منتدى الأجنحة الحرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أبو تمام .... الروائع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

أبو تمام .... الروائع Empty
مُساهمةموضوع: أبو تمام .... الروائع   أبو تمام .... الروائع Icon_minitime12/1/2008, 11:28 pm

أبو تمام
188 - 231 هـ / 803 - 845 م
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.
أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها.
كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.
في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.
وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.
وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.

السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
-----------------------------------
السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ
أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
تخرُّصاً وأحاديثاً ملفَّقة ً لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ
عجائباً زعموا الأيَّامَ مُجْفلة ً عَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ
وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة ٍ إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ
وصيَّروا الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبة ً مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ
يقضون بالأمر عنها وهي غافلة ما دار في فلك منها وفي قُطُبِ
لو بيَّنت قطّ أمراً قبل موقعه لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثان والصلُبِ
فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ
فتحٌ تفتَّحُ أبوابُ السَّماءِ لهُ وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ
يَا يَوْمَ وَقْعَة ِ عَمُّوريَّة َ انْصَرَفَتْ منكَ المُنى حُفَّلاً معسولة ََ الحلبِ
أبقيْتَ جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍ والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ
أُمٌّ لَهُمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا فداءها كلَّ أمٍّ منهمُ وأبِ
وبرْزة ِ الوجهِ قدْ أعيتْ رياضتُهَا كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ
بِكْرٌ فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَة ٍ ولا ترقَّتْ إليها همَّة ُ النُّوبِ
مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْ شابتْ نواصي اللَّيالي وهيَ لمْ تشبِ
حَتَّى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا مَخْضَ البِخِيلَة ِ كانَتْ زُبْدَة َ الحِقَبِ
أتتهُمُ الكُربة ُ السَّوداءُ سادرة ً منها وكان اسمها فرَّاجة َ الكُربِ
جرى لها الفالُ برحاً يومَ أنقرة ِ إذْ غودرتْ وحشة ََ الساحاتِ والرِّحبِ
لمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ
كمْ بينَ حِيطانها من فارسٍ بطلٍ قاني الذّوائب من آني دمٍ سربِ
بسُنَّة ِ السَّيفِ والخطيَّ منْ دمه لاسُنَّة ِ الدين وَالإِسْلاَمِ مُخْتَضِبِ
لقد تركتَ أميرَ المؤمنينَ بها للنَّارِ يوماً ذليلَ الصَّخرِ والخشبِ
غادرتَ فيها بهيمَ اللَّيلِ وهوَ ضُحى ً يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ
حتَّى كأنَّ جلابيبَ الدُّجى رغبتْ عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ
ضوءٌ منَ النَّارِ والظَّلماءُ عاكفة ٌ وظُلمة ٌ منَ دخان في ضُحى ً شحبِ
فالشَّمْسُ طَالِعَة ٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ والشَّمسُ واجبة ٌ منْ ذا ولمْ تجبِ
تصرَّحَ الدَّهرُ تصريحَ الغمامِ لها عنْ يومِ هيجاءَ منها طاهرٍ جُنُبِ
لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على بانٍ بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ
ما ربعُ ميَّة ََ معموراً يطيفُ بهِ غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبى ً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ
ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ
سَماجَة ً غنِيَتْ مِنَّا العُيون بِها عنْ كلِّ حُسْنٍ بدا أوْ منظر عجبِ
وحُسْنُ مُنْقَلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُ جاءتْ بشاشتهُ منْ سوءٍ منقلبِ
لوْ يعلمُ الكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْ لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ
تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمِ للهِ مرتقبٍ في الله مُرتغبِ
ومُطعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ يوماً ولاَ حُجبتْ عنْ روحِ محتجبِ
لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ إلاَّ تقدَّمهُ جيشٌ من الرَّعبِ
لوْ لمْ يقدْ جحفلاً، يومَ الوغى ، لغدا منْ نفسهِ، وحدها، في جحفلٍ لجبِ
رمى بكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدَّمها ولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِ لمْ يصبِ
مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا واللهُ مفتاحُ باب المعقل الأشبِ
وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ للسارحينَ وليسَ الوردُ منْ كثبِ
أمانياً سلبتهمْ نجحَ هاجسها ظُبَى السيوفِ وأطراف القنا السُّلُبِ
إنَّ الحمامينِ منْ بيضٍ ومنْ سُمُرٍ دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ
لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
عداك حرُّ الثغورِ المستضامة ِ عنْ بردِ الثُّغور وعنْ سلسالها الحصبِ
أجبتهُ مُعلناً بالسَّيفِ مُنصَلتاً وَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ
حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً ولم تُعرِّجْ على الأوتادِ والطُّنُبِ
لمَّا رأى الحربَ رأْي العينِ تُوفلِسٌ والحَرْبُ مَشْتَقَّة ُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ
غَدَا يُصَرِّفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ
هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ عن غزْوِ مُحْتَسِبٍ لا غزْو مُكتسبِ
لمْ يُنفق الذهبَ المُربي بكثرتهِ على الحصى وبهِ فقْرٌ إلى الذَّهبِ
إنَّ الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها يوم الكريهة ِ في المسلوب لا السَّلبِ
وَلَّى ، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ بِسَكْتَة ٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ في صخَبِ
أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِ
موكِّلاً بيفاعِ الأرضِ يُشرفهُ مِنْ خِفّة ِ الخَوْفِ لا مِنْ خِفَّة ِ الطرَبِ
إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ أوسعتَ جاحمها منْ كثرة ِ الحطبِ
تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ
يا رُبَّ حوباءَ لمَّا اجتثَّ دابرهمْ طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لم تَطِبِ
ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ حيَّ الرِّضا منْ رداهمْ ميِّتَ الغضبِ
والحَرْبُ قائمَة ٌ في مأْزِقٍ لَجِجٍ تجثُو القيامُ بهِ صُغراً على الرُّكبِ
كمْ نيلَ تحتَ سناها من سنا قمرٍ وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ
كمْ كان في قطعِ أسباب الرِّقاب بها إلى المخدَّرة ِ العذراءِ منَ سببِ
كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَة ً تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ في كُثُبِ
بيضٌ، إذا انتُضيتْ من حُجبها، رجعتْ أحقُّ بالبيض أتراباً منَ الحُجُبِ
خَلِيفَة َ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ جُرْثُومَة ِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ
بصُرْتَ بالرَّاحة ِ الكُبرى فلمْ ترها تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ
إن كان بينَ صُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍ موصولة ٍ أوْ ذمامٍ غيرِ مُنقضبِ
فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا وبَيْنَ أيَّامِ بَدْر أَقْرَبُ النَّسَبِ
أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسِمِهمُ صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ
كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ
---------------
كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ فليسَ لعين لم يفضْ ماؤها عذرُ
توفيتِ الآمالُ بعدَ محمد وأصبحَ في شغل عنِ السفر السفرُ
وما كانَ إلا مالَ من قلَّ مالهُ وذخراً لمنْ أمسى وليسَ له ذخرُ
وما كانَ يدري مجتدي جودِ كفهِ إذا ما استهلَّتْ أَنَّه خُلِقَ العُسْرُ
ألا في سبيلِ اللهِ منْ علطتْ له فِجَاجُ سَبِيلِ اللهِ وانثغَرَ الثَّغْرُ
فَتًى كُلَّما فاضَتْ عُيونُ قَبِيلة ٍ دماً ضحكتْ عنه الأحاديثُ والذكرُ
فتى ماتَ بين الضربِ والطعنِ ميتة ً تقومُ مقامَ النصرِ إذْ فاتهَ النصرُ
وما ماتَ حتى ماتَ مضربُ سيفهِ مِنَ الضَّرْبِ واعْتَلَّتْ عليهِ القَنا السُّمْرُ
وقد كانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلاً فردَّهُ إليه الحِفاظُ المرُّ والخُلُقُ الوَعْرُ
ونفسٌ تعافُ العارَ حتى كأنَّه هو الكفرُ يومَ الروعِ أوْ دونَه الكفرُ
فأثبتَ في مستنقعِ الموتِ رجله وقال لها منْ تحت أخمصكِ الحشرُ
غَدَا غَدْوَة ً والحَمْدُ نَسْجُ رِدائِهِ فلم ينصرفْ إلا وأكفانُه الأجرُ
تردى ثيابَ الموتِ حمراً فما أتى لها الليلُ إلاَّ وهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خَضْرُ
كأنَّ بَنِي نَبْهَانَ يومَ وَفاتِه نُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِنْ بَيْنها البَدْرُ
يعزونَ عن ثاوٍ تُ عزى بهِ العلى ويبكي عليهِ الجودُ والبأسُ والشعرُ
وأني لهمْ صبرٌ عليه وقد مضى إلى الموتِ حتى استشهدوا هو والصبرُ!
فتًى كانَ عَذْبَ الرُّوحِ لامِنْ غَضاضَة ٍ ولكنَّ كبراً أنْ يقالَ به كبرُ!
فتى سلبتهُ الخيلُ وهوَ حمى لها وبَزَّتْهُ نارُ الحَرْبِ وهْوَ لها جَمْرُ
وقدْ كانتِ البيضُ المآثيرُ في الوغى بَواتِرَ فهْيَ الآنَ مِن بَعْدِهِ بُتْرُ
أمنْ بعدِ طيِّ الحادثاتِ محمداً يكونُ لأثوابِ الندى أبداً نشرُ ؟!
إذا شجراتُ العرفِ جذَّتْ أصولها ففي أيِّ فرعٍ يوجدُ الورقُ النضرُ ؟
لَئِنْ أُبغِضَ الدَّهْرُ الخَؤونُ لِفَقْدِهِ لَعَهْدِي بهِ مِمَّنْ يُحَبُّ له الدَّهْرُ
لئنْ غدرتْ في الروعِ أيامُه بهِ لَما زَالتِ الأيَّامُ شِيمتُها الغَدْرُ
لئن ألبستْ فيهِ المصيبة َ طيءٌ لَمَا عُريَتْ منها تَمِيمٌ ولا بَكْرُ
كذلكَ ما نَنفَكُّ نَفْقدُ هالِكاً يُشارِكُنا في فَقْدِهِ البَدْوُ والحضْرُ
سقى الغيثُ غيثاً وارتِ الأرضُ شخصه وإنْ لم يكنْ فيهِ سحابٌ ولا قطرُ
وكيفَ احتمالي للسحابِ صنيعة ً بإسقائِها قَبْراً وفي لَحدِهِ البَحْرُ !
مضى طاهرَ الأثوابِ لم تبقَ روضة ٌ غداة ً ثوى إلا اشتهتْ أنَّها قبرُ
ثَوَى في الثَّرَى مَنْ كانَ يَحيا به الثَّرَى ويغمرُ صرفَ الدهرِ نائلُهُ الغمرُ
عليك سَلامُ اللهِ وَقْفاً فإنَّني رَأيتُ الكريمَ الحُرَّ ليسَ له عُمْرُ
ذلُّ السؤالِ شجى ً في الحلقِ معترضُ
-----------------------------------
ذلُّ السؤالِ شجى ً في الحلقِ معترضُ مِنْ دُونِهِ شَرَقٌ مِنْ خَلْفِهِ جَرَضُ
ما ماءُ كَفكَ إِنْ جادَتْ وإِنْ بَخِلَتْ مِنْ مَاءِ وَجْهِي إِذا أَفْنَيْتُه عِوَضُ
أرى أموركَ موطوآتُها رمضٌ إذا سلكنً وممهوراتُها فضضُ
إني بأيسرِ ما أدنيتُ منبسطٌ كما بِأَيْسَرِ ما أُقْصِيتُ مُنْقَبِضُ
أجرِ الفراسة َ منْ قرني إلى قدمي ومَشهَا حيثُ لا عُثْرٌ ولا دَحَضُ
تنبئكَ أنيَ لا هيابة ٌ ورعٌ عن الخطوبِ ولا جثامة ٌ حرضُ
من أشتكي وإلى من أعتزي وندى مَنْ أَجْتَدِي كلُّ أَمري فيكَ مُنْتَقِضُ
مَودَّة ٌ ذَهَبَتْ أَثمارُها شُبَهٌ وهمة ٌ جوهرٌ معروفها عرضُ
أَظنُّ عندَكَ أَقواماً وأَحسَبُهُمْ لم يَأْتَلُوا فيّ ما أَعدُوا وما رَكَضُوا
يرمونني بعيونٍ حشوها شررٌ نَواطِقٌ عن قُلُوبٍ حَشْوَها مَرَضُ
لَوْلا صُبَابَة ُ عِرْضِي وانتظارُ غَدٍ والظمُ حتمٌ عليَّ الدهرَ مفترضُ
لما فككتُ رقابَ الشعرِ عن فكري ولا رِقَابَهُمُ إِلاّ وهُمْ حُيُضُ!
أَصبَحْتُ يَرْمي نَبَاهَاتِي بِخَامِلِه مَنْ كُلُّه لِنِبالي كلَّها غَرَضُ

