول على المزيد من المكاسب والسطوة...وخاصة لما تتمتع به طراودة من موقع جعرافي مميز في هضبة الأناضول بالقرب من مضيق الدردنيل على الساحل الغربي من تركيا اليوم...وكما تعلمين سيدتي بأن تلك المنطقة الحيوية تتمتع بأبعاد استراتيجية وجيوسياسية كبيرة منذ القديم وحتى يومنا هذا....

شكرا لك على مداخلتك الطيبة


مع خالص تحياتي

شكرا لك على هذه الكتابة الجميلة ولكن هل لي بسؤال توضيحي وهو هل الأمير اليوناني الذي أخرج فكرة الحصان الذي ارسل كهدية للطرواديين اسمه أوليس أم أوديسيوس؟

الأخ محمود سبسبي أهلا وسهلا بك

في الحقيقة ورد في المراجع ذكر الاسمين معا(أوليس Ulysses أو أوديسيوس Odysseus ) وهو ملك إيثاكا إحدى الممالك اليونانية التي شاركت في الحرب ضد طراودة

يقال بأن أوليس قد فقد أحد أصدقائه المقربين في حرب طروادة فأخذ يسب ويلعن الألهة فغضب منه إله البحر بوصيدون فأنزل به أشد العقاب وذلك بجعله يتوه في البحر 10 سنين مع رجاله تعرض خلالها لمتاعب ومشاكل كثيرة...وقد قام هوميروس بالحديث عن تلك الرحلة الخطرة طوال تلك السنين بملحمة شعرية آخرى اسمها الأوديسا...
تلك ملحمة تستحق بأن تكون موضوعا مستقلا لاحقا إنشاء الله


كل الشكر لمرورك الكريم

مع خالص تحياتي

الأخ نزار شكرا لك على تلك الردود الجميلة ولكن لي سؤالين عن أوليس أو أوديسيوس أو عن الملحمة: أولا هل بوسيدن آلهة البحر جعل الأمير أوديسيوس يضيع عشر سنين أم عشرين سنة.
ثانيا هل أوديسيوس هو نفسه الذي كتبت له الملحمة الذي بنى الحصان الذي دخل به اليونانيين طروادة؟
أريد التنويه غلى السؤال الثاني لأنني دخلت بنقاش اليوم مع أحد الأعضاء وأكد لي بأن أوديسيوس ليس هو نفسه الذي بنى الحصان.
شكرا لوقتك

في الحقيقة المعلومات التي بحوزتي تقول:

ـ الفترة الزمنية التي تاه فيها أوليس أو أوديسيوس في البحر هي 10 سنين

ـ أوليس هو الذي طرح فكرة الحصان كخدعة لشعب طروادة


أخي الكريم محمود سبسبي شكرا على مداخلتك ويبدو أن بحوزتك الكثير عن هذه الملاحم الجميلة فأرجو منك إفادتنا بما فيه خير لنا ولهذا المنتدى

على أي حال قد قام الأخ العزيز لاسكار مشكورا اليوم بوضع موضوعا يتحدث فيه عن الأدويسا...وأنا سأتابع هذا الموضوع بشغف لمعرفة المزيد

دمت بخير


مع خالص تحياتي

تعتمد الألياذة بشكل كبير على شخصية أسطورية هامة جدا وقد لعبت تلك الشخصية دورا مفصليا في أحداث الحرب ضد طروادة وهي شخصية أخيل أو أخيليس الذي كان ابن الملك بيلوس ملك ميرميدون وكانت أمه تينس التي يقال بأنها كانت إحدى الحوريات وقد قامت أمه من أجل أن يصبح خالدا بتعميده وذلك بغمره في مياه نهر سبتكس ولكن أثناء ذلك كانت ممسكة بقدمه من الوتر وتلك كانت نقطة ضعف أخيل الوحيدة
يقال بأن أحد العرافين تنبأ بموت أخيل في معركة قادمة يوما ما فخاف أبويه عليه كثيرا فألبساه لباس الفتيات وأبعاده إلى جزيرة بعيدة

وعندما اشتعلت نار الحرب بين طردوادة وممالك اليونان حاول أجاممنون استجرار أخيل أو أخيليس للإنضمام إليه في القتال ضد طروادة وذلك يعود لسببين أولهما أن أخيل كان ذائع الصيت بقوته وفروسيته حيث كان فارسا ومحاربا عظيما لا يخشى الموت وكان لحضوره ضمن صفوف اليونانين أثر عظيم في قلوب المقاتلين الإغريق والسبب الثاني يتمحور حول نبوءة أحد الكهنة الذي أشاع أن النصر في معركة طروادة لن يتحقق إلا على يد أخيليس لذلك بدأ أجاممنون بإرسال دعاته إلى أخيل لإقناعه بالإنضمام إليه في القتال وقد استطاع أوديسيوس بطل ملحمة الأوديسا بذكاء ودهاء كبير إقناع أخيليس بأن المعركة القادمة هي مصيرية وهي معركة المجد والخلود فتاقت نفس أخيل لتلك المعركة وقرر الإنضمام إلى قوات الإغريق ضد طروادة

يتبع...

