في رأس السنة حيث تنتابك مشاعر حقيقية و تشعر بالحب و الحنان , و تجد نفسك أحيانا وحيدا و تحاول أن تجد لنفسك فسحة بين آلاف المشاعر و هنا تكمن مفاجئة القدر , فالقدر في كل مرة يخبىء لك شيئا لا مكان لك بين آلاف السعداء ...
هل يا ترى هم سعداء ؟ لا نعرف إذا كانت مشاعرهم آنية أم معقدة و لكن الذي أعرفه أن لحظاتي الآن تمر معها و أنا قد تبرعت بكل ما أمتلكت من أجل أن تبقى للحظات جانبي , لم أجد أحدا يحتفل معي فكل الأصدقاء أما أعتزروا عن مواعيد سابقة معي أو بقوا في بيوتهم و قد أحتفلوا برأس السنة ببهجة عارمة مع أحبائهم ... و لكن أين أنا .... و ها أنا اسمع أغاني أندرية بوتشيلي و أشعر بعمق الأحاسيس الإنسانية أتذكر ما حصل معي من قليل و إذ لأول مرة يخطر ببالي و أنا أسمع أصوات الإنفجارات بأن هناك شيء على ما يرام يحصل معي ...
لماذا لا أشتري السعادة للحظات قررت أن أمشي ... و بعد المشي وجدت نفسي أمام مكان للسهر الليلي و هو نايت كلوب قد تضحكون على صراحتي و لكن هذه مشاعري و أشعر بأنني يجب أن أعبر بطريقة مختلفة ..
و هناك قلت لنفسي الأفضل من أن تبقى وحيدا يا عزيزي و تصبح هذه الليلة شبيهة بليالي الأشباح التي عشتها بحياتك فلم تجد حبا في حياتك يذكرك بلحظات جميلة فليس هناك من مشكلة مجنونة نوعا ما ... فالحياة قامت بجنون الشعراء و الحكماء ..
قررت الدخول و دفعت كل ما لدي لتبقى جانبي و كل ما يخطر ببالي أن تبقى بجانبي هذه الفتاة الروسية طوال الوقت فهي أكثر من جميلة و لديها مشاكل بحياتها ...طلبت منها الرقص جانبي و كل الحديث دار عن ما هو يزعجها و قالت لي أن سبب ذلك انها تكره هذا المكان فقلت لها و لا أعرف من الذي ألهمني بذلك بأن الله أرسلني ليقول لك كل عام و انتي بخير و الناس الطيبون لا بد أن يحصلوا على اوقات سعيدة يوما ما ... و خصوصا انك مسافرة و لذلك هذا يوم آخر حزين يعاكس يوم آخر جميل بحياتي فقالت لي ربما ..
قلت لها ربما بعد 20 عاما و لكن الحياة تحيا بالحب و الحب ليس موجود لدى إنسان مثلي و كيف يمكن للحب أن يحيا في قلوب الفاشلين
فقالت لي هل جئت لهنا لتشتري السعادة ... قلت لها لا أعرف لماذا جئت لهنا ... و لكن الحب المفقود قال لي ... هل لرأس السنة بهجة..
إذا أبدأ بالبحث فلن تراني إلا في قلوب البؤساء و عندما طلبت منك الجلوس بجانبي ...لأنني أعرف بأن الحياة بدأت بفكرة و تنتهي بفكرة و الحب هو فكرة و الحياة هي نصف فكرة و الموت نصفها الآخر .. فقالت لي من علمك الحكمة ... فهذا ليس بمكان حكمة ..قلت لها الذي علمني هو الحب المفقود ... فقالت لي : هل معي تجد حب مفقود ..قلت لها معك أعرف لوقت قصير بأنني لا زلت لست وحيدا أعاني في هذه الحياة فبكت و هنا جاء شخص لجانبي و قال لي : لم أرها تبكي في حياتي قل لي ماذا قلت لها فطلبت منه الرحيل فقالت لي تركني حبيبي و تركت جامعتي لأكون هنا ... أنتابتني آلاف المشاعر من آلاف السنين فقلت له يا قمري أعتذر عن وجودي في سماءك فهذه خطيئة الماضي أرسلها للحاضر لأكون هنا أسألي الزمن لماذا يمشي ... هل له وجود ... لا أعرف قالوا أنه بعد رابع ..
و أنا أقول أنه بعد في عقول الضعفاء .. نظرت أليها و قلت لها : كل عام و انتي بخير ... و اتمنى لك يوم جميل .. هل لي برقصة واحدة ...
فقالت لي و لم يبقى على نهاية الوقت ... سوى 5 دقائق ... هذه 5 دقائق للذكرى لحياتك و لحياتي... لم أفهم عليها .. و رقصت معي و هي تدمع بعينيها و قلت لها هل يمكن أن يعيش حبا ل 5 دقائق قالت لي لماذا جئت اليوم ؟؟
قلت لها أرسلني القدر .. لا تسأليني ... قالت لي : سأرحل و قبلتني و قالت لي : أحببتك و لم أتمنى أن تسقط علي من السماء في آخر خمس دقائق في سوريا و أنا أتمناك في حياتي من زمن بعيد ... لم أفهم عليها و قلت لها و أنا مبتسم و حزني لم يفارقني الحياة تعيش بالحب ... فأتركي الحب دوما حتى في أقذر الأشياء لأن حبك سوف لن يرحل .. أنت رائعة ...إن الإله ليس بيده عصا .. و لن يحاسب البشر سوى على مقدار المحبة في أرواحهم و لديك منها الكثير ... أشعري بها و آخر شيء أقوله ... عيشي ليوم واحد ستملكين يوم رائع و عيشي بدون التفكير بالمستقبل لأن لمستقبل هو طاقة روحية يجب أن لا تسحبيها بطاقة الأمل حتى لا تفوزي بحاضر على حساب مستقبل ... فالمستقبل حياة أخرى ..
أنتهت الحفلة و كالعادة نظرنا إلى بعضنا من بعيد و هناك مشاعر لا يصفها سوى من نظر هذه النظرة و انسحبنا .... و أثناء الانسحاب عادت إلي علما أنه ممنوع ... و قالت لا شيء أجمل من الحياة .... أنت تمتلك الحياة و لكنك مشبع بموت الماضي في داخلك عش حاضرك و لا تتخلى عما تؤمن ......................................