وأَخٍ أَملَى عليهِ اختِلاطُ الدَّ
-----------------------------------
وأَخٍ أَملَى عليهِ اختِلاطُ الدَّ هرِ طُولَ التَّقْلِيبِ والتَّصْرِيفِ
أصحلتْهُ ليَ المروءة ُ حتى أفسدتْهُ استطالة ُ المعروفِ
بَغَّضَتْهُ الأَيَّامُ مَدْحي فَأَعْفَى شكريَ الجزلُ من نداهُ الطفيفِ !
ليسَ جدعُ الأنوفِ جدعاً ولكنْ بعضُ منْ نصطفيهِ جدعُ الأنوفِ ؟
لو بأسدِ العريفِ نيطتْ عرى المنِّ لَذَلَّتْ رِقابُ أُسْدِ العَرِيفِ!
وطري في فجاءة ِ الردِّ ما يعــلُم مِنْ هِمَّة ٍ ونَفْسٍ عَزُوفِ
ضئضئي منْ بني عديّ بن عمرٍو غيرَ أَنّي في مِثْلها مِنْ ثَقِيفِ
لا تتهْ إنْ أطالَ هزَّكَ مدحي واعذِرَنْ لستَ بعدَها مِنْ سُيُوفي!

نسجَ المشيبُ له لفاعاً مغدفا
-----------------------------------
نسجَ المشيبُ له لفاعاً مغدفا يققاً فقنعَ مدرويهِ ونصفا
نظرُ الزمانِ إليه قطعَ دونهُ نظرَ الشقيقِ تحسراً وتلهفا
ما اسوَدَّ حتَّى ابيَضَّ كَالكَرمِ الذي لم يَأْنِ حتَّى جِيءَ كَيْمَا يُقْطَفا
لمّا تفوفتِ الخطوبُ سوداها ببياضها عبثتْ بهِ فتفوفا
ما كان يَخْطُرُ قبل ذا في فكرِهِ في البدرِ قبل تمامِهِ أنْ يكسفا
يا ظبية َ الجزعِ الذي بمحجرٍ تَرْعَى الكِبَاثَ مُصيفة ً والعُلَّفا
تقرؤ بأسفلهِ ربولاً غضة ً وتقيلُ أعلاه كناساً أجوفا
أتبعتَ قلبي لوعة ً كانَتْ أسى ً تبعتْ أماني منكَ كانَتْ زخرفا
كمْ من شماتة ِ حاسدٍ إنْ أنتَ لم تُخْلِفْ رَجاءَ المُرْتَجِي أَنْ تُخْلِفا
لا تَنْسَ تِسْعَة َ أَشهُر أَنْضيَيْتُها دأباً وأنضتني إليكَ ونيفا
بِقَصائدٍ لم يُرْوِ بَحْرُكَ وِرْدَها ولو الصَّفا ورَدَتْ لَفَجَّرَتِ الصَّفَا!
للهِ أيُّ وسيلة ٍ في أولٍ أَقوَى ولكنْ آخِراً ما أَضْعَفا!
إني أخافُ بلحظتي عقباكَ أنْ تُدْعَى المَطُولَ وأَنْ أُسَمَّى المُلْحِفا
قَدْ كانَ أَصغرَ هِمَّتِي مُسْتَصْغِراً عِظَمَ الرَّبيعِ فصِرْتُ أَرضَى الصَّيفا
هبَّتْ رياحُكَ لي جنوباً سهوة ً حتى إذا أَوْرَقْتُ عادتْ حَرْجَفا
إنْ أنتَ لم تفضلْ ولم تر أنني أهلٌ له فأنا أرى أنْ تنصفا
ما عذرُ منْ كانَ النوالُ مطيعه والطبعُ مِنه أَنْ يَراه تَكَلُّفَا !
أسرفتَ في منعي وعادتكَ التي منعتْ عنانَكَ أنْ تجودَ فتسرِفا
اللَّهُ جَارُكَ أَنْ تَحُولَ وأَنْ يَهِي ما سَلَّفَ التأْميلُ فيكَ وخَلَّفا
لا تَصْرِفَنَّ نَدَاكَ عَمَّنْ لم يَدَعْ للقولِ فيكَ إلى سواكَ تصرُّفا
ثَقفْ فَتِيَّ في الجُودِ تَلْقَ قَصَائِداً لاقتْ أوابدُهنَّ فيكَ مثقَّفا
لا تَرْضَ ذَاكَ فَتُسْخِطَنَّ أَوَابداً هَزَّتْكَ إِلاَّ أَنْ تُصِيبَكَ مُرْهَفا
أَفْنِ التَّظَنُّنِ بالتَّيَقُّنِ إِنَّه لم يفنَ ما أبقى الثناءَ المضعفا
كم ماجدٍ سمحٍ تناولَ جودَه مطلٌ فأصبحَ وجهُ نائلِهِ قفَا !
لم آلُ فيكَ تعسفاً وتعجرفاً وتأَلُّقاً وتَلَطُّفاً وتَظَرُّفا
وأَراكَ تَدْفَعُ حُرْمَتي فلَعَلَّني ثَقَلْتُ غيرَ مُؤَنب فأُخَففا!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

