جَرير
28 - 110 هـ / 648 - 728 م
جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة، من تميم.
أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفردق والأخطل.
كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.
حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى
-----------------------------------
حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى قَبْلَ التّصَدّعِ مِنْ شَماليلِ النّوَى
قالتْ بليتَ فما نراك كعهدنا ليت العهود تجددتْ بعد البلى
أأُمَامُ! غَيّرَني، وأنتِ غَريرَة ٌ، حاجات ذي أربٍ وهمٌّ كالجوى
قالَتْ أُمامَة ُ: ما لجَهْلِكَ ما لَهُ، كيف الصبابة ُ بعد ما ذهب الصبا
و رأت أمامة في العظام تحنياً بعدَ استقامته وقصراً في الخطا
و رأتْ يلحيته خضاباً راعها وَالوَيْلُ للفَتَياتِ مِنْ خَضْبِ اللّحَى
و تقولُ أني قدْ لقيتُ بلية ً من مسح عينك ما يزالُ يها قذى
لَولا ابنُ عائِشَة َ المُبارَكُ سَيْبُهُ، أبكَى بَنى ّ وَأُمَّهُمْ طُولُ الطَّوَى
إن الرصافة َ منزلٌ لخليفة ٍ جَمَعَ المَكارِمَ والعَزائِمَ والتُّقَى
ما كانَ جرب عند مدَّ حبالكمْ ضعف المتون ولا انفصامٌ في العرى
ما إنْ تركْتَ منَ البِلادِ مَضِيلَّة ً إلاّ رَفَعتَ بها مناراً للهدى
أُعطِيتَ عافِيَة ً ونَصراً عاجِلاً، آمينَ ثم وقيتَ أسبابَ الردى
ألحَمْدُ لله الّذي أعْطاكُمُ -سنَ الصنائعِ والدسائع والعلى
يا ابنَ الخَضَارِمِ لا يَعيبُ جُبَاكُمُ صِغَرُ الحِياضِ وَلا غَوائِلُ في الجبَا
لا تجفونَّ بني تميمٍ إنهمْ تابُوا النَّصوحَ وَرَاجَعوا حسنَ الهدَى
مَنْ كانَ يَمرَضُ قلبُهُ مِنْ رِيبَة ٍ خافُوا عِقابَكَ وانتَهَى أهلُ النُّهى َ
و اذكرْ قرابة َ قوم برة َ منكمُ فالرحمُ طالبة ٌ وترضى بالرضا
سوستَ مجتمعَ الأباطحِ كلها و نزلت منْ جبلى قريشٍ في الذرى
أخَذُوا وَثائِقَ أمرِهِمْ بعَزائِمٍ للعالمينَ ولا ترى أمراً سدى
يا ابن الحُماة ِ فَما يُرامُ حِماهُمُ و السابقين بكلَّ حمدٍ يشتري
ما زلتُ معتصماً بحبلِ منكم مَنْ حَلّ نُجْوَتَكُمْ بأسبابٍ نَجَا
وَإذا ذكَرْتُكُمُ شدَدْتُمْ قُوّتي؛ و إذا نزلتُ بغيثكمْ كان الحيا
فلأشكرنَّ بلاءَ قومٍ ثبتوا قصبَ الجناح وأنبتوا ريشَ الغنا
مَلَكُوا البِلادَ فسُخّرَتْ أنهارُهَا في غير مظلمة ٍ ولا تبعِ الريا
أوتيتَ منْ جذب الفرات جواريا منها الهنى وسائحٌ في قرقرى
سيروا إلى البلدِ المباركِ فانزلوا وَخُذوا مَنازِلَكُمْ من الغيثِ الحَيَا
سيروا إلى ابن أرومة عادية ٍ وَابنِ الفُرُوعِ يمدُّها طِيبُ الثّرَى
سيروا فقد جرت الأيامنُ فانزلوا بابَ الرُّصَافَة ِ تَحمَدوا غبّ السُّرَى
سرنا إليكَ منَ الملا عيدية ً يَخبِطنَ في سُرُحِ النِّعالِ على الوَجَى
