منتدى الأجنحة الحرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأطلال ومأساة إبراهيم ناجي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

الأطلال ومأساة إبراهيم ناجي Empty
مُساهمةموضوع: الأطلال ومأساة إبراهيم ناجي   الأطلال ومأساة إبراهيم ناجي Icon_minitime8/11/2007, 6:07 pm

إبراهيم ناجي


ولد الشاعر إبراهيم ناجي في القاهرة في عام 1898. وتخرج من مدرسة الطب في عام 1922.

بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً ، وانضم إلى جماعة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة . - وقد تأثر ناجي في شعره بالاتجاه الرومانسي كما اشتهر بشعره الوجداني، كما واجه نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول من العقاد وطه حسين معاً ، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه ، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهمته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة حتى توفي في الرابع والعشرين من شهر مارس في عام 1953.

ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التي تغنت بها أم كلثوم ولحنها الموسيقار الراحل رياض السنباطي. ولهذه القصيدة قصة مأساوية ايضاً كما حصل مع دوقلة المنبجي ودعد، فقد أحب الشاعر فتاةً غاية في الجمال، لكنها كانت تعلم أن زواجهما لايمكن أن يتم ربما للفارق الطبقي والاجتماعي الذي كان يؤخذ بالاعتبار في زمن الشاعر، وسافر الشاعر لمتابعة دراسته في الخارج وعاد ذات مرة فتفاجأ بزواج محبوبته، فكتب أطلاله هذه، فافترقا وتلاشى الحب وبقيا هما أطلال جسد.

ولروعة القصيدة فقد أثبتها الشاعر فاروق شوشة ضمن أجمل عشرون قصيدة حب في الأدب العربي، وقد صدحت أم كلثوم كما أوردت جزءاً منها، ولعلها اختارت الأجمل، من يعرف قصة الأطلال سيعجب بها عندما يسمعها وسيعيش مع الشاعر في محنة حبه البائس، وسيعرف في كل مقطع من مقاطع القصيدة مغزى الشاعر ومعنى المقطع الشعري.