مع خالص تحياتي

الأخ العزيز زيوس

في حقيقة الأمر أنا لم أسمع بهذا من قبل..
حبذا لو تحيطنا علما بها أكثر أخي زيوس

جزيل الشكر لك على الإفادة بتلك المعلومة



الأخت الكريمة أورنينا

اسمك يعكس مدى معرفتك بأسطورة القدماء يا حارسة المعبد
كل الشكر لك ولمتابعتك ولحضورك الكريم

ننتظر منك المزيد



مع خالص تحياتي

حقق أخيليس مع مجموعة مقاتليه الشجعان انتصارات باهرة لجيش اليونان..وقد زرع الرعب والخوف في قلوب المقاتلين الطرواديين ..وفي إحدى المعارك وقعت كريسيس بنت ملك طروادة في الأسر في يد أجاممنون وقد نشأت بين أخيليس وكريسيس علاقة حميمة أثناء ذلك فحاول أخيليس إعادتها إلى طروادة ولكن أجاممنون رفض ذلك فاحتدم الخلاف بينه وبين أخيليس ولذلك قرر أخيليس الانسحاب من تلك الحرب فقد أدرك أن تلك المعركة لم تكن معركة المجد والخلود كما قال له أوديسيوس وإنما كانت في سبيل السلطة وتحقيق المكاسب

حاول بتركلس صديق أخيليس المقرب (ويقال أنه ابن عمه في بعض الروايات )أن يدفع أخيليس للعودة للقتال مجددا بعد توالي هزائم اليونانين بسبب ابتعاد أخيليس واعتزاله الحرب ولكن أخيليس رفض فما كان من باتركلس إلا أن أخذ سلاح أخيليس وسيفه ومعداته القتالية حتى يرعب بها الطرواديين وخرج ليقاتل وفي ساحة المعركة التقى هيكتور ابن ملك طروادة وعندما شاهد هيكتور ذلك المقاتل الذي يرتدي درع أخيليس وسيفه ظن أن باتركلس هو أخيليس نفسه فقام بقتله
ولما علم أخيليس بمصرع أعز أصدقائه قرر في نفسه الانتقام من هيكتور فتنفس أجاممنون وجنود اليونان الصعداء بعودة أخيليس للقتال مرة آخرى الذي استطاع أن يلحق الهزيمة بالطرواديين وأن ينتقم من هيكتور ويقتله


مع خالص تحياتي

كان لدى هيكتور سمعة طيبة في نفوس المقاتلين الطرواديين وكذلك الأمر بالنسبة لجنود أعداءه فقد كان فارسا شجاعا كريما عرف عنه الحلم والحنكة
بعد مقتل هيكتور شعر أخيليس بخيبة أمل نتيجة قتله هيكتور بتلك الطريقة وخاصة بعدما علم أن هيكتور قام بقتل باتركلس ظنا منه أنه أخيليس وهذا ما شجع أخيليس على إعادة جثة هيكتور بناءا على طلب من مملكة طروادة حتى يتسنى لأهله القيام بجنازة له تليق بالأمراء والنبلاء وكذلك الأمر قام بإعادة حببيته كريسيس إلى أهلها عله قد ينال قليلا من راحة النفس بعد عذاب الضمير الذي كان يلاحقه

بعد ذلك شارفت الحرب على نهايتها وقد سئم الجنود تحت قيادة أجاممنون الحرب وعدم تحقيق النصر المنشود بسبب قوة تحصين طراودة وارتفاع أسوارها وبسالة فرسانها فقرر قادة اليونان اللجوء إلى الخدعة وكان لهم ذلك على يد أوديسيوس ملك إيثاكا الذي اقتراح تشييد تمثال لحصان عظيم ليرسلوه إلى شعب طروادة تعبيرا عن السلام والمحبة ولكن في حقيقة الأمر لم يكن هذا الحصان إلا ثكنة تضم عشرات الجنود اليونان الذين قاموا في منتصف الليل بعد الحفلة التي أقامها شعب طروادة احتفالا بالسلام بقتل الحراس الطرواديين وفتح أبواب طروادة أمام جيش اليونان المتخفي وكانت النتيجة حرق طروادة وخرابها


يتبع

مع خالص تحياتي

أشكرك نزار قباني على موضوعك عن الألياذة الجميل ويا ليتني عشت في عصر أكيليس.
فإن في تلك العصور تكون الرجال قد خلقت.