من يخون حبيبه لايتوارى في أن يخون وطنه ................ نون
مدخل:
بعد مسيرة عشق طويلة تفاجأت ذات يوم أن ما كنت اسميه حبا أو بالأحرى عشقاً قد انهار في لحظة بسيطة بعد عناء طويل في تشذيبه وتهذيبه، فكانت هذه الكلمات ترجمة لحالة عشق ولدت موءدة، . فافترقنا وبقينا بعضاً من أطلال جسد.
**************
أطفأت حر لهيب الشوق بالأمل إلى لقاك وعشق الروح للقبل
شربت خمرة عينيك وحمت بها إلى الأعالي لكون مترف ثمل
كم أحرق النأي أسقامي ومزقها وكم تملكني جيش من العلل
من فجر الشعر في عينيك ملحمةً غيري وصان هواك لحظة الخطل
من علم الحرف موسيقا ليسكبها في مسمعيك أناشيداً من الغزل
وأنت والحب مثل الأرض من زحل سيّان عندك بين المر والعسل
كم كنت آمل أن يرعى مودتنا ويحفظ العهد في عز وفي أمل
من يقتل الحرف لا تأمل مودته وإن تزي بآلاف من الحلل
لو تعلمي الحب ـ جل الحب ـ خائنة لما رضيت حياة الذل والزلل
برهنت أن عظيم الكيد مرجعه أمثالك الغيد والمقصود بالمثل
عجبت كيف ترين الود من ذهب ولم تريه خفوقا لف بالشّعل
لا تأمن الذئب حتى لو بدا مرحاً فكم تقمص ذئبٌ مذهب الحمل
تنقلين هواك كيفما اتفقت أهواء قلبك في حل ومرتحل
أدركت قول إمام الشعر وقتئذ " ليس التكحل في العينين كالكحل"
(في البيت الأخير إشارة لقول المتنبي عندما خاطب سيف الدولة:
لأن همك لا هم تكلفه ليس التكحل في العينين كالكحل) والعرب تقول ايضا بهذا المعنى (الطبع غلب التطبع)، والمثل الإنكليزي الذي يقارب هذه الفكرة ايضا (لايستطيع النمر أن يغير رقطه).