إبراهيم ناجي ...................... ملحمة الأطلال

يا فؤادي رحم اللهُ الهوى كان صرحاً من خيال فهوى
يا رياحا ليس يهدا عصفها نضب الزيتُ ومصباحي انطفا
***
ليت شعري أين منه مهربي أي يمضي هاربٌ من دمِهِ
آه يا قِبلة أقدامي إذا شكتِ الأقدامُ أشواكَ الطريقْ
أنت روح في سمائي وأنا لك أعلو فكأني محضُ روحُ
أنتِ حسن في ضحاه لم يَزَلْ وأنا عنديَ أحزان الطَفَل
***
ويراني الناسُ روحاً طائراً والجوى يطحنني طحن الرحى؟
يا حياة اليائس المنفرد يا يباباً ما به من أحدِ
واثقُ الخطوةِ يمشي ملكا ظالمُ الحسنِ شهيُّ الكبرياءْ
وأنا حبٌّ وقلبٌ ودمٌ وفراشٌ حائرٌ منك دنا
قد عرفنا صولةَ الجسمِ التي تحكم الحيَّ وتطغي في دماه
يا لمنفيين ضلاّ في الوعورْ دميا بالشوك فيها والصخورْ...
***
أنتِ من أسدلها لا تدعي انني أسدلت هذي الحُجُبا
قد حنت رأسي ولو كل القوى تشتري عزة نفسي لم أبعها
وحنيني لك يكويْ أعظمي والثواني جمرات في دمي
أيها الظالم بالله إلى كم اسفح الدمعَ على موطئها
آه من قيدك أدمى معصمي لمَ أبقيهِ وما أبقى عليّ
وهبِ الطائر عن عشك طارا جفتِ الغدرانُ والثلجُ أعارا
لا رعى اللهُ مساءً قاسيا قد أرانيْ كلَّ أحلامي سدى
كنت تدعوني طفلاً كلما ثار حبي وتندتْ مقلي
***
لي نحو اللهبِ الذاكي به لَفتة العود إذا صار وقودا
نوّحتْ للذِكَرِ وشكتْ للقمرِ
يقبسان النورَ من روحيْهما
كلما قد ضنتِ الدنيا بنورْ
أنت قد صيرت أمري عجبا كثرتْ حوليَ أطيارُ الربى
حجبتْ تأبى لعيني ماربا غير عينيك ولا مطلبا
ولكم صاح بي اليأسُ انتزعها فيرد القدرُ الساخرُ: دعها
وليَ الويل إذا لبيتُها ولي الويلُ إذا لم أتبعها
***
لك ابطاءُ الدلالِ المنعمِ وتجنيْ القادرِ المحتكمِ
وأنا مرتقبٌ في موضعي مرهفُ السمعِ لوقعِ القدمِ
قدم تخطو وقلبي مشبه موجة تخطو إلى شاطئها
رحمةٌ أنت فهل من رحمةٍ لغريبِ الروحِ أو ظامئها
أعطني حريتي أطلقٌ يديّ انني اعطيتُ ما استبقيتُ شيّ
ما احتفاظي بعهود لم تصنْها والإم الأسر والدنيا لديْ
***
هذه الدنيا قلوب جَمَدتْ خبتِ الشعلةُ والجمرُ توارى
لا تسلْ واذكرْ عذابَ المصطليْ وهو يذكيهِ فلا يقبسُ نارا
وأراني قلبَ من أعبدُهُ ساخراً من مدمعي سخر العدا
صدئت روحك في غيابِها وكذا الأرواح يعلوها الصدا
قد رأيتُ الكونَ قبراً ضيقا خيّم اليأسُ عليهِ والسكوتْ
***
كنت ترثي لي وتدري ألمي لو رثى للدمع تمثال تموتْ
ولك الحق لقد عاش الهوى فيّ طفلاً ونما لم يعقلِ
رمت الطفلَ فأدمتْ قلبهُ وأصابتْ كبرياءَ الرجلِ
قلت للنفس وقد جزْنا الوصيدا عجلي لا ينفعُ الحزمُ وئيدا
ودعي الهيكلَ شبتْ نارُهُ تأكلُ الركَّعَ فيهِ والسجودا
لي نحو اللهبِ الذاكي به لَفتة العود إذا صار وقودا
***
لستُ أنسى ابداً ساعة في العمرِ نوّحتْ للذِكَرِ وشكتْ للقمرِ
هاك ما قد صبت الريح باذن الشاعر
يقبسان النورَ من روحيْهما كلما قد ضنتِ الدنيا بنورْ
***
أنت قد صيرت أمري عجبا كثرتْ حوليَ أطيارُ الربى
فإذا قلت لقلبي ساعةً قم نغردْ لسوى ليلى أبى
حجبتْ تأبى لعيني ماربا غير عينيك ولا مطلبا
أنتِ من أسدلها لا تدعي انني أسدلت هذي الحُجُبا
ولكم صاح بي اليأسُ انتزعها فيرد القدرُ الساخرُ: دعها
يا لها من خطة عمياء لو أنني أبصر شيئاً لم أطعها
وليَ الويل إذا لبيتُها ولي الويلُ إذا لم أتبعها
قد حنت رأسي ولو كل القوى تشتري عزة نفسي لم أبعها
***
يا حبيباً زرتُ يوماً أيكَهُ طائر الشوق أغنيْ ألمي
لك ابطاءُ الدلالِ المنعمِ وتجنيْ القادرِ المحتكمِ
وحنيني لك يكويْ أعظمي والثواني جمرات في دمي
وأنا مرتقبٌ في موضعي مرهفُ السمعِ لوقعِ القدمِ
***
قدم تخطو وقلبي مشبه موجة تخطو إلى شاطئها
أيها الظالم بالله إلى كم اسفح الدمعَ على موطئها
رحمةٌ أنت فهل من رحمةٍ لغريبِ الروحِ أو ظامئها
يا شفاء الروح روحي تَشتكي ظلمَ آسيها إلى بارئها...
أعطني حريتي أطلقٌ يديّ انني اعطيتُ ما استبقيتُ شيّ
آه من قيدك أدمى معصمي لمَ أبقيهِ وما أبقى عليّ