أبو تمام .... الروائع Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو تمام .... الروائع   أبو تمام .... الروائع Icon_minitime12/1/2008, 11:30 pm

نَطَقَتْ مُقْلَة ُ الفَتَى المَلْهُوفِ
-----------------------------------
نَطَقَتْ مُقْلَة ُ الفَتَى المَلْهُوفِ فتشكتْ بفيضِ دمعٍ ذروفِ
تَرجَمَ الدَّمْعُ في صَحائِفِ خَدَّيْــهِ سطوراً مؤلفاتِ الحروفِ
فَلَئِنْ شَطَّتِ الديَارُ وغَالَ الدَّهــرُ في آلفٍ وفي مألوفِ
وتبدَّلتُ بالبشاشة ِ حزناً بعدَ لَهْوٍ في مَرْبَعٍ وَمَصِيفِ
فَعَزائي بأنَّ عِرْضِي مَصُونٌ سَائِغُ الوِرْدِ والسَّماحُ حَليِفِي
ثمَّ علمي على حداثة ِ سني بصروفِ الدهورِ والتصريفِ
راكبٌ للأمورِ في حلبة ِ الأيامِ للمنجياتِ أو للحتوفِ
ذُو اعِتَداءٍ على ثَراءِ فَتَى الجُودِ الشريفِ الفعالِ وابنِ الشريفِ
ليتَ شعري ماذا يريبُكَ منّي ولقد فقتَ فطنة َ الفيلسوفِ
انتهزْ فرصة ً تسرُّكَ مني باصطناعِ الخَيْرَاتِ والمَعْرُوفِ
أنا ذو منطقِ شريفٍ لإعطاءٍ منطقٍ لمنعٍ عفيفِ
ما أبالي إذا عنتكَ أموري كيفَ أنحتْ عليَّ أيدي الصروفِ

وأَخٍ بَشِعْتُ بِعُرْفِهِ ومَذَاقِهِ
-----------------------------------
وأَخٍ بَشِعْتُ بِعُرْفِهِ ومَذَاقِهِ ومَلِلْتُ عُنْفَ قِيَادِهِ وسِياقِهِ
فَمَنَحْتُهُ بعدَ الوِصَالِ قَطِيعَة ً شدَّتْ على الزفراتِ عقدَ نطاقِهِ
فاذهبْ فكمْ فارقتُ قبلكَ صاحباً عَايَنْتُ شَخْصَ الجَوْرِ في حِمْلاقِهِ
لو مُتُّ لم تَعْدِلْ وفاتُكَ بَغْتَة ً حُلْماً يُخَوفُني بِيومِ فِراقِهِ
حَشَمُ الصَّدِيقِ عُيُونُهُمْ بَحَّاثَة ٌ لصديقهِ عنْ صدقة ِ ونفاقهِ
فلينظرنَّ المرءُ منْ غلمانِهِ فَهُمُ خَلائِقُهُ على أَخلاقِهِ

أَجَمِيلُ ما لَكَ لا تُجِيبُ أَخاكا
-----------------------------------
أَجَمِيلُ ما لَكَ لا تُجِيبُ أَخاكا ماذا الذي باللهِ أنتَ دهاكا !
أغنى ً ظفرتَ بهِ فإني في غنى ً منْ نعمة ِ اللهِ التي أعطاكا
بَلْ لا نَسِيتَ- ولا أَلُومُكَ- خُلَّتي ولئن فعلتَ لحادثٌ أنساكا
ستلومُ يوماً سوءَ رأيكَ إنَّه رَأْيٌ غَوِيٌّ طالمَا أَردَاكا

شَهِدْتُ لَقدْ لَبِسْتَ أَبا سعيدٍ
-----------------------------------
شَهِدْتُ لَقدْ لَبِسْتَ أَبا سعيدٍ مَكارِمَ تَبْهَرُ الشَّرَفَ الطُّوَالا
إذا حرَّ الزمانُ حرتْ أيادي نداهُ فغشتِ الدنيا ظلالا
وإِنْ نَفْسُ امرئٍ دَقَّتْ رَأَيْنا بعرصة ِ جودهِ كرماً جلالا
وقاكَ الخطبَ قومٌ لم يمدَّوا يميناً للفعالِ ولا شمالا
أَحينَ رَفَعْتَ مِنْ نَظَرِي وعادَتْ حويلي في ذراكَ الرحبِ حالا؟
وَحَفَّتْ بي العَشَائِرُ والأَقَاصي عيالاً لي وكنتُ لهمْ عيالا؟
فَقَدْ أَصْبَحْتُ أَكثَرَهُمْ عَطاءً وقبلكَ كنتُ أكثرهُمْ سؤالا
إذا شفعوا إليَّ فلا خدوداً يَقُونَ مِنَ الهَوانِ ولا نِعَالا
أُتَعْتِعُ في الحَوائِجِ إِنْ خِفافاً غَدَوْتُ بِها عليكَ وإِنْ ثِقَالا
إذا ما الحاجة ُ انبعثتْ يداها جلعتَ المنعَ منكَ لها عقالا
فَأينَ قَصائِدٌ لي فيكَ تَأْبَى وتأنفُ أنْ أهانَ وأنْ أذالا؟
منَ السحرِ الحلالِ لمجتنيهِ ولم أَرَ قبلَها سِحْراً حَلالا
فَلا يَكْدُرْ غَدِيرُكَ لي فإِني أمدُّ إليكَ آمالاً طوالا
وَفِرْ جاهي عليكَ فإِنَّ جَاهاً إذا ما غَبَّ يوماً صارَ مالا

قدْ عرفناهُ دلائلَ المنعِ أوْ ما
-----------------------------------
قدْ عرفناهُ دلائلَ المنعِ أوْ ما يشبهُ المنعَ باحتباسِ الرسولِ
وافتَضَحْنَا عندَ الزَّبيبِ بِما صَحَّم لديهِ من قبحِ وجهِ الشمولِ
فَاجَأَتْنَا كَدْرَاءُ لم تُسْبَ مِنْ تَسْم ـنيمِ جريالها ولا سلسبيلِ
مِنْ عُقارٍ لا ريحُها نَفْحة ُ المِسْــكِ ولا خدُّها بخدِّ أسيلِ
لا تهدى سبلَ العروقِ ولا تنسلُّ في مِفْصَلٍ بَغَيْرِ دَليلِ
وهيْ نَزْرٌ لَوْ أنَّها مِنْ دُمُوعِ الصَّبم لم تشفِ منه حرَّ الغليلِ
وكأنَّ الأناملَ اعتصرتْها بعدَ كَدٍّ مِنْ مَاءِ وَجْهِ البَخِيلِ!
احتِسَاباً بّذْلتَها أَمْ تَصدَّقْــتَ بها رحمة ً على ابنِ السبيلِ ؟!
قد كتبنا لكَ الأمانَ فما تُســأَلُها عُمْرَ ذا الزَّمَانِ الطَّوِيلِ
كَمْ مُغَطَّى قدِ اختَبَرْنَا نَدَاهُ واعتَبَرْنَا كَثيرَهُ بِالقَلِيلِ!

