في هذا الموضوع الصغير، أطرح تساؤلاً بسيطاً، ولكنه من التعقيد، ما يجعل الكثير منا يفكر ويمعن في التفكير.. قبل أن يعلق عليه...
إننا في بلادنا العربية نعاني من مرض خطير ألا وهو دكترة الإدارة... ويعني هذا المصطلح هو وضع الدكاترة في مواقع الإدارة... ترى هل وفقنا في هذا؟ من خلال السنوات الخالية التي اعتمدنا فيها على الدكاترة.. أما أن الطين ازداد بلة...
إنني أرى أن الطين ازداد بلة، وهذه البلة ثقيلة جداً...
مع انبثاق عصر الاستقلال في العالم العربي أتت قيادات برجوازية كانت على قدر من الكفاءة لقيادة البلدان.. ولكن ضرورة مرحلة ما بعد الاستقلال أطاحت بهذه القيادات البرجوازية لتأتي قيادات منبثقة من قلب الشعب.. ووفقت في تحقيق الكثير أمثال عبد الناصر وحافظ الأسد وغيرهم من القادة العظام الذين كان لهم الأثر الكبير على بلدانهم والمنطقة.. واستطاعوا توظيف أناس كانوا على قدر من الكفاءة...
ولكن ومع مجيء التسعينيات، وبدء انحسار المعسكر الشرقي... أخذ العالم العربي يعتمد على الكفاءات العلمية في المواقع الإدارية المختلفة... وهنا بدأنا بالتراجع، مع العلم أنه يخيل للبعض أننا نتقدم...
إننا أخذنا بالتراجع بالنسبة لسرعة الآخرين..
إن دكترة الإدارة كانت مشكلة، بل كارثة... إن الدكاترة القادرين والأكفياء في منابر الدراسة، لا يعني أنهم على نفس الكفاءة في المواقع الإدارية...
أما آن لنا أن نعود ونعطي الخبر لخبازه...
إن مصطلح دكترة الإدارة، مشتق من مصطلح هندرة الإدارة، أي هندسة الإدارة...
إن ما نحتاج إليه هو هندسة الإدارة ودكترة الجامعة... وأن يكون كل في مكانه...
هذه رؤيتي... أرجو المساهمة والإغناء ...
مع فائق الاحترام والشكر والتقدير..