تدمى مناسمها وهنَّ نواصلٌ من كُلّ ناجِيَة ٍ ونِقْضٍ مُرْتَضى َ
كَلّفْنُتُ لاحِقَة َ النَّميلِ خَوَامِساً، غُبْرَ المَخارِمِ وهيَ خاشعة ُ الصُّوى
نرمى الغرابَ إذا رأى بركابنا جُلَبَ الصِّفاحِ وَدامِياتٍ بالكُلَى
أنا الموتُ الذي آتى عليكم
-----------------------------------
أنا الموتُ الذي آتى عليكم فليسَ لهاربٍ مني نجاءُ
عفا نهيا حمامة َ فالجواءُ
-----------------------------------
عفا نهيا حمامة َ فالجواءُ لطولِ تباينٍ جرتِ الظباءُ
فمِنْهُمْ مَن يَقولُ نوى ً قَذوفٌ؛ وَمنهُمْ مَنْ يَقُولُ هوَ الجَلاءُ
أحِنُّ إذا نَظَرْتُ إلى سُهَيْلٍ، و عندَ اليأس ينقطع الرجاءُ
يَلُوحُ كأنّهُ لَهَقٌ شَبُوبٌ، أشَذّتْهُ عَنِ البَقَرِ الضِّراءُ
وَبَانُوا ثُمّ قِيلَ ألا تَعَزّى ، و أني يومَ واقصة َ العزاءُ
سنذكركمْ وليسَ إذا ذكرنمْ بِنا صَبْرٌ، فهَلْ لَكُمُ لِقاءُ
وَكَمْ قَطَعَ القَرينَة َ مِنْ قَرِينٍ إذا اخْتَلَفَا وَفي القَرْنِ التِوَاءُ
فماذا تنظرونَ بها وفيكم جَسُورٌ بالعَظائِمِ وَاعتِلاءُ
إلى عبد العزيز سمتْ عيونُ رّعِيّة ِ، إنْ تُخُيّرَتِ الرِّعاءُ
إليه دعت دواعيهِ إذا ما عمادُ الملكِ خرتْ والسماءُ
وَقالَ أُولو الحكومَة ِ من قُرَيشٍ عَلَيْنَاالبَيْعُ إذْ بَلَغَ الغَلاءُ
رأوا عبد العزيز وليَّ عهدٍ ومَاَ ظَلَمُوا بذاكَ وَلا أساءُوا
فَزَحْلِفْهاَ بأزْفُلِهاَ إلَيْهِ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، إذا تَشَاءُ
فانَّ الناسَ قدْ مدوا إليهِ أكفهمْ وقد برحَ الخفاءُ
و لو قدْ بايعوكَ وليَّ عهدٍ لَقامَ القِسْطُ وَاعتَدَالَ البِنَاءُ
بكرَ الأميرُ لغربة ٍ وتنائى
-----------------------------------
بكرَ الأميرُ لغربة ٍ وتنائى فلقدْ نسيتُ برامتينِ عزائي
إنّ الأمِيرَ بذي طُلُوحٍ لمْ يُبَلْ صدعَ الفؤاد وزفرة َ الصعداءِ
قلبي حياتي بالحسانِ مكلفٌ و يحبهنَّ صداى في الأصداءِ
إنّي وَجَدتُ بهِنّ وَجْدَ مُرقِّشٍ، ما بَعضُ حاجَتِهِنّ غَيرُ عَناءِ
و لقد وجدت وصالهنَّ تخلبا كالظلَّ حينَ بفىء للأفياءِ
بالأعْزَلَينِ عَرَفْتُ مِنها مَنزِلاً و منازلاً بقشاوة ِ الخرجاءِ
أقرى الهمومَ إذا سرتْ عيدية ً يُرْحَلْنَ حَيْثُ مَواضِعُ الأحنْاءِ
وَإذا بَدَا عَلَمُ الفَلاة ِ طَلَبْنَهُ، عَمِقُ الفِجاجِ، مُنَطّقٌ بعَمَاءِ
يرددن إذْ لحقَ الثمايلَ مرة َ و يخدنَ وخدَ زمائم الحزباءِ
داويت بالقطرانِ عرَّ جلودهم حَتى بَرَأنَ، وَكُنّ غَير بِراءِ
قرنتهمْ فتقطعتْ أنفاسهمْ وَيُبَصْبِصُونَ إذا رَفَعْتُ حُدائي
و المجرمونَ إذا أردتَ عقابهمْ بارزتهمْ وتركتَ كلَّ ضراءِ
خزي الفرزدقُ والأخيطلُ قبلهُ وَالبَارِقيُّ وَراكِبُ القَصْوَاءِ
وَلأعْوَرَيْ نَبْهانَ كأسٌ مُرّة ٌ وَلِتَيْمِ بَرْزَة َ قَدْ قَضَيْتُ قَضَائي
وَلَقدْ تركْتُ أبَاكَ يا ابنَ مُسَحَّبٍ حَطِمَ القَوائِمِ داميَ السِّيساءِ
و المستنيرَ أجيرَ برزة َ عائذاً أمْسى َ بِألأمِ مَنزْلِ الأحْيَاءِ
و بنو البعيث ذكرتُ حمرة َ أمهمْ فشفيتُ نفسيِ من بني الحمراءِ
فسل الذينَ قدفت كيفَ وجدتمُ بُعْدَ الَمدَى ، وتَقاذُفَ الأرْجاءِ
فارْكُضُ قُفَيرَة َ يا فَرَزْدَقُ جاهداً وَاسألْ قُفَيرَة َ كيفَ كانَ جِرَائي
وجدتْ قفيرة ُ لا تجوزُ سهامها في المسلمينَ لئيمة َ الآباءِ
عبدُ العزيزِ هوَ الأغرُّ نما بهِ عيصٌ تفرعَ معظمَ البطحاءِ
فَلَكَ البَلاطُ مِنَ المَدينَة ِ كُلّهَا و الأبطحُ الغربيُّ عندِ حراءِ
أنجحتَ حاجتنا التي جئنا لها وكَفَيْتَ حاجَة َ مَنْ ترَكتُ وَرائي
لحَفَ الدّخيلَ قَطائِفاً وَمَطارِفاً، و قرى السديفَ عشية َ العرواءِ
لَقَدْ هَتَفَ اليَوْمَ الحَمامُ ليُطرِبَا
-----------------------------------
لَقَدْ هَتَفَ اليَوْمَ الحَمامُ ليُطرِبَا و عنيَّ طلابَ الغانيات وشيبا
وَأجْمَعْنَ منكَ النَّفْرَ مِن غيرِ رِيبَة ٍ كما ذعرَ الرامي بفيحانَ ربربا
عَجِبتُ لما يَفري الهوَى يومْ مَنعِجٍ و يوماً بأعلى عاقل كانَ أعجبا
و أحببتُ أهلَ الغور منْ حب ذي فناً و أحببتُ سلمانينَ منْ حبَّ زينبا
يُحَيُّونَ هِنداً، والحِجابانِ دونَها بنفسي أهلٌ أنْ تحيا وتحجبا
تَذكّرْتَ والذّكرَى تَهيجُك وَاعتَرى خيالٌ بموماة حراجيجَ لغبا
لَئِنْ سَكَنَتْ تَيْمٌ زَماناً بغِرّة ٍ، لقدْ حديتْ تيمٌ حداءً عصبصبا
لقَدْ مَدّني عَمروٌ وزيدٌ من الثّرى بأكثرَ مما عندَ تيم وأضيبا
إذا اعتركَ الآورادُ يا تيمُ لم تجدْ عناجاً ولا حبلاً بدلوكَ مكربا
وَأعلَقتُ أقْرَاني بتَيمٍ لَقَدْ لَقوا قطوعاً لأعناق القرائنَ مجذبا
و لو غضبتْ يا تيمُ أوزيلَ الحصا عَلَيكَ تَميمٌ لم تجدد لكَ مغصْبا
و ما تعرفونَ الشمسَ إلاَّ لغيركمْ و لا منْ منيرات الكواكبَ كوكبا
فَإنّ لَنَا عَمْراً وسَعداً عَلَيكُمُ، وَقَمْقَامَ زَيْدٍ والصّريحَ المُهَذَّبَا
سَأُثْني عَلى تَيْمٍ بِمالا يَسُرُّها، إذا أرْكُبٌ وَافَوْا بنَعمانَ أرْكُبَا
فإنّكَ لَوْ ضَمّتْكَ يا تَيْمُ ضَمّة ً مَنَاكِبُ زَيْدٍ لم تُرِدْ أنْ تَوَثَّبَا
فودتْ نساءُ الدارميينَ لو ترى عُتَيْبَة َ أوْ عايَنّ في الخَيلِ قَعْنَبَا
أزيدَ بنَ عبدِ اللهِ هلاَّ منعتمُ أُمَامَة َ يَوْمَ الحَارِثيّ وزَيْنَبَا
أخَيْلُكَ أم خَيْلي تَدارَكنَ هانِئاً يثرنَ عجاجاً بالغبيطينِ أصهبا
فهلْ جدعُ تيمٍ لا أبالكَ زاجرٌ كنَانَة َ، أوْ نَاهٍ زُهَيراً وتَولَبَا
فلا يضغمن الليثُ عكلاً بغرة ٍ و عكلٌ يشمونَ الفريسَ المنيبا
وَأخْبِرتُ تَيْماً نادِمِينَ فَسَرّني ملامة ُ تيمٍ أمرها المتعقبا