عجبٌ لعمركَ أنَّ وجهكَ معرضٌ
-----------------------------------
عجبٌ لعمركَ أنَّ وجهكَ معرضٌ عني وأَنْتَ بِوَجْهِ فِعْلِكَ مُقْبِلُ !
برٌّ بدأتَ بهِ ودارٌ بابُها للخلقِ مفتوحٌ ووجهكَ مقفلُ
أو لا ترى أنَّ الطلاقة جنة من سوء ما تجني الظنونُ ومعقلُ
حَلْيُ الصَّنِيعَة ِ أنْ يكونَ لِرَبَّها لَفْظٌ له زَجَلٌ وَطَرْفٌ قُلْقُلُ
ومَوَدَّة ٌ مَطْوِيَّة ٌ مَنْشُورَة ٌ فيها إلى إنجاحِها متعللُ
إنْ تعطِ وجهاً كاسفاً منْ تحته كرمٌ وحلمُ خليقة ٍ لا تجهَلُ
فَلَرُبَّ سارِيَة ٍ عليكَ مَطِيرة قَدْ جادَ عارِضُها وما يَتَهَلَّلُ!

إني لأستحيي يقينيَ أن يُرى
-----------------------------------
إني لأستحيي يقينيَ أن يُرى لِشَكيَ في شيءٍ عليهِ سَبِيلُ
وما زَالَ لي عِلْمٌ إذا ما نَصَصْتُهُ كَثيرٌ بأنَّ الظَّرْفَ فيكَ قَليلُ
وإنْ يكُ عدا عن سواكَ إليكَ بي رَحِيلٌ فلي في الأرض عنكَ رَحيلُ
أبى الحزمُ لي مكثاً بدارِ مضيعة ٍ وعنسٌ أبوها شدقمٌ وجديلُ
أبعدَ التي ما بعدها متلومٌ عليكَ لحرٍّ قلتَ أنتَ جهولُ ؟!
سأقطعُ أرسانَ العتابِ بمنطقٍ قصيرُ عناءِ الفكرِ فيه طويلُ
وإنّ امرءاً ضَنَّتْ يداه على امرىء ٍ بنيلِ يدٍ من غيرهِ لبخيلُ

إعلَمْ وأنتَ المَرْءُ غيرَ مُعَلمِ
-----------------------------------
إعلَمْ وأنتَ المَرْءُ غيرَ مُعَلمِ وافهمْ جعلتُ فداكَ غيرَ مفهَّمِ
إنَّ اصطناعَ العرفِ مالم توله مستكملاً كالبردِ مالمْ يعلمِ
والشُّكْرُ ما لم تَسْتَتِرْ بِصَنِيعه كالخَط تَقْرَأهُ وليسَ بِمُعْجَمِ
وتَفنُّني في القَوْلِ إكثَارٌ وقَدْ أسرجتَ في كرمِ الفعال فألجمِ !

لا يُحْمَدُ السَّجْلُ حتَّى يُحكَمَ الوَذَمُ
---------------------- ------------
لا يُحْمَدُ السَّجْلُ حتَّى يُحكَمَ الوَذَمُ ولا تربُّ بغيرِ الواصلِ النعمُ
وفي الجَواهرِ أشبَاهٌ مُشَاكِلَة ٌ وليسَ تَمْتَزِجُ الأنوَارُ والظُّلَمُ
وربَّ خطبٍ رمى إلفينِ فانصدعا عَنِ المَوَدّة ِ والأسبَاب تلْتَئِمُ
يصورُ قلْبيَهما عَهدٌ يُجَددُه طولُ الزمانِ ولا يغتالُه القدمُ
ذما العقوقَ وردا فضلَ حلمهما ورَاجَعا الوَصْلَ واستثْنَاهما الكَرمُ
كُنَّا وكنتَ على عَهْدٍ مَضَى سلَفاً وفي عواقبِ حالِ القاطع الندمُ
لنا قريبانِ في قلبينِ ردَّهما إلى الصَّفاءِ هَوًى باد ومُكْتَتَمُ
حتَّى إذا لم نَخَفْ نَقضَ الهَوَى وصَفَتْ لنا المَودَّة ُ حتى ماؤُها سَجِمُ
ونحنُ في كنفي حالٍ مساعدة ٍ كلٌّ على صبوة ِ العشاقِ معتزمُ
كواردِ الخمسِ شهرَ القيظِ جادَ له حسيٌ ومدَّ عليهِ ظلَّه السلمُ
الهَتْكَ عَنْ حاجة ٍ ضَيَّعْتَ حُرْمتَها ولاية ٌ ودواعي النفس تتهمُ !
أحِينَ قُمْتَ مِنَ الأيَّامِ في كَبِدٍ كما أنارَ بنارِ الموقدِ العلمُ
أنشبتَ نفسكَ في ظلماءَ مسدفة ٍ وأفسَدَتْكَ على إخوانِكَ النعَمُ !
دنيا ولكنها دنيا ستنصرمُ وآخِرُ الحَيَوانِ المَوْتُ والهَرَمُ!

مُحَمّدَ بنَ سَعيدٍ أَرْعِني أُدُناً
-----------------------------------
مُحَمّدَ بنَ سَعيدٍ أَرْعِني أُدُناً فما بأذنِكَ عنْ أكرومة ٍ صممُ
لم تسقَ بعدَ الهوى ماءً على ظمأٍ كَماءِ فافِية ٍ يَسْقِيكَها فَهِمُ
منْ كل بيتٍ يكادُ الميتُ يفهمُه حُسْناً ويَحسُدُه القِرطَاسُ والقَلَمُ
مالي ومالكَ شبهٌ حينَ أنشدُه إلا زهيرٌ وقدْ أصغى له هرمُ
بكلِّ سالكة ٍ للفكرِ مالكة ٍ كأنَّهُ مستهامٌ أوْ بهِ لممُ
لآلِ سَهْلٍ أكُفٌّ كُلَّما اجتُدِيَتْ فَعَلْنَ في المَحْلِ مالاتَفعلُ الديَمُ
قَوْمٌ تراهُمْ غَيارَى دُونَ مَجْدِهمُ حتى كأنَّ المَعَالي عِنْدَهمْ حُرَمُ
إنَّ الزمانَ انثنى عني بغمتِه وصدرُ حسرتِهِ يغلي ويضطرمُ
ما زالَ يَخضَعُ مُذْ أورقْتَ لي عِدّة ً فكيفَ يَصنعُ لو قد أَثمَرتْ” نَعَمُ”
فأيقظِ الفعلَ يقضِ القولُ نومتهُ وقد حكى سوءُ ظنٍّ أنَّ ذا حلمُ !
ولا تَقُلْ قِدَمٌ أزرَى بحاجتِه ليسَ العُلا طَللاً يُزرِي بهِ القِدَمُ!


