العلاقة بين الأستاذ والتلميذ.................... جابر بن حيان
"................ فأما ما يجب للأستاذ على التلميذ، فهو أن يكون التلميذ ليناً قبولاً لجميع أقواله.... فإن ذخائر الأستاذ العالم ليس يظهرها للتلميذ إلا عند السكون إليه، وحمده غاية الحمد، فإذا لم يكن التلميذ على هذا المقدار من الطاعة للأستاذ، أعطاه الأستاذ قشور العلم وظاهره، أريدها طاعة في قبول العلم والدرس، وسماع البرهان على أستاذه، وحفظه وترك التكاسل، والتشاغل عنه، فليس في وسع الأستاذ إلا أن يعلم تلميذه أصول العلم، وعلى التلميذ بعد ذلك أن يروض نفسه على ما قد تعلم......
وأما ما يجب للتلميذ على الأستاذ، فهو أن يمتحن جوهر المتعلم الذي طبع عليه، فإذا وجده ذا أرض زكيه، أخذ يسقيه أوائل العلوم التي تتناسب مع قدرته، وسنه وخبرته... وكلما احتمل الزيادة زاده .... مع امتحانه فيما كان قد تعلمه، فإن وجده جارياً على ديدن واحد في النسيان هزه بالعتاب وأوجعه بالتقريع وبالغ في توبيخه، ومن أوائل العلوم يتدرج الأستاذ بتلميذه من مرتبة إلى مرتبة ... حتى يصير في عداد الأستاذين الذي يجب عليهم للتلامذة مثل ما وجب له في أول أمره.... .
والأستاذ الذي يغفل عن تلميذه يكون خائناً والخائن لا يؤتمن ومن لايؤتمن لا يؤخذ عنه علم لأن العالم لا يكون إلا صادقاً.
******************************** نـــــــــــــون