الكارما : قانون العدل الإلهي
( ميزان الأعمال) قانون الثواب و العقاب :
قانون الكارما هو قانون الأعمال أو ثمرة المعاملة فإلى أعمال الإنسان يعود السبب فيما يصيبه من خير أو شر من غنى أو فقر من سعادة أو شقاء من صحة أو مرض 0
الكارما هي الفعل و ردة الفعل في الحياة العملية و الحسيب و الرقيب في الحياة الشخصية فكل امرئ يحمل نتيجة أعماله في ذاته و على أساس هذه النتيجة تقدم الحياة جزاؤها من بؤس و مرض و حوادث و سعادة 000 الخ
والعذاب و الألم في العلم ليسا سوى تكفير عما ارتكب الإنسان في حيواته السابقة و قد يستمر العذاب و الألم قبل الموت و بعده إلى أن يراجع الإنسان أعماله بجدية و يبدأ بتصحيح منهج حياته 0
و عندما يصارع الإنسان نفسه و يغلبها في دوراته الحياتية عندها تتغذى روحه بالمعرفة و تكتمل بالحكمة عندها يصبح الإنسان سيد نفسه و عندها يقهر الموت لأنه أمسى فوق مدار الزمن و وصل إلى الخلود 0
خلق الإنسان آلامه عندما غاص في المادة و تخلى عن الغوص في أعماق ذاته و روحه و أصبح الإنسان يعي مادته و لا يعي روحه فبَعُد عن الطريق الصحيح و حاد عنه و بات الإنسان هو الألم و صاحب الألم و المسبب للألم و المتألم دون أن يعي ذلك 0
نتساءل أحياناً هل القضاء و القدر متفقان على إنزال المصائب بالإنسان ؟؟؟
و هل المشيئة الإلهية تتحين الفرص لإيقاع الإنسان في المصاعب و الويلات و الأمراض ؟؟
و لماذا يعاني بعض الأشخاص من الأمراض منذ ولادتهم ؟؟؟
أن الحكمة الإلهية أو المشيئة الإلهية لا تتلهى بآلام الناس و لا تسر لعذاباتهم و لا تسعد بمصائبهم فالله هو المحبة و ناموسه هو العدل كل العدل 0
كل يجازى بأعماله هكذا تقضي العدالة الإلهية القانون الأكبر الذي يجعل الظالم سابقاً مظلوماً حالياً و القاتل مقتولاً و المستقوي ضعيفاً 0
هذا هو عدل الخالق في الخليقة العدل الأسمى أو النظام الإلهي قانون الإنسان و قانون الطبيعة و قانون الكون 0
حكمة الألم و العذاب ( محبة الله في الإنسان ) طريق المعرفة و الفهم هذا الألم يجلي الروح و يصفي النفس و يفتح العقل و ألم الروح هو الألم الأكبر لأنه الصاقل الأوحد للروح للوصول إلى الانفتاح الروحي و هي مرحلة الاعتراف بالعذاب دواءً و بالألم بلسماً 0
فكل مصيبة تحدث للإنسان لها سببان ظاهري و خفي و السبب الخفي هدفه التوعية إلى ذنب أو خطأ ما كان قد ارتكبه هذا الإنسان سابقاً 0
و كل مرض أو عاهة ترافق الإنسان منذ طفولته هي نتيجة لسبب سلبي سابق أو عمل غير لائق قام به هذا الإنسان أثناء تجسد سابق له على الأرض
و هناك أشخاص يتعرضون دون غيرهم لمصاعب دائمة و آلام مستمرة و أمراض مزمنة و كلها تعكس صورة تعامل هؤلاء الأشخاص مع الآخرين و خاصة عندما تكون سلبية فعلاقتنا مع الغير يجب أن تكون إنسانية مبنية على المحبة و التسامح و المساعدة و الابتعاد قدر المستطاع عن الكره و الشر حتى تجاه أعداءكم لأن قانون الكارما هو من سيقتص منهم حسب أعمالهم و أقوالهم 0
و يظهر قانون الكارما في حياة الإنسان على ثلاثة مراحل : تنبيه – إنذار – تنفيذ العقاب 0
فإذا وعى المخطأ قبل المرحلة الأخيرة ( مرحلة الحساب) تجنب العقاب على فعلته و قد تظهر مراحل قانون الكارما في أكثر من دورة حياتية لأن قانون الكارما الخاص بكل إنسان مخطوط في وعيه الباطني أي ينتقل معه من حياة إلى أخرى دون التغاضي عن أي خطأ أو تصرف أو صفة سلبية 0
تساؤل: هل الاعتراف بالخطأ و الاستغفار و الصلاة تكفي لإلغاء العقوبة وفق قانون الكارما؟
الحكمة الإلهية لا تعفو و العدل الإلهي لا يسامح شخصاً دون الأخر أو يفاضل بين البشر و إلا كانت حلت الفوضى مكان النظام الإلهي ولكن الاستغفار و الصلاة تجعل تنفيذ قانون الكارما أخف من العقاب المستحق فعندما تكون الصلاة نابعة من قلب مفعم بالمحبة الإلهية و الصدق و الاعتراف بالخطأ عندها يكون تنفيذ قانون الكارما أخف وطأة على حياة الإنسان 0
إن أفعالنا الماضية حددت حياتنا الحالية و أفعالنا الحاضرة تعمل لبناء مستقبلنا فنحن نحصد الآن ما زرعناه في تجسدات سابقة و سوف نحصد في المستقبل ما نزرعه الآن 0
و نحن في الوقت الحاضر نأتي بنوعين من الأفعال :
أفعال جديدة نقوم بها و ثمرات أفعال تمت في الزمان الغابر و ما نسميه القضاء و القدر ليس إلا ثمرة أو رد فعل لأعمالنا السابقة فنحن قد صنعنا هذا القضاء و القدر بأيدينا و نحن الآن نصوغ المستقبل 0
فالإشتهاء أساس ولادتنا و عودتنا للتجسد و عبوديتنا و آلامنا و واجب الباحث الصادق أن يركز انتباهه على معرفة الله و هي الهدف الحق من الحياة البشرية 0
فإن ما قدر للإنسان سوف يحصل عليه ما في ذلك شك و واجبه أن يقنع بما قُسم له فوفق قانون الكارما الثراء و الفقر و الصحة و المرض و الشرف و العار و اللذة و الألم بل سائر ما يجابهه المرء في حياته قد سُطر على جبينه قبل أن يأتي إلى هذا العالم 0
"نقلاً عن أحد مواضيعي في أحد المنتديات"
وللحديث تتمة
دمتم بخير