شِعْبِي وشِعْبُ عُبَيْدِ اللَّهِ مُلْتَئِمُ
-----------------------------------
شِعْبِي وشِعْبُ عُبَيْدِ اللَّهِ مُلْتَئِمُ وكيفَ يَختلِفانِ السَّاقُ والقَدَمُ
صَمْصَامَتِي اتهَمُوني في صِيانَتِها هلْ كانَ عمروُ على الصمصامِ يتهمُ
سيفي الذي حدُّه منْ جانبي أبداً ناب ومنْ جانبِ القومِ العدى خذمُ
ذقنا الصدودَ فلما اقتادَ أرسننَا حنتْ حنينَ عجولٍ بيننا الرحمُ
سَيْعلَمُ الهَجْرُ أنَّا مِنْ إساءَتِه وظلمِه بالوصالِ العذبِ ننتقمُ
أما الوجوهُ فكانَتْ وهيَ عابسة ٌ أمَّا القلُوبُ فكانَتْ وهْيَ تبتسِمُ
سَعَايَة ٌ مِنْ رجال لا طَباخَ بِهِمْ قالوا بما جهلوا فينا وما علموا
سعوا فلما تلاقت وحشنا زعمتْ أخلاقُنا الغرُّ فينا غيرَ ما زعموا
فأَرْزَمتْ أنْفُسٌ قد كُنَّ واحِدَة ً لِوالِد واحدٍ في أنْفهِ شَمَمُ
إنا خدمنا القلى جهلاً بنا وعمى ً فاليومَ نحنُ جميعاً للرضا خدمُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

أبو تمام .... الروائع Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو تمام .... الروائع   أبو تمام .... الروائع Icon_minitime12/1/2008, 11:34 pm

أبا القاسم أسلمْ في وفودٍ من القسمِ
-----------------------------------
أبا القاسم أسلمْ في وفودٍ من القسمِ ولا زالَ منْ حاربته داميَ الكلمِ
رَأَيْتُكَ تَرْعَى الجُودَ مِنْ كلِ وِجْهَة وتبني بناءَ المجدِ في خطة ٍ النجمِ
وذا شيمٍ سهلية ٍ حسنية ٍ رَئِيسيَّة ٍ صِيغَتْ مِنَ الجَبْرِ والحَطْمِ
إذا نَوْبَة ٌ نابَتْ أدَرْتُ صُروفَها على الضَّخْم آراءً لَدَى الحادثِ الضَّخْمِ
يداكَ لنا شهرا ربيعٍ كلاهُما إذا جفَّ أطرافُ البخيلِ من الأزمِ
ألذُّ مصافاة ً من الظلِّ والضحى وأكرمُ في اللأواءِ عوداً من الكرمِ
ففيمَ تركتَ النصفَ في الودِّ بعدما رآه الورى خيراً من النصفِ في الحكم؟
أَإيَّايَ جارَى القَوْمُ في الشعْر ضَلَّة ً وقد عايَنُوا تلكَ القلائدَ مِنْ نَظْمِي !
طلعتُ طلوعَ الشمس في كل تلعة ٍ وأشرفْتُ إشرافَ السماكِ على الخَصْمِ
وما أنا بالغيرانِ منْ دونٍ جارِه إذ أنا لم اصبحْ غيوراً على العلمِ
لصيقُ فؤادي مذْ ثلاثونَ حجة ً وصيقلُ ذهني والمروحُ عنْ همي
أبى ذَاكَ صَبْرٌ لا يَقِيلُ على الأَذَى فُواقاً ونَفْسٌ لا تَمرَّغُ في الظُّلْمِ
وإني إذا ما الحلمُ أحوجَ لاحياً إلى سفهٍ أفضلتُ فضلاً على حلمي
تَظُنُّ ظُنونَ السُوءِ بي إنْ لَقِيتَنِي ولا وتري فيما كرهتَ ولا سهمي
وتَجْزَعُ مِنْ مَزْحِي وَتَرْضَى قَصِيدَة ً وقد أُخْرِجَتْ ألفاظُها مَخْرَجَ الشتْمِ
فإنْ تَكُ أحياناً شَدِيدَ شَكِيمَة فإنكَ تمحوها بما فيكَ منْ شكمِ
وما خَيْرُ حِلْمٍ لم تَشُبه شَراسَة ٌ وما خَيرُ لَحْمٍ لا يكونُ على عَظْمِّ
وهَلْ غَيْرُ أخلاقٍ كِرَامٍ تَكافأتْ فَمِنْ خُلُق طَلْقٍ ومِنْ خُلُقٍ جَهْمِ !
نُجومٌ فهذا للضيَاءِ إذا بَدا تجلَّى الدُّجَى عنه وذلكَ لِلرَّجْمِ
فإنْ لم تَطِيبَا لي جَمِيعاً فإنَّه نَهى عُمَرٌ عَنْ أكْلِ أُدمَيْنِ في أدْمِ!

لَوْلا القَدِيمُ وحُرْمَة ٌ مَرْعِيَّة ٌ
-----------------------------------
لَوْلا القَدِيمُ وحُرْمَة ٌ مَرْعِيَّة ٌ لقطعتُ ما بيني وبينَ هشامِ
لا حرمة َ الأدبِ القديم يحوطُها وأرَاهُ يَجْهلُ حُرْمَة َ الإِسلامِ
فكأنَّما كانَتْ مَودَّتُنا له وإماؤنا حلماً من الأحلامِ
وتصرفُ الإخوانِ إنْ كشفتهمْ ينسيكَ طولَ تصرفِ الأيامِ !

رسولُكَ الخطيُّ يومَ الوغى
-----------------------------------
رسولُكَ الخطيُّ يومَ الوغى تُرْدِفُه بالأبيضِ الصَّارِمِ
مَنْ نَامَ عن مَكْرُمَة عامِداً فلستَ عنها الدهرَ النَّائِمِ
لم يُرَ في عِتْرَتِهِ مِثْلهُ أنصَفَ لِلمَظلُومِ مِنْ ظالِمِ
لكنَّه يَمطُلُ حقّاً مَضَى بِه ليَ التَّسجيلُ مِنْ حاكِمِ!


ما ابيضَّ وجهُ المرءِ في طلبِ العلى
-----------------------------------
ما ابيضَّ وجهُ المرءِ في طلبِ العلى حتَّى يُسوَّدَ وَجْهُهُ في البِيدِ
وصَدَقتِ إِنَّ الرزْقَ يَطلبُ أَهَلُهُ لكنْ بِحِيلَة ِ مُتْعَبٍ مَكْدُودِ!

وعاذلٍ عذلته في عذله
-----------------------------------
وعاذلٍ عذلته في عذله فظنَّ أني جاهلٌ من جهلهِ
ما غبنَ المغبونَ مثلُ عقلهِ مَنٍ لكَ يوماً بأَخِيكَ كُلهِ؟
لبستُ ريعاني فدعني أبلهِ رأيَ ابنِ دهرٍ غَرِقاً في خبلِهِ
أَعْلَمَ مِنْهُ بِحُداءِ إِبْلِهِ قَدْ لَعِبَتْ أَيْدي النَّوَى بِشَمْلِهِ
مَمَتّعاً مُضْطَلِعاً بحِمْلِهِ مُنْصَلِتاً كالسَّيْفِ عندَ سَلهِ
مَوْلُودَة ٌ هِمَّتُه مِنْ قَبْلِهِ قد دانَ ذو الفضلِ له بفضلهِ
كالصَّابِ مَنْ يَذُقْه لا يُسْتَحْلِهِ إلاّ بأَنْ يَسْكُنَ تحتَ ظِلهِ
مفيدُ جزلِ المالِ معطي جزلهِ يحويهِ منْ حرامهِ وحلهِ
ويَجْعَلُ النائِلَ أدنَى سُبْلِهِ وبلدٍ نائي المحلِّ محلهِ
رَميْتُه مِنَ السُّرَى بِنَبْلهِ بيازلٍ مقابلٍ في بزلهِ
مثلي سرى في مثلهِ بمثلهِ ومَلِكٍ في كِبْرِهِ ونُبْلِهِ
وسُوقِة ٍ في قَوْلهِ وفِعْلِهِ بذلتُ مدحي فيه باغي بذلهِ
فَحَذَّ حَبْلَ أَمَلي مِنْ أصله مِنْ بعد ما استعبدَني بمَطْلِهِ
ثمَّ أتى معتذراً بجهلهِ ذا عنقٍ في المجدِ لم يحلهِ
يَعجَبُ مِنْ تعجُّبي وبُخْلِهِ يَلحظني في جدهِ وَهَزْلِهِ
لَحْظَ الأَسيرِ حَلَقَاتِ كَبْلِهِ حتى كأني جئتهُ بعزلهِ
يا واحِداً مُنْفرِداً بَعدْلِهِ ألبسته الغنى فلا تملهِ
ما أضْيَعَ الغِمْدَ بغيرِ نَصْلِهِ والشَّعْرَ ما لَمْ يَكُ عندَ أَهْلِهِ!

ومن جيد غيداء التثني كأنما
-----------------------------------
ومن جيد غيداء التثني كأنما
أتتك بليتيها من الرشإ الفرد
كأن عليها كل عقد ملاحة
وحسنا، وإن أمست وأضحت بلا عقد
ومن نظرة بين السجوف عليلة
ومحتضن شخت، ومبتسم برد
ومن فاحم جعد، ومن كفل نهد،
ومن قمر سعد، ومن نائل ثمد

يا موضعَ الشَّذنيَّة ِ الوجناءِ
-----------------------------------
يا موضعَ الشَّذنيَّة ِ الوجناءِ
ومُصارعَ الإدلاجِ والإسراءِ
أقري السلام مُعرَّفاً ومُحصَّباً
من خالد المعروفِ والهيجاءِ
سَيْلٌ طَمَا لَوْ لَمْ يَذُدْهُ ذَائِدٌ
لتبطَّحتْ أولاهُ بالبطحاءِ
وغدتْ بطون مِنى مُنى ً من سيبِه
وغدتْ حرى ً منهُ ظهورُ حراءِ
وَتَعَرَّفَتْ عَرَفاتُ زَاخَرهُ ولمْ
يُخْصَصْ كَداءٌ مِنْهُ بالإكداءِ
وَلَطَابَ مُرْتَبَعٌ بِطيبَة ٌ واكْتَسَتْ
بُرْدَيْن: بُرْدَ ثَرى ً وبُرْدَ ثَرَاءِ
لا يحرمِ الحرمانِ خيرا إنهمْ
حرموا بهِ نوءاً من الأنواءِ
يا سائلي عنْ خالدٍ وفعالهِ
رِدْ فاغترفْ علماً بغيرِ رشاءِ
انظرْ وإيَّاكَ الهوى لا تُمْكننْ
سلطانهُ من مُقْلَة ٍ شوْساءِ
تعلمْ من افترعتْ صدورُ رماحهِ
وسيوفه منْ بلدة ٍ عذراءِ
ودعا فأسمعَ بالأسنة ِ واللُّهى
صمَّ العِدَى في صخرة ٍ صمَّاءِ
بمجامع الثَّغرينِ ما ينفك من
جيش أزبَّ وغارة ٍ شعواءِ
منْ كلِّ فرْجٍ للعدوِّ كأنَّهُ
فرْجٌ حمى ً إلاَّ من الأكفاءِ
قدْ كان خطبُ عاثرُ فأقاله
رَأْيُ الْخَليفَة ِ كَوْكَبِ الْخُلَفَاءِ
فَخَرجْتَ مِنْهُ كالشهَاب ولم تَزَلْ
مُذْ كُنْتَ خَرّاجاً مِنَ الْغَمَّاءِ
مَا سَرَّني بِخِداجِهَا مِنْ حُجَّة
ما بينَ أنْدلُسِ إلى صنعاءِ
أجْرٌ ولكنْ قدْ نظرتُ فلمْ أجدْ
أجراً يفي بشماتة ِ الأعْداءِ
لوْ سرتَ لالتقت الضُّلوعُ على أسى ً
كلفٍ قليل السِّلمِ للأحْشاءِ
وَلَجَفَّ نُوَّارُ الْكَلاَمِ وَقَلَّمَا
يُلْفَى بقاءُ الغرْس بعدَ الماءِ
فالجوُّ جوِّي إنْ أقمْتَ بغِبْطة ٍ
والأرض أرضي والسَّمَاءُ سَمَائِي
فَحْواكَ عَيْنٌ على نَجْوَاكَ يامَذِلُ
-----------------------------------
فَحْواكَ عَيْنٌ على نَجْوَاكَ يامَذِلُ
حَتَّامَ لاَيَتَقضَّى قَوْلُكَ الخَطِلُ!؟
وإنَّ أسمجَ من تشكو إليهِ هوى ً
من كانَ أحسنَ شيءٍ عندهُ العذلُ
ما أقبلتْ أوْجُهُ اللذّاتِ سافرة ً
مذْ أدبرَتْ باللوى أيامُنا الأولُ
إن شئتَ ألا ترى صبراً لمصطبر
فانظُرْعلى أَي حالٍ أصبَحَ الطَّلَلُ
كأَنَّماجَادَمَغْناهُ، فَغَيَّرَه
دُمُوعُنا،يومَ بانُوا،وَهْيَ تَنْهَمِلُ
وَلَوْتَرَاهُمْ وإيَّانا ومَوْقِفَنا
في مأتمِ البينِ لاستهلالنا زجلُ
من حرقة أطلقتها فرقة ٌ أسرتْ
قلباً ومنْ غزلٍ في نحرِهِ عذلُ
وقَدْطَوَى الشَّوْقَ في أَحشائنابَقَرٌ
عينٌ طوتهنَّ في أحشائِها الكللُ
فرَغْنَ لِلسحْرحَتَّى ظَلَّ كُلُّ شَجٍ
حران في بعضه عن بعضه شغلُ
يخزي ركام النقا ما في مآزرها
ويَفْضَحُ الكُحْلُ في أَجْفانِهاالكَحَلُ
تَكَادُ تَنتَقِلُ الأَرواحُ لُوتُرِكَتْ
من الجسومِ إليها حيث مكة ً الهملُ
هانتْ على كلِّ شيءٍ فهو يسفكها
حتى المنازلُ والأحداجُ والإبلُ
بالقائِمِ الثَّامِن المُسْتَخْلَفِ اطَّأدَتْ
قواعدُ الملكِ ممتداً لها الطولُ
بيُمْنِمُعْتَصِمٍ باللَّهِلاأَوَدٌ
بالمُلْكِ مُذْضَمَّ قُطْرَيْهِ ولاخَلَلُ
يَهْنِي الرَّعِيَّة َ أَنَّ اللَّهَ مُقْتَدِراً
أعطاهمُ بأبي إسحاقَ ما سألوا
لو كانَ في عاجلٍ من آجل بدلٌ
لَكانَ في وَعْدِهِ منْ رِفْدِهِ بَدَلُ
تغايرَ الشعرُ فيه إذ سهرتُ له
حتى ظننتُ قوافيهِ ستقتتلُ
لولا قبوليَ نصحَ العزمِ مرتحلاً
لَرَاكَضاني إليهِ الرَّحْلُ والجَملُ
لَهُ رِيَاضُ نَدى ً لم يُكْبِ زَهْرَتَهَا
خلفٌ ولم تتبخترْ بينها العللُ
مدى العفاة ِ فلم تحللْ بهِ قدمٌ
إِذَ اخلَعَ اللّيْلُ النَّهارَ رَأَيْتَها
ماإنْ يُبَالي إذا حَلَّى خَلائِقَهُ
بجُودِهِ أَيُّ قُطريْهِ حَوَى العَطَلُ
كأَنَّ أمْوَالَهُ والبَذْلُ يَمْحَقُها
نهبٌ تعسفهُ التبذيرُ أو نفلُ
شَرسْتَ بَلْ لِنْتَ بَلْ قانَيْتَ ذَاكَ بِذا
فأَنتَ لاَشكَّ فيكَ أَنتَ السَّهْلُ والجَبَلُ
يدي لمنْ شاءَ رهنٌ لمْ يذُقْ جُرعاً
مِنْ راحَتَيْكَ دَرَى ماالصَّابُ والعَسَلُ
صَلَّى الإِلَهُ على العَبَّاسِ وانبجَسَتْ
على ثَرى ً حَلَّة ُ الوَكافَة ُ الهُطُلُ
ذَاكَ الذي كَانَ لَوْأنَّ الأنامَ لَهُ
نسلٌ لما راضهُم جبنٌ ولا بَخَلُ
أبو النجومِ التي ما ضنَّ ثاقبها
أَن ْلم يَكَنْ بُرْجهُ ثَوْرٌ ولاحَمَلُ
من كلِّ مشتهرٍ في كلِّ معتركٍ
لم يعرفِ المشتري فيه ولا زُحَلُ
يَحْمِيهِ لأَلاَؤُهُ أَولَوْذَعِيَّتُهُ
من أنْ يُذال بمنْ أو مِمَّن الرَّجلُ
وَمَشْهَدٍ بينَ حُكْم الذُّل مُنْقَطِعٌ
صاليهِ أو بحبالِ الموتِ متصلُ
ضَنْكٍ إِذاخَرِسَتْ أبطَالُه نَطَقَتْ
فِيه الصَّوارِمُ والْخَطّية ُ الذُّبُلُ
لايَطمَعُ المَرْءُأَنْ يَجْتَابَ غَمْرَتَه
بالقَوْلِ مَا لَمْ يَكُنْ جِسْراً له العمَلُ
جليتَ والموتُ مبدٍ حرَّ صفحتِهِ
وقدْ تفرعَنَ في أوصالِهِ الأجلُ
أبحْتُ أوعارَه بالضربِ وهو حمى ً
للحَرْب يَثْبُتُ فيهِ الرَّوْعُ والوَهَلُ
آلُ النبي إذا ما ظلمة ٌ طرقَتْ
كانُوا لنا سُرجاً أنتمْ لها شعلُ
يستعذبون مناياهم كأنَّهمُ
لا يبأسونَ من الدنيا إذا قُتلوا
قَوْمٌ إذَاوعدواأَوْ أَوْعَدُوا غَمرُوا
صدقاً ذوائبَ ما قالُوا بما فعلُوا
أسدُ العرينَ إذا ما الروعُ صبحَها
أوصَبَّحْتهُ، ولكِنْ غَابُها الاسَلُ
تَنَاوَلُ الفَوْتَ أَيدِي المَوْتِ قَادِرَة ً
إذا تناولَ سيفاً منهمُ بطلُ
ليسقمِ الدهرُ أو تصححْ مودتُهُ
فاليَوْمَ أَوَّلَ يَوْمٍ صَحَّ لي أَمَلُ
أَدْنَيْتُ رَحْلي إلى مُدْنٍ مَكارِمَهُ
إليّ يهتبلُ اللذْ حيثُ أهتبلُ
يَحميهِ حَزْمٌ لِحَزْمِ البُخْلِ مُهْتَضِمٌ
جوداً وعرضٌ لعرض المالِ مبتذلُ
فِكْرٌ،إِذَا رَاضهُ رَاضَ الأُمورَ بهِ
رَأْيٌ تَفَنَّن فيهِ الرَّيْثُ والعَجَلُ
قَدْ جَاءَ مِنْ وَصفِكَ التَّفْسِيرُ مُعْتَذِراً
بالعجزِ، إنْ لم يغثني اللهُ والجُملُ
لقَد لَبِسْتَ أَمِيرَالمؤمنينَ بها
حَلْياً نِظَاماهُ بَيْتٌ سَارَ أَومثَلُ
غَريبة ٌ تُؤْنِسُ الآدَابُ وَحْشَتَها
فما تَحُلُّ على قومٍ، فترتحِلُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
noon
مشرف عام
noon