ما احتفاظي بعهود لم تصنْها والإم الأسر والدنيا لديْ
ها أنا جفتْ دموعي فاعفُ عنها انها قبلَك لم تبذلْ لحيْ
***
وهبِ الطائر عن عشك طارا جفتِ الغدرانُ والثلجُ أعارا
هذه الدنيا قلوب جَمَدتْ خبتِ الشعلةُ والجمرُ توارى
وإذا ما قبس القلبِ غدا من رمادٍ لا تسلْهُ كيف صارا
لا تسلْ واذكرْ عذابَ المصطليْ وهو يذكيهِ فلا يقبسُ نارا
لا رعى اللهُ مساءً قاسيا قد أرانيْ كلَّ أحلامي سدى
وأراني قلبَ من أعبدُهُ ساخراً من مدمعي سخر العدا
ليت شعري أي أحداث جرت أنزلت روحَك سجناً موصدا
صدئت روحك في غيابِها وكذا الأرواح يعلوها الصدا
***
قد رأيتُ الكونَ قبراً ضيقا خيّم اليأسُ عليهِ والسكوتْ
ورأت عيني أكاذيبَ الهوى واهياتٍ كخيوطِ العنكبوتْ
كنت ترثي لي وتدري ألمي لو رثى للدمع تمثال تموتْ
كنت تدعوني طفلاً كلما ثار حبي وتندتْ مقلي
ولك الحق لقد عاش الهوى فيّ طفلاً ونما لم يعقلِ
ورأى الطعنة إذ صوبتها فمشت مجنونة للمقتل
رمت الطفلَ فأدمتْ قلبهُ وأصابتْ كبرياءَ الرجلِ
***
قلت للنفس وقد جزْنا الوصيدا عجلي لا ينفعُ الحزمُ وئيدا
ودعي الهيكلَ شبتْ نارُهُ تأكلُ الركَّعَ فيهِ والسجودا
يتمنّى لي وفائي عودةً والهوى المجروحُ يأبي أن نعودا
لي نحو اللهبِ الذاكي به لَفتة العود إذا صار وقودا
***
لستُ أنسى ابداً ساعة في العمرِ
تحت ريحٍ صفقتْ لارتقاصِ المطرِ
نوّحتْ للذِكَرِ وشكتْ للقمرِ
وإذا ما طربتْ عربدتْ في الشجرِ
هاك ما قد صبت الريح باذن الشاعر
وهي تغري القلب اغراء النصيح الفاجر
***
أيها الشاعر تغفو تذكرُ العهدَ وتصحو
وإذا ما التأم جرحٌ جد بالتذكارِ جرحُ
فتعلمْ كيف تنسى وتعلْم كيف تمحو
أو كل الحب في رأيِكَ غفرانٌ وصفحٌ
هاك فانظرْ عددَ الرملِ قلوبا ونساءْ
فتخيرْ ما تشاءْ ذهب العمرُ هباءْ
ضل في الأرض الذي ينشد أبناء السماءْ
أي روحانية تعصر من طين وماءْ ...
***
أيها الريح أجلْ لكنما هي حبي وتعلاتي ويأسي
هي في الغيبِ لقلبي خلقتْ أشرقتْ لي قبل أن تشرقَ شمسِ
وعلى موعدها أطبقتُ عيني وعلى تذكارها وسدتُ رأسي
جنّتِ الريحُ ونادته شياطين الظلام..
أختاماً كيف يحلولك في البدء الختام
***
يا جريحا اسلمَ الجرحَ حبيبا نكأهْ
هو لا يبكي إذا الناعي بهذا نبأهْ
أيها الجبار هل تصرع من أَجل امرأهْ..
***
يا لها من صيحةٍ ما بعثت عنده غير أليمِ الذكرِ
ارقت في جنبه فاستيقظت كبقايا خنجر منكسرِ
لمع النهرُ وناداه له فمضى منحدراً للنهرِ
ناضبُ الزادِ وما من سفرِ دون زادٍ غير هذا السفرِ
***
يا حبيبي كل شيء بقضاءْ ما بأيدينا خُلِقْنا تعساءْ
ربما تجمعُنا أقدارُنا ذات يومٍ بعدما عزّ اللقاءْ
فاذا أنكر خلٌّ خلَّه وتلاقينا لقاءَ الغرباءْ
ومضى كلٌّ إلى غايتِهِ لا تقلْ شيئاً! وقل لي الحظ شاءْ
***
يا مغني الخلد ضيعت العمرْ في أناشيد تغنّى للبشرْ
ليس في الأحياءِ من يسمعنا مالنا لسنا نغني للحجرْ
للجمارات التي ليستْ تعي والرميمات البوالي في الحفرْ
غنّها سوف تراها انتفضتْ ترحم الشادي وتبكي للوترْ
يا نداء كلما أرسلتُهُ رد مقهوراً وبالحظَّ ارتطم
وهتافاً من أغاريد المنى عاد لي وهو نواحٌ وندمْ
رب تمثالٍ جمالٍ وسنا لاح لي والعيش شجو وظلمْ
ارتمى اللحنُ عليهِ جاثياً ليس يدريْ أنه حسنٌ أصمْ
***
هدأ الليلُ ولا قلب له أيها الساهر يدري حيرتكْ
أيها الشاعر خذ قيثارتكّ غنِّ أشجانك واسكبْ دمعتَكْ
رب لحن رقص النجُم له وغزا السحب وبالنجم فتكْ
غنّهِ حتى نرى سترَ الدجى طلع الفجرُ عليه فانهتكْ
وإذا ما زهرات ذعرت ورأيت الرعبَ يغشى قلبها
فترفقْ واتئدْ واعزفْ لها من رقيقِ اللحنِ وامسحْ رعبَها
ربما نامتْ على مهدِ الأسى وبكتْ مستصرخاتٍ ربها
أيها الشاعر كم من زهرةٍ عوقبتْ لم تدرِ يوماً ذنبَها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأطلال ومأساة إبراهيم ناجي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأجنحة الحرة :: الجناح الأدبي :: روائع الشعر العربي-
انتقل الى: