صوتها .....!!!!
توطئة: بعد غياب عاد صوتها ليرن في أذني، ويذوب كما يذوب الشفق في الصباح، فأيقظ تهدجه وتهجده بوح الروح، وفتح نوافذ القلب على عالم من رؤىً ودلالات عميقة كانت في سباتها، لصوتها الدافئ هذا المزمور البدائي.
******************
أيها القادمُ من رحم الخفايا
مشرقاً
كالنور في ليل النوايا
تسْترقُّ الصمتَ حيناً
ثم تمطرني أحاييناً بآلاف الحكايا
لم تعدْ تذكرُ يوماً
كيف سفّّرت بأوراقي المنايا!
صوتها..
آه ..ما أتعبه
همسها !!
آه ما أعذبه
حين جال كالصدى
وتراءى كالمرايا
بين أنفاسي
كإنجيل الخطايا
***
أيها الوارفُ تشكو؟!!
وأنا أشكو إليك
وبدا خوفك مني
وأنا خوفي عليك
ووهبتُ قافيتي إليك
هلاّ زرعت ما لديك
وما تبقى من بذور الحب
في جسدي
فغداً على بوح ضفافك
كم ستخضلّ الحكايا
....
كنتُ قد شيّعتُ صمتي
لست أدري!
ونسجت بوح همسك قامةً
تمتد بين ولادتي
ورصيف موتي
.....
أيقظْتني
يا أيها المنسابُ موسيقا كآذان الصباح
ها قد أتيتَ مؤخراً
وسرقتَ مني غفوةً
ـ خبأتُها من موسم النوم المباح ـ
كي استرد رؤاك فيها
وتزيدني شوقاً إليك
كلما عدت إليها
يا أيها المختال في جسدي
تراودني
تهددني وتقتلني
وتوقد جذوة الآثام في نفسي
كأحلام البغايا
يا وارفاً !!
أرسل "قميصك" مرةً
كي استردّ بصيرتي
والقي يديك
إني مللت "غياهب الجب" بدونك
ها قد سئمتُ وحدتي
وعشقتُ فيك عُزلتي
يا أيها المختالُ في صمتي أعِدْها
همسةً تغتالني
كم أشتهي
أن تعتريني موتةً أزليةً
وأنا أهدهد ناهديك
سأعود قديساً
ولكن ربما
سأعيد مفهوم التعمّد حينها
وأغوص في بحر الخطايا.