ذكر
عدد الرسائل : 608
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

أبو تمام .... الروائع Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبو تمام .... الروائع   أبو تمام .... الروائع Icon_minitime23/3/2008, 2:23 am


ألاَ تَرَى ما أصدَقَ الأنواءَ
-----------------------------------
ألاَ تَرَى ما أصدَقَ الأنواءَ قَدْ أفنَتِ الحَجْرَة واللَّلأوَاءَ؟
فلَوْ عصَرْتَ الصَّخْرَ صارَ ماءَ مِنْ لَيْلة ٍ بِتْنا بِها لَيْلاءَ
ان هي عادت ليلة ً عداءَ أصبحَتِ الأرْضُ إِذَنْ سَماءَ

قَدْكَ ائَّئِبْ أَرْبَيْتَ في الغُلَوَاءِ
-----------------------------------
قَدْكَ ائَّئِبْ أَرْبَيْتَ في الغُلَوَاءِ
كَمْ تَعْذِلُونَ وَأَنْتُمُ سُجَرَائِي
لا تسقني ماءَ الملامِ فإنَّني
صبٌّ قدِ استعذبتُ ماءَ بُكائي
ومُعرَّسٍ للغيثِ تخفقُ بينهُ
رَايَاتُ كل دُجُنَّة ٍ وَطْفَاءِ
نَشَرَتْ حَدَائِقَهُ فَصِرْنَ مَآلِفاً
لِطَرَائِفِ الأَنْوَاءِ والأَنْدَاءِ
فَسَقَاهُ مِسْكَ الطَّلَّ كَافُورُ الصَّبَا
وانْحَلَّ فيهِ خَيْطُ كُل سَماءِ
غُني الرَّبيعُ بروضهِ، فكأنَّما
أَهْدَى إِلَيْهِ الوَشْيَ مِنْ صَنْعَاءِ
صبَّحتُه بسُلاَفَة ٍ صَبَّحتُهَا
بِسُلاَفَة ِ الْخُلَطَاءِ والنُّدَمَاءِ
بمُدَامَة ٍ تَغْدُو المُنَى لِكُؤُوسِهَا
خَوَلاً عَلى السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ
راحٌ إذا ما الرَّاحُ كنَّ مطيَّها
كَانَتْ مَطَايا الشَّوْقِ في الأَحْشَاءِ
عِنَبِيَّة ٌ ذَهَبِيَّة ٌ سكَبتْ لَهَا
ذهبَ المعاني صاغة ُ الشُّعراءِ
أكلَ الزَّمانُ لطولِ مكثِ بقائها
مَا كَانَ خَامَرَهَا مِنَ الأَقْذَاءِ
صَعُبَتْ وراضَ المزجُ سيِّءَ خُلقها
فتعَّلمتْ من حسنِ خلق الماءِ
خرقاءُ يلعبُ بالعقولِ حبابها
كتلعُّبِ الأفعالِ بالأسماءِ
وضعيفة ٌ فإذا أصابتْ فرصة ً
قَتَلَتْ، كذلِكَ قُدْرَة ُ الضُّعَفَاءِ
جَهْمِيَّة ُ الأَوْصَافِ إِلاَّ أنَّهُمْ
قد لقَّبوها جوهرَ الأشياءِ
وكأنَّ بهجتها وبهجة ََ كأسها
نَارٌ ونُورٌ قُيدَا بِوِعَاءِ
أَوْ دُرَّة ٌ بَيْضَاءُ بِكْرٌ أُطْبِقَتْ
حبلاً على ياقوتة ٍ حمراءِ
ومَسَافَة ٍ كَمَسَافَة ِ الهَجْرِ ارْتَقَى
في صدرِ باقي الحبِّ والبُرحاءِ
بيدُ لنسلِ العيدِ في أملودها
ما ارتيدَ من عيدٍ ومن عدواءِ
مزَّقتُ ثوبَ عكوبها بركوبها
والنَّارُ تَنْبُعُ مِنْ حَصَى المَعْزَاءِ
وإلى ابن حسَّان اعتدتْ بي همَّة ٌ
وقفتْ عليهِ خلّتي وإخائي
لمَّا رأيتُكَ قدْ غذوْت مودَّتي
بالبِشْرِ واسْتَحْسَنْتَ وَجْهَ ثَنَائِي
أَنْبَطْتُ في قَلْبِي لِوَأْيِكَ مَشْرَعاً
ظلَّتْ تحومُ عليهِ طيرُ رجائي
فثَوَيْتُ جَاراً لِلْحَضِيضِ وَهِمَّتِي
قَدْ طُوقَتْ بكَواكِبِ الجَوْزاءِ
إِيهِ فَدتْكَ مغَارِسي ومَنَابِتِي
إطرَحْ غَنَاءَكَ في بُحُورِ عَنَائِي
يسِّرْ لقولكَ مهرَ فعلكَ إنَّهُ
يَنْوِي افتضَاضَ صنِيعَة ٍ عَذرَاءِ
وإلى مُحَمّدٍ ابْتَعَثْتُ قَصَائِدِي
ورفعتُ للمستنشدين لوائي
وإذا تشاجرتِ الخطوبُ قريتها
جدلاً يقلُّ مضاربَ الأعداءِ
يا غاية الأدباءِ والظُّرفاءِ بلْ
يا سَيدَ الشُّعَرَاءِ والخُطَبَاء
يَحْيى بنَ ثَابِتْ الّذِي سَنَّ النَّدَى
وَحَوَى المكَارمَ مِنْ حَياً وحَياء

