تدحرجت كرة الخيوط الصوفية الزرقاء فجرت نحوها تنفش فراءها تستدعي شيئا من الدفء ، بدأت تلاعبها و تلف حولها حتى تشابكت الخيوط و شلت حركتها إلى حد ما .
بالرغم من ضعفها و قوة الخيوط - فتلك العائله لا يرضيها إلا ما يفوق الممتاز - بقيت تصارع و تصارع حتى اختنق صوتها و بدأت تتعثر حتى في أنفاسها ...
لم يلحظها أحد و استمرت تصارع حتى دخلت الأم تبحث عن مواء قطها الأبيض البريء فرأتها هناك تختنق بخيوط الصوف الزرقاء و مع ذلك تقترب أكثر فأكثر من الخيوط البنفسجية، سارعت إليها تخلصها من قيدها و تعاتب شقاوتها ، ثم تركتها و أخدت قطها و خرجت.
تركتها هناك مواؤها شبح من صراخ ، متمردة، حانقة لأنها لم تتركها .. لأنها حرمتها فرصتها .. لأنها حالت بينها و بين ما يخبؤه القدر ...
صرخت و صرخت ثم ركلت الخيوط بعيدا و ذهبت إلى صندوق الكرات المطاطية تنثر محتوياته حولها ، تقفز عليها و تسقط بشدة لكن هذه المرة لم يأت أحد ...
للحظات ذهبت إلى زاوية أخرى قرب المدفأة تكورت كأنها كرة فرو تحمل كل تدرجات اللون المشمشي و الأسمر، أسدلت جفونها و نامت قررة العين ..
ساعتان و نصف كانت خلالهما أوفر القطط حظا و أسعدهم ... حتى سطعت الشمس .. أذابت الثلج حول النوافذ ... أُطفِأت المدفئة .. كبرت القطط .. خسرت هي حرارة المدفئة و عادت لعبثها و لكن هذه المرة أخذت تعبث بجرح أطرافها و لعق دمائها و كالعادة لا أحد اكترث بها .. و هي .. هي كانت سعيدة بذلك لأن لا شيء يفيدها إلا نار المدفأة .. و نداء طفل ذي ثلاثة أعوام : " لولو تعالي نلعب سوياً " ..................