بينظير تغادر منصة المهرجان في راولندي قبيل دقائق من اغتيالها (الفرنسية) قال رحمن مالك السكرتير الأمني لرئيسة وزراء باكستان السابقة وزعيمة حزب الشعب المعارض بينظبر بوتو إن الزعيمة الباكستانية اغتالها انتحاري أطلق عليها الرصاص أولا فأصاب رقبتها وصدرها ثم فجر نفسه في الحال.
وكان حزب بوتو قد صرح في بداية الأمر بأن بوتو أصيبت إصابات خفيفة بسبب الانفجار الذي وقع بينما كانت تهم بمغادرة الساحة التي كانت قد أنهت للتو اجتماعا فيها.
وأوضح الناطق باسم حزب الشعب فرحت الله بابار أن سيارة بوتو كانت على بعد خمسين مترا فقط من موقع الانفجار. وأضاف "لم نكد نغادر البوابة حتى سمعنا صوت انفجار مدوّ، وكنا نتوقع أن يصيبنا لكن أقدار الله شاءت لنا النجاة".
وأفاد شهود عيان أنهم شاهدوا أشلاء بشرية متناثرة في ساحة حديقة لياقت باغ حيث عقد المؤتمر الانتخابي ولجأ الأهالي إلى تغطية جثث الضحايا أو أشلائهم بالأعلام. وأدت العملية الانتحارية إلى مقتل عشرين آخرين من المشاركين في المهرجان.
من جهته صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية جواد شيما بأن الانفجار وقع بعد قليل من مغادرة زعيمة حزب الشعب مكان المهرجان.
وقال شيما "حسب معلوماتنا يبدو أن شظية من القنبلة أصابتها"، وفي المستشفى الذي نقلت إليه خرج الطبيب الجراح بعد لحظات من معاينتها وقال لأنصارها من قادة الحزب "لم أتمكن من إنقاذها لقد استشهدت".
وفي هذا السياق أفاد مراسل الجزيرة الذي كان يغطي مهرجان بوتو في راولبندي أن الإجراءات الأمنية كانت شديدة على امتداد خمسة كيلومترات من منطقة المهرجان الانتخابي الذي أقامته بوتو. ولم تعرف بعد هوية الانتحاري الذي فجر نفسه.
ونجت بوتو من استهداف سابق نفذه انتحاريان لأنها كانت داخل شاحنة مصفحة. وتبعا لذلك ضاعفت السلطات الباكستانية تحذيراتها، لافتة إلى أن "معلومات واضحة تسمح بالقول إن المتشددين الإسلاميين يريدون اغتيالها".
واتهمت بوتو تكرارا "مسؤولين كبارا" قريبين من السلطة وأعضاء في أجهزة الاستخبارات بأنهم وراء الهجوم من دون أن تتمكن من إثبات ذلك. وقبل اغتيالها قادت بوتو حملة شرسة ضد من وصفتهم بـ"الإسلاميين المتطرفين" وضد حركة طالبان الأفغانية ووعدت بمواجهتهم.
إدانة عالميةوفور وردود نبأ اغتيال بوتو أدانت عواصم عديدة حادث الاغتيال ووصفته بأنه جريمة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية توم كايسي "ندين بالتأكيد هذا الاعتداء الذي يبين أن هناك أناسا يحاولون وقف بناء ديمقراطية باكستان".
وفي موسكو قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين، "ندين هذا الاعتداء بشدة ونقدم تعازينا إلى أقرباء بوتو ونأمل أن تتمكن القيادة في باكستان من اتخاذ التدابير الضرورية لضمان الاستقرار في البلاد".
كما أدانت كل من بريطانيا وفرنسا وعدد آخر من الدول حادث الاغتيال الذي أدى إلى حالة من الترقب والهلع بباكستان خوفا من أعمال عنف قد تجتاح البلاد. ولمواجهة أي مفاجآت دفعت السلطات وحدات عسكرية إلى المناطق الحساسة في البلاد.
استهداف شريفوكانت الشرطة قد أعلنت في وقت سابق اليوم مصرع أربعة أشخاص على الأقل في إسلام آباد إثر تبادل لإطلاق النار أثناء تجمع انتخابي لرئيس الوزراء السابق نواز شريف.
وأكد قائد الشرطة المحلية محمد حسين مقتل أربعة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين بالهجوم الذي يأتي قبل أسبوعين من موعد الانتخابات التشريعية والمحلية.
وذكرت مصادر الشرطة أن مسلحين مجهولين شنوا هجوما بالأسلحة على مؤيدي نواز في تجمع انتخابي، واتهم حزب نواز أنصار الحزب الحاكم بتدبير الهجوم