أجلْ أيها الربعُ الذي خفَّ آهِلهْ
-----------------------------------
أجلْ أيها الربعُ الذي خفَّ آهِلهْ
لَقَدْ أَدرَكَتْ فيكَ النَّوَى ما تُحاوِلُه
وقَفْتُ وأحشَائي مَنَازلُ للأَسَى
بهِ،وَهْوَ قَفْرٌ قَدْ تَعَفَّتْ مَنازِلُهْ
أُسَائلُكُمْ مابَالُهُ حَكَمَ البِلَى
عليهِ، وإلا فاتركُوني أسائِلُهْ
لَقَد أحسَنَ الدَّمْعُ المُحَامَاة َ، بَعْدَما
أَسَاءَ الأسَى إِذْ جَاوَرَ القَلْبَ دَاخِلُهْ
دعا شوقُهُ يا ناصرَ الشوقِ دعوة ً
فلَبَّاهُ طَلُّ الدَّمْعِ يجْري ووَابِلُهْ
بيَوْمٍ تُريكَ المَوْتَ في صُورَة ِ النَّوَى
أَوَاخِرُهُ منْ حَسْرَة ٍ وأَوائِلُهْ
وقَفْنَا عَلَى جَمْرِ الوَدَاعِ، عَشِيَّة ً
ولا قلبَ، إلا وهوَ تغلي مراجلُهْ
وفي الكلة ِ الصفراءِ جؤذرُ رملة ٍ
غدا مستقلاً والفراقُ معادلهْ
تيقنتُ أن البينَ أولُ فاتكٍ
به مذ رأيتُ الهجرَ، وهوَ يغازلهْ
يُعَنفُني أنْ ضِقْتُ ذَرْعاً بنَأْيهِ
ويَجْزَعُ أَن ضاقَتْ عليه خَلاخلُهْ
أَتَتْكَ أَمِيرَ المؤْمنينَ وقَدْ أتى
عليها المَلأ دْماثُهُ وجَرَاوِلُهْ
وصلنَ السرى بالوخْد في كلِّ صحصحٍ
وبالسُّهُد المَوْصُول والنَّوْمُ خَاذِلُهْ
رواحِلُنا الليلُ النهارَ رأيْتَها
بإِرقالها مِنْ كُل وَجْهٍ تُقابِلُهْ
إلى قطبِ الدُّنيا الذي لو بفضلهِ
مَدَحْتُ بَني الدُّنيا كَفَتْهُمْ فَضَائِلُهْ
من البأسُ والمعروفُ والجودُ والتقى
عيالٌ عليه رزقهنَّ شمائلُهْ
جلا ظلماتِ الظلمِ عن وجهِ أُمَّة
أَضَاءَ لَها منْ كَوْكب الْحَقِّ آفِلُهْ
ولاذَتْ بِحقْويْهِ الخِلافَة ُ والتَقَتْ
على خدرْها أرمَاحُهُ ومناصلُه
أتتهُ مغذا قدْ أتاها كأنَّها،
ولا شكَّ، كانت قبلَ ذاكَ تُراسلُهْ
بمُعْتَصِمٍ باللَّهِ قَدْ عُصِمَتْ بهِ
عرى الدين والتفتْ عليها وسائلُهْ
رعى اللهُ فيهِ للرعية ِ رأفة ً
تُزَايِلُه الدُّنْيَا ولَيْسَتْ تُزَايِلُهْ
فأضحوا، وقدْ فاضتْ إليهِ قلوبهمْ
ورحمتُه فيهمْ تفيضُ ونائلُه
وقامَ، فقامَ العدلُ في كلِّ بلدة ٍ
خَطِيباً وأَضْحَى المُلْكُ قَدْ شَقَّ بازِلُهْ
وجَرَّدَ سَيْفَ الحق حتَّى كأنَّهُ
من السلِّ مسودٍ غمدُهُ وحمائلُه
رضينا على رغمِ الليالي بحُكمِهِ
وهَلْ دَافِعٌ أَمراً وذُو العَرْشِ قائِلُهْ!
لقدْ حانَ منْ يُهدي سويداءَ قلبهِ
لحدِّ سنانٍ في يدِ اللهِ عاملُه
وكَمْ نَاكِثٍ لِلعَهْدِ قَدْ نَكَثَتْ بهِ
أمانيهِ واستخذى لحقكَ باطلُهْ
فأمكنْتهُ من رمة ِ العفوِ رأفة ً
ومَغْفِرة ً إِذْ أَمكنَتْكَ مَقَاتِلُهْ
وحاط لهُ الإفرارُ بالذنبِ روحَه
وجُثْمانَه إِذْ لَمْ تَحُطْهُ قَبَائِلُهْ
إذا مارِقٌ بالغَدْرِ حَاوَلَ غَدْرَة ً
فذَاكَ حَرِيٌّ أنْ تَئِيمَ حَلائِلُهْ
فإنْ باشرَ الإصحارَ فالبيضُ والقَنا
قرَاهُ وأحواضُ المنايا مُناهِلُهْ
وإِنْ يَبْنِ حِيطَاناً عليْه، فإنّما
أُولئِكَ عُقَّالاتُهُ لا مَعَاقِلُهْ
وإلا فأعلمْهُ بأنك ساخِطٌ
ودَعْهُ فإِنَّ الْخَوْفَ لا شَكَّ قاتِلُهْ
بيمنِ أبي إسحاقَ طالتْ يدُ العُلى
وقامَتْ قَناة ُ الدينِ واشتدَّ كاهِلُهْ
هُوَ اليَمُّ مِنْ أَي النَّواحي أتيتَهُ
فلُجَّتُه المعروفُ والجُودُ سَاحِلُهْ
تعوَّدَ بسط الكفِّ حتى لو أنَّه
ثناها لقبضٍ لمْ تُجبهُ أنامِلُهْ
ولو لم يكنْ في كفِهِ غيرُ روحِهِ
لجادَ بها، فليتقِ اللهَ سائلُهْ
عطاءٌ لو اسطاعَ الذي يستميحُهُ
لأصبَحَ مِنْ بَيْن الوَرَى وَهْوَ عَاذِلُهْ
إِذَا آمِلٌ سَاماهُ قَرْطَسَ في المُنَى
مواهبهُ حتى يؤملَ آمِلُهْ
لُهى ً تَسْتثيرُ القَلْبَ لَوْلاَ اتّصَالُها
بحسنِ دفاعِ اللهِ وسوسَ سائلُهْ
إمامَ الهُدَى وابنَ الهُدَى أَيُّ فَرْحَة ٍ
تَعجَّلَها فِيكَ القَرِيضُ وقَائِلُهْ!
رجاؤكَ للباغي الغنى عاجِلُ الغنى
وأَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ لِقَائِكَ آجِلُهْ


بمحمدٍ صارَ الزمانُ محمداً
-----------------------------------
بمحمدٍ صارَ الزمانُ محمداً
عِنْدي وأَعتَبَ بَعْدَ سَوءِ فِعَالِهِ
بمروقِ الأخلاق لوْ عاشرْتَهُ
لَرَأَيْتَ نُجْحَكَ مِنْ جَميعِ خِصالِهِ
منْ ودني بلسانِهِ وبقلبِهِ
وأنالني بيمينهِ وشمالِهِ
أَبَداً يُفيدُ غَرائباً مِنْ ظرْفِهِ
ورَغائباً مِنْ جُودِهِ ونَوالِهِ
وسألتَ عنْ أمري، فسلْ عنْ أمرِهِ
دوني فحالي قطعة ٌ من حالِهِ
لو كنتَ شاهدَ بذلِهِ لشهدتَ لي
بوراثة ٍ أو شركة ٍ في مالِهِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبو تمام .... الروائع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عمر ابو ريشه.... الروائع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأجنحة الحرة :: الجناح الأدبي :: روائع الشعر العربي-
